"نموذج حلب" خطة تركيا لإعادة اللاجئين السوريين
أفادت صحيفة صباح التركية في 15 آب/ أغسطس 2023 بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصدر تعليماته لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم ووزارتي الداخلية والعمل، بتشكيل لجنة تهدف إلى دراسة عدة خيارات تشجع اللاجئين السوريين في تركيا على العودة إلى بلادهم ضمن آلية محددة أطلق عليها مسمى “نموذج حلب”.
وأضافت الصحيفة، أن تركيا تتفاوض مع روسيا والنظام السوري بشأن هذه المسألة، إذ تحاول أنقرة تنشيط الحياة الاجتماعية والتجارية من خلال التركيز على حلب، و”المناطق الآمنة”.
وتسعى الحكومة التركية بحسب مراقبين سياسيين عبر طرحها مشروع “نموذج حلب” لتخفيف أزمة اللاجئين في تركيا التي باتت تشكل مصدر إزعاج للحكومة والشعب التركي الذي يعاني من التضخم الاقتصادي، وما ينشأ عن ذلك من أعمال عنصرية تجاه العرب في تركيا.
إجراءات تشجيعية
ويرى الباحث والمحاضر في جامعة اسطنبول التركية محمود الجاسم في تصريح لموقع “التقرير العربي”، أن على الحكومة التركية القيام بعدة إجراءات تشجع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم وتشمل:
1 – حل مشاكل السكن للاجئين الراغبين بالعودة إلى سورية عبر بناء وحدات سكنية تستوعب أعداد اللاجئين في المناطق التي تشملها خطة “نموذج حلب” في شمال سورية.
2 – تأمين المنطقة من أي عمليات عسكرية أو أمنية قد تستهدفها مستقبلاً، وتأمين الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والبنية التحتية.
3 – تشجيع الاستثمارات في المنطقة عبر إنشاء المصانع والشركات التجارية وتقديم تسهيلات جمركية عبر رفع الضرائب على المواد الخام والسماح للتصدير عبر الأراضي التركية لتشجيع المستثمرين الراغبين في الاستثمار.
4 – تأمين فرص العمل للاجئين السوريين في تركيا ضمن المشاريع الاستثمارية المزمع انشائها ضمن الخطة التركية مع الحفاظ على مستوى الأجور بما يتناسب مع دخلهم السابق في تركيا.
سيناريوهات محتملة
ويرى المحلل السياسي التركي علي أسمر، أن هنالك عدة سيناريوهات محتملة لكيفية تنفيذ تركيا لخطة “حلب النموذجية” المزمع تنفيذها في سورية، وأن كل السيناريوهات قد تكون مناسبة لتركيا أو تلبي معظم مطالبها:
1 – السيناريو الأول يركز بشكل أساسي على محاولة تركيا إقناع روسيا وإيران بالسماح لهما بالسيطرة على مناطق جديدة في المنطقة الشمالية من سورية، وخصوصاً مدينة حلب.
ويرى أسمر أنه إذا تمكنت تركيا من تحقيق ذلك، فإن هذا السيناريو سيكون الأفضل لأنقرة على جميع المستويات.
2 – السيناريو الثاني، احتمال دخول تركيا في مفاوضات مع القيادة الروسية وإيران من أجل جعل مدينة حلب والمناطق المجاورة لها في شمال سورية منطقة آمنة تشرف عليها تركيا وروسيا وإيران بشكل مباشر.
3 – الثالث هو التوصل إلى اتفاق معين يقضي بإدارة مشتركة لمدينة حلب بين دمشق وأنقرة، إلا أنه قد يتم رفض تنفيذ هذا السيناريو ميدانياً لأسباب مختلفة، وأهمها عدم رغبة اللاجئين السوريين بالعودة الطوعية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وأشار الأسمر، إلى أن السيناريو الثالث في حال حدوثه سيكون السيناريو الأسوأ بالنسبة لتركيا، لأن النظام السوري لم يفِ بوعوده بشكل كامل.
وأضاف أن تركيا، بفضل تجاربها السابقة مع دمشق، تدرك أن النظام السوري قدم ضمانات في كل قضية، لكنها امتنعت لاحقاً عن تنفيذ أو تطبيق هذه الضمانات.
ويشير الأسمر، أنه من أهم العقبات التي تواجه الخطة التركية تتمثل في أن معظم رجال الأعمال والمستثمرين ليس لديهم رغبة في الاستثمار وإعادة الإعمار وإنفاق مبالغ كبيرة في إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.