تقرير فلسطين الضفة الغربية

الكاتبعبد الباسط خلفالقسمفلسطينالتاريخأيلول/ سبتمبر 2023

المقدمة

يحمل شهر أيلول/ سبتمبر للفلسطينيين العديد من الذكريات القاسية، غير أنهم يتوسمون في نهايته الخير بتراجع شدة الصيف وحلول بشائر الخريف، لكنه كان ثقيلاً أيضاً عليهم، فعدوان الاحتلال لم يتوقف، وانتهى الشهر التاسع من عامهم بـ 14 شهيداً في الضفة الغربية، و324 معتقلاً، بينما تواصلت عمليات المقاومة موقعة عدة 34 جريحاً في صفوف الاحتلال.

سياسياً، جدّد الرئيس محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين التأكيد على أن سلام الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية المشروعة. في وقت وصل خلاله أول سفير سعودي لرام الله، بينما استقبلت الرياض أول سفير إسرائيلي بشكل علني في اليوم نفسه، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على أن التطبيع بين الرياض وتل أبيب قاب قوسين أو أدنى.

داخلياً أيضاً، أحدث بيان لشخصيات فلسطينية، غالبيتها مقيمة في أوروبا، ضجة واسعة، عقب رفض الموقعين عليه جزءاً من خطاب للرئيس محمود عباس بشأن المحرقة، بينما وصفت جهات وشخصيات فلسطينية البيان بـ “العار”.

وأمنياً تصاعدت حدة التوتر بين أجهزة الأمن التي تعرضت لإطلاق نار على مقراتها في جنين، وكمين أصاب 4 من عناصر جهاز الضابطة الجمركية، عقب اعتقال شابين قال الأمن إنهم “من المطلوبين في قضايا جنائية”، بينما ردت فصائل المقاومة بأنهم من نشطائها، كما أصيب 9 من قوى الأمن خلال اعتقالات لمطلوبين على خلفية جنائية في قباطية جنوبي جنين، وفق الناطق بلسان قوى الأمن.

أما في المشهد الاقتصادي، فقد أنهت نقابة الأطباء إضرابها العام، وارتفع عجز الحساب الجاري للربع الثاني 2023، بينما أكدت أرقام رسمية نمو أرصدة الاستثمار الدولي نهاية الربع الثاني، وسجلت فنادق الضفة الغربية مليون ليلة مبيت لسائحين غالبيتهم من دول الاتحاد الأوروبي، التي موّلت مشروعاً لدعم الاقتصاد الأخضر في فلسطين.

وفي الحراك الثقافي، تم إعلان الخليل عاصمة “الثقافة الإسلامية” في 2026، واعتمدت منظمة “اليونسكو” أريحا القديمة على لائحة التراث العالمي، واحتضنت بيت لحم المهرجان الدولي الثاني للفنون الأدائية، وشهدت رام الله اختتام معرض فلسطين الدولي الثالث عشر للكتاب. فيما بكى الفلسطينيون فنان الثورة وقائد فرقة العاشقين المبدع اللبناني والعروبي حسين منذر.

التقرير السياسي

عباس لا يتوقع سلاماً  من دون الحقوق الفلسطينية

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين، إن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية المشروعة.

وأضاف من منبر الجمعية العامة في 23 أيلول/ سبتمبر أنه جاء إلى مناقشة الجمعية العامة حاملا معه قضية شعب مكافح من أجل الحرية والاستقلال و”لأذكركم بمأساته التي تسببت بها النكبة منذ خمس وسبعين سنة والتي لا تزال آثارها تتفاقم بفعل الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا.”

وأوضح أن الاحتلال يتحدى القرارات الدولية التي زادت عن ألف قرار، وينتهك مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية بينما يسابق الزمن لتغيير الواقع التاريخي والجغرافي والديمغرافي على الأرض من أجل إدامة الاحتلال وتكريس الفصل العنصري.”

واتهم الاحتلال “بالتحلل” من اتفاق أوسلو بعد ثلاثين عاماً على توقيعه، لكنه على الرغم من ذلك أعرب عن أمله في أن تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ قراراتها التي تقضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967.

وجدد التأكيد أن “حكومة اليمين العنصري الإسرائيلي تواصل اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وتمعن من خلال جيشها ومستوطنيها الإرهابيين العنصريين في ترهيب وقتل أبناء شعبنا وتدمير البيوت والممتلكات وسرقة أموالنا ومواردنا واحتجاز جثامين الشهداء، على مسمع ومرأى العالم ودون أي رادع أو عقاب أو مساءلة.”

واتهم رئيس الحكومة الإسرائيليو المتطرفة باستباحة القدس والاعتداء على أهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وخرق الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة. وحذر من انهيار المسجد الأقصى أو أجزاء منه بسبب “حفر سلطات الاحتلال الأنفاق تحت المسجد الأقصى وحوله”، الأمر الذي قال إنه “سيؤدي إلى انفجار لا تحمد عقباه.”

وأضاف أنه حذر مراراً وتكراراً من تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني، مشيراً إلى أن إسرائيل “ستتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك.” ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للقدس ومقدساتها.

واتهم إسرائيل “بتدمير حل الدولتين” بصورة “ممنهجة”، داعياً الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات عملية مستندة لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وللقانون الدولي.

وحث الرئيس الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى إعلان هذا الاعتراف وأن تحظى دولة فلسطين بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وطلب من الأمم المتحدة وأمينها العام عقد مؤتمر دولي للسلام، تشارك فيه جميع الدول المعنية بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وقد قد يكون الفرصة الأخيرة لإبقاء حل الدولتين ممكنا ولمنع تدهور الأوضاع بشكل أكثر خطورة يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.

سفير سعودي في رام الله ووزير إسرائيلي في الرياض

تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في 26 أيلول/ سبتمبر، أوراق اعتماد سفير السعودية، نايف بن بندر السديري، سفيرَا فوق العادة، ومفوضاً غير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً في القدس المحتلة، في زيارة هي الأولى لوفد سعودي رفيع منذ تعيين السديري في آب/ أغسطس الماضي.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن عباس استقبل السديري بمقر الرئاسة في رام الله، ورحب به، مشيداً “بزيارته المهمة” إلى فلسطين.

السديري أكد أن بلاده تعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لديها اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية وحلها على أساس الشرعية الدولية.

وبيًن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن العلاقات مع السعودية تمر بلحظة تاريخية، معرباً عن الترحيب باستقبال السفير السعودي، وهي خطوة تعكس قوة الروابط بين البلدين.

وقال السديري في تغريدة عبر منصة “إكس”: “من دولة فلسطين الحبيبة، أرض كنعان، أجمل التحيات، مقرونة بمحبة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد.”

وأكد مواقف المملكة التاريخية الأخوية الصادقة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في المحافل كافة وفي مقدمتها تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية، واستمرار الجهود المبذولة لحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام في الشرق الأوسط وفقاً لمرجعيات السلام الدولية ومبادرة السلام العربية.

ورأى مراقبون ومحللون أن زيارة السفير السديري لا تنفصل عن الاتصالات السعودية الأميركية بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وخصوصاً أنها تزامنت مع إعلان مكتب وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس وصوله إلى السعودية لحضور مؤتمر للأمم المتحدة.

وقالت وزارة السياحة الإسرائيلية في بيان إن “كاتس هو أول وزير إسرائيلي يترأس وفداً رسمياً إلى السعودية”، مشيرة إلى أنه سيشارك في حدث لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في الرياض.

وقال الوزير الإسرائيلي في بيان “سأعمل على إقامة تعاون لتعزيز السياحة والعلاقات الخارجية لإسرائيل”.

بيان لشخصيات فلسطينية بشأن كلام لعباس يثير ضجة

أحدث بيان لشخصيات فلسطينية، غالبيتها مقيمة في أوروبا، ضجة واسعة، عقب رفضه لجزء من خطاب للرئيس محمود عباس، بشأن المحرقة، ووصفته جهات وشخصيات فلسطينية بـ “بيان العار”.

وجاء في البيان: “نحن الموقعون أدناه، الأكاديميون والكتاب والفنانون والناشطون الفلسطينيون، والناس من كافة مناحي الحياة، ندين بشكل لا لبس فيه التصريحات المستهجنة أخلاقياً وسياسياً التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشأن المحرقة. كانت الإبادة الجماعية النازية للشعب اليهودي، المتجذرة في نظرية عنصرية منتشرة على نطاق واسع في الثقافة والعلوم الأوروبية في ذلك الوقت، وليدة معاداة السامية والفاشية والعنصرية. نحن نرفض بشدة أي محاولة لتقليل أو تحريف أو تبرير معاداة السامية أو الجرائم النازية ضد الإنسانية أو التحريف التاريخي فيما يتعلق بالمحرقة.”

وأضاف الموقعون عليه وعددهم 100: “إن الشعب الفلسطيني مثقل بما فيه الكفاية بالاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والسلب والاحتلال والقمع دون أن يضطر إلى تحمل التأثير السلبي لمثل هذه الروايات الجاهلة والمعادية للسامية بشدة والتي يديمها أولئك الذين يزعمون أنهم يتحدثون باسمنا.”

وأكدوا أن البيان يتساوق مع الرواية الصهيونية، والموقعون عليه باعوا أنفسهم ووطنهم لأجندات خارجية تتآمر تاريخيا على القضية الفلسطينية.

ودانت فصائل منظمة التحرير، وشخصيات رسمية واعتبارية، وسياسيون وكتّاب ومثقفون ومحللون، البيان واعتبرته “محاولة سافرة لاستهداف الرواية الفلسطينية على وجه العموم، واستهداف الرئيس محمود عبّاس الذي يعبّر عنها في كافة المنابر.”

وقال المجلس الوطني الفلسطيني، إنه في ظل ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من حـرب شرسة يشنها اليمين المتطرف الإسرائيلي على مدننا الفلسطينية، تتطاول مجموعة تدعي بأنها من المثقفين، والكتاب، والأكاديميين الفلسطينيين ممن يعيشون في أوروبا وأميركا، بانحدار أخلاقي لتتبني أكاذيب الإعلام والرواية الإسرائيلية المصطنعة ضد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، للنيل من رأس الشرعية الفلسطينية.

وأضاف المجلس في بيان له، أن الذين وقعوا “بيان العار”، تماهوا بحملتهم المسعورة المستمرة مع المتطرفين في إسرائيل وأميركا وأوروبا، على رأس الشرعية، بأشكال وعناوين مختلفة، ليكونوا جزءاً من المؤامرة على القضية الفلسطينية، عبر استغلال وربط الاقتباسات التي ذكرها الرئيس بمعاداة السامية، وبطريقة عدائية مكشوفة ومشحونة، تدل على مستوى الانحدار الأخلاقي.

وأكّدت حركة “فتح” أنّ الموقّعين على البيان يتساوقون في مضامين بيانهم الافترائي مع الرواية الصهيونيّة، ويقدمون شهادات اعتماد لأعداء شعبنا الفلسطيني.

وأضافت أنّ هذا البيان الذي تضمّن تخرّصات حيال الحق الفلسطيني، وتساوقاً علنياً مع المنظومة الدعائية الصهيونية المُضادة للرواية الفلسطينية التاريخية، هو محاولة سافرة لاستهداف هذه الرواية، على وجه العموم، واستهداف الرئيس محمود عباس الذي يعبّر عنها في كافة المنابر.

وشددت الحركة في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، على أن هذه الحملة العدائيّة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية الشرعية، تأتي في سياق التحريض والتجييش ضد شعبنا الذي يتعرّض لأعتى ممارسات الإرهاب والقتل والفصل العنصري من قبل منظومة الاحتلال وحكومتها المتطرّفة.

وأكد الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، رفضه “لبيان الكتّاب المئة الذين لا يمثلون كتاب وأدباء وأكاديميي فلسطين”، داعياً إياهم “إلى مراجعة موقفهم، وتعديل صياغته، بما ينسجم مع التحديات المفروضة على الفلسطيني بكل أماكن تواجده، ومنها ما يجري في مخيمات شعبنا في لبنان واعتداءات التكفيرين والمشبوهين على أمن واستقرار شعبنا وخطة الإشغال لحرف البوصلة عن التناقض الرئيسي الاحتلالي واستهداف حق العودة.”

شهداء فلسطينيون وجرحى إسرائيليون واستهداف للصحافيين

استشهد 14 فلسطينياً في الضفة الغربية خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، في صدامات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي: 5 منهم في جنين، و3 في طولكرم، و2 في أريحا والأغوار، و2 في رام الله والبيرة، وواحد في طوباس والأغوار الشمالية، وواحد من الخليل.

واللافت استخدام الاحتلال لطائرة انتحارية مسيرة لتصفية شابين خلال مواجهات مسلحة في مخيم جنين. وقال محللون إسرائيليون إن ما أسموها “عملية البيت والحديقة” في مخيم جنين في تموز/ يوليو، والتي أدت لاستشهاد 12 فلسطينياً وعشرات الجرحى والمعتقلين، “لم تنجح في إيقاف المقاومة في المدينة التي أصبحت يصفها الاحتلال “عاصمة الإرهاب في الضفة الغربية”.

كما شهد مخيم نور شمس عدواناً واسعاً، أدى لشهيدين ولدمار هائل في الطرقات والبنى التحتية وبيوت ومتاجر.

إلى ذلك، رصدت وزارة الإعلام 32 انتهاكًا احتلالياً بحق الصحافيين خلال أيلول/ سبتمبر الماضي.

وتواصلت عمليات المقاومة، التي بلغت 1050 عملاً، وأسفرت عن إصابة 34 إسرائيلياً بجراح مختلفة أبرزها في أريحا، وحوارة قرب نابلس، والقدس.

وواصل الاحتلال الاعتقالات، التي طالت (324 حالة شهر أيلول/ سبتمبر بينهم 39 طفلاً، و14 سيدة وفتاة. واللافت اعتقال الطفل محمود أبو سنينة (8 أعوام) بعد الاعتداء عليه بالضرب في باب العامود بالقدس المحتلة، التي شهدت 140 اعتقالًا، و60 أمر إبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه والبلدة القديمة، و6 أوامر اعتقال إداري، و9 أحكام بالسجن الفعلي.

وأصدرت محاكم الاحتلال 296 قراراً إدارياً، بينها 176 أمراً جديداً، و120 تجديداً.

وبينت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تعرض المسجد الأقصى خلال أيلول/ سبتمبر لاقتحامات يومية من المستوطنين، على فترتين صباحية ومسائية، رافقتها صلوات تلمودية وجولات استفزازية.

واقتحم المستوطنون المسجد الأقصى 18 مرة، بحماية من قوات الاحتلال. بينما شرعت “منظمات الهيكل” بحملة لحشد أكبر عدد من مقتحمي “الأقصى” خلال الأعياد اليهودية.

وزادت حدة الاعتداءات على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، وتدمير جزء من محتوياته والاستيلاء على جزء آخر منه.

ومنع الاحتلال رفع الأذان 60 وقتاً في الحرم الإبراهيمي بالخليل، وأغلق الحرم 4 أيام بحجة الأعياد اليهودية، وطرد المصلين والموظفين منه.

اشتباكات فلسطينية - فلسطينية في جنين

شهد أيلول/ سبتمبر مواجهة بين عناصر الأمن الفلسطيني، ومجموعة من المطلوبين في قباطية، بينما وقعت اشتباكات بين قوى الأمن ومقاومين في مخيم جنين، في وقت أصيب 4 أفراد من “الضابطة الجمركية” في جنين بإطلاق نار من مجهولين، واستهدف شبان من مخيم جنين مقر المقاطعة عدة مرات، أدت إلى أضرار مادية، في أعقاب اعتقال شابين قال الأمن إنهم مطلوبون في قضايا جنائية، بينما رفضت فصائل المقاومة اعتقالهم وقالت إنهم مقاومون.

وأكد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء طلال دويكات، إصابة 9 من أفراد الأمن، أحد هم حالته خطيرة بعد أن تعرض لعيار ناري في الصدر.

وبيّن أن العملية استهدفت مجموعة من المطلوبين بقضايا قتل وإطلاق نار داخل أحد المنازل في قباطية، حيث تم محاصرتهم، وبعد عدة محاولات لمنحهم فرصة لتسليم أنفسهم للعدالة، بادر بعضهم بإطلاق النار على أفراد القوة الأمنية.

وأوضح دويكات أن القوة الأمنية تمكنت من الدخول للمنزل واعتقال المطلوبين، وتحويلهم للجهات المختصة للتعامل وفق القانون.

وأضاف أن إطلاق النار على دورية الضابطة الجمركية وإصابة أربعة عساكر يقومون بواجبهم الوطني في إطار تكليفهم، واستهداف قوى الأمن الفلسطيني بشكل عام، يعتبر قفزاً على كل المحرمات، ويصب في خانة أعداء الشعب الفلسطيني.

وأشار دويكات إلى أن السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية تستهجن هذه الأعمال الإجرامية التي لا تصنف إلا في إطار الفوضى والفلتان، والتي تسعى إلى إشاعتها بعض القوى المشبوهة لإثارة الفتنة في الشارع الفلسطيني.

من جانبه، ربط المجلس الثوري لحركة “فتح” بين ما حدث في جنين ومخيم عين الحلوة بلبنان.

وقال إنه يتابع “باهتمام كبير ما يجري في محافظات الوطن بشكل عام ومحافظة جنين بشكل خاص، وما يجري في مخيم عين الحلوة من مؤامرة يقف خلفها جهات وقوى إقليمية ومحلية تهدف لإثارة الفتنة والفوضى والفلتان في الشارع الفلسطيني بما يهدد مصالح المواطنين ويعرض أمنهم للخطر.”

وأكد المجلس في بيان أصدره في 19 أيلول/ سبتمبر، إنه “ينظر بعين الخطورة لما يجري من أحداث مؤسفة ومرفوضة، ويدين استباحة الدم الفلسطيني، وإن عملية إطلاق النار على قوى الأمن الفلسطيني الذين يقومون بواجبهم الوطني لحماية مقدرات شعبنا وسلمه الأهلي، وإن الاختباء خلف عباءة المقاومة لتنفيذ أجندات مشبوهة ومدفوعة الأجر لم تعد تنطلي على أحد، وإن هذا الحقد الأسود لن يجر على شعبنا إلا مزيدا من الويلات.”

التقرير الاقتصادي

نقابة الأطباء تنهي إضرابها العام

أعلنت نقابة الأطباء الفلسطينيين، مساء 12 أيلول/ سبتمبر، وقف الإضراب في المستشفيات الحكومية، والعودة للعمل، في إثر حوار مع مجلس الوزراء.

وسبق أن أعلنت النقابة، أنها ستوعز إلى جميع الأطباء بترك العمل في المستشفيات الحكومية في الضفة الغربية، رداً على ما قالت إنه “تنصل وزارة الصحة والحكومة الفلسطينية مما اتُّفِق عليه، مع النقابة لإنهاء الأزمة الحالية.”

ودعت النقابة في بيانها أطباء المستشفيات الحكومية إلى ترك العمل يوم 12 أيلول/ سبتمبر عند السادسة مساء في جميع مستشفيات وزارة الصحة، لدفع الحكومة إلى توفير الحماية للأطباء، وتطبيق القانون على المسيئين والمتجاوزين على القانون، قبل أن تتراجع عن قرارها بناءً على نتائج الحوار مع الحكومة، في اليوم نفسه.

وتعود الأزمة إلى 24 آب/ أغسطس الماضي، حين طالب نقيب الطب المخبري والوكيل المساعد في وزارة الصحة أسامة النجار خلال مؤتمر فلسطين الدولي للطب المخبري، بتشكيل لجنة تحقيق حول استئصال كلية سالي البيطار، التي تعمل فنيةَ مختبر في مركز طوارئ يعبد في جنين شماليّ الضفة الغربية، والتي أصيبت برصاص الاحتلال خلال توجهها إلى عملها، وأجريت لها عملية جراحية في إثر ذلك، وهو ما اعتبرته نقابة الأطباء هجوماً وتشهيراً من مسؤول في وزارة الصحة ضدها، ولاحقاً أعلنت لجنة تحقيق شكلتها وزارة الصحة عدم وجود خطأ طبي في القضية، لكن الأزمة لم تنتهِ، حيث طالبت نقابة الأطباء بمحاسبة النجار الذي طالب بإعادة التحقيق في القضية. وأكد خلال مؤتمر صحافي، أن “لجنة التحقيق ادعت أن الطبيب الرئيسي في القضية رفض الإدلاء بشهادته”، متسائلاً عن سبب عدم إحضاره وهو موظف في وزارة الصحة.

واعتبر النجار أن اللجنة كانت منقوصة، حيث يجب الاستماع إلى الأطراف الأخرى، ومؤكداً أن نقابته طالبت بأن تكون ممثلة باللجنة، كما هي نقابة الأطباء ممثلة فيها، والاستماع إلى عائلة الجريحة البيطار.

وكانت نقابة الأطباء أعلنت وقف إجراءاتها التصعيدية الاحتجاجية، التزاماً بقرار المحكمة الإدارية الخميس، بوقف إضراب الأطباء في القطاع الحكومي، وعادت لتستأنف التصعيد بعد يومين.

ارتفاع عجز الحساب الجاري للربع الثاني 2023

كشفت النتائج الأولية لميزان المدفوعات الفلسطيني، أن العجز في الحساب الجاري (سلع، وخدمات، ودخل، وتحويلات جارية)، بلغ 719 مليون دولار أميركي، في الربع الثاني من سنة 2023.

وأرجع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة النقد الارتفاع في عجـز الحساب الجاري، إلى العجز في الـميزان التجاري السـلعي البالغ 1,992 مليار دولار أميركي، إضافة إلى عجز ميزان الخدمات الذي وصل 332 مليون دولار أميركي.

بينا سجل حساب الدخل (تعويضات العاملين، ودخل الاستثمار) فائضاً بـ 961 مليون دولار أميركي خلال الفترة نفسها.

وكانت تعويضات العاملين في الداخل المحتل البالغة 911 مليون دولار أميركي السبب الرئيس في فائض حساب الدخل بانخفاض 6% مقارنة بالربع السابق.

ووصل دخل الاستثمار المقبوض من الخارج 60 مليون دولار أميركي، نتج عن الدخل المقبوض على استثمارات الحافظة في الخارج، إضافة إلى الفوائد المقبوضة على الودائع الفلسطينية في المصارف الخارجية.

وسجل صافي التحويـلات الجارية فائضـاً 644 مليون دولار أميركي، وشكلت التحويلات الجارية للقطاع الحكومي 20% من إجمالي التحويلات الجارية من الخارج، بينما شكلت التحويلات الجارية للقطاعات الأخرى 80%. ومثلت تحويلات الدول المانحة 16% من إجمالي التحويلات الجارية من الخارج.

وبينت النتائج الأولية لميزان المدفوعات وجود فائض في الحساب الرأسمالي والمالي بـ 574 مليون دولار أميركي، بفعل الفائض المتحقق في الحساب المالي البالغ 492 مليون دولار أميركي. في المقابل سجلت الأصول الاحتياطية لدى سلطة النقد ارتفاعا مقداره 37 مليون دولار أميركي خلال هذا الربع مقارنة مع ارتفاع  بـ 281 مليون دولار أميركي في الربع السابق.

نمو أرصدة الاستثمار الدولي نهاية الربع الثاني

بينت نتائج مسوح الجهاز المركزي للإحصاء وسلطة النقد، أن رصيد الاستثمار الدولي في فلسطين نهاية الربع الثاني من العام الجاري بلغ 3,397 مليون دولار، بارتفاع 2%، مقارنة بالربع السابق.

ووفق بيان مشترك، فأن إجمالي أرصدة أصول الاقتصاد الفلسطيني المستثمرة في الخارج بلغ 9,514 مليون دولار أميركي، موزعة بين استثمار أجنبي مباشر بنسبة 3%، واستثمارات حافظة 17%، واستثمارات أخرى (أهمها العملة والودائع) 67%، وأصول احتياطية 13%.

في المقابل، بلغ إجمالي أرصدة الخصوم الأجنبية (الالتزامات) على الاقتصاد الفلسطيني (أرصدة غير المقيمين المستثمرة في فلسطين) 53% نهاية الربع الثاني 2023، وهي عبارة عن استثمار أجنبي مباشر.

وشكلت الاستثمارات الخارجية لقطاع البنوك (أرصدة في الخارج، ونقد في الصندوق، واستثمارات الحافظة في الخارج) 66% من إجمالي الأصول الخارجية للاقتصاد الفلسطيني.

وتشكلت 58% من إجمالي أرصدة الأصول الخارجية للاقتصاد الفلسطيني من عملة، وودائع، نهاية الربع الثاني 2023، بسبب عدم وجود عملة وطنية فلسطينية.

وفي المقابل، بلغ إجمالي أرصدة الخصوم الأجنبية (الالتزامات) على الاقتصاد الفلسطيني (أرصدة غير المقيمين المستثمرة في فلسطين) نحو 6,117 مليون دولار أميركي، توزعت بين استثمار أجنبي مباشر بنسبة 53%، واستثمارات حافظة 13%، واستثمارات أخرى (أهمها القروض والودائع من الخارج) بحوالي 34%.

ومثلت الاستثمارات الأجنبية في قطاع البنوك حوالي 35% من إجمالي الخصوم الأجنبية على الاقتصاد الفلسطيني.

وأشارت النتائج الأولية إلى أن إجمالي رصيد الدين الخارجي على القطاعات الاقتصادية الفلسطينية قد بلغ حوالي 2,109 مليون دولار في نهاية الربع الثاني 2023، بانخفاض بلغت نسبته 3% مقارنة بالربع السابق.

وتوزعت بين دين على القطاع الحكومي بـ 62%، وقطاع البنوك بنسبة 35% (ودائع غير المقيمين في المصارف العاملة في فلسطين)، والقطاعات الأخرى (الشركات المالية غير المصرفية، والشركات غير المالية، والمؤسسات الأهلية، والأسر المعيشية) بـ 2%، والاقتراض بين الشركات التابعة المنتسبة بـ 1%.

مليون ليلة مبيت في فنادق الضفة الغربية

أصدر الجهاز المركزي للإحصاء وزارة السياحة والآثار، بياناً لمناسبة اليوم العالمي للسياحة، الذي يصادف سنوياً في 27 أيلول/ سبتمبر.

وشهد عدد نزلاء الفنادق خلال النصف الأول من 2023 ارتفاعاً يزيد عن الضعفين مقارنة بذات الفترة من العام السابق، حيث بلغ عددهم في الضفة الغربية 380 ألف نزيل أقاموا حوالي مليون ليلة مبيت.

واستقبلت محافظة بيت لحم العدد الأكبر من النزلاء بـ 58% من اجمالي النزلاء، يليها محافظة القدس بـ 15%، ثم محافظة رام الله والبيرة بـ 10%.

وشكل 40 % من النزلاء من الاتحاد الاوروبي، يليهم الفلسطينيون المقيمون في أراضي 1948 بـ 14%، وشكل النزلاء المحليون 10%، مقابل 36% من باقي دول العالم.

وتوزع عدد الزيارات الوافدة من خارج فلسطين خلال النصف الأول من 2023 حسب المحافظة على النحو: 34% في محافظة بيت لحم، و18% في محافظة أريحا والأغوار، وبنسبة 10% لمحافظتي جنين وطولكرم على التوالي، فيما توزع 28% من الزيارات على بقية محافظات الضفة الغربية.

أما عدد الزيارات الوافدة من فلسطينيي 1948 فقد توزعت على النحو الآتي: 23% في محافظة أريحا والأغوار، و19% في جنين و18% في محافظة طولكرم، ثم محافظة نابلس بنسبة 13% فيما توزع 21% من الزيارات على بقية محافظات الضفة الغربية.

وشهدت المواقع السياحية في الضفة الغربية خلال النصف الأول من 2023 تحسناً في حركة الزوار المحليين نتج عنها ما يزيد عن,005 2 ألف زيارة الى المواقع السياحية والحدائق والمتنزهات المختلفة.

تركزت زيارات المحليين في محافظة نابلس بـ 18% يليها محافظة رام الله والبيرة بـ 15% يليها محافظتي جنين وطولكرم بـ 13% على التوالي ثم محافظة قلقيلية بـ 11%، وبـ 10% لمحافظة أريحا والأغوار بـ 9% لمحافظتي الخليل وطوباس على التوالي، مقابل 2% لمحافظة بيت لحم.

في المقابل، انخفض عدد العاملين في الأنشطة السياحية مقارنة مع ذات الفترة من 2023 بـ 8%، حيث بلغ عدد العاملين في القطاع السياحي 50 ألف عامل خلال الربع الثاني 2023، تشكل 4.3% من اجمالي العاملين من فلسطين.

ويتوزع عدد العاملين في قطاع السياحة حسب الحالة العملية الى 38 ألف عامل بأجر (منهم 34 ألف ذكر، و4 آلاف أنثى)، و6 آلاف عامل لحسابه (منهم 5 آلاف ذكر، وألف أنثى).

مشروع لدعم الاقتصاد الأخضر بتمويل أوروبي

أطلق في رام الله، في 13 أيلول/ سبتمبر، مشروع “الاقتصاد الأخضر في فلسطين”، بتمويل أوروبي بقيمة 55,5 مليون يورو، بحضور رئيس الوزراء محمد اشتية، ووزير الاقتصاد خالد عسيلي، وممثل الاتحاد الأوروبي الكسندر ستوتزمان، وممثل ألمانيا لدى فلسطين اوليفر اوفتشا، ودبلوماسيون وممثلو مؤسسات أوروبية.

وسيخصص مبلغ 8,5 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي وألمانيا لتمويل الدعم الفني للشركات، فيما يخصص الباقي (47 مليون يورو) لتمويل مشاريع خضراء، خصوصا التزود بالطاقة النظيفة في مختلف القطاعات.

ووصف اشتية توقيت إطلاق المشروع بـ “المهم جدًا خاصة مع زلزال المغرب وفيضانات ليبيا.

وقال إن التحول للاقتصاد الأخضر في غاية الأهمية بالنسبة لفلسطين، لجهة خفض انبعاثات الكربون، وتعزيز الحفاظ على الموارد، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية من جهة وتخفيف مخاطر التغير المناخي من جهة أخرى، وخفض الكلفة وإعادة تصميم البنى التحتية.

وأعتبر المبادرة مهمة لتعزّيها القدرة التنافسية للاقتصاد الفلسطيني، من خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية ودعم المزارعين، وتحقيق الأمن الغذائي.

ووصف التحول الأخضر بـ “فرصة وليس مجرد التزام، ولهذا سنأخذها على محمل الجد”.

وأشار اشتية لإجراءات الاحتلال “التي تدفع الاقتصاد الفلسطيني نحو التصحر، من خلال الاستيلاء على الأرض والاستيطان، واقتلاع الأشجار والتي بلغ عددها نحو 2,5 مليون شجرة منذ عام 1967.”

وقال عسيلي إن المشروع يمثل التزاما مشتركا لفلسطين والاتحاد الأوروبي، بتحقيق تنمية مستدامة، وفي ذات الوقت دعم التحول للاقتصاد الأخضر.

وأكد التزام الحكومة بتطوير السياسات، بما فيها الصناعية والبنية التحتية، لتمكين القطاع الخاص من التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

قال ستوتزمان إن “النمو الأخضر يمثّل أولوية للاتحاد الأوروبي، نتشارك بها مع فلسطين وباقي دول العالم.”

وبيّن أن مبادرة “النمو الأخضر” “تتواءم مع أجندة السياسات الفلسطينية، وهي تعكس التزام قوي بمستقبل نظيف للأجيال القادمة.

فيما أكد ممثل ألمانيا اهتمام بلاده الكبير بحماية البيئة، مستعرضا تجربة ألمانيا في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

واعتبر اوفتشا أن التحول للاقتصاد الأخضر في فلسطين يكتسب أهمية خاصة، حيث يساعد في تحقيق الاستقلال في الطاقة، والحد من الاعتماد على إسرائيل في هذا المجال.

التقرير الثقافي

الخليل عاصمة "الثقافة الإسلامية" في 2026

اختار وزراء الثقافة في العالم الإسلامي في مؤتمرهم الذي استضافته الدوحة، في 26 أيلول/ سبتمبر، مدينة الخليل الفلسطينية عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2026.

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إن اتخاذ مثل هذا القرار له أهمية كبيرة حيث سيتم تقديم برامج وخطط ورؤى تعزز الهوية الإسلامية في المدينة، ومحاربة كل سياسيات المحو والإزالة والاستبدال والإحلال التي تحاول سلطات الاحتلال إقامتها في هذه المدينة.

وأضاف أن علينا مسؤولية كبيرة في تقديم ما يجري في الخليل للعالم الإسلامي لنقول لهم رسالة واضحة بأن “الحفاظ على الأماكن المقدسة يتطلب جهداً منا جميعاً وتدخلات قوية من أجل الحفاظ على الهوية الفلسطينية في هذه المدينة.”

وسبق أن حظيت القدس بعاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2019 وعاصمة للثقافة العربية عام 2009، بينما كانت بيت لحم عاصمة للثقافة العربية سنة 2020.

وانطلق مؤتمر الدوحة تحت شعار “نحو تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي”، بحضور عدد كبير من وزراء الشؤون الثقافية ووفود الدول الأعضاء في “إيسيسكو”، وممثلي مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجالات الثقافية في 56 دولة إسلامية.

بيت لحم تحتضن المهرجان الدولي الثاني للفنون الأدائية

احتضنت بيت لحم، نهاية أيلول/ سبتمبر، فعاليات مهرجان بيت لحم الدولي للفنون الأدائية بنسخته الثانية، الذي نظمته جمعية دار الكلمة الخيرية/ مسرح ديار، في دار الندوة الدولية بالمدينة.

وأكد مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة القس البروفيسور متري الراهب أهمية الفن والثقافة للمجتمع الفلسطيني ودوره في الصمود والتحدي. وقال: “نفتتح هذا المهرجان بعرض بفتيات مسرح ديار اللواتي يجسدن في رقصهن صمود النساء الفلسطينيات في وجه الاحتلال، كما نستضيف في هذا الحفل الفنانة الفلسطينية الأميركية ليلى عوض الله التي تجسد القضية الفلسطينية عبر مئة من الصمود الأسطوري الفلسطيني.”

وأشارت مديرة مسرح ديار مي الحذوة إننا نشهد على تجربة فنية استثنائية، تجمع بين الثقافات والفنون المتنوعة من أنحاء العالم، في منبر للابتكار والإبداع، وللتبادل الثقافي بين الفرق الفلسطينية والعالمية المشاركة.

ووصفت المهرجان بعمل وطني يهدف إلى المساهمة في حفظ إرثنا الوطني والثقافي، ويثبت للعالم أن الفلسطينيين شعب يحب الحياة، ويقدر ويحترم الثقافات والفنون المختلفة.

وشهد حفل الافتتاح عرض مسرحي رقص معاصر لمسرح ديار الذي يتحدث عن صمود المرأة الفلسطينية ووحدة النساء الفلسطينيات، وعرض منفرد للفنانة الأميركية من أصول فلسطينية ليلى عوض الله بعنوان “يلا امشي شوي شوي حبيبي” والذي يجسد صورًا لامرأة فلسطينية تسافر عبر الزمن وتختبر ومضات من تجارب فلسطينية مختلفة.

أريحا القديمة على لائحة التراث العالمي لليونسكو

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” مدينة أريحا القديمة (تل السلطان)، على لائحتها للتراث العالمي، في أعقاب تصويت لجنة التراث العالمي بالمنظمة الأممية في 17 أيلول / سبتمبر، دون اعتراض من أي دولة بالمنظمة.

ويعد تل السلطان، الذي يعود بناؤه لأكثر من 8 آلاف عام، أقدم من أهرامات مصر، وهو تل بيضاوي يحتوي على رواسب مما قبل تاريخ النشاط البشري، ويتضمن نبع عين السلطان بجواره، ويقع على بعد 10 كيلومترات إلى الشمال من البحر الميت، و2 كيلومتر شمال مركز مدينة أريحا.

وقالت وزيرة السياحة والآثار، رولا معايعة إن “فلسطين نجحت في تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو خلال الجلسة الـ45 للجنة التراث العالمي المنعقدة في العاصمة السعودية.

وأوضحت أن رصيد فلسطين ارتفع إلى 5 مواقع مسجلة رسميًا على قائمة التراث العالمي التابعة للمنظمة الدولية.

وقالت معايعة إن الموقع “مثل الحضارة الاستثنائية لأول نموذج ناجح للمستقرات البشرية الدائمة، وأقدم بلدة زراعية مسوّرة في العالم بنيت في العصر الحجري الحديث قبل أكثر من 10 آلاف عام في أخفض بقعة على سطح الأرض (250 مترا تحت مستوى سطح البحر) قرب نبع عين السلطان، التي شجعت انتقال الإنسان من حياة الالتقاط إلى الاستقرار القائمة على تدجين النباتات والحيوانات وبناء المنشآت المعمارية وغيرها من أنظمة تطور الحضارة البشرية”.

فمتا رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقرار “اليونسكو”، واصفا إياه بأنه “بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ الشعب الفلسطيني”، وفق وكالة الأنباء الرسمية.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان، إن الإدراج “إجماع على أصالة التراث الفلسطيني وجاء للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وحمايتها بما فيها الحقوق الثقافية”.

ويعتبر علماء الآثار في الضفة الغربية تل السلطان موقعا يروي قصة تاريخ البشرية من خلال بقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث وتستمر حتى العصر البيزنطي.

واحتوت المدينة على برج دائري ضخم، بالإضافة إلى أسوار لحماية الموقع. وظل المكان قيد التنقيب لأكثر من قرن من الزمان وأسفر عن بقايا مدينة تعتبر مسوّرة نفسها أقدم مدينة مأهولة بالسكان على هذا الكوكب.

اختتام معرض فلسطين الدولي الثالث عشر للكتاب

اختتمت مساء 17 أيلول/ سبتمبر فعاليات معرض فلسطين الدولي الثالث عشر للكتاب، بنشاطات للأطفال وتوقيع مجموعة من الإصدارات، وعرض فني غنائي لفرقة “بيادر قروية” للدبكة الشعبية.

وافتتح المعرض في 7 أيلول/ سبتمبر، برعاية الرئيس محمود عباس، وافتتحه رئيس الوزراء محمد اشتية على أرض المكتبة الوطنية برام الله بحضور رسمي وعربي وثقافي.

وقال اشتية إن المعرض تجسيد هوية وثقافة، ويفتتح هذا العام تحت شعار (من النكبة إلى الدولة)، والنكبة كانت ضياع بعض من أرض فلسطين، وتهجير 950 ألف فلسطيني، وأصبحوا لاجئين في دول المحيط، ولكن الأنكى من هذا أيضا أن الكتب الفلسطينية سرقت كما سرقت أرضنا، والآن تجلس على رفوف المكتبات الإسرائيلية من شمالها إلى جنوبها.

وأضاف: كانت فلسطين بوابة الثقافة العربية في يافا وحيفا والقدس وصفد، كانت دور السينما والمسارح والمكتبات والإذاعات كلها تشع ثقافة وعلم على المحيط، ويسعدنا اليوم أن نرى هذا الحضور العربي المتميز على أرض فلسطين.

وضم المعرض أكثر من 61 ألف عنوان ضمن مساحة تجاوزت 6500 متر مربع، وتُعتبر هذه الدورة الأكبر والأضخم في تاريخ دورات المعرض.

واستضاف 4 أجنحة رسمية للأردن، والكويت، والمغرب، وسلطنة عمان.

وضم أجنحة لعدة مؤسسات حكومية ومراكز وتجمعات أهلية وثقافية، فيما حملت قاعة الندوات والفعاليات اسم الراحلة سلمى الخضراء الجيوسي، كما خلدت زاوية توقيع الكتب اسم الشاعر الراحل زكريا محمد.

وشمل زاوية ممشى للفن، التي استضافت يوميا معرضًا لفنان أو فنانة تشكيلية، إضافة إلى زاوية الطفل والمسرح.

وبدأ اليوم الأول بندوة في صالون سلمى الجيوسي حول واقع التعليم العالي الراهن وتطلعات المستقبل، شارك فيها رئيس جامعة القدس عماد أبو كشك، وأدارها وقدمها خليل عودة من جامعة النجاح.

وعقدت في الصالون ذاته أمسية شعرية شارك فيها الشعراء: المتوكل طه من فلسطين، وحسن المطروشي من عُمان، وسمير القضاة، ومحمد الهاشمي بلوزة من تونس، وأدار الندوة وشارك فيها وصال أبو عليا.

وقدمت فرقة الاستقلال وصلة فنية، وقدم فضاء الأطفال مجموعة من الفعاليات اشتملت على قراءة قصص، وعرض تفاعلي، وعرض موسيقي، وعرض للدبكة الشعبية، وعرض قصة وأغنية بمصاحبة الموسيقى.

الموت يُغيب فنان الثورة حسين منذر

غيب الموت مساء 17 أيلول/ سبتمبر، فنان الثورة الفلسطينية، وقائد فرقة العاشقين المناضل الفلسطيني العروبي اللبناني حسين منذر “أبو علي”، بعد سيرة حافلة.

وغنى الراحل حسين منذر، لفلسطين وزين بحنجرته الذهبية 300 أغنية وطنية من أشهرها: من سجن عكا وطلعت جنازة، وياطالع ع جبال النار، واشهد يا عالم علينا وعبيروت، وهبت النار.

وولد الفنان الراحل في بعلبك، ويُكنى (أبو علي) وهو فنان لبناني وقائد فرقة أغاني العاشقين الفلسطينية، التي ارتبط اسمها بالأغاني الوطنية الفلسطينية والتراثية.

وكان الرئيس محمود عباس، منح الفنان المناضل منذر، سنة 2018، وسام الثقافة والعلوم والفنون “مستوى الابتكار”، تقديراً لمسيرته الفنية النضالية المشرفة، وتثميناً لعطائه وإنشاده الملتزم في فرقة العاشقين الوطنية، وايصاله بصوته رسالة فلسطين الى العالم.

ونعت وزارة الإعلام، الراحل، وأكدت أن غيابه خسارة فادحة للفن الوطني والقومي، فقد جسد ببراعة التلاحم اللبناني الفلسطيني، وقاد باقتدار فرقة العاشقين، التي عبرت عن فلسطين الثورة والنضال، ووثقت انتصاراتها وهتفت لبطولاتها وفرسانها، وبكت رموزها.

واعتبرت أن منذر استطاع خلق حالة فريدة لمناضل عروبي لبناني انحاز لفلسطين: الأرض، والقضية، والمقاومة، والتاريخ، والجغرافيا، والبطولة، والدموع، والفرح، وشكل حالة فنية ثورية فريدة تستعصي على التكرار.

ورأت الوزارة برحيل فنان الثورة وقائد جوقتها حزنًا خاصًا لكل فلسطيني وعربي مؤمن بالحرية والعدالة والحياة، فقد صدح صوته في كل بيت وشارع ومخيم وعاصمة، وردد إبداعاته الصغير والكبير، وترعرعت على إيقاعاته عدة أجيال وحدتها الثورة الفلسطينية بكل مراحلها.