تقرير فلسطين

الكاتبعبد الباسط خلفالقسمفلسطينالتاريخ آب / أغسطس 2022

مقدمة

تصاعد التوتر في شهر آب / أغسطس في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفضلاً عن الاقتحامات الدائمة للمستوطنين للقدس الشرقية والمسجد الأقصى، والاعتقالات والتوغلات العنيفة في الضفة الغربية، شنت إسرائيل عدوانا عنيفاً على قطاع غزة استمر 56 ساعة، استهدف قادة حركة الجهاد الإسلامي، وأدى إلى مقتل عدد من المدنيين الفلسطينيين معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال، فيما حيدت حركة “حماس” نفسها عن المواجهة، ولم تشارك في إطلاق صواريخ رداً على العدوان.
سياسيًا، برز موقف للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارة إلى العاصمة الألمانية برلين، أحدث سجالاً مع مضيفيه، ثم مع المسؤولين الإسرائيليين، وصف فيه ما قامت به إسرائيل من إنشائها حتى اليوم بحق الفلسطينيين من مجازر بأنها هولوكوست، متحدياً إياها أن تُعلن قبولها بدولة واحدة يتساوى فيها جميع المواطنين، مع تأكيده التمسك بحل الدولتين، والذي قال إن إسرائيل قوضته.
وكان الحدث السياسي الأبرز زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، وخصوصاً مشاركته في قمّة الرياض التي تضم دول الخليج ودولاً عربية، وخصوصاً ما أُشيع عن العمل على تشكيل تحالف عربي – إسرائيلي في مواجهة إيران، وهو أمر لم يجر الإعلان عنه ونفاه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال المؤتمر الصحافي في ختام قمتي جدة السعودية – الأميركية والعربية – الأميركية. لكن الزيارة شهدت توقيع بايدن ورئيس وزراء إسرائيل يائير لبيد إعلاناً في القدس المحتلة (إعلان القدس)، أكد التزام واشنطن بأمن إسرائيل والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لتل أبيب، تزامناً مع فتح الرياض مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية. وقد التقى بايدن أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم، من دون أن يتمخض اللقاء عن أي التزامات سياسية.
قمتا جدة غير المسبوقتين، كان قد سبقهما اجتماع وزراء خارجية دول عربية لها علاقة دبلوماسية مع إسرائيل، مع نظيرهما الإسرائيل والأميركي في النقب، فيما يبدو أنه كان بمثابة ترتيب لقمتي جدة، ووسط تطورات سياسية وميدانية مهمة، إذ حُلّت الكنيست الإسرائيلية وتمت الدعوة إلى انتخابات مبكرة هي الخامسة في غضون 4 سنوات، وسط انسداد سياسي في إسرائيل المتوجهة قُدماً نحو اليمين الديني المتطرف، فيما يبقى الفلسطينيون رسمياً على حالهم من الانقسام والضعف، في مقابل هبّات شعبية وعمليات فردية، فيما لم يفلح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عقب جمعه الرئيس محمود عباس برئيس المكتب السياسي لـ “حماس” إسماعيل هنية، في إحداث اختراق بملف المصالحة.
وشكل اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي لمراسلة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين، صدمة لم تنته بالاعتداء على جنازتها في القدس المحتلة، وسط مخاوف جديدة من ضغوطات واشنطن للتخلي عن المضي في ملف الاغتيال عبر بوابة “الجنائية الدولية”.
اقتصادياً، عانت الأراضي الفلسطينية من أزمات متعددة، أولها وقف التمويل الغربي للسلطة الفلسطينية، وهو توقف بدا أنه وصل إلى نهايته مع عودة الاتحاد الأوروبي إلى تمويل السلطة، فيما شهدت نسب التضخم وأسعار السلع ارتفاعاً ملحوظاً في الضفة وغزة والقدس.
وثقافياً، لم توقف التحديات إرادة الحياة، إذ تستعد بلدية رام الله لإطلاق مرجان (وين ع رام الله) الثاني عشر، وقبلها انعقد مهرجان الرقص المعاصر في نسخته الـ 16 بحضور دولي مميز، فيما فاز الكاتب السوري المغيرة الهويدي بجائزة “غسان كنفاني للرواية العربية” بنسختها الأولى، عن روايته “قماش أسود”.

التقرير السياسي

عدوان على غزة: 56 ساعة قصف وإسرائيل تستفرد بـ "الجهاد"

شنت إسرائيل في 6 آب / أغسطس عدواناً على قطاع غزة استمر 56 ساعة، سقط خلاله 45 قتيلاً فلسطينياً من بينهم 15 طفلاً و4 نساء، وأكثر من 360 جريحاً، وهو عدوان وصفه مراقبون بـ “منافسة مبكرة على أصوات الناخبين الإسرائيلي، ولكن بدم فلسطيني.”
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة التابع لحركة حماس، فإن نحو 1500 وحدة سكنية تضررت، منها 16 وحدة دمرت كليا، و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن، و1400 وحدة تضررت جزئياً. كما تسبب العدوان بأضرار في عشرات الدونمات الزراعية، وتوقف محطة توليد الكهرباء التي عادت إلى العمل بعد وقف إطلاق النار.
وأعلنت حركة الجهاد أنها أطلقت مئات الصواريخ، معظمها استهدف مستعمرات غلاف غزة، ومدينة عسقلان، فضلاً عن بعض الصواريخ التي سقطت في البحر قبالة تل أبيب.
ونقلت جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي، أنه جرى إطلاق 580 صاروخاً على إسرائيل من قطاع غزة، سقط أكثر من 100 صاروخ داخل الأراضي الفلسطينية، بينما عبر نحو 480 صاروخاً إلى إسرائيل، وأن نظام القبة الحديدية اعترض ما يقرب من 200 صاروخ بمعدل دقة 96%.
وقد كانت هذه الجولة الدموية على غزة مفاجئة، كون مصر توسطت قبل أن تبدأ المعركة حتى لا تحدث، خصوصاً أن إسرائيل بدأت تحرشها بالجهاد الإسلامي من خلال اعتقالها أحد قادتها الشيخ بسام السعدي في الضفة الغربية، ومارست ممرسات مهينة بحقه، ونشرت ما قامت به على مواقع التواصل الاجتماعي، منتظرة أن ترد الجهاد، لكن الوساطة المصرية نجحت في تهدئة الأجواء، بعدما كانت الجهاد هددت بالرد، إلا أن إسرائيل فاجأت الجميع باغتيال قادة ميدانيين من الجهاد في غزة، على الرغم من أن الوساطة المصرية كانت لا تزال قائمة.
وقد واصلت مصر وأطراف أُخرى جهوداً مكثفة لدى إسرائيل و”الجهاد”، بعد اندلاع المعركة، من أجل وقف المواجهة العسكرية والتوصل إلى تهدئة، قال عنها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، إن مصر تعهدت بالعمل على إطلاق سراح القيادي في الحركة بسام السعدي المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي في غضون أسبوع.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الإيرانية إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي سيسري في فلسطين الساعة 11:30 من ليلة 8 آب / أغسطس، لا تعقيدات فيه، وهو يتمثل في التزام إسرائيلي بإطلاق سراح السعدي والأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة.
لكن قادة إسرائيل سرعان ما أعلنوا عدم التزامهم بذلك، بل إن محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية مددت في 11 آب / أغسطس اعتقال الشيخ السعدي 6 أيام، متجاهلة التعهد بالإفراج عنه ضمن شروط اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع الحركة.
أما الأخطر في جولة العدوان، واغتيال قادة عسكريين بارزين في حركة الجهاد التي تتهمها إسرائيل بـ” الإشراف على تنفيذ العديد من العمليات الفدائية” ضدها، كان انفراد الدولة العبرية بـ “الجهاد”، وعدم دخول الجناح العسكري لحركة “حماس” في المواجهة، والتي اكتفى رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في 7 آب / أغسطس، بالتباحث مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل فوري، وهو ما اعتبره محللون تراجعاً في موقف الحركة، وأعلاناً ضمنياً بعدم دخولها في المواجهة.
وقال الكاتب ربحي دولة “إن العدوان شكل انكشاف حركة حماس وزيف ادعاءاتها في حمل راية المقاومة، وبأنها لا تلتفت إلى مكاسب دنيوية أو جهوية، وإنما إلى تحرير فلسطين كل فلسطين”. وضجت مواقع التواصل باستعارات “أكلت يوم أكل الثور البيض” في إشارة إلى التخلي عن “الجهاد الإسلامي”.

زيارة بايدن: بعض نجاح في إسرائيل، وبعض فشل في جدَة

بقيت المنطقة حتى انتهاء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة يوم السبت 16 تموز / يوليو، أسيرة تحليلات ما سينتج عن هذه الزيارة، على غرار: إقناع السعودية بزيادة انتاجها من النفط لتخفيف وطأة حاجة السوق العالمية الى النفط بعد أزمة الطاقة الناتجة عن الحرب في أوكرانيا؛ ضم الرياض إلى دول مبادرة أبراهام للسلام مع إسرائيل؛ انشاء حلف عسكري عربي – إسرئيلي؛ الضغط على القيادة الفلسطينية لتقديم المزيد من التنازلات لمصلحة إسرائيل التي تعاني من أزمة سياسية جديدة.
وبدأت جولة بايدن بعد ظهر يوم الأربعاء 13 تموز / يوليو إلى إسرائيل بعقد عدة اجتاعات وزيارات لبعض المواقع قبل أن ينتقل يوم الجمعة إلى القدس ثم إلى بيت لحم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليعود إلى إسرائيل وينتقل مباشرة من مطار بن – غوريون إلى جدة لعقد قمّة مع القيادة السعودية وحضور قمة مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن المعروف باسم GCC + 3.
وتعقيباً على جولة بايدن ولقاءاته، رأى المحلل السياسي إبراهيم أبراش أن جولة بايدن وبيان قمة جدة أرضيا جميع الأطراف من دون حسم أي من القضايا الإستراتيجية التي كانت محل نقاش قبل الزيارة مثل: زيادة صادرات النفط من المنطقة وخفض أسعاره؛ الملف النووي الإيراني؛ تشكيل حلف عسكري يضم إسرائيل.
وتساءل: “هل العلاقات الدولية وخصوصاً في القضايا ذات البعد الأمني والاستراتيجي يتم مناقشتها من خلال الدبلوماسية العلنية والمكشوفة؟ وهل البيان الصادر يعبر تعبيراً صادقاً عمّا جرى قبل الزيارة وخلالها؟ وكيف نفسر قول رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن حققت إنجازات لن يُسمح بالحديث عنها إلا بعد سنين؟”
كما أوضح الإعلامي المتابع للشأن الإسرائيلي محمد دراغمة لـ “التقرير العربي”، أن الدولة العبرية نقر بأن نتائج زيارة بايدن ليست كاملة، وخصوصاً العلاقات مع السعودية، لكنها في الوقت نفس تعترف بأنها لم تحقق كل أهدافها، ولا سيما أن الرياض ما زالت بعيدة عن التطبيع الكامل، ولم تشكل حلفاً دفاعياً مع إسرائيل، وبقي الموقف السعودي مكانه في عدم الذهاب بعيداً في التطبيع، من دون حل القضية الفلسطينية. ومع ذلك، فإن السعودية تتغير، لكن ليس كما تريد إسرائيل.
وأشار الصحافي المتخصص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان أن ما قيل عن تخصيص بايدن ولبيد 25 ثانية لمناقشة الملف الفلسطيني، معلومة ليست دقيقة، ولم تنشر في الإعلام العبري. لكن الثابت أن الرئيس الأميركي، لم يرغب بالضغط على تل أبيب في الشأن الفلسطيني، حتى لا يورط لبيد خلال مرحلة التحضير للانتخابات المبكرة، وما جرى الحديث عنه لم يتعد بعض التسهيلات، وتحسين ظروف المعيشة للشعب الفلسطيني.
وبيّن أن الأمر الخطير يتصل بتغير الموقف الأميركي من القدس الشرقية التي كانت تعتبرها الإدارة الأميركية منطقة متنازع عليها، وتحت احتلال، لكن بايدن قال هذه المرة أنها عاصمة إسرائيل، وحدودها تحل بالمفاوضات، مثلما لم يفعل شيئاً لإعادة فتح القنصلية التي تتعاطى الشأن الفلسطيني في القدس الشرقية.
وقد وقّع بايدن، في 14 تموز / يوليو (ثاني أيام جولته)، في القدس المحتلة، اتفاقاً مشتركاً مع لبيد أطلق عليه “إعلان القدس” للشراكة الاستراتيجية.
وركز الإعلان على التزام واشنطن بأمن إسرائيل والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لتل أبيب، وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي ومواجهة الأنشطة الإيرانية بالمنطقة.
وكان بايدن دافع عشية زيارته، في مقالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” في 9 تموز / يوليو، عن قراره زيارة السعودية، وقال “بصفتي رئيساً، من واجبي الحفاظ على بلدنا قوياً وآمناً”، وحدد 3 أهداف رئيسية من زيارته، هي: “مواجهة” روسيا، و”بأن نكون في أفضل وضع ممكن” في مواجهة الصين، وضمان “مزيد من الاستقرار” في الشرق الأوسط.
وكان ملك الأردن عبد الله الثاني، قال يوم السبت 5 تموز / يونيو، إن زيارة الرئيس الأميركي قد تساهم على نحو إيجابي في تسريع المشاريع الإقليمية”. ورجح في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” الأميركية، أن يؤكد بايدن انخراط “أوروبا والولايات المتحدة، والغرب [….] بقوة في الإقليم”، معتبراً أن تلك المشاريع الإقليمية “هي الكلمة المفتاحية للمستقبل”. وبشأن حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي رأى أن “الحل الوحيد هو حل الدولتين”.
وتمهيداً لزيارة بايدن، عقد الرئيس الفلسطيني اجتماعات وأجرى محادثات هاتفية مع مسؤولين إسرائيليين، إذ تحدث هاتفياً مع كل من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء يائير لبيد يوم الجمعة 8 تموز / يوليو، عقب اجتماع بين عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس 7 تموز / يوليو، تناول الترتيبات الأمنية التي ستترافق مع زيارة بايدن. فيما أوضح مكتب لبيد أنه ناقش مع عباس “التعاون المستمر والحاجة إلى ضمان الهدوء”. كما أوضح مكتب هرتسوغ أنه ناقش مع عباس “من بين أمور أخرى، الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن.”
وكان الرئيس محمود عباس رحب في 21 حزيران / يونيو بزيارة بايدن، وقال إنه يتطلع لأن تشكل الزيارة “محطة لتعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين، وأن تسهم في تهيئة الأجواء لخلق أفق سياسي يحقق السلام العادل والشامل القائم على أسس الشرعية الدولية، وحل الدولتين على حدود عام 1967، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.” وأعرب عن أمله في أن “تترجم هذه الزيارة ما يؤمن به الرئيس بايدن وإدارته من أهمية تحقيق حل الدولتين، ووقف التوسع الاستيطاني، ومنع طرد الفلسطينيين من أحياء القدس، والحفاظ على الوضع التاريخي للحرم القدسي الشريف، ووقف الأعمال أحادية الجانب، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس.”
وبشأن زيارة بايدن إلى السعودية، فقد أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” بأن هدفها هو دفع اتصالات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وليس فقط إقناع السعودية بزيادة انتاج النفط. وبحسب “يسرائيل هيوم” فإن نية بايدن على ما ييدو تتعلق بالخطة الإقليمية التي أُفيد عنها بشكل غير رسمي عن تقدم إسرائيل والسعودية نحو تطبيع العلاقات، وذلك من خلال اتفاق نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية بموجب اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، والسماح للطائرات الاإسرائيلية التحليق فوق الأجواء السعودية.
وفي تعليقات لموسكو بشأن زيارة بايدن التي لا تفصلها عن تطورات الوضع في أعقاب الحرب في أوكرانيا، رأى نائب وزير الخارجية المشرف على إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية الروسية سيرغي رياباكوف، أن بايدن سوف يركز في زيارته على البرنامج النووي الإيراني و”كل ما يتعلق به”، وعلى مسائل ضمان الأمن في منطقة الخليج.
وأشارت وكالة نوفوستي الرسمية في مقالة رأي غير مذيلة بتوقيع في 5 / 7 / 2022 إلى تراجع بايدن عن وعده الانتخابي بجعل القيادة السعودية قيادة منبوذة لاتهامها بقتل جمال خاشقجي منذ 4 سنوات في إسطنبول. وأضافت أن الرئيس الأميركي انحنى في المقابل أمام القيادة السعودية، بهدف إقناعها بالتخلي عن صفقة النفط مع روسيا في إطار “أوبك+”. وهذا يعني رفع حجم عرض النفط في السوق وتخفيض أسعاره، وبالتالي تخفيض عائدات روسيا من صادراته، وكذلك سعر البنزين في الولايات المتحدة، الأمر الذي يزيد من شعبية بايدن ويسمح بالاحتفاظ بالسيطرة على الكونغرس في انتخابات الخريف المقبل. ورأت صحيفة “أن جي” الروسية، أن البيت الأبيض يسعى لاستمالة بلدان المنطقة إلى جانب الغرب في الصراع مع روسيا.
وكان لافتاً نشر صحيفة “جيروزاليم بوست”، عشية الزيارة، خبراً يشير إلى أن الحكومة الروسية أمرت الوكالة اليهودية بوقف جميع العمليات داخل روسيا، وذلك عبر رسالة وردت من وزارة العدل الروسية قبل أيام من زيارة بايدن. وقد أكد مسؤولون في الوكالة اليهودية استلام الرسالة. ويُذكر في هذا السياق، أن الإدارة الروسية في زمن حكم الرئيس فلاديمير بوتين، ارتبطت بعلاقات مميزة مع الحكومات الإسرائيلية، لكن موقف تل أبيب الملتبس بداية، والمؤيد لواشنطن لاحقاً، من الحرب في أوكرانيا، وتر تلك العلاقات.

اجتماع لوزراء خارجية دول عربية وإسرائيل في النقب

وشهدت المنطقة اجتماعاً غير مسبوق انعقد في 27 – 28 آذار / مارس 2022 في النقب، لوزراء خارجية مصر والإمارات والمغرب والبحرين وإسرائيل والولايات المتحدة، استعرضوا خلال تطورات المنطقة. وهيمنت على أعمال القمّة عملية نفذها فلسطينيان في مدينة الخضيرة، والتي أدانها المجتمعون في مؤتمر صحافي في ختام القمة.
وشكر يائير لابيد (وكان وزيراً لخارجية إسرائيل في حينه قبل أن يصبح رئيساً للوزراء بعد استقالة الحكومة وحل الكنيست) الوزراء العرب المجتمعين في القمّة على موقفهم.
لكن، ما كان لافتاً في حينه، تصريح وزير الخارجية الأميركي بلينكن الذي، فضلاً عن إدانته العملية، وترحيبه بالقمّة التي “منذ بضع سنوات لم نكن لنتصور هذا الاجتماع في إسرائيل”، إشارته إلى أن “الاتفاقات مع الدول العربية لن تكون بديلاً للاتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

أزمة سياسية جديدة في إسرائيل وخارطة تحالفات انتخابية جديدة

في غضون ذلك، دخلت إسرائيل في أزمة سياسية جديدة بعدما تعذر بقاء التحالف الذي يقوده أقصى اليمين، وبالتالي قررت الحكومة التي يرأسها بالتناوب كل من نفتالي بينت ويائير لابيد حل الكنيست والدعوة لانتخابات عامة جديدة هي الخامسة في غضون 4 سنوات.
فقد صوت الكنيست الإسرائيلي يوم الخميس 30 حزيران / يونيو على حل نفسه بعد انهيار الائتلاف الحاكم، وصوت على إجراء انتخابات مبكرة في الأول من تشرين الثاني / نوفمبر 2022، ولاحقاً قدم بينت استقالته من رئاسة الحكومة وحل لابيد مكانه في المرحلة الانتقالية، وكانا قد شكلا ائتلافاً غير منسجم من ثمانية أحزاب بعد انتخابات 2021، لكنه انهار ممهداً لانتخابات جديدة، وفاتحاً الطريق أمام احتمال عودة بنيامين نتنياهو إلى منصب رئاسة الحكومة على الرغم من محاكمته بتهم فساد. وقد أطاح بينيت ولابيد بنتنياهو، وحزب الليكود، في حزيران / يونيو 2021، الأمر الي كسر في حينه عامين من الجمود السياسي.
ويُراقب المهتمون الموقف الذي سيتخذه الفلسطينيون في مناطق الـ 48، أو ما يُطلق عليهم عرب إسرائيل خلال الانتخابات المقبلة، وخصوصاً أنهم انقسموا في الانتخابات السابقة، وشاركوا في قائمتين متنافستين حصلت فيها الأحزاب العربية على 10 مقاعد برلمانية توزعت بين القائمة المشتركة (6) والقائمة الموحدة (4) بزعامة منصور عباس الذي شارك في الائتلاف الحاكم، في حين أنها أحرزت 15 مقعداً في الانتخابات السابقة.

إسرائيل تواصل سياساتها والفلسطينيون يعاندون

وجاء حل الحكومة الإسرائيلية والدعوة لانتخابات مبكرة، وهي عملية أسبابها إسرائيلية داخلية، وسط تحديات داخلية وخصوصاً مع معاندة شعبية فلسطينية تمثلت بانتفاضات في القدس وعمليات فردية انطلقت بمعظمها من الضفة، تخفف تهافت الوسط السياسي الرسمي الفلسطيني، لكن من دون أن تتمكن من وقف سياسات إسرائيل القمعية والاستيلائية التي تقوض أي فرصة لحل الدولتين.
مصادرة أراضي وهدم منازل واستيطان: فلابيد الذي ترأس الحكومة في المرحلة الانتقالية قبل إجراء الانتخابات العامة، اختار أن يسكن في فيلا حنا سلامة في القدس التي استولت عليها إسرائيل في سنة 1948، في إشارة إلى استمرار سياسة سلب أملاك الفلسطينيين، ليس في القدس فحسب، بل في أرجاء الضفة الغربية.
فقد أحصى مركز القدس (5 أيار / مايو) ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة عددا من قرارات مصادرة الأراضي الفلسطينية ( 7 تموز / يوليو) على النحو التالي:
– نيسان / أبريل: (1) هدم منازل: هدم منزل في رام الله، وهدم منزل الأسير عمر جردات ومنزلي عائلتي كل من ضياء حمارشة رعد خازم في جنين في الضفة الغربية؛ إجبار فلسطيني على هدم منزله في القدس، وهدم منزل الأسير فادي عليان. (2) مصادرة أراضي: مستوطنون يستولون على أراض في مسافر يطا جنوبي الخليل؛ الاستيلاء على أراضي مواطن فلسطيني في المغير قضاء رام الله؛ الاستيلاء على مساحات من أراضي حمصة التحتا وفروش بيت دجن الواقعة في الأغوار الشمالية والوسطى. (3) تجريف أراضي: تجريف قرابة 10 دونمات من أراضي المواطنين في قرية الجبعة في بيت لحم؛ تجريف أراض في قرية بورين في نابلس. (4) مستوطنات: المحكمة العليا الإسرائيلية تصادق على بناء 31 وحدة استيطانية في البلدة القديمة من مدينة الخليل.
– أيار / مايو: أصدرت القوات الإسرائيلية أمراً عسكرياً بمصادرة الأراضي لشق طريق من مسربين لتسيير دورياتها في “منطقة إطلاق النار”. وهدمت منازل العشرات من الفلسطينيين في خربة الفخيت والمركز.
– حزيران / يونيو: أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر بهدم 7 منازل التي يستخدمها مالكوها في تأمين سبل عيشهم في خربة التبان. وصدر المزيد من أوامر الهدم التي طالت 20 مبنى في خلة الضبع بعد يوم من الإعلان عن إجراء تدريب عسكري في المنطقة.
إلى ذلك، أظهرت إحصائية فلسطينية رسمية صدرت في 2 حزيران/ يونيو، مقتل 62 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري، في ظل توتر ميداني غير مسبوق منذ سنوات. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن هؤلاء سقطوا في الضفة الغربية وشرق القدس وقطاع غزة خلال النصف الأول من العام الجاري.
مواجهات في القدس والضفة: في مقابل الانتهاكات الإسرائيلية، سجل الفلسطينيون معاندة شعبية واضحة على الرغم من عدم الفاعلية الرسمية.
وكانت القدس مجدداً مسرحاً للمواجهات، إذ نفذ مستوطنون متطرفون إسرائيليون في 29 أيار/ مايو مسيرة الأعلام الاسرائيلية التي رفعوها في باحات المسجد الاقصى، بحماية الشرطة الإسرائيلية التي اعتدت على المصلين والمعتكفين ونفذت حملة اعتقالات عشوائية. وللمرة الأولى، ظهر مستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية في ساحات الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، وفي سابقة في تاريخ المسجد الأقصى، أدى عدد كبير من المستوطنين “السجود الملحمي” بالجملة في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى تحت حراسة الشرطة. واخترقت مسيرة الأعلام الإسرائيلية شوارع القدس في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة.
وسبقت مسيرة الأعلام مواجهات في باحة المسجد الأقصى، وفي نقاط أخرى من البلدة القديمة حيث رفع الفلسطينيون على منازلهم أعلاما فلسطينية، بينما سارت مجموعات من الإسرائيليين الذين حملوا أعلاماً إسرائيلية في الشوارع هاتفين ومغنين بمواكبة عناصر من الشرطة.
وقبل ساعات من انطلاق المسيرة، زار النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى حيث شوهدت أيضا مجموعة كبيرة من اليهود، بينما أفادت الشرطة الإسرائيلية عن “مثيري شغب” فلسطينيين ألقوا حجارة في اتجاه الشرطة.
واللافت أن حركة “حماس” التي سبق أن هددت بقصف صاروخي على مواقع إسرائيلية في حال نُفذت مسيرة الأعلام وتم اقتحام المسجد الأقصى، لم تُحرك ساكناً، وقال مطلعون على الأمر أن ضغوطاً من حلفاء عرب وإقليميين لـ “حماس” حذروها من مثل هذه الخطوة، وقد استجابت للضغوط التي كانت قوية جداً.
وتعليقاً على الممارسات الإسرائيلية قال الرئيس عباس، في 8 حزيران/ يونيو “إن كل الشواهد والوثائق التاريخية تؤكد هوية القدس والمسجد الأقصى وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية بعاصمتنا المقدسة.” وشدد في كلمة ألقاها عبر الهاتف، أمام مؤتمر “وثائق الملكيات والوضع التاريخي للمسجد الأقصى المبارك”، الذي عقد في جمعية الهلال الأحمر بمدينة البيرة، على أنه “لن نسمح ولن نقبل بتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأقصى، مهما كانت الظروف.”
وكان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، قرر في 9 شباط/ فبراير، تعليق الاعتراف بإسرائيل وإنهاء التزامات السلطة الفلسطينية بكافة الاتفاقيات معها لحين اعترافها بدولة فلسطينية على حدود 4 حزيران / يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية. لكن هذا القرار لم ينفذ، علماً أنه سبق وأن أخذ المجلس المركزي القرار نفسه خلال اجتماعات في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وبقي من دون تنفيذ.
وعاشت القدس منذ أيار / مايو 2021، حالة متواصلة من المواجهات وخصوصاً في حي الشيخ جراح، فبعد الصدامات العنيفة التي نتجت عن محاولة لطرد سكان فلسطينيين من منازلهم، وحالة التضامن الفلسطيني الواسع، والدولي، وتراجع السلطات الإسرائيلية عن قرارات إخلاء بحق بعض العائلات الفلسطينية، كرر النائب المتطرف بن غفير زياراته الافتزازية للحي، واقتحمه برفقة مستوطنين في 13 شباط / فبراير، ودارت مواجهات مع سكان الحي الفلسطينيين الذين تعرضوا لقمع الشرطة الإسرائيلية.
اغتيال إبراهيم النابلسي: وعادت إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات في الضفة الغربية، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في 9 آب / أغسطس “اغتيال” إبراهيم النابلسي، قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة “فتح” في نابلس شمالي الضفة الغربية، والذي تطارده إسرائيل.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “وفا”، أن فلسطينيَين استشهدا عقب تفجير قوات الاحتلال أحد المنازل في البلدة القديمة بنابلس.
واستشهد النابلسي في أعقاب اقتحام نابلس، واستهداف منزله بقذيفة، حيث دارت اشتباكات مسلحة في البلدة القديمة، أسفرت عن عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين بينها أربع إصابات خطيرة.

عمليات فردية توقع قتلى وجرحى إسرائيليين

وكان فلسطينيون منفردون نفذوا منذ مطلع 2022، عدة عمليات أدت الى مقتل 11 إسرائيلياً وإصابة عدد آخر بجروح: آخر العمليات نُفذت فجر 14 آب /أغسطس وأُصيب خلالها 7 مستوطنين إسرائيليين على الأقل بينهم اثنان في حالة خطرة، في إثر إطلاق نار على حافلة إسرائيلية تقل مستوطنين، قرب البلدة القديمة بالقدس المحتلة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية إطلاق النار بالقدس استمرت ما بين 10 إلى 15 ثانية، ونفذها شخص واحد أطلق 10 رصاصات على حافلة ومركبتين ولاذ بالفرار. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن مطلق النار في البلدة القديمة بالقدس استهدف حافلة وسيارة ومارة. ونقلت القناة عن مؤسسة نجمة داود الحمراء قولها إن طواقمها أجلت 7 مصابين (6 رجال وامرأة)، منهم حالتان خطيرتان، و5 إصابات ما بين متوسطة وطفيفة. وبعد ساعات، قالت الشرطة الإسرائيلية إن المشتبه به في إطلاق النار على الحافلة سلم نفسه مع السلاح الذي يبدو أنه استخدمه في إطلاق النار.، بعد اعتقال عائلته.
وكانت العملية الأولى هذا العام، وهي عملية دهس وطعن، جرت في 22 آذار / مارس في مدينة بئر السبع وأسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين، وقتل منفذها وهو فلسطيني من سكان النقب. الثانية جرت بعد 5 أيام وفَتح خلالها مواطنان فلسطينيان من أم الفحم النار على إسرائيليين في مدينة الخضيرة وقتلا شرطيَين قبل يُقتلا. الثالثة جرت في 29 آذار / مارس، فتح خلالها فلسطيني من جنين في الضفة الغربية النار في مدينة بني براك وقتل 5 أشخاص بينهم عاملين أوكرانيين، وقتل هو برصاص الشرطة الإسرائيلية. أما العملية الرابعة فجرت في 7 نيسان / أبريل ونفذها شاب فلسطيني في وسط مدينة تل أبيب وأسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 9 آخرين بجروح، وقتل المنفذ بعد 9 ساعات من المطاردة.
ولم تكن هذه العمليات هي الوحيدة، إذ جرت عدة هجمات طعن، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وتم تصنيفها أيضا على أنها فردية.
معاناة الأسرى الفلسطينيين: في ملف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حمّل مسؤولون فلسطينيون خلال مؤتمر صحافي عقدته وزارة الإعلام في رام الله يوم 23 حزيران/ تموز إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن استمرار الإهمال الطبي بحق الأسرى، وطالبوا المؤسسات الدولية، ومؤسسات حقوق الإنسان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، القيام بدورها تجاه الأسرى، بما تضمنته اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة والعهد الدولي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة.
وأوضحت وزيرة الصحة، مي كيلة، أن عدد الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال، وصل إلى أكثر من 500 أسير، بينهم 23 أسيراً مصاباً بالسرطان، و11 أسيراً يعانون من أمراض الكلى، فضلاً عن 8 أسرى مقعدين، والعشرات من الأسرى المصابين بالأمراض المزمنة والسكري والضغط.
إلى ذلك، توفت الأسيرة سعدية مطر (68 عاما) من الخليل، في سجن الدامون. وكان مستوطنون وجنود الاحتلال انهالوا بالضرب عليها، قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2021.
ورفعت مطر شهداء الحركة الأسيرة إلى 230 شهيداً في السجون الاسرائيليو، منذ سنة 1967.

شيرين وغفران شهيدتان جديدتان للصحافة الفلسطينية

شهدت مدينة جنين شهدت صبيحة 11 أيار / مايو عملية اغتيال، وفق التوصيف الفلسطيني، للصحافية ذائعة الصيت شيرين أبو عاقلة، إذ أصابتها رصاصة أطلقها جندي إسرائيلي بينما كانت تستعد لتغطية عملية عسكرية أعلنت عنها السلطات الإسرائيلية في جنين. وفي 12 أيار/ مايو شيعت حشود ضخمة أبو عاقلة التي تنقل جثمانها في مدن الضفة الغربية وقراها، ونظم لها تشييع رسمي في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وفي 13 أيار / مايو، لم تحتمل الشرطة الإسرائيلية حجم الحشود التي وصلت إلى المستشفى الفرنسي في القدس، ورفع الأعلام الفلسطينية، فاعتدت على المشيعين الذين لم يتمكنوا حتى من إبقاء النعش على أكتافهم الأمر الذي اضطرهم لإنزاله جراء تعرضهم للضرب والمبرح. ومنعت قوات الاحتلال إخراج جثمان أبو عاقلة من المستشفى. ولاحقاً، نُقل الجثمان إلى كنيسة الروم الكاثوليك حيث رفعت الأعلام الفلسطينية على الرغم من اعتداء الشرطة الإسرائيلية على المشاركين في التشييع.
وقد حمّل الرئيس عباس في كلمة مقتضبة خلال التشييع الرسمي، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الجريمة، وقال “رفضنا ونرفض التحقيق المشترك مع السلطات الإسرائيلية، لأنها هي التي ارتكبت الجريمة، ولأننا لا نثق بها، وسنذهب فوراً إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة المجرمين.”
وفتحت النيابة العامة الفلسطينية تحقيقاً بعملية الاغتيال، وتسلم الرئيس عباس، يوم 26 أيار/ مايو تقرير النيابة العام الذي أكد أن أبو عاقلة اغتيلت عن سابق إصرار وترصد برصاصة جندي إسرائيلي.
وعقد مجلس الأمن الدولي في 25 أيار/ مايو اجتماعاً دعت إليه مندوبة أيرلندا الدائمة في الأمم المتحدة، لبحث وضع الحريات الإعلامية، وقضية اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وعلى الرغم من رفض السلطة الفلسطينية مشاركة إسرائيل في التحقيق بمقتل أبو عاقلة، إلا أنها استجابت لضغوط أميركية وسلمت في مطلع تموز / يوليو، الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية إلى محققين أميركيين، فحصوا المقذوف في مبنى السفارة الأميركية في القدس، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية بعد الفحص أن المقذوف متضرر جداً ولا يمكن التأكد من أي بندقية انطلق، مع ترجيح أن يكون قد أطلقه جندي إسرائيلي، لكن من دون قصد القتل، وهو موقف لاقى إدانة رسمية فلسطينية.
كما استُشهدت الإعلامية الفلسطينية غفران وراسنة صباح الأربعاء 1 حزيران / يونيو، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل. وأعلنت مصادر طبية استشهاد وراسنة (31 عاما)، متأثرة بجراح خطيرة أصيبت بها، جراء إطلاق جيش الاحتلال النار عليها، بدعوى تنفيذ عملية طعن. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت وراسنة في كانون الثاني/ يناير الماضي، قبل أن تفرج عنها في نيسان/ أبريل الماضي.

في الضفة: تعيينات بلا إجماع ومستقلون يربحون انتخابات

في الشأن الفلسطيني الصرف، لاقى تعيين حسين الشيخ عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأمين سر المنظمة، انتقادات واسعة، وكان الرئيس محمود عباس أصدر في 26 أيار / مايو قراراً قضى بتعيين الشيخ عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر للمنظمة، وهو قرار اعتبره كثيرون غير شرعي كونه لم يصدر عن عملية انتخابية.
أما انتخابياً، فقد أظهرت النتائج الرسمية للمرحلة الثانية من الانتخابات المحلية، التي جرت يوم 26 آذار / مارس وأعلنها رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية حنا ناصر في مؤتمر صحفي، ظهر 27 آذار/ مارس، أن القوائم المستقلة حصلت على ما نسبته 64,4٪ من العدد الكلي للمقاعد المتنافس عليها والبالغة 632 مقعداً، فيما حصلت القوائم الحزبية على 35,6٪، حيث جرت الانتخابات في 50 هيئة محلية في الضفة الغربية، بمشاركة 53,69٪ من أصحاب حق الاقتراع.
وأعلنت “حماس” مقاطعتها هذه الانتخابات، لكن تقارير إعلامية قالت إن الحركة الإسلامية دفعت كوادرها وعناصرها للمشاركة في إطار القوائم المستقلة أو بالشراكة والتفاهم مع القوى العائلية والحزبية الأخرى، وإن كانت لم تشارك في العديد من المواقع سواء في المرحلة الأولى أو الثانية، وهو ما يكشف عن صعوبة الأوضاع التنظيمية التي تعاني منها في الضفة الغربية جراء الاستهداف المستمر. وقد فازت بعض القوائم المدعومة من “حماس”، في بلديات كبرى في الضفة الغربية، مثل الخليل، والبيرة، وطولكرم، أو حازت على نسب مقاربة لكتل تدعمها حركة “فتح” مثلما جرت عليه الأمور في نابلس، والتي شاركت فيها الحركتان تحت عناوين القوائم المستقلة.
في الانتخابات الطالبية، فازت قائمة حركة “حماس” التي أُعطيت اسم “كتلة الوفاء الاسلامية” بـ 28 مقعداً في مجلس طلبة جامعة بير زيت مقابل 18 مقعدا لحركة “فتح” التي خاضت الانتخابات في 18 أيار / مايو باسم “كتلة ياسر عرفات” والتي كانت حتى الانتخابات الأخيرة تسيطر على مجلس طلبة الجامعة، وخمسة مقاعد للجبهة الشعبية، فيما فشلت قوائم فصائل يسارية فلسطينية في تجاوز النسبة المؤهلة للفوز. وفي جامعة بيت لحم، فازت كتلة “صوت الطلبة” التي تمثل “جبهة العمل الطلابية التقدمية”، الذراع الطلابية لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” في 23 آذار / مارس، على كتلة “القدس والعودة”، والتي تمثل “حركة الشبيبة الطلابية” الذراع الطلابية لحركة “فتح”، بأغلبية مقاعد مؤتمر مجلس اتحاد الطلبة في جامعة بيت لحم جنوب الضفة الغربية في الانتخابات التي عقدت اليوم.
وفي 14 أيار / مايو، فازت حركة “فتح” في انتخابات نقابة المحامين في غزة بمواجهة قائمة القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، وأخرى قادتها “حماس” بشكل أساسي وضمّت الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحركة الجهاد الإسلامي، حيث نالت “فتح” قرابة 45% من الأصوات مقابل 28% لـ”حماس” والحلف المعارض و18% لدحلان. ونالت قائمة “فتح” الرسمية كامل المقاعد الستة في مجلس النقابة. كما فازت في مجلس نقابة المحامين في الضفة، بواقع 4 مقاعد لـ “فتح” و3 لتحالف “حماس” – الشعبية، ومقعد لمستقل، أعلن تأييده لـ “فتح”.
لكن في 4 حزيران / يونيو اكتسحت القوائم المحسوبة على المعارضة الفلسطينية، انتخابات أفرع نقابة الأطباء، مقابل فوز قائمة محسوبة على حركة “فتح” بفرع واحد، في خسارة جديدة تلحق بالحركة خلال أحدث انتخابات تجري في الضفة الغربية.
وفي 20 شباط / فبراير انتهت في قطاع غزة انتخابات نقابة المهندسين بفوز “قائمة القدس” التي تمثل طيفاً واسعا من التحالف السياسي بين عدة فصائل. وتم الإعلان عن فوز المهندس محمد عرفة عن “قائمة القدس” بمنصب نقيب المهندسين في قطاع غزة.
وكان نقيب المهندسين السابق في غزة ناجي سرحان، أكد أن “القائمة موحدة وتضم كتل ‘حماس’ والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية وحركة المبادرة وجبهة النضال وحزب فدا”.
وقد ثمنت حركة “حماس” إنجاز ونجاح انتخابات نقابة المهندسين في قطاع غزَّة، والتي شارك فيها قطاع كبير من المهندسين الذين يمثّلون مختلف التوجّهات الفلسطينية، فيما أكد الذراع النقابي الهندسي لحركة “فتح” عن أسفه من المجريات في نقابة المهندسين بمركز غزة من عقد انتخابات عامة للنقابة في ظل حرمان العديد من المهندسين من حقهم في المشاركة، طوال 15 عاماً الماضية، لتصل المشاركة إلى 15%.
وقالت في بيان لها إن ما جرى في النقابة كان أسوأ ما يمكن أن تصنعه يد التفرد وعقلية الانغلاق أمام الشراكة والوحدة.
كذلك أجريت انتخابات نقابة المهندسين للدورة العشرين (2021-2024) بالضفة الغربية، الخميس 26 آب / أغسطس2021، وأفرزت النتائج نادية حبش نقيبة، وهي محسوبة على تحالف اليسار.
حراك نقابة المحامين يُثمر: في غضون ذلك، ألغى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء 10 آب/ أغسطس، القرارات بقانون، التي اعترضت عليها نقابة المحامين.
وورد في القرار، أنه تم إلغاء القرارات التالية: قرار بقانون رقم (7) لسنة 2022م، بشأن تعديل قانون الإجراءات الجزائية رقم (3) لسنة 2001م وتعديلاته، قرار بقانون رقم (8) لسنة 2022م، بشأن تعديل قانون أصول المحاكمات المدنية والتجارية رقم (2) لسنة 2001م وتعديلاته، قرار بقانون رقم (12) لسنة 2022م، بشأن تعديل قانون التنفيذ رقم (23) لسنة 2005م وتعديلاته، قرار بقانون بشأن تعديل قانون التنفيذ رقم (23) لسنة 2005م الصادر بتاريخ 13 تموز /يوليو 2022.
ونظمت نقابة المحامين إضرابات ووقفات احتجاجية في مختلف مدن الضفة، كما علقت العمل في كافة المحاكم احتجاجًا على تلك القرارات، عدة أسابيع. كما كانت تستعد برفقة عدة نقابات مهنية لاعتصام حاشد، قبل إلغاء القرارات.

الرئيس الجزائري يجمع عباس وهنية في لقاء بروتوكولي

عقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لقاء جمع الرئيس محمود عباس مساء الثلاثاء، 5 تموز / يوليو برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، في اجتماع هو الأول من نوعه منذ 2016 حينما التقى الإثنان في الدوحة.
وقالت مصادر في حركتي “فتح” و”حماس” إن اللقاء كان “بروتوكولياً، ولم يتطرق لملف المصالحة. وأكد محللون سياسيون أن اللقاء لن يؤدي لإحياء ملف المصالحة.
ووصف بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، اللقاء لوكالة أنباء الأناضول بـ “مجاملة للقيادة الجزائرية، ولا تُحدث تقدماً في ملف المصالحة”.
وجرى الاجتماع على هامش احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر عن فرنسا في 5 يوليو/ تموز 1962. ومنذ بروز الانقسام في حزيران/ يونيو 2007، فشلت العديد من محاولات رأب الصدع بين الجانبين.

زيارتان لـ "حماس" والشعبية للبنان وسورية

شهد لبنان زيارتان لوفدين قياديين فلسطينيين، أولهما من حركة “حماس” ترأسه إسماعيل هنية، وذلك في 21 أيار / مايو، وقد أثير جدل واسع بشأن الزيارة، التي قال مطلعون أن هدفها الرئيسي هو محاولة إعادة العلاقة مع النظام السوري، بعدما دخلت “حماس” طرفاً في الحرب الأهلية التي شهدتها سورية إلى جانب الإخوان المسلمين ضد النظام، وهو مسعى يتوسط فيه حزب الله اللبناني، لكن، وفق المطلعين، لم يُسفر عن نتيجة إيجابية مع استمرار رفض النظام السوري إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه. وحملت الزيارة سبباً آخر هو محاولة تسوية خلافات بين “حماس” وحركة “فتح” في لبنان، برزت بعد انفجار متفجرات وذخائر في مكتب لـ “حماس” في مخيم برج الشمالي في منطقة صور جنوبي لبنان في كانون الأول / ديسمبر 2021، واعقبه اشتباك خلال تشييع قتيل لـ “حماس” سقط خلال 3 قتلى، اتهمت “حماس” الأمن الوطني التابع لـ “فتح” بالتسبب به، وهو أمر نفته “فتح” التي قاطعت “حماس” منذ ذلك الحادث.
الزيارة الثانية هي لوفد قيادي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام جميل مزهر، جرت في نهاية حزيران / يونيو، والتقى خلالها قيادات سياسية وحزبية لبنانية وزار بعض مخيمات اللاجئين، وزار أيضاً سوريا حيث التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد ومسؤولين في النظام.
ويعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من أوضاع اقتصادية سيئة تبعاً للأزمة الاقتصادية في لبنان وبسبب تهميشهم اقتصادياً تبعاً للقوانين التي تميز ضدهم. كما يعاني اللاجئون الفلسطينيون في سورية من آثار الحرب الأهلية هناك، وخصوصاً مخيم اليرموك المدمر، وهناك آلاف اللاجئين الفلسطينيين من سورية يعيشون في لبنان، ومئات منهم تمكنوا من الهجرة إلى أوروبا.
وتزداد معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسورية بسبب الأزمة المالية لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسلطين في الشرق الأدنى “الأونروا”.
وكانت اللجنة الاستشارية للأونروا التي يرأسها لبنان في دورتها الحالية، عقدت اجتماعاً في بيروت يومي 14 و15 حزيران / يونيو بمشاركة 28 دولة وهيئة دولية، ناقشت خلالها قضايا عدة تتعلق بأنشطة الوكالة وبرامجها واستراتيجياتها وخدماتها التي تقدمها إلى اللاجئين والتحديات التي تواجهها، والأزمة المالية.

التقرير الاقتصادي

أوروبا تستأنف تمويل السلطة

اقتصادياً، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، في 14 حزيران / يونيو، استئناف المساعدات المالية المقدمة من الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية، بعد توقف لنحو عامين. وتعطل دفع الأموال بسبب خلاف حول مقترحات قدمها المفوض الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي بالربط بين التمويل وإصلاح التعليم بما في ذلك محتوى الكتب المدرسية الفلسطينية. وتساهم المفوضية الأوروبية بنحو 300 مليون يورو سنوياً، وتعد أكبر المانحين للأراضي الفلسطينية التي تعرضت لضغوط مالية متصاعدة

تأثيرات اقتصادية للحرب في أوكرانيا

وتركت الحرب في أوكرانيا أثرها على الاقتصاد الفلسطيني، وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، في 9 حزيران / يونيو إن الحكومة اتخذت في الأشهر الماضية إجراءات تهدف إلى التخفيف من آثار وارتدادات الأزمة في أوكرانيا، فيما يجري التنسيق مع الأردن ومصر لمواجهة ارتداداتها معا. وأكد خلال الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء التي عقدت في رام الله، لمناقشة ارتفاع الأسعار: “نعقد هذه الجلسة الاستثنائية رقم 162 لمجلس الوزراء، والتي سنناقش خلالها انعكاس الأزمة الأوكرانية على فلسطين من مختلف الجوانب وخاصة الاقتصادية وتوفر الغذاء والأسعار والجهد الذي نقوم وسنقوم به لمواجهة الارتدادات المترتبة على هذه الأزمة الدولية، والتي تحتاج إلى معالجة دولية أيضا”.

ارتفاع حاد في نسب التضخم وغلاء الأسعار

إلى ذلك، قال تحقيق لصحيفة “الحياة الجديدة” (رسمية وناطقة باسم السلطة)، صدر منتصف حزيران / يونيو إن المعيشة في فلسطين صارت أكثر كلفة بـ 3,43% خلال خمسة أشهر فقط، فيما أظهرت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء (جهة رسمية) أن التضخم التراكمي المسجل في فلسطين خلال الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2022 سجل معدلات غير مسبوقة وبلغت منذ بداية العام وحتى نهاية أيار / مايو 3,43%، توزعت جغرافياً على النحو التالي: بنسبة 3,19% في الضفة و3,41% في غزة، و4,65% في القدس المحتلة.
وقال الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم لـ “الحياة الجديدة” إن “الدول تستهدف معدلات تضخم في العام تتراوح بين 2-3%، ولكن الأرقام المسجلة فلسطينياً يعني أننا غالبا سننهي العام عند مستويات تضخم تتراوح بين 5-6% وهذا كثير.”
أما على مدار الفترة من أيار/ مايو 2021 حتى أيار / مايو 2022، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 7,62% في الأراضي الفلسطينية، وجغرافياً: بنسبة 8,81% في الضفة، و5,50% في غزة، و5,14% في القدس.
وقد ساهم ارتفاع أسعار المحروقات بدرجة كبيرة في التضخم، فقد سجلت أسعار الوقود السائل الذي يستخدم في الصناعة ارتفاعا نسبته 19,45% خلال الأشهر الخمسة الأولى، وجغرافياً: بنسبة 20,04% في الضفة، و19,56% في غزة، و14,03% في القدس.
وارتفعت أسعار السلع خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2022، بين 10% وأكثر من 35%.
وأصدر الجهاز المركزي للإحصاء وسلطة النقد، في 29 حزيران / يونيو النتائج الأولية لميزان المدفوعات الفلسطيني للربع الأول 2022، وذلك ضمن الإصدار الدوري المشترك لميزان المدفوعات الفلسطيني، والذي يمثل استمراراً للجهود المشتركة التي تقوم بها المؤسستان، علماً بأن البيانات لا تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس والذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي إليه بعد احتلاله للضفة الغربية سنة 1967.

إضراب للنقل العام

في غضون ذلك، أعلنت نقابة النقل العام الفلسطينية، الإضراب الشامل عن العمل في الضفة الغربية الأربعاء 13 تموز / يوليو. وقالت النقابة، في بيان مقتضب إن الإضراب يأتي احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، ولمطالبة الحكومة بالاستجابة لعدد من المطالب، أبرزها تثبيت سعر لتر السولار لقطاع النقل العام من دون غيره، والسماح باستيراد مركبات من الداخل المحتل، ومنع المركبات الخصوصية من نقل المواطنين.

التقرير الثقافي

مهرجان الرقص المعاصر بمشاركة دولية واسعة

ثقافياً، نظمت سرية رام الله الأولى من 8 – 13 حزيران/ يونيو النسخة السادسة عشرة لمهرجان رام الله للرقص المعاصر في القدس ورام الله، بمشاركة 17 فرقة وفناناً من 9 دول هي: بريطانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأميركية، وسويسرا، والنرويج، وفرنسا، ولبنان، وتونس، وفلسطين. وشهد المهرجان 20 عرضاً فنياً بين عروض رقص وأفلام رقص، و4 ورش، ومؤتمر الرقص والمجتمع الذي سيناقش مستقبل المهرجانات في فلسطين.
ومنح القائمون على مهرجان “البحر المتوسط لحقوق الانسان السينمائي الثاني”، الذي أقيم في بلنسية في إسبانيا، الفنانة الفلسطينية هيام عباس، الجائزة السنوية في مجال الموسيقى “ميركوري”، تقديراً لمسيرتها الفنية، والتزامها بالقضايا الاجتماعية. وتحدثت عباس، وهي ممثلة وكاتبة ومخرجة، من مواليد الناصرة سنة 1948، وتبلغ 61 عاما، عقب تسلمها الجائزة، عن دور المرأة والسينما في التغيير نحو عالم أفضل وأكثر عدالة. وأكدت أنها تمثل شعباً عانى لعقود ولا يزال يعاني.

صدور رواية للأسير المحرر عصمت منصور

في الإصدارات، صدرت عن دار طباق للنشر والتوزيع، رواية “الخزنة” للروائي الأسير المحرر عصمت منصور. وتأتي الرواية في 174 صفحة ضمن سلسلة كلمات حرة، المعنية بتوثيق أدب الحرية. وكان منصور تحرر من السجن عام 2013 بعد عشرين عاماً خلف القضبان، وهذه روايته الثالثة بعد (السلك) 2013، و(سجن السجن) 2010، ومجموعة قصصية (فضاء مغلق) 2011.

استعدادات لإطلاق النسخة 12 من فعاليات "وين ع رام الله"

ثقافياً، تستعد بلدية رام الله لإطلاق فعاليات مهرجان “وين ع رام الله الثاني” في نسخته الـ12 بين 21 و26 آب / أغسطس، بعد أن أجلته عدة أيام، بفعل العدوان على غزة. وتحيي عرض الافتتاح فرقة بنات القدس، فيما تشارك فرقة سراج من الداخل الفلسطيني بأغاني سيد مكاوي، بجوار فرقة الكمنجاتي، والفنانة نويل خرمان، وفرقة شهار للفنون الاستعراضية، والفنان يعقوب شاهين.
ويأتي المهرجان بعد عدة أيام من منع فعالية فنية لمؤسسة عبد المحسن القطان، والهجوم على عرض لمسرح عشتار.
وقالت “القطان” في بيان عبر موقعها الإلكتروني، إنها “تعرضت لتهديد مجهول المصدر في محاولة لمنعها من تنفيذ أمسية موسيقية في مركزها الثقافي برام الله للفنان الفلسطيني جوان صفدي بحجج غير واضحة”، تبعتها حوادث الاعتداء ومحاولات المنع المؤسفة، التي تخللها عنف جسدي ولفظي وتهديد صريح طال عاملين وناشطين ثقافيين وفنانين ومؤسسات متعددة، وصل حدّ الإلغاء في عدد منها.
ووصفت المؤسسة الحوادث بـ” الدخيلة على الحياة الاجتماعية والثقافية، والمستغربة ومشبوهة المصدر والهدف، وتهدد استمرارية الفعل الثقافي الفلسطيني وكينونته وتكامله وتدفقه ودوره الاجتماعي والإنساني.”

كاتب سوري يفوز بجائزة "غسان كنفاني للرواية العربية" الأولى

فاز الكاتب السوري المغيرة الهويدي بجائزة “غسان كنفاني للرواية العربية” بنسختها الأولى، عن روايته “قماش أسود”.
وأعلنت لجنة الجائزة عن الفائز، مساء 17 تموز / يوليو، عبر فعالية نظمتها وزارة الثقافة الفلسطينية في الذكرى 50 لوفاة الأديب غسان كنفاني، في قصر الثقافة في رام الله.
وقالت رئيسة اللجنة، رزان إبراهيم، إن “الرواية رصدت وجع السوريين وعذاباتهم في منطقة الرقة من خلال حبكة روائية متقنة تمكنت وباقتدار من تسليط الضوء على معاناة المرأة في أماكن النزاع المسلح.”
وأضافت، “يُحسب للرواية تركيزها على مناحٍ إنسانية متنوعة تراوحت بين القلق النفسي الناجم عن التشرد والخوف من القتل والاعتقال، وبين مشاعر الحب والتعاطف والتفاهم التي شهدناها بين ضحايا تواطأت عليهم ظروف الحرب القاسية التي لا ترحم.”
واختتمت وصفها للرواية قائلة، “عبرت الرواية بلغة أدبية بديعة وأساليب حوارية شائقة تأخذنا في نهاية المطاف نحو نهاية مشحونة تشبه جرحاً سورياً لم ينقضب بعد.”