قراءة في التطورات على الجبهة اللبنانية ومصير المفاوضات

لبنان يعيش تحت تأثير العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 17 أيلول/ سبتمبر الماضي، مع تنفيذ عمليتي تفجير البيجر واللاسلكي، وصولاً إلى استهداف قوة الرضوان ومن ثم اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبدء عمليات القصف والتهجير التي طالت المناطق اللبنانية كافة.

الجيش الإسرائيلي عمد إلى تنفيذ عمليات تدمير طالت معظم القرى والمدن الحدودية، وحاول التوغل في بعض المناطق الحدودية، ولكنه لم يحقق تقدماً كبيراً وإن كان نجح في تحقيق اختراقات محدودة.

وفي المقابل واصلت المقاومة الإسلامية تصديها للجيش الإسرائيلي في المناطق الحدودية، وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو المستوطنات الإسرائيلية والقواعد العسكرية في عكا وحيفا ومناطق قريبة من تل أبيب.

وفي ظل استمرار التصعيد العسكري تحركت المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل عبر الوسيط الأميركي، وسلمت السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورقة عمل تتضمن خطة متكاملة لوقف إطلاق النار ومن بنودها انسحاب مقاتلي حزب الله خلف نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على الحدود وتطبيق القرار 1701 وتشكيل لجنة دولية لمراقبة التنفيذ.

بري الذي رحب بالورقة أعلن التحفظ على اقتراح تشكيل لجنة دولية لمراقبة التنفيذ، وقدم اقتراحاً بديلاً هو أن تكون المتابعة عبر لجنة بإشراف الأمم المتحدة وقوات الطوارئ الدولية ومشاركة أميركية.

وبانتظار وصول الرد الإسرائيلي – الأميركي على موقف لبنان، فإن التصعيد العسكري مستمر، سواء على الحدود أو عبر القصف على الجنوب ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع خصوصاً، وأرجاء أُخرى من لبنان عموماً.

وأما على صعيد موقف حزب الله، فإن مسؤولي الحزب يؤكدون دعمهم للمفاوضات على أساس تنفيذ القرار 1701 ويرفضون أي شروط إضافية، ويؤكدون أن المقاومة جاهزة للمواجهة لفترة طويلة، وأن لدى الحزب خطط للمرحلة المقبلة، سواء توقفت الحرب أو استمرت.

نحن إذاً أمام مرحلة صعبة أسماها مسؤولو حزب الله : مرحلة التفاوض تحت النار.

وبانتظار تبلور الصورة سيكون هناك المزيد من التصعيد والمواجهة.