طرح جديد في أستانا 20 وعقبات أمام الحل في سورية

عقدت في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان في 20 حزيران/ يونيو، الجولة 20 من اجتماع أستانا الخاص بسورية بحضور وفود تمثل المعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي ووفد النظام السوري وبمشاركة الدول الضامنة (تركيا، وروسيا، وإيران).

وقد أعلن وزير خارجية ‎كازاخستان، أن الجولة 20 ستكون الأخيرة على أرض كازاخستان، الأمر الذي دفع موسكو إلى البحث عن مكان جديد لعقد الاجتماعات بصيغة أستانا، على ما قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

خارطة طريق روسية

يعتبر الباحث السياسي أحمد خطيب، أن ما تميزت به الجولة الأخيرة من المحادثات عن سابقتها، هو إعلان موسكو وعلى لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف عن خطة طريق لبحث حل سياسي توافقي وإدخال ملف تطبيع العلاقات التركية مع النظام السوري على أجندات الجولة 20.

ويرى أن المساعي الروسية تهدف إلى تحقيق حل سياسي يخدم مصالح موسكو في المنطقة العربية، وخصوصاً سورية، بعيداً عن التدخلات الأميركية والضغوط الأوروبية التي تمارَس عليها منذ اندلاع الحرب الأوكرانية.

ويشير الخطيب إلى أن خارطة الطريق الروسية تهدف إلى مناقشة عدة نقاط أبرزها:

1 – تطبيع العلاقات السياسية بين النظام السوري وتركيا الحليف الرئيسي للمعارضة السورية، وخصوصاً أن الجولة الأخيرة شهدت تمثيلاً دبلوماسياً أعلى من الجولات السابقة حيث تضمنت الجولة عقد لقاء رباعي لنواب وزراء الخارجية الأربعة (تركيا، وسورية، وإيران، وروسيا).

2 – إقامة حوار دبلوماسي، من خلال تسهيل المحادثات والمفاوضات الدبلوماسية بين سورية وتركيا، وتشجيع الحوار لمعالجة الخلافات وإيجاد أرضية مشتركة.

3 – التعاون الأمني الحدودي الذي يعد الأساس المكون لخارطة الطريق، مع التركيز على تدابير معالجة المخاوف الأمنية ومنع النزاعات عبر الحدود.

4 – تفعيل التعاون الاقتصادي بين سورية وتركيا، وتعزيز التجارة والاستثمار ومشاريع التنمية المشتركة، وهو ما يؤيده الإيرانيون والروس بشدة.

نقاشات قديمة متجددة

ويلفت الباحث السياسي عبد الكريم يوسف إلى أن صيغة أستانا تناقش منذ انطلاقتها في سنة 2017 عدة نقاط للوصول لحل سياسي شامل في سوريا وتتضمن:

1 – الإفراج غير المشروط عن المعتقلين بين النظام والمعارضة السورية، وقف إطلاق النار بين أطراف النزاع السوري برعاية الدول الضامنة، وحماية دول الجوار من الاعتداءات.

2 – مكافحة الإرهاب بجميع إشكاله والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها.

3 – إيجاد حل سياسي توافقي بين أطراف الصراع السوري تحت رعاية الأمم المتحدة ووفق قرار مجلس الأمن 2254.

4 – خروج جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية.

وفي السياق ذاته، يرى الكاتب والمحلل السياسي سعيد درباس في تصريح لـ”موقع التقرير العربي”، أن الجولة الأخيرة من اجتماع أستانا لم تحمل جديداً، فمنذ انطلاقتها منذ عدة سنوات وعقد 19 جولة سابقة لم تستطع تلك الجولات من إنجاز أي بند من بنود المناقشات بين أطراف النزاع السوري.

ويضيف درباس، أن خارطة الطريق الروسية تحمل هدفا رئيسياً وهو تطبيع العلاقات السورية التركية على حساب الحل السياسي الذي يتطلع له السوريين.

عقبات أمام الحل

لكن يوسف يرى أن خارطة الطريق الروسية تواجه عقبات عديدة ومنها:

1 – موقف النظام السوري من تركيا وقواتها العسكرية المتواجدة في سورية، والتي يعتبرها النظام السوري قوات احتلال، مشترطاً على تركيا خروج قواتها فورا مقابل التطبيع، وهو ما ترفضه تركيا بشدة.

2 – تحالف تركيا مع قوات المعارضة السورية التي تعتبرها حكومة دمشق وروسيا وإيران تنظيمات إرهابية يجب القضاء عليها، وهو ما ترفضه تركيا أيضا.

3 – القناعة التركية بعدم قدرة النظام السوري ومن خلفه روسيا وإيران على القضاء على قوات سورية الديمقراطية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة الأميركية والعدو اللدود لتركيا التي تعتبر تلك القوات امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه إرهابياً، وبالتالي فإن تلك القوات تمثل خطراً عليها.

4 – أما فيما يخص التعاون الاقتصادي الذي تدفع به إيران وروسيا بشدة، فيرى اليوسف أنه من الصعب الوصول إلى تفعيل التعاون الاقتصادي قبل الوصول إلى حل سياسي بين تركيا وسورية، وتطبيع العلاقات بشكل كامل.

5 – وبشأن خارطة السيطرة الحالية على المعابر والطرق الدولية يعتبر يوسف أنها عقبة رئيسية في مواجهة اي تعاون اقتصادي مقبل، وهو أمر لم تستطع جولات استانا العشرين تجاوزه على الرغم من الدفع الروسي عسكرياً وسياسياً لفتح الطرق الدولية، والذي يرتطم دائماً بعدم الرغبة التركية قبل إيجاد حل سياسي، فضلاً عن التواجد العسكري الأمريكي شرق الفرات.

وفي السياق ذاته، يشير درباس إلى أن من أهم العقبات التي تواجه إيجاد حل سياسي في سورية:

1 – تعنت النظام السوري ورفضه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، وسط غياب دور دولي فعال لإيجاد حل سياسي شامل.

2 – تناقض الرؤية الغربية والأميركية على وجه الخصوص، مع الرؤية الروسية والإيرانية للحل، وهو أمر لن يتيح المجال أمام المقترحات الروسية للحل.