تقرير فلسطين الضفة الغربية
تقرير الضفة الغربية
المقدمة
يستعير الفلسطينيون مقولة من موروثهم الشعبي تصف شهر آب/ أغسطس باللهّاب، كناية عن وطأة حره وقساوته، التي يبدو أنها انتقلت من الأجواء إلى الميدان، إذ تصاعد عدوان الاحتلال تاركاً 20 شهيداً، و586 جريحاً، و491 معتقلاً، فيما قتل 5 من جنود الاحتلال ومستوطنيه في عمليات نفذها مقاومون.
في الشأن الفلسطيني الداخلي، وقع صدام بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومجموعات المقاومة في مخيم طولكرم، عقب إزالة الأمن حواجز من مداخل المخيم، ما أدى إلى مقتل شاب عشريني.
داخلياً أيضاً، أحال الرئيس محمود عباس بشكل مفاجئ، 12 محافظاً من إجمالي 16 محافظاً و35 سفيراً على التقاعد.
سياسياً، أكد البيان الختامي لقمة العلمين الثلاثية التي جمعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، أن حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل “خيار استراتيجي وضرورة إقليمية ودولية ومسألة أمن وسلم دوليين.”
أما في الشأن الاقتصادي، فقد تبنى المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في دورته العادية على المستوى الوزاري، التي عقدت في القاهرة برئاسة اليمن، مشروع قرار لدعم الاقتصاد الفلسطيني.
وفي الشأن ذاته، كشفت نتائج مسح التجارة المرصودة للجهاز المركزي للإحصاء، أن قيمة العجز في الميزان التجاري الفلسطيني، الذي يمثل الفرق بين الصادرات والواردات، بلغت 547,4 مليون دولار.
وفي المشهد الثقافي، أعلنت اللجنة الوزارية المكلفة بالإشراف على اختيار التصميم الخاص بنصب النكبة التذكاري، عن الفنانين الفائزين في المسابقة التي أقرتها الحكومة بتوجيهات رئاسية ووزارية.
وخسرت فلسطين وحركتها الثقافية والأدبية الكاتب والشاعر زكريا محمد الذي وافته المنية عن 73 عاماً، عقب سيرة حافلة بالإبداع.
التقرير السياسي
قمة فلسطينية مصرية أردنية تشدد على حل الدولتين
جمعت قمّة ثلاثية في مدينة العلمين المصرية في 14 آب/ أغسطس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، وشدد بيان القمّة الختامي على أن حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل “خيار استراتيجي وضرورة إقليمية ودولية ومسألة أمن وسلم دوليين”.
وأعلن المجتمعون “أولوية الدول الثلاث للمرجعيات القانونية، الدولية والعربية لتسوية القضية الفلسطينية، وعلى رأسها ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، ضمن جدول زمني واضح، واستعادة الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير، وتجسيد دولته المستقلة، وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، وتحقيق حل الدولتين حسب المرجعيات المعتمدة.”
وشددوا على وجوب تنفيذ إسرائيل التزاماتها وتعهداتها وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات والتفاهمات الدولية السابقة المبرمة مع الجانب الفلسطيني، ووقف اقتحاماتها لمدن الضفة الغربية المحتلة والتي تقوّض قدرة الحكومة والأمن الفلسطيني على القيام بواجباتهم، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وغيرها من الممارسات التي تؤجج التوتر والعنف وتهدد باشتعال الأوضاع.
وجدد القادة الثلاثة تأكيد أهمية الإفراج إسرائيل عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لديها بشكل يُخالف الاتفاقات المبرمة في هذا المجال.
وأعربوا عن عزمهم الاستمرار في جهودهم مع القوى الدولية الرئيسية والأطراف المهتمة بالسلام لإعادة إحياء عملية سلام جادة، وذات مغزى تستند إلى قواعد القانون الدولي، ومرجعيات عملية السلام، وضمن آلية وجدول زمني واضح ومحدد.
وشددوا على تمسكهم بمبادرة السلام العربية بعناصرها كافة، والتي تستند إلى القانون الدولي والثوابت الدولية، وتمثل الطرح الأكثر شمولية لتحقيق السلام العادل.
21 شهيداً فلسطينياً و5 قتلى إسرائيليين
قتل جنود الاحتلال ومجموعات المستوطنين 20 فلسطينياً خلال آب/ أغسطس، فيما قضى شاب خلال إعداد عبوات ناسفة محلية في نابلس. وجرح 586 فلسطينياً، 464 منهم في محافظة نابلس، عدا عن العشرات الذين أصيبوا بالاختناق والرضوض خلال 18 مواجهة ووقفات أسبوعية مستمرة منذ سنوات، وخصوصاً في قرية كفر قدوم بمحافظة قلقيلية، وبلدتي بيتا وبيت دجن في محافظة نابلس.
واعتقلت قوات 491 فلسطينياً غالبيتهم من القدس المحتلة والخليل ورام الله، ومن بين المعتقلين 44 قاصراً و7 نساء. كما أصدرت محاكم الاحتلال 360 قرار اعتقال إداري.
وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن جيش الاحتلال ومجموعات المستوطنين شنوا خلال آب/ أغسطس 851 اعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، شهدت منها القدس المحتلة 148 اعتداء، وتعرضت محافظة نابلس إلى 140 اعتداء، ونفذ المحتلون 113 اعتداء في محافظة الخليل، في حين تركزت اعتداءات المستعمرين في محافظة نابلس (40 اعتداء) والخليل (30 اعتداء).
وثبت الاحتلال بؤرتين استيطانيتين جديدتين في الخليل ومنحها مئات الدونمات من أراضي المواطنين، وجرت دراسة 10 مخططات هيكلية لمستوطنات، كما تمت المصادقة على بناء 98 وحدة في مستوطنة جفعات زئيف. وتم إيداع 9 مخططات استيطانية على مساحة 588 دونماً.
ووزع الاحتلال 106 إخطارات هدم ووقف بناء وإخلاء منشآت، كما هدم الاحتلال 41 منشأة بدعوى عدم الترخيص بينها مدرسة. وتعرضت 260 شجرة للتقطيع والاقتلاع،
وارتكب جيش الاحتلال والمستعمرين 86 اعتداءً ضد التجمعات البدوية، تركزت في محافظة الخليل بـواقع 34 اعتداء، تلتها أريحا والأغوار بـ 13 اعتداءً، وطوباس والأغوار الشمالية بـ 12 اعتداءً.
وفي مقابل الاعتداءات الإسرائيلية، رصد مركز معلومات فلسطين (معطى) 859 عملاً مقاوماً خلال آب/ أغسطس، أوقعت 5 قتلى إسرائيليين و58 جريحاً. وارتفع عدد قتلى الاحتلال منذ بداية العام الجاري إلى 37، وهو الرقم الأعلى منذ انتفاضة الأقصى، التي اندلعت سنة 2000.
ووصف المعلق العسكري لموقع “واللا” العبري أمير بخبوط، شهر آب بأنه “أغسطس القاتل”. وقال إن العمليات التي نفذها مقاومون فلسطينيون، تشير إلى استمرار أزمة الأمن الشخصي للمستوطنين، على الرغم من الوعود الانتخابية الكبيرة لأعضاء الائتلاف الحكومي، حسب تعبيره. وأضاف إن عمليات إطلاق النار والطعن ورشق الحجارة أصبحت “روتينيًا حقيقيًا في الواقع الإسرائيلي” في الأشهر الأخيرة.
اعتداءات على صحفيين ومواقع دينية
رصدت وزارة الإعلام الإعلام الفلسطينية 56 انتهاكاً للاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين خلال آب/ أغسطس، هم 21 صحفياً و4 صحفيات، و6 طواقم صحفية.
وفي ملخص الاعتداءات، طال الاعتداء بالضرب 19 صحافياً، ومنعت التغطية في 18 حالة، وسجلت 5 حالات احتجاز و4 اعتقالات، وإبعاد واحد عن المسجد الأقصى، وحالتا فرض غرامات، ومثلهما منع من السفر، واستدعاء أمني مرة واحدة، واقتحام وتخريب منزلين لصحفيين، وإصابتان بقنابل الغاز,
وفي انتهاك المواقع الدينية، أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بياناً أشارت فيه إلى 23 اقتحاماً للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال وشرطته، وتنفيذ جولات استفزازية في باحات المسجد وتأدية طقوساً تلمودية فيه، كما منعت قوات الاحتلال استكمال أعمال الترميم في المسجد الأقصى المبارك.
ومنع الاحتلال رفع الأذان 51 وقتاً في الحرم الإبراهيمي، وأغلقه في 16 آب/ أغسطس بحجة الأعياد اليهودية، ومنع المصلين من الصلاة فيه.
قتيل في صدام بين الأمن الفلسطيني ومقاومين
تطورت عملية إزالة حواجز حديدية من مداخل مخيم طولكرم، إلى اشتباكات بين قوى الأمن الفلسطيني ومجموعات المقاومة وشبان، ورشق متظاهرون غاضبون قوى الأمن بالحجارة عند مداخل المخيم، وحدث تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل الشاب عبد القادر نضال زقدح (25 عاماً).
وقال المتحدث باسم الشرطة أن مواطناً قتل إثر إطلاق نار داخل مخيم طولكرم، من دون تحميل جهة المسؤولية.
عبّاس يحيل 47 محافظاً وسفيراً على التقاعد
أحال الرئيس محمود عباس بشكل مفاجئ، 12 محافظاً من إجمالي 16 محافظاً و35 سفيراً على التقاعد. ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، فقد أحال عباس في 10 آب/ أغسطس على التقاعد محافظي شمال غزة، وغزة، وخان يونس، ورفح، وجنين، ونابلس، وقلقيلية، وطولكرم، وبيت لحم، والخليل، وطوباس والأغوار الشمالية، وأريحا والأغوار.
وأصدر مرسوماً لتشكيل لجنة رئاسية، تضم شخصيات قيادية ذات اختصاص، لاختيار مرشحين لشغل منصب محافظي المحافظات الشاغرة، وإحالتها إليه لإصدار قرار بشأنها.
ووفق وسائل إعلام فإن بعض المحافظين وصف القرار بـ “المفاجئ”، موضحين أنه لا علم لديهم بالأسباب التي أدّت إلى ذلك، بينما أكدت مصادر سياسية أن القرار “جاء في إطار جهود الرئيس لتحسين مكانة حركة “فتح”، وتثبيت مبدأ السلطة الواحدة التي تفرض سلطة القانون، ومعالجة الفشل في العلاقة بين السلطة والفلسطينيين.
وفي 20 آب /أغسطس أبلغت وزارة الخارجية والمغتربين، عددا من السفراء الشروع بإجراءات إحالتهم على التقاعد، بقرار من الرئيس عباس، وقالت تقارير صحافية بأن عدد السفراء الذين أُبلغوا بالقرار 35 بينهم 17 فوق السبعين، و18 فوق 65 عاماً.
وقالت وكالة “وفا”، إن الوزارة، وبناءً على تعليمات الرئيس عباس، “أبلغت عدداً من السفراء الذين وصلوا إلى سن التقاعد أو تخطَّوه، أن إجراءات التقاعد لهم ستبدأ خلال فترة زمنية من الوقت وبحسب الأصول، وسيتمّ إبلاغهم بذلك في حينه”.
التقرير الاقتصادي
مشروع قرار عربي لدعم الاقتصاد الفلسطيني
تبنى المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في دورته الـ 112 العادية على المستوى الوزاري، والتي عقدت في القاهرة برئاسة اليمن، مشروع قرار بشأن دعم الاقتصاد الفلسطيني.
وينص القرار الذي عرضه وزير الاقتصاد الوطني خالد عسيلي، على الدعوة لإنشاء شراكات عربية لدعم الاقتصاد الفلسطيني للانفكاك التدريجي عن الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاستثمار في فلسطين والمدن الصناعية الفلسطينية، وتكون السلع العربية بديلاً عن المنتج الإسرائيلي والأوروبي.
وحث المجلس الدول العربية للتعاون بغية إنشاء معرض دائم في فلسطين للمنتجات العربية، وتعزيز ترويج المنتج الفلسطيني داخل الدول العربية من خلال تقديم التسهيلات، والمساعدة في إقامة معارض دائمة للمنتجات الفلسطينية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الوطني.
ودعا الدول العربية إلى تضافر جهودها من أجل العمل على تمكين الأسر الفلسطينية المتواجدة في المناطق الهشة والمهمشة، واستمرار تقديم الدول العربية مساهماتها المالية في موازنة “الأونروا” وإعادة استئناف برامج الدعم الفني المقدمة للدول الأقل نموا، والتي تندرج دولة فلسطين من ضمنها.
وشدد على اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي ونظامه الاستعماري، وتكليف الأمانة العامة – القطاع الاقتصادي، بإيجاد الآليات المناسبة لرصد أية خروقات في هذا الإطار تقوم بها الشركات الدولية، وعرض تقرير سنوي أمام المجلس لاتخاذ القرار المناسب بشأنها.
وقرر المجلس إحالة خطة التدخل وآليات التمويل الخاصة بـالاستراتيجية القطاعية لدعم القدس، والتي تم اعتمادها من خلال القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في بيروت، إلى المجالس الوزارية والمنظمات العربية المتخصصة، ووضعها على جداول أعمالها، والعمل على تنفيذ هذه البنود كل حسب اختصاصه.
ودعا المنظمات العربية المتخصصة ومؤسسات التمويل العربية، كل في مجال تخصصه، إلى تقديم كافة أنواع الدعم الممكنة، من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تنموية لتأهيل ما يدمره عدوان الإحتلال الإسرائيلي في كافة المدن الفلسطينية وقطاع غزة، وتقديم تقرير سنوي يعرض على دورة المجلس في أيلول/ سبتمبر 2023.
مؤشر سلطة النقد للأعمال يتراجع في الضفة
أظهرت نتائج “مؤشر سلطة النقد لدورة الأعمال”، انخفاض المؤشر الكلي في فلسطين خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، ليبلغ 5,9 نقاط، مقارنة بـ 14,2 نقطة في حزيران/ يونيو، جراء تراجعه في الضفة الغربية.
وكشفت سلطة النقد في بيان صدر عنها، في وقت سابق من آب/ أغسطس، أن المؤشر الكلي في الضفة الغربية انخفض بشكل ملحوظ من 18 نقطة في حزيران/ يونيو إلى 8,2 نقطة في تموز/ يوليو ، جراء تراجع معظم مؤشراته الفرعية، إذ انخفض مؤشر الإنشاءات من 4,9 إلى -0,2، ومؤشر التجارة من 2,8 إلى 0,4، ومؤشر الطاقة المتجددة من 0,6 إلى 0,2، ومؤشر النقل والتخزين من 0,8 إلى -0,4، ومؤشر الاتصالات من 0,3 إلى -0,1، مقابل استقرار مؤشر الصناعة عند 6,4 نقطة، ومؤشر الزراعة عند 1,8 نقطة.
وأكد أصحاب المنشآت المستهدفة في الضفة بانخفاض مستويات الإنتاج والمبيعات، فضلاً عن الانخفاض في حجم المخزون، وقد جاءت توقعات أصحاب المنشآت سلبية إزاء مستويات الإنتاج والتوظيف للأشهر الثلاثة المقبلة.
عجز الميزان التجاري يتراجع بـ 5%
كشفت نتائج مسح التجارة المرصودة للجهاز المركزي للإحصاء، والتي نُشرت نهاية آب/ أغسطس، أن قيمة العجز في الميزان التجاري الفلسطيني، الذي يمثل الفرق بين الصادرات والواردات، بلغت 547,4 مليون دولار أميركي، انخفضت بنسبة 5% خلال شهر حزيران/ يونيو الفائت، مقارنة بالشهر الذي سبقه، في حين ارتفعت بنسبة 5%، مقارنة بالشهر المناظر له من سنة 2022.
ووفق نتائج المسح، فقد انخفضت الصادرات خلال الشهر المرصود بـ 8% مقارنة بالشهر الذي سبقه، كما انخفضت بنسبة 1% مقارنة بالشهر المناظر له من سنة 2022، إذ بلغت قيمتها 130,6 مليون دولار أميركي.
وانخفضت الصادرات إلى إسرائيل خلال حزيران/ يونيو الماضي بـ 3% مقارنة بالشهر السابق، وشكلت الصادرات إلى إسرائيل 93% من إجمالي قيمة الصادرات للشهر ذاته. كما انخفضت الصادرات إلى باقي دول العالم بـ 46% مقارنة بالشهر السابق، إذ بلغت 8.9 مليون دولار أميركي.
وتراجعت الواردات بـ 6% مقارنة في أيار/ مايو، بينما ارتفعت بـ 4% مقارنة بحزيران/ يونيو 2022، إذ بلغت قيمتها 678 مليون دولار أميركي.
كما انخفضت الواردات من إسرائيل خلال حزيران/ يونيو الماضي 6% مقارنة بالشهر الذي سبقه، وشكلت الواردات من الدولة العبرية 54% من إجمالي قيمة الواردات للشهر المرصود. كما انخفضت الواردات من باقي دول العالم بـ 5%، مقارنة بشهر أيار/ مايو الماضي.
برنامج تمويلي للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر
أطلقت سلطة النقد والصندوق الفلسطيني للتشغيل، في 20 آب/ أغسطس، برنامج تمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر “إبدأ الآن” (Start Now).
وقال بيان لسلطة النقد إن حجم المشروع يبلغ 10 ملايين دولار، ويمكّن أصحاب المشاريع من الحصول على تمويل يصل إلى 10000 دولار أميركي كحد أقصى من دون فوائد، مع فترة سداد تصل إلى 48 شهراً، وفترة سماح تصل إلى 12 شهراً.
وجرى حفل الإطلاق، في مقر سلطة النقد في رام الله، بحضور محافظها فراس ملحم، ووزير العمل رئيس مجلس إدارة الصندوق الفلسطيني للتشغيل نصري أبو جيش، ونائب محافظ سلطة النقد محمد مناصرة، والمدير التنفيذي للصندوق الفلسطيني للتشغيل رامي مهداوي، وعدد من مسؤولي البرنامج.
وأكد ملحم حرص سلطة النقد، من خلال برامجها التنموية، على دعم المشاريع بمختلف أشكالها، وتسهيل وصولها إلى مصادر التمويل، موضحاً أن إطلاق برنامج “ابدأ الآن” يأتي ضمن مساعي سلطة النقد واستراتيجيتها لتوفير برامج تمويلية جديدة للقطاعات الاقتصادية المختلفة.
وأوضح أنه في إطار الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتحسين مستويات المعيشة، تعمل سلطة النقد على تلبية حاجات أصحاب المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، ونقلها من السوق غير الرسمي إلى السوق الرسمي، مشيراً إلى أن صندوق “استدامة” ببرامجه المختلفة، تمكن من دعم نحو 2800 مشروع حتى الآن بتغطية مالية وصلت إلى حوالي 150 مليون دولار.
وأوضح أبو جيش أن البرنامج يأتي استكمالاً لسلسلة متكاملة من المشاريع التمويلية والأنشطة الفنية التي تمت وما زال يتم تنفيذها من خلال برنامج “ستارت آب – فلسطين” الذي ينفذه الصندوق في جميع أنحاء الوطن، منذ سنة 2016 وإلى غاية اليوم، بتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS)، إذ ساهم البرنامج حتى الآن في توفير تمويلات لأكثر من 3500 مستفيد، وخلق أكثر من 5000 فرصة عمل، وتوفير الدعم الفني لأكثر من 2500 شخص.
وذكر أن الصندوق الفلسطيني للتشغيل ووزارة العمل، يوليان أهمية مضاعفة للفئات الأقل حظاً والمهمشة، وهو ما تمت مراعاته في البرنامج الذي ينطلق اليوم، والذي يستهدف الرياديين وأصحاب المشاريع من فئة النساء، وذوي الإعاقة، وخريجي مراكز التدريب المهني والتقني، وذلك بغرض مساعدتهم في إنشاء مشاريعهم الخاصة أو تطوير مشاريعهم القائمة.
وتشارك في البرنامج بنوك: القدس، وفلسطين، والإسلامي العربي، والإسكان، والصفا، والأهلي الأردني، فيما يجري تقديم طلب للحصول على تمويل يتم من خلال منصة “منشأتي” ومكاتب وزارة العمل في المحافظات.
التقرير الثقافي
إعادة إصدار 50 كتاباً نشرت قبل النكبة
أصدرت وزارة الثقافة 50 كتاباً طبعت قبل 1948، في إطار مساعيها لإعادة إحياء الموروث الثقافي الفلسطيني وإعادة طباعة كل ما تم تأليفه وطباعته في فلسطين قبل النكبة.
وتشتمل قائمة المطبوعات على روايات وشعر ومسرح وكتب علمية وفلسفية وتاريخية وأخرى في السياسة والجغرافيا وفنون الطبخ والفنون البصرية، وأدب الرحلات والتخطيط الحضري والمحاضرات.
وكتب تقديم المطبوعات بخط يد الرئيس محمود عباس، الذي قال “لم تكن فلسطين أرضا قاحلة، بل هي أرض معطاءة وكان أبناؤها وبناتها مبدعين في الشعر والقصة والرواية والمسرح والموسيقى والسينما، والعلوم الاجتماعية، والفكر، والفلسفة.”
وأضاف: “إن هذه الكوكبة من الكتب التي نعيد إصدارها تقدم باقة من هذه الإبداعات التي تكشف عن عظمة هذا الشعب ومحبته للثقافة والمعرفة.”
وأكد التقديم أن فلسطين كانت تزخر بالمطابع والمكتبات والصحف والمجلات والمسارح ودور السينما والمراكز الثقافية والمدارس والمعاهد، وكانت منارة يهتدى بها الآخرون ويفدون إليها طلبا للعلم وللمشاركة في الحياة الثقافية التي كانت تزدهر فيها.
وأشار الرئيس إلى “الاعتزاز بالموروث الثقافي الذي أبدعه أجدادنا، ونريد أن نحافظ عليه، ونريد للأجيال القادمة أن تقرأه وتعتز به وتبدع كما أبدع أسلافهم.”
وأشار وزير الثقافة عاطف أبوسيف إلى أن “فلسطين كانت محجاً لكل باحث عن المعرفة وطالب للعلم ساع وراء الثقافة والتنوير، وإن ما كان يصدر فيها من كتب على يد أساطين المعرفة والثقافة في فروعها كافة كان يتم توزيعه على كل البلاد العربية، وإن مهمتنا هي التذكير بهذه الحقيقة الخالدة لدحض تصورات ومزاعم الصهيونية الكاذبة حول فلسطين.”
وكانت الحكومة قد أطلقت برنامجا لتعزيز الرواية الفلسطينية بتعليمات الرئيس ومتابعة رئيس الوزراء، وعهدت لوزارة الثقافة تنفيذه.
إعلان أسماء الفائزين بتصميم نُصُب النكبة
أعلنت اللجنة الوزارية المكلفة بالإشراف على اختيار التصميم الخاص بنصب النكبة التذكاري، عن الفنانين الفائزين في المسابقة التي أقرتها الحكومة بتوجيهات رئاسية ووزارية.
وقالت اللجنة في بيان صدر نهاية آب/ أغسطس، إن تصاميم الفنانين سليمان منصور ونبيل عناني ووليد أيوب حظيت بإجماع لجان التحكيم.
وذكرت أن عشرات التصاميم تقدم بها فنانون ومعماريون تنافست ضمن المسابقة التي راعت أن تعكس الأعمال آلام الشعب الفلسطيني، وتخلد ذكرى المدن والقرى المهجرة، وعذابات اللجوء والتشرد، وذكريات البطولة والصمود في وجه النكبة.
وأوضحت أن الأعمال الفائزة ضمت تصميماً للفنان وليد أيوب على شكل البيت المتهاوي بفعل بطش الاحتلال الذي يأخذ شكل الخيمة قبل وقوعه بجانب إحالات تشكيلية للمخيمات الفلسطينية على شكل أوتاد حول الخيمة، وعملاً مشتركاً للفنانين سليمان منصور ونبيل عناني على شكل لوحات وجداريات تحمل أسماء المدن والقرى المهجرة في إضاءات معمقة لذاكرة الفلسطيني التي لا تُمحى.
وذكر رئيس اللجنة الوزارية محمد زيارة إن عملية الاختيار راعت المعايير الملائمة بما في ذلك الجماليات الفنية والبعد الوطني والمصداقية التاريخية وصدق التجسيد، لافتاً إلى أن غاية الحكومة من وراء إطلاق المسابقة كانت إعطاء مساحة للكل للمشاركة في رسم هذه اللحظة الأليمة وتجسيدها عبر نصب يظل شاهداً على عمق المأساة.
مهرجان "وين ع رام الله" في نسخته الـ 14
احتضنت رام الله، في 10 آب/ أغسطس، فعاليات النسخة 14 لمهرجان “وين ع رام الله” الذي بدأ بعرض موسيقي غنائي لفرقة “جماعة خير” الأردنية.
وفي مستهل الحفل، الذي أُقيم في ساحة راشد الحدادين، قدم الممثل عامر حليحل من حيفا، قراءة لقصيدة “مأساة النرجس ملهاة الفضة”، للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، بمشاركة الفنانين: جوانا مرجية، وسعيد قاحوش، وسما شحوك، وعبد الرؤوف الزعبي، تلاها السلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين.
وأكد صلاح هنية نائب رئيس بلدية رام الله التي احتضنت المهرجان، أن المهرجان الحالي يتخذ شعار: “75 عاماً على مسار العودة”، تزامناً مع الذكرى 75 لنكبة الشعب الفلسطيني المشؤومة، التي تشكل شرخاً عميقًا في قلوب الفلسطينيين الذين ما زالوا يعانون من آثاره بشكل بنيوي حتى الآن.
واستضاف المهرجان أمسيات لعدة فرق عكست التنوع في المشهد الفني الفلسطيني الحي والحر، ومثلت تجارب فنية تتأثر وتؤثر في سياقاتها المختلفة، وأكدت أن الجغرافيا ما هي إلا تفصيلة لا تفرّق، بل هي إحدى عناصر القوة.
وتخلل المهرجان فقرات غنائية وعروضًا فنية متنوعة لفرق فلسطينية وعربية، امتدت حتى 15 آب/ أغسطس، وحظيت بتفاعل جماهيري.
رحيل الشاعر والكاتب الفلسطيني زكريا محمد
خسرت فلسطين وحركتها الثقافية والأدبية الشاعر والكاتب زكريا محمد، الذي وافته المنية في 2 آب/ أغسطس، عن 73 عاماً.
وأبدع الراحل في الشعر والرواية والميثولوجيا وأدب الأطفال، وهو عضو مؤسس وعضو مجلس الأمناء لمركز “مسارات”.
ومن إصداراته في المثيولوجيا: “ديانة مكّة في الجاهليّة: كتابُ الميسر والقداح”؛ “ديانة مكّة في الجاهليّة: الحمس والطلس والحلّة”؛ “مضرّط الحجارة: كتابُ اللقب والأسطورة؛ “ذاتُ النحيين: الأمثال الجاهليّة بين الطقس والأسطورة”؛ “نقوش عربيّة قبل الإسلام”؛ “اللغز والمفتاح: رُقم دير علا ونقوش سيناء المبكّرة”؛ “نخلة طيء – كشف سر الفلسطينيين القدماء”؛ “عبادة إيزيس وأوزيريس في مكة الجاهلية”.
كما نحت ببراعة في أدب الأطفال: “أول زهرة في الأرض”؛ “مغني المطر”. وفي الرواية أصدر: “العين المعتمة” ,”عصا الراعي”.
وأبدع في الشعر: “قصائد أخيرة”، و”أشغال يدوية”، و”الجواد يجتاز أسكدار”، و”ضربة شمس”، و”حجر البهت”، و”كشتبان”، و”علندي”، و”زرواند”.
وقد تُرجمت أعماله إلى عدد من اللغات منها الكورية.
أبصر الراحل النور في قرية الزاوية غربي سلفيت سنة 1950، ودرس الأدب العربي في جامعة بغداد، وانتقل إلى بيروت وعمل في الصحافة سنة 1975، كما عمل منذ الثمانينيات في منابر إعلامية وثقافية فلسطينية مختلفة في بيروت وعمّان ودمشق، أهمها مجلات “الحرية”، و”الفكر الديمقراطي”. وعاد إلى فلسطين في 1994، وحيث تولى منصب نائب رئيس تحرير مجلة “الكرمل” التي ترأسها محمود درويش.
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف إنّ رحيله يشكل “خسارة للثقافة وللمثقفين الفلسطينيين، والذي قدم مساهمات جادة للشعر وللثقافة الوطنية الفلسطينية، وطالما كان نشاطه الأدبي والبحثي محط تقدير واهتمام، وكانت أعماله الشعرية ومساهماته الأدبية تحفز على الإبداع، وكرس جل حياته من أجل قضية شعبه وحريته ونضاله.”
واعتبرت وزارة الإعلام غياب زكريا محمد “خسارة لفلسطين التي كتب لها وعنها ومنها منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتنقل باقتدار عالٍ بين حقول الشعر والرواية والميثولوجيا وأدب الأطفال، ونال جوائز رفيعة.”