تقرير فلسطين الضفة الغربية

الكاتبعبد الباسط خلفالقسمفلسطينالتاريخآب/ أغسطس 2024

المقدمة

كان آب/ أغسطس ملتهباً في الضفة الغربية وشديد الوقع على الفلسطينيين، إذ شهدت أيامه الأخيرة عدواناً واسع النطاق، طال في وقت متزامن محافظات جنين وطولكرم وطوباس والأغوار الشمالية، واستمر على جنين حتى إعداد هذا التقرير، وأسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وألحق دماراً كبيراً بالبنية التحتية والبيوت والمتاجر، وتخلله عمليات قصف بطائرات مسيرة وإنزال بمروحيات عمودية.

سياسياً، أعلن الرئيس محمود عبّاس أمام البرلمان التركي عن قراره التوجّه إلى غزة ودعوته لتأمين وصوله إليها، بينما صرح الوزير الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير بأنه سينبني كنيساً في “الأقصى”.

وفي الشأن الاقتصادي، أكد الجهاز المركزي للإحصاء، حصول انخفاض حاد في الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي، فيما نشرت وزارة الاقتصاد الوطني أن مخزون تموين المحافظات الشمالية يكفي 6 أشهر، بينما حذرت سلطة النقد من تداعيات استمرار تراكم الشيقل الإسرائيلي، جراء قرارات الاحتلال. في وقت تراجعت واردات فلسطين من تركيا بنسبة كبيرة خلال العام الجاري.

وعلى الصعيد الثقافي انطلق ملتقى فلسطين السابع للرواية العربية بمشاركة عدة دول عربية، وأعلن عن إصدارين جديدين يوثقان يوميات العدوان على غزة ويؤرخان لها، فيما كشفت وزارة الثقافة في رام الله، أن “من المسافة صفر” المشروع التوثيقي السينمائي الذي يضمّ 22 فيلماً قصيراً، من توقيع مخرجين وفنانين عالقين داخل القطاع سيمثل فلسطين في “أوسكار” 2025.

التقرير السياسي

عدوان إسرائيلي واسع يطال شمال الضفة الغربية

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسع النطاق على ثلاث محافظات في شمال الضفة الغربية، وهو ما أعاد إلى الأذهان الاجتياح الكبير ربيع 2002، الذي عم الضفة كلها.

فقد نفذت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، فجر 28 آب/ أغسطس اقتحامات متزامنة لجنين ومخيمها، ولطولكرم ومخيميها: نور شمس وطولكرم، ولمخيم الفارعة بمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، أطلقت عليها إسرائيل “المخيمات الصيفية”.

وشاركت في العدوان المتواصل (حتى لحظة إعداد هذا التقرير)، طائرات مروحية ومسيرات، وعدد كبير من الآليات العسكرية المعززة بالجرافات.

وفرضت قوات الاحتلال حصاراً على مدن جنين وطوباس وطولكرم، كما أعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها.

وخلال اليوم الرابع للعدوان، قتل جندي إسرائيلي وأصيب آخرون، في حي الجابريات جنوب مخيم جنين، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، قالت إن مروحيات إسرائيلية نقلت جنوداً مصابين إلى مستشفى في حيفا، بينهم قتيل. ووثق فيديو مصور نقل جنود مصابين بعد وقوعهم بكمين في مخيم جنين.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، عن اغتيال قائد كتيبة طولكرم محمد جابر الملقب بـ “أبو شجاع”، و4 آخرين من أعضاء الكتيبة، وإصابة جندي إسرائيلي من وحدة “اليمام” الخاصة، خلال تبادل لإطلاق النار في مخيم نور شمس.

ويزعم الاحتلال أن أبي شجاع شارك العديد من العمليات المسلحة، وبتوجيه عملية إطلاق النار في شهر حزيران/ يوليو الماضي، التي أسفرت عن مقتل مستوطن، ونفذ عمليات مسلحة أخرى.

وترافق الاقتحامات مع تجريف واسع للبنى التحتية والطرقات في المخيمات الأربعة، وأجزاء واسعة من مدينتي جنين وطولكرم، كما نفذ المحتلون قصفاً بطائرات مسيرة، وإنزالاً بطائرات مروحية في مخيم الفارعة.

وأسفرت استباحة شمال الضفة، التي لم تكن قد توقفت حتى نهاية 31 آب/ أغسطس، عن استشهاد 23 مواطناً، بينهم 14 في محافظة جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس والأغوار الشمالية، ما رفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 677.

84 شهيداً فلسطينياً و5 قتلى في صفوف الاحتلال

كانت حصيلة آب/ أغسطس ثقيلة في الضفة الغربية، إذا استشهد 84 فلسطينياً: 28 منهم في جنين و22 في طولكرم، و15 في طوباس، بينما جرح 273 فلسطينياً، ولم تصدر حصيلة نهائية عن عدد الأسرى، بسبب اجتياح شمال الضفة الغربية.

بينما شهدت محافظات الضفة 697 عملاً مقاوماً نوعيا وشعبيا، أسفرت عن مقتل 5 وإصابة 42 جندياً ومستوطن إسرائيلي بجراح مختلفة.

وتوزع قتلى الاحتلال على سلفيت بواقع قتيلين وقتيل واحد في طوباس والأغوار الشمالية، ونابلس، وجنين.

بينما شملت أعمال المقاومة 65 عملية إطلاق نار و72 اشتباكاً مسلحاً، 47 في جنين و35 في نابلس.

وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين نفذوا 1228 اعتداء، خلال آب/ أغسطس، كواحدة من أخطر ذروات انتهاكات الاحتلال المستمرة منذ وقت طويل. وهي تصعد إلى معدلات غير مسبوقة، لم تعد تتوقف عند ذروة رقمية أو إحصائية وحسب، بل تجاوزتها إلى منعطفات خطرة تنذر بجرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب تمعن دولة الاحتلال في ارتكابها متسترة بستار الحرب والعدوان الرهيب الذي تشنه على الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.

ونفذ جيش الاحتلال 1024 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون 204 اعتداءات، وتركز مجمل الاعتداءات في محافظة القدس بـ 204 اعتداءات، ومحافظة رام الله والبيرة بـ 137 اعتداءً، ومحافظة نابلس بـ 135 اعتداء.

أكثر من 10 آلاف اعتقال و552 جثمانا في مقابر الأرقام وثلاجات

ارتفعت حصيلة الاعتقال بالضفة الغربية بما فيها القدس منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 10400، فيما بلغ عدد جثماين الشهداء المحتجزة في مقابر الأرقام وثلاجات الاحتلال 552 جثماناً لشهداء فلسطينيين.

وأفاد بيان مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، في 31 آب/ أغسطس بأن عدد المعتقلين منذ بدء العملية العسكرية التي أعلن عنها الاحتلال شمال الضّفة ارتفع لنحو 110 أسرى.

وأشار البيان إلى أن هذا المعطى يشمل الحالات التي تم التأكد منها مع استمرار العملية العسكرية في محافظة جنين، والاقتحام المستمر في محافظة الخليل.

وبلغت حالات الاعتقال في صفوف الأطفال 690، فيما يواصل الاحتلال اعتقال 46 صحافيًا بينهم 5 صحافيات.

إلى ذلك، أفادت مؤسسات الأسرى والحملة الوطنية لاستراد جثامين الشهداء، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل احتجاز 552 جثماناً بينها 256 في مقابر الأرقام، منهم 296 منذ عودة سياسة الاحتجاز سنة 2015، إضافة إلى المئات من قطاع غزة.

وأكد هذه المعطيات بيان مشترك صدر عن نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ومؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء لمناسبة اليوم الوطني لاستراد الجثامين في 27 آب/ أغسطس.

ولفت البيان إلى أن من بين الجثامين المحتجزة 9 نساء و32 أسيراً و55 طفلاً، و5 شهداء من أراضي 48، و6 شهداء من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وقال البيان: “منذ بدء حرب الإبادة في  تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، صعّد الاحتلال من احتجاز الجثامين حيث يحتجز 149 جثماناً، وهذا العدد يشكّل أكثر من نصف الشهداء المحتجزين منذ 2015، علماً أن هذا المعطى لا يشمل الشهداء المحتجزين من قطاع غزة.”

و”مقابر الأرقام” مدافن بسيطة محاطة بحجارة دون شواهد، ومثبّت فوق كل قبر لوحة معدنية تحمل رقما لا اسم صاحب الجثمان، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به سلطات الاحتلال.

عباس يقطع زيارته إلى الرياض بسبب الاجتياح

قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زيارته إلى السعودية وعاد إلى أرض الوطن، بعد ساعات من عدوان نهاية آب/ أغسطس، الذي استهدف شمال الضفة الغربية، لمتابعة آخر التطورات والمستجدات.

بينما أوعز رئيس الوزراء محمد مصطفى إلى جهات الاختصاص بتعزيز تدخلاتها الطارئة لمواجهة عدوان الاحتلال الجاري، مجدداً مطالبته المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس.

واطّلع رئيس الوزراء خلال اتصالات هاتفية مع محافظي جنين وطوباس وطولكرم على التطورات الميدانية في المحافظات، مؤكداً توجيهات الرئيس عباس بتوفير الاحتياجات الطارئة لكل المحافظات المستهدفة من الاحتلال، وتعزيز مقومات صمود أبناء شعبنا فيها.

ووجهت الحكومة وزارة الصحة إلى تعزيز عمل الطواقم الطبية في محافظات شمال الضفة الغربية، للتعامل مع التطورات الميدانية الناجمة عن اجتياح جيش الاحتلال لهذه المحافظات، إذ جرى الإيعاز إلى جميع الطواقم الطبية في محافظات الشمال بالتوجه إلى أقرب مركز صحي لمساندة زملائهم الأطباء في التعامل مع الوضع الطارئ في المحافظة، وخصوصاً بعد تجريف الاحتلال للطرق المحيطة بالمستشفيات في المدينة، ورفع درجة الجاهزية لخدمة أبناء شعبنا في مختلف محافظات شمال الضفة.

وأجرت الحكومة عبر وزارتي الصحة والخارجية اتصالاتها مع المجتمع الدولي وتحديداً اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الصحية الدولية وهيئات الأمم المتحدة، من أجل الضغط لتوفير الحماية لأبناء شعبنا، لا سيما المؤسسات الطبية، في الوقت الذي تعيق فيه قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف إليها، ما يُعرّض حياة المرضى والمصابين للخطر، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

كما حذرت الحكومة من تداعيات حصار الاحتلال لمستشفيات جنين، وطولكرم وتهديداته باقتحامها، خاصة أن عشرات المرضى يعالَجون في هذه الأثناء داخل مستشفيات جنين الحكومية والأهلية والخاصة، وأن أي اقتحام لها هو تهديد مباشر لحياتهم وحياة الطواقم الطبية، حيث قطعت قوات الاحتلال الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان ومقري جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض.

وأوعزت وزارة الخارجية إلى جميع سفراء دولة فلسطين وسفاراتها وبعثاتها بسرعة التحرك لفضح انتهاكات الاحتلال لدى وزارات الخارجية ومراكز صنع القرار والرأي العام في الدول المضيفة والمنظمات الدولية المختلفة، بهدف حشد أوسع ضغط دولي لوقف العدوان والإبادة والتهجير، والتدخل الفوري والفاعل لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف عدوانها المستمر في قطاع غزة ومحافظات شمال الضفة الغربية.

وحذرت الحكومة من التصريحات الخطيرة لوزير خارجية الاحتلال التي دعا فيها إلى “إخلاء المواطنين من الضفة، على غرار ما يحدث في قطاع غزة.”

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة على مدن وقرى ومخيمات جنين طولكرم وطوباس وغيرها من المدن، إلى جانب حرب الإبادة في قطاع غزة، ستؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع.

وأضاف أبو ردينة أن العدوان الذي بدأته على شمال الضفة الغربية، يأتي استكمالا للحرب الشاملة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وهو تصعيد خطير تتحمل مسؤوليته سلطات الاحتلال والجانب الأميركي الذي يوفر الحماية والدعم لهذا الاحتلال للاستمرار في حربه ضد شعبنا الفلسطيني.

وأكد أن هذه السياسة التصعيدية وتدمير المدن وقتل المواطنين والاعتقالات والاستعمار، لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، وسيدفع الجميع ثمن هذه الحماقات الإسرائيلية.

وطالب أبو ردينة، الجانب الأميركي بالتدخل الفوري وإجبار سلطات الاحتلال على وقف حربها الشاملة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وقال: “على العالم التحرك الفوري والعاجل للجم هذه الحكومة المتطرفة التي تشكل خطرا على استقرار المنطقة والعالم أجمع”.

الرئيس يعلن من البرلمان التركي نيته التوجّه إلى غزة

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في منتصف آب/ أغسطس، أمام البرلمان التركي، إنه قرر التوجّه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وسيعمل بكل طاقته ليكون مع أبناء شعبه، وأضاف أن حياته ليست أغلى من حياة أي طفل فلسطيني، وهو يطبق أحكام الشريعة الإسلامية، فإما “النصر أو الشهادة”.

ودعا بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قادة دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة “لمشاركتنا في هذا القرار، وتأمين وصوله إلى قطاع غزة.” وأعلن أنه وجهته التالية القدس.

وأكد أن هدف إسرائيل الحقيقي من حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية والقدس هو اجتثاث الوجود الفلسطيني، والتهجير القسري من جديد، “وهو ما لن يكون أبداً مهما فعلوا، ومهما حاولوا.”

وأشاد الرئيس عباس بمواقف مصر والأردن الرافضة لمخططات التهجير الإسرائيلية، “والمتوافقة تماماً مع المواقف الفلسطينية، والداعمة لها في كل المحافل، وبالإجماع الدولي المعارض لهذه المخططات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي.”

وأعرب عن استغرابه من صمت المجتمع الدولي أمام المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في مراكز الإيواء، والتي كان منها مجزرة مدرسة التابعين، التي راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد.

وجدّد التأكيد على أن غزة جزء أصيل من الدولة الفلسطينية الواحدة الموحدة، وأنه لا دولة في غزة، ولا دولة دون غزة، وشعبنا لن ينكسر ولن يستسلم، وسيعيد بناء غزة.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، فقد شرعت القيادة الفلسطينية بتحركاتها واتصالاتها على مستوى العالم للتحضير لتوجه الرئيس عباس وأعضاء القيادة إلى قطاع غزة، من أجل أن يكون الرئيس والقيادة مع الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية هناك، والتأكيد على أن دولة فلسطين ومنظمة التحرير هي صاحبة الولاية والمسؤولية على أرض دولة فلسطين كافة، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية.

وتم التواصل مع الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأفريقي، وغيرها من الدول والقوى الهامة في العالم، من أجل ضمان نجاح هذه الخطوة، وتوفير الدعم والمشاركة لمن أمكن. وكذلك تم إبلاغ إسرائيل بذلك.

بن غفير يعلن عن نيته بناء كنيس في الأقصى

صرح الوزير اليمني المتطرف، إيتمار بن غفير، في 26 آب/ أغسطس للإذاعة الإسرائيلية بأنه ينوي بناء كنيس يهودي في في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.

وأوضح وزير ما يسمى الأمن القومي أن القانون يساوي بين حقوق المسلمين واليهود في إقامة الصلوات بالمسجد الأقصى، مضيفاً “لو فعلت كل ما أردت في جبل الهيكل (حسب زعمه، وقاصداً المسجد الأقصى) لفترة طويلة، ولو أتيحت لي الفرصة، لكان علم إسرائيل قد رفع هناك.”

واكتفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتغريد بأنه “لا تغيير” على الوضع القانوني في المسجد الأقصى.

واقتحم بن غفير المسجد الأقصى 6 مرات منذ توليه حقيبة وزارة الأمن القومي مطلع 2023، و3 مرات منذ اندلاع العدوان الواسع على غزة، قبل 11 شهراً.

ورداً على هذا الانتهاك، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن دعوات المتطرف بن غفير لإقامة كنيس داخل المسجد الأقصى المبارك، خطيرة جداً، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لن يقبل المساس بالمسجد الأقصى المبارك، وهو خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقاً.

وأضاف أن هذه الدعوات المرفوضة والمدانة للمساس بالمسجد الأقصى المبارك، هي محاولات لجر المنطقة إلى حرب دينية ستحرق الجميع، مؤكداً أن مساحة الحرم الشريف البالغة 144 دونماَ هي ملك للمسلمين فقط.

ودعا أبو ردينة، المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية إلى التحرك الفوري للجم هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، وإجبارها على الالتزام بالوضع القانوني والتاريخي السائد في الحرم الشريف.

وفاة عميد الدبلوماسية الفلسطينية فاروق القدومي

توفي في 22 آب/ أغسطس، في عمّان فاروق القدومي (أبو اللطف) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ا عن 93 عاماً.

وارتبط اسم القدومي برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تقلدها في 1973 وعرف بمعارضته الشديدة لاتفاق أوسلو.

ونعى الرئيس عباس القائد الوطني والتاريخي الكبير، وأحد القادة التاريخيين المؤسسين لحركة فتح والثورة الفلسطينية المعاصرة.

ولد القدومي سنة 1931 قرب نابلس بالضفة الغربية، ثم هاجر مع أسرته إلى حيفا سنة 1948 قبل أن يعود من جديد إلى نابلس.

ودرس الابتدائية والثانوية في مدينة يافا، وفي سنة 1954 التحق بالجامعة الأميركية في القاهرة، وأنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية.

ومارس القدومي وظائف مختلفة في بلدان عربية عدة، وبعد تخرجه في الجامعة الأميركية عمل في مجلس الإعمار الليبي ثم في وزارة النفط بالمملكة العربية السعودية ثم في وزارة الصحة الكويتية.

والتحق في بداية حياته السياسية إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي، وأثناء دراسته بمصر التقى الزعيم الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) وصلاح خلف (أبو إياد) ليتم تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني في نهاية الخمسينيات بمشاركة خليل الوزير (أبو جهاد) ومحمود عباس (أبو مازن).

وأصبح القدومي عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969، وعضواً في المجلس الوطني، ورئيساً للدائرة السياسية لمنظمة التحرير سنة 1973، ومسؤول دائرة الشؤون الخارجية لمنظمة التحرير سنة 1989، وأسهم في تطوير علاقات المنظمة بالدول العربية والاتحاد السوفياتي السابق وكثير من دول العالم.

وكان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس في 1983 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

التقرير الاقتصادي

انخفاض حاد في الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي

أفاد الجهاز المركزي للإحصاء منتصف آب/ أغسطس، بأن الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي سجل انخفاضًا حادًا مقداره 29,77% خلال حزيران/ يونيو الماضي مقارنة مع الشهر ذاته 2023، إذ انخفض الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي إلى 74,72 خلال حزيران/ يونيو 2024 مقارنة بـ 106,39 خلال 2023 (سنة الأساس 2019 = 100).

وأوضح الجهاز، أن الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي سجل انخفاضا مقداره 4,74% خلال حزيران/ يونيو 2024 مقارنة بشهر أيار/ مايو 2024، إذ انخفض الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي إلى 74,72 خلال حزيران/ يونيو مقارنة بـ 78,44 خلال أيار/ مايو (سنة الأساس 2019 = 100).

وأشار إلى أن أنشطة الصناعات التحويلية سجلت انخفاضًا مقداره 7.38% خلال حزيران/ يونيو 2024 مقارنة بالشهر السابق والتي تشكل أهميتها النسبية 87.89% من إجمالي أنشطة الصناعة.

أما على صعيد الأنشطة الفرعية والتي لها تأثير نسبي كبير على مجمل الرقم القياسي، فقد سجلت بعض أنشطة الصناعات التحويلية انخفاضاً خلال حزيران/ يونيو الماضي مقارنة بالشهر السابق أهمها: صناعة المنتجات الغذائية، وصناعة المنتجات الصيدلانية الأساسية ومستحضراتها، ونشاط الطباعة واستنساخ وسائط الإعلام المسجلة، وصناعة منتجات المعادن اللافلزية الأخرى، وصناعة المنسوجات، وصناعة الملابس، وصناعة الجلد والمنتجات ذات الصلة.

مخزون تموين المحافظات الشمالية يكفي 6 أشهر

قالت وزارة الاقتصاد الوطني إن المخزون التمويني في المحافظات الشمالية يلبي احتياج المواطنين ستة أشهر، ومن سلعة الطحين لـ 3 أشهر.

وأضافت أن سلسلة توريد السلع إلى السوق الفلسطينية مستمرة من مختلف السلع والاصناف، وهناك متابعة وتنسيق مع الموردين لأخذ الاحتياطات اللازمة فيما يخص الحفاظ على المخزون.

وشددت الوزارة على الجهود الرقابية التي تنفذها الطواقم لضبط وتنظيم السوق، والتي نتج عنها ضبط 142 طن من السلع التالفة، والتي شكلت المنتجات الإسرائيلية ما نسبته 72% منها خلال تموز/ يوليو الماضي.

تراجع واردات فلسطين من تركيا خلال العام الجاري

أكدت وزارة الاقتصاد الوطني، إن الواردات السلعية الفلسطينية من السوق التركي انخفضت خلال الأشهر السبعة الماضية بنسبة 35% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

ودعت الوزارة في بيانها، الجمهور ووسائل الإعلام إلى توخي الحذر وعدم التعاطي مع أي بيانات ومعلومات إلا من مصادرها الرسمية، خاصة الشائعات التي يبثها الإعلام الإسرائيلي الهادف إلى ضرب المصالح الوطنية والعلاقة الاستراتيجية بين دولة فلسطين وجمهورية تركيا.

وتابعت، أنه بحسب البيانات الجمركية لوزارة المالية للفترة المذكورة، فقد بلغت قيمة الواردات الفلسطينية من تركيا 220 مليون دولار تقريبا، مقارنة بـ 339 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وأشارت الوزارة، إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وفلسطين يبلغ حوالي مليار دولار سنويا، ويقدر المتوسط الشهري للتبادل التجاري بحوالي 80 مليون دولار.

وتوقعت، أن يشهد حجم التبادل التجاري بين فلسطين وتركيا ارتفاعا ملحوظا بموجب بروتوكول التعاون الذي وُقّع بين وزير الاقتصاد الوطني ونظيره التركي في حزيران/ يونيو الماضي لتعزيز العلاقة التجارية الثنائية على المديين القصير والمتوسط.

سلطة النقد تحذر من تداعيات استمرار تراكم الشيقل الإسرائيلي

حذرت سلطة النقد، من تداعيات خطيرة ووشيكة ستطال كل جوانب الحياة في حال استمرار الجانب الإسرائيلي في رفض استقبال العملة النقدية من فئة الشيقل المتراكمة في البنوك الفلسطينية.

وقالت سلطة النقد في بيان صحافي نهاية آب/ أغسطس، إن البنوك العاملة في فلسطين لن تكون قادرة على تمويل عمليات التجارة ودفع أثمان السلع والخدمات للشركات والموردين الإسرائيليين، خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن استمرار رفض الجانب الإسرائيلي شحن الشيقل يحرمها من تغذية حساباتها في البنوك المراسلة الإسرائيلية، ما سيترك أثراً مباشرًا على قدرة القطاعين العام والخاص.

عجز كبير في الحساب الجاري لميزان المدفوعات

كشفت أحدث مسوحات الجهاز المركزي للإحصاء، انخفاض العجز الجاري في ميزان المدفوعات الفلسطيني إلى 359,1 مليون دولار أميركي، خلال حزيران/ يونيو 2024.

وأوضح الإحصاء، في بيان، أن العجز خلال الشهر المرصود قد انخفض بـ 34%، مقارنة بالشهر نفسه من سنة 2023.

وانخفضت الصادرات خلال حزيران/ يونيو الماضي 17%، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2023، إذ بلغت قيمتها 108,1 مليون دولار أميركي.

وتراجعت الصادرات إلى دولة الاحتلال 18%، وشكلت الصادرات إلى دولة الاحتلال 93% من إجمالي قيمة صادرات حزيران/ يونيو 2024. كما انخفضت الصادرات إلى باقي دول العالم بـ10% مقارنة بالشهر عينة من سنة 2023.

كما قلت الواردات، إذ بلغت قيمتها 467,2 مليون دولار أميركي.

وانخفضت الواردات من دولة الاحتلال خلال الشهر المرصود 25% مقارنة بالشهر عينه عام 2023، وشكلت الواردات الإسرائيلية 59% من إجمالي قيمة واردات حزيران/ يونيو 2024. كما انخفضت الواردات من باقي دول العالم 38% مقارنة بحزيران/ يونيو 2023.

غرفة الخليل تستضيف مؤتمر الاقتصاد الأخضر

نظمت الغرف التجارية الصناعية الزراعية في الخليل، بالشراكة مع المحافظة وبلدية الخليل، مؤتمر التشغيل الثاني نحو اقتصاد أخضر.

وحضر المؤتمر وزير الاقتصاد الوطني محمد العامور ممثلاً عن رئيس الوزراء، ووزير الصناعة عرفات عصفور، ورئيسة سلطة جودة البيئة نسرين التميمي.

وتضمن المؤتمر 3 جلسات تمحورت الأولى حول الأرقام والإحصاءات التنموية في محافظة الخليل، فيما تطرقت الجلسة الثانية إلى قضايا الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، وكرست الجلسة الثالثة لآفاق العلاقة بين القطاعين العام والخاص فيما يتعلق بدور الحكومة في تحفيز استثمارات القطاع الخاص وتشجيعها في مختلف القطاعات وعلى رأسها الصناعة والاقتصاد الأخضر.

وعُقدت عدة فعاليات على هامش المؤتمر، أبرزها معرض المشاريع الريادية في الاقتصاد الأخضر، إضافة إلى جناح خاص بمزودي الخدمات للرياديين والرياديات، ويوم للتوظيف تخلله استلام طلبات التوظيف من عشرات الشركات وأصحاب المشاريع.

التقرير الثقافي

انطلاق ملتقى فلسطين السابع للرواية العربية

أطلقت وزارة الثقافة، مطلع آب/ أغسطس، فعاليات ملتقى فلسطين للرواية العربية بنسخته السابعة، في رام الله، تحت شعار “الساردون الشهداء.. الساردون الحقيقيون”.

وقال وزير الثقافة عماد حمدان، “إن المُلتقى يأتي في ظروف استثنائية، فتعقيدات الاحتلال ألقت بظلالها على تنظيم فعالياته، إلا أن العزيمة والإرادة المستمدة من صمود شعبنا وتضحياته، كانت حافزاً لنواصل الطريق نحو تعزيز سرديّتنا، حيث يقدّم نخبةٌ من الكُتّاب الفلسطينيين والعرب في هذا الملتقى، شَهاداتهم على ممارسة الكِتابةِ في زمن الإبادة، وذلك في خصوصية منقطعةِ النظير، تؤسّس لمستقبل روائي ينبني على ما يقوله السّاردون الحقيقيون، النّازفون ألما في الميدان، في الخيام، في البيوت المهدّمة وتحت الرُّكام، مَن فقدوا أطرافهم وأعينَهم وقدراتهم على الكَلام… السّاردون الشّهداء.”

وأشار إلى أن استمرار وإصرار وزارة الثقافة على انعقاد المُلتقى هذا العام، “يقدم رسائل متعددة الاتجاهات، أهمها على الإطلاق رسالة الصمود والقدرة على تحمل المعاناة، فإذا كانت الإبادة ترسم مشاهد الدّمار والفَجيعة، فإن على الأدب أن يُقدم سردية ذلك الألم وتلك المأساة.”

وأكد حمدان أن فوز الروائي باسم خندقجي بجائزة البوكر لهذا العام خير مثال على القدرة العظيمة لدى الفلسطينيين على التحمّل ومواصلة النّضال على الرغم من المعاناة.

وتأتي أهمية هذا الملتقى في دورته الحالية، في ذكرى مئوية الشاعر الشهيد كمال ناصر ابن مدينة بيرزيت والمولود في غزة. كما يتم في هذا الشهر أيضاً، إحيلء ذكرى العديد من الكتاب الراحلين، كحمود درويش والشهيد علي فودة وسميح القاسم وغيرهم من العظماء.

وتوزعت فعاليات الملتقى وندواته عبر أكثر من تقنية، وشهدت مشاركات عربية من الكويت ومصر وسوريا والأردن والجزائر.

إصدار جديد يوثق يوميات العدوان على غزة

صدر عن دار طباق للنشر والتوزيع في رام الله، بالتعاون مع المكتبة الوطنية الفلسطينية، كتاب يوثق يوميات العدوان على غزة، ويحمل عنوان “بخط الصفر”، ويقع في 90 صفحة من القطع المتوسط، بلوحة للفنان محمد آلعزيز عاطف.

ويضم الإصدار 19 مشاركة من الكتاب والمبدعين الغزيين، ويعد وثيقة أدبية ترصد يوميات العدوان على غزّة بأقلام كتّاب غزيين، منهم من كتبها في رصد المشهد من داخل العدوان ومنهم من كتب إيقاع العدوان على أقلامهم في توتر المشهد من خارجها.

ويشارك في الكتاب إبراهيم مطر، أحمد بسيوني، أحمد عيسى، إسماعيل جحجوح، أصيل سلامة، حسن قطراوي، حسن مطر، حيدر غزالي، خالد جمعة، ربا عط الله، رزان أبو عساكر، ضحى الكحلوت، كريم أبو الروس، محمود جودة، مؤمن موسى، نيروز قرموط، هاني موسى، هشام أبو عساكر، هيّا أبو نصر.

وينشر الكتاب ضمن مشروع يوميات غزة الذي أطلقته دار طباق للنشر والتوزيع لإصدار عدة كتب بمثابة وثائق للعدوان الجاري، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لتوثيق حرب الابادة التي يتعرض لها غزة.

مريم غزة مجموعة شعرية جديدة لإبراهيم نصر الله

صدرت عن دار طباق للنشر والتوزيع المجموعة الشعرية “مريم غزّة” للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله.

وتأتي القصائد من نبض بحر غزة، وإيقاع مدن القطاع، وحاراتها، وأطفالها، وأمهات جعلن أرواحهنّ حبالاً لنجاة بناتهنّ وأبنائهن. هذه المجموعة الشعرية، بمثابة رحلة إبداعية، أدبية، ترافق مسارات البشر في حياتهم وموتهم وأحلامهم، حيث يقف الشعر في مواجهة القتل والتدمير، منتصراً للأرض والإنسان ومواجهاً الطغيان وصمت العالم وظلمه.

وقد لقيت كثير من القصائد انتشاراً كبيراً، وتُرجم عدد منها إلى الإنكليزية والإسبانية والإيطالية والتركية، وقُدِّمتْ في تظاهرات أدبية وسياسية داعمة لفلسطين في المهرجانات الشعرية والجامعات والوقفات الاحتجاجية العالمية، وصدر عدد منها في ديوان بالإنكليزية، في أميركا، بعنوان “فلسطيني”، بترجمة للدكتور هدى فخر الدين عن دار “الشعر العالمي”، “WORLD POETRY”.

وجرى تقديم قصيدة “مريم غزة” كعمل أوركسترالي غنائي طويل من قبل معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، فلسطين.

ويأتي الإصدار من ضمن مشروع “أيام غزّة” الذي تطلقه دار طباق لتوثيق حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني توثيقا، وإبداعا.

من المسافة صفر يمثل فلسطين في "أوسكار" 2025

أعلنت وزارة الثقافة ترشيح مجموعة الطويل “من المسافة صفر” لمجموعة من صانعي الأفلام الغزيين؛ لتمثيل فلسطين رسمياً عن فئة الفيلم الدولي الطويل لجوائز “الأوسكار” في دورتها السابعة والتسعين لعام 2025.

وشارك في إنتاج الفيلم ندى أبو حسنة، وكريم سطوم، وبشار البلبيسي، ومهدي كريرة، وأوس البنا، وهناء عليوة، ونضال دامو، واعتماد وشاح، وعلاء دامو، وريما محمود، ومحمد الشريف، وخميس مشهراوي، وإسلام الزريعي، وباسل المقوسي، ومصطفى النبيه، وأحمد الدنف، ووسام موسى، وعلاء وإسلام أيوب، وتامر نجيم، ورباب خميس، ومصطفى كلاب، وأحمد حسونة، وللمنتج رشيد مشهراوي،

وجاء الترشيح إثر جلسة التقييم والتداول التي نظمتها وزارة الثقافة، الجهة المخولة بتقديم الترشيح لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار)، بناء على تنسيب لجنة مهنية مستقلة من العاملين في القطاع السينمائي الفلسطيني.

ووقع الاختيار على فيلم “من المسافة صفر” الذي شهد عرضه العالمي الأول في (مهرجان عمان السينمائي الدولي) في دورته الخامسة خلال تموز/ يوليو 2024، ولاحقا بدء جولة عروضه في أهم المهرجانات العربية والدولية، ومن المقرر عرضه في (مهرجان تورنتو السينمائي الدولي) في دورته التاسعة والأربعين خلال أيلول /سبتمبر القادم. كما بدأ عروضه المحلية في 10 مدن فلسطينية الشهر الحالي.

وتحمل مجموعة الطويل “من المسافة صفر”، وفق بيان للوزارة، رؤى وتجارب وحكايا صانعي أفلام غزيين عبر قصص غير محكية وغير مرئية للعالم، والتي اشتغل عليها صانعوها بظروف غير طبيعية وإمكانيات محدودة وتحت وطأة حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة. تقدم الحكايا بقوالب مختلفة ومتنوعة ما بين الروائي، والوثائقي والتسجيلي إلا أن الرابط بينها هو الصدق والعفوية والإنسانية رغم لا إنسانية الواقع وقساوة المشهدية.

وانطلقت مبادرة “من المسافة صفر” من المخرج والمنتج الفلسطيني ابن غزة رشيد مشهراوي إثر الحرب الشرسة والمستمرة على غزة في كانون الأول 2023، والتي ساهم في دعمها ورعايتها عدد من السينمائيين والأفراد والمؤسسات الإقليمية والدولية وتم إنجاز العمل خلال 8 أشهر ما بين تصوير ومونتاج.

وقال وزير الثقافة عماد حمدان إن هذا الترشيح يؤكد أهمية ودور السينما الفلسطينية حتى في أشد الظروف ظلمة. حيث استطاع صناع هذا العمل من رواية قصصهم وتوثيق تجاربهم الإنسانية في ظل أقصى الظروف اللاإنسانية ورغم جميع التحديات إلى العالم وعبر أهم المحافل الدولية والعربية.

وبيّن أن الوزارة تعمل على توفير الدعم الكامل للمبدعين الفلسطينيين لتعزيز حضورهم على الساحة الدولية، مؤكدًا أهمية مثل هذه المشاركات في تسليط الضوء على الهوية والرواية الفلسطينية عبر العالم.

وبهذا الاختيار تكون فلسطين قد تقدمت بسبعة عشر فيلما لتمثيلها عن فئة أفضل فيلم طويل دولي (أجنبي سابقا) منذ عام 2003 وحتى اليوم.