مقدمة

مواضيع التطبيع والتوتر الإقليمي وكذلك الحل السياسي في سورية، كانت أبرز أحداث شهر آب/ أغسطس 2024، وفي هذا السياق جاء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أمام مجلس الشعب المنتخب، والذي خصص معظمه لآلية التطبيع مع تركيا، وهو ما رحبت به تركيا على لسان وزير دفاعها، معتبرة تلك التصريحات بالايجابية على حد وصفها؛ في تطورات الإقليم، قال وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد إن سورية تقف إلى جانب إيران في مواجهة إسرائيل؛ وفي شأن الحل السياسي في سورية، جددت الولايات المتحدة تمسكها بالقرار 2254 للوصول إلى حل سياسي في سورية، وترافق ذلك مع مواصلة الضغط على النظام، إذ فرضت واشنطن قيوداً على 14 مسؤولاً سورياً، اتهمتهم بالتورط في عمليات الاختفاء القسري في سورية؛ في الشأن نفسه، طالب المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن، بإعادة تفعيل اللجنة الدستورية السورية والإلتزام بخفض التصعيد العسكري للوصول إلى حل سياسي في سورية، مؤكداً أن الحل في سورية لا يمكن حسمه بالطرق العسكرية.

 

في الشأن الداخلي، شهدت مدينة السويداء جنوب سورية احتفالات شعبية بذكرى مرور عام على حراكها ضد النظام، تأكثداً على استمرار الحراك حتى تطبيق القرارات الدولية المتعلقة في الانتقال السياسي في سورية.

أمنياً، شنت إسرائيل مزيداً من الغارات التي استهدفت مواقعاً لإيران والميليشيات المرتبطة بها داخل سورية؛ عمليات العنف المستمرة، شهدت أيضاً زيادة ملحوظة، فاندلعت معارك عنيفة، في مناطق شمال وشرق سورية، بين أطراف النزاع أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين على حد سواء؛ أما فيما يتعلق بتهريب المخدرات، فقد أعلنت السلطات الأردنية عن تمكنها من إحباط أكثر من محاولة لتهريب المخدرات من سورية إلى الداخل الأردني.

اقتصادياً، أعلنت مديرية المعارض في سورية عن بدء تجهيزاتها لإطلاق معرض اكسبو سورية 2024 على أرض مدينة المعارض في دمشق، منوهة بأن المعرض هذا العام سيشهد مشاركة واسعة لعدد كبير من الشركات الرائدة في مختلف المجالات الاقتصادية من البلدان العربية والأجنبية؛ هذا فيما حذر اقتصاديين سوريين من تدهور سوق الانتاج الزراعي وخصوصاً زراعة البندورة التي من الممكن أن تحول سورية من دولة مصدرة لها إلى مستوردة في حال عدم دعم القطاع الزراعي؛ اقتصاديا أيضاً، استقر سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار خلال تعاملات آب/ أغسطس عند قرابة 14800 ليرة سورية للدولار الأميركي الواحد، في حين شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً خلال التعاملات هذا الشهر.

ثقافياً، كرمت وزارة الثقافة السورية الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لسنة 2024، وقلدت وزيرة الثقافة لبانة مشوح، الميداليات التذكارية لكل من المبدعين في مجال الفنون والآداب والدراسات والنقد؛ مدينة حماة شهدت افتتاح المعرض السنوي للفنون التشكيلية بمشاركة 30 فناناً جسدوا الفن التشكيلي عبر عدة لوحات فنية؛ ثقافياً أيضاً، بحث المعهد العالي للفنون المسرحية السوري مع مدير المسارح الإيراني تطوير التعاون الثنائي وتمتين العلاقات الثقافية والأدبية بين البلدين، وذلك أثناء زيارة وفد سوري للعاصمة الإيرانية.

التقرير السياسي

الأسد يحدد خطوات التطبيع مع تركيا والأخيرة ترحب

تطرق الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب أمام “مجلس الشعب”، بمناسبة افتتاح الدور التشريعي الرابع للمجلس، إلى العلاقات مع تركيا، فقال إن أي عملية تفاوض بحاجة إلى مرجعية لكي تنجح، مضيفاً أن عدم وجود مرجعية للقاءات والمبادرات السابقة كان سبباً في عدم تحقيق نتائج.

وأوضح أن هذه المرجعية قد تستند إلى عدة أشياء تتفق عليها الأطراف المختلفة، فعلى سبيل المثال، يصرح المسؤولون الأتراك بشكل مستمر عن موضوع اللاجئين وموضوع الإرهاب، ويشدد النظام بشكل مستمر على موضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية وموضوع الإرهاب أيضاً.

وأضاف الأسد، “لا نعتقد أن هناك مشكلة في كل هذه العناوين الأربعة، سواء التركية أو السورية، وعندما يتم الاتفاق على هذه العناوين يجب أن يصدر بيان مشترك من خلال لقاء بين المسؤولين من الطرفين على مستوى يُحدد لاحقاً.”

ووفق طرح الأسد، فإن البيان المشترك يجب أن يتحول إلى “ورقة مبادئ” من شأنها أن تشكل قاعدة للإجراءات التي قد تتم لاحقاً بالنسبة لتطبيع العلاقة أو الانسحاب أو مكافحة الإرهاب.

وبرر بشار الأسد الحاجة إلى هذه الورقة بأنها “تنظم المفاوضات وتمنع المناورة أو المزاجية من أي طرف، وفي الوقت نفسه تشكل أداة يستند إليها أصحاب المبادرات تساعدهم على النجاح في مساعيهم.”

وختم الأسد قائلاً: “المرحلة التي نتحدث عنها هي مرحلة الأسس والمبادئ، لأن نجاحها هو الذي يهيئ إلى نجاح الإجراءات لاحقاً، ولذلك غير صحيح ما يصرح به بعض المسؤولين الأتراك، بأن سورية قالت إن لم يحصل الانسحاب لن نلتقي مع الأتراك، هذا الكلام بعيد كل البعد عن الواقع، نحن نعمل في هذا الموضوع بشكل منهجي، المهم أن يكون لدينا خطوات واضحة، ونعرف كيفية السير باتجاه هذه الأهداف، ومهما كانت الخطوات المحتملة فسيكون أساسها السيادة وحدودها السيادة ومعيارها السيادة.”

أنقرة رحبت بتصريحات الأسد، وعلى لسان وزير الدفاع التركي يشار غولر. ونقلت صحيفة “حرييت” التركية عن غولر قوله: “أعتبر تصريحات الأسد إيجابية للغاية. كما صرح رئيسنا (رجب طيب أردوغان) أنه من الممكن أن نلتقي، ونحن سعداء أن الأسد فهم وأدرك ذلك.”

وأكد غولر أهمية إنهاء الصراع بين البلدين في أسرع وقت ممكن وعودة العلاقات الطبيعية بينهما، معتبراً أنه لا توجد مشكلة لا يمكن حلها بين تركيا وسورية.

وأضاف أن البلدين يمكنهما استئناف أنشطتهما الطبيعية كدولتين متجاورتين بعد حل القضايا العالقة.

المقداد يؤكد وقوف سورية مع إيران في مواجهة إسرائيل

قال وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، إن سورية تقف إلى جانب إيران وقوى “المقاومة” للتصدي لـ “الاعتداءات والجرائم الصهيونية”، مشيداً بالجهود التي تبذلها طهران “لوقف الجرائم الصهيونية ووضع حد لها”، وفق تعبيره.

ودان المقداد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني المكلف علي باقري كني، “تواطؤ” الولايات المتحدة والدول الغربية مع جرائم إسرائيل، “باعتبارهما شريكاً في العدوان على إيران ولبنان واليمن وسورية”، في وقت ينأى النظام السوري بنفسه عن التوترات الحاصلة في المنطقة، ويلتزم الحياد الواضح تجاه أي صراع “إيراني إسرائيلي”.

واشنطن متمسكة بالقرار 2254 لبلوغ حل سياسي في سورية

أكدت الولايات المتحدة تمسكها بضرورة “التزام النظام السوري بتنفيذ نواحي القرار رقم 2254 كافة، التي تضمن تحقيق الانتقال السياسي السلمي للسلطة، والمحافظة على كرامة الشعب السوري، وحقه في تقرير مصيره.”

وجاء في تغريدة لوزارة الخارجية الأميركية عبر حسابها عبر منصة “إكس” أن قرار مجلس الأمن 2254، الذي تقدمت به الولايات المتحدة وصدر نهاية 2015، “حدد مسار حل الأزمة السورية، من خلال منح الشعب السوري حق تقرير مصيره.”

وأضافت أن النظام السوري “يعرقل الانتقال السياسي في البلاد عبر المماطلة اللانهائية في مناقشات اللجنة الدستورية، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم بحاجة إليها، ولا سيما في المناطق المحاصرة.”

وشددت الخارجية الأميركية على أن “الولايات المتحدة تدرك أن إيران ووكلاءها وشركاءها يستخدمون سورية وشعبها لتهريب أسلحة خطيرة وزعزعة الاستقرار، ولا يهمهم مستقبل الشعب السوري.”

قيود أميركية على 14 مسؤولاً سورياً متورطين بـ "الاختفاء القسري"

فرضت الولايات المتحدة، الجمعة 30 أغسطس2024، قيوداً على منح تأشيرات استهدفت 14 مسؤولاً في النظام السوري، قالت إنهم تورطوا في قمع مواطنين سوريين وحالات اختفاء قسري.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لمناسبة “اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري”، إن العقوبات تؤكد “تضامن الولايات المتحدة مع ضحايا الاختفاء القسري والناجين منها وعائلاتهم”، وتهدف إلى “تعزيز المساءلة عن هذا الانتهاك القاسي.”

وأوضح البيان أن “هذا الإجراء يضاف إلى قيود فرضت على 21 مسؤولاً في النظام السوري وأفراد عائلاتهم المباشرين، أعلن عنها وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، في آذار/ مارس 2024 وكانون الأول/ ديسمبر 2023.”

وشدد البيان على أن هناك “أكثر من 96 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال، لا يزالون في عداد المفقودين قسريا على يد النظام”، مشدداً على أن هذ الأمر “يترك عائلاتهم يائسة للحصول على إجابات حول مصيرهم مع استمرار النظام في ابتزاز ومعاقبة من يحاولون معرفة المزيد.”

بيدرسن يطالب بتفعيل اللجنة الدستورية وخفض التصعيد العسكري

دعا غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى سورية، لخفض التصعيد على الصعيدين السوري والإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وشدد على ضرورة الإفراج عن المعتقلين واستكمال عمل اللجنة الدستورية.

وقال بيدرسون في منشورات عبر حسابه في “إكس”، إن المدنيين لا يزالون يقتلون في سورية بشكل يومي تقريباً، ولفت إلى أن العنف لم يؤثر على المدنيين فقط، بل شكّل تهديدات جديدة للسلم والأمن، معتبراً أنه يجب مضاعفة الجهود لخفض التصعيد الإقليمي وكذلك في سورية.

ودعا بيدرسون للإفراج عن جميع المعتقلين لدى جميع أطراف النزاع في سورية، وخصوصاً أن هذا الملف يتطلب تحركاً عاجلاً مع استمرار الاعتقال والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري.

وسبق أن طالب بيدرسن جميع الأطراف في البلاد إلى خفض التصعيد، والدفع نحو الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وعبر عن قلقه البالغ إزاء ارتفاع خطر التصعيد.

وجاء كلام بيدرسن عقب لقاء مع أعضاء “هيئة التفاوض السورية”، خلال اجتماعها الدوري في جنيف، لمناقشة التطورات السياسية والتأثيرات الإقليمية والدولية على القضية السورية، ومراجعة استراتيجيات المرحلة المقبلة.

السويداء تحتفل بمرور عام على حراكها ضد النظام

تظاهر المئات في ساحة الكرامة وسط السويداء احتفالاً بذكرى مرور عاماً على حراك أهل المحافظة ضد النظام السوري.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإسقاط النظام السوري وتؤكد على إستمرار الحراك الشعبي حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.

 

كما دعا المتظاهرون المجتمع الدولي إلى تطبيق القرارات الدولية المتعلقة في الانتقال السياسي في سورية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي ذات الرقم 2254 القاضي بتأسيس هيئة حكم انتقالية في سورية.

ويذكر أن أهالي محافظة السويداء خرجوا قبل عام في مظاهرات حاشدة ضد سياسات النظام السوري بحق أهالي المحافظة ليتطور الاحتجاج للمطالبة بإسقاط النظام.

غارات إسرائيلية تستهدف مواقع إيرانية في سورية

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة غارات جوية على مواقع تتبع للنظام السوري والميليشيات الموالية لإيران داخل سورية خلال آب/ أغسطس.

وأفادت مصادر عسكرية أن قصف إسرائيلي استهدف مركز البحوث العلمية الواقع على أطراف جبل معرين بريف حماة، إضافة إلى مستودعات تعود إلى قيادة اللواء 47 في قوات النظام.

وكذلك شمل القصف “كلية البيطرة” في بلدة خطاب بريف حماة الشمالي، وكتيبة دفاع جوي في قرية أم حارتين بريف حمص الغربي.

وبحسب مصادر محلية، فإن القصف خلف 7 قتلى وجرحى وانفجارات كبيرة جراء انفجار عدة مستودعات للذخيرة في الموقعين المستهدفين.

وكانت طائرة حربية إسرائيلية استهدفت منتصف آب/ أغسطس شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر تابعة لحزب الله اللبناني بالقرب من مدينة القصير على الحدود مع لبنان مما أدى إلى إنفجار الشاحنة ووقع قتلى وجرحى.

كما شهد طريق بيروت دمشق استهداف سيارتين من قبل اسرائيل قتل على إثرها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية فراس قاسم وثلاثة من مرافقيه أثناء استعدادهم لدخول لبنان قادمين من سورية.

وتستمر إسرائيل بتنفيذ ضربات جوية داخل سورية مستهدفة مواقع عسكرية تتبع للنظام السوري والميليشيات المرتبطة في إيران داخل سورية.

الأردن يحبط محاولات لتهريب المخدرات قادمة من سورية

أعلن الجيش الأردني، في 22 آب/ أغسطس، إحباط عملية تسلل وتهريب مواد مخدرة عبر الحدود مع سورية.

وقال في بيان على موقعه الإلكتروني: “إن المنطقة العسكرية الشرقية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، وضمن منطقة مسؤوليتها، أحبطت محاولة تسلل وتهريب كميات من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية.”

وأضاف الجيش الأردني أنه “بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة تم العثور على كميات من المواد المخدرة، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأكد أن “القوات المسلحة الأردنية ماضية في تسخير قدراتها وإمكاناتها المختلفة، لمنع كافة أشكال عمليات التسلل والتهريب وبالقوة للمحافظة على أمن واستقرار المملكة.”

وخلال السنوات الماضية، شهد الأردن ازدياداً حاداً في محاولات التسلل وتهريب المخدرات من سورية في الشمال، بسبب تردي الأوضاع الأمنية في الجارة الشمالية.

 

وازدادت تلك العمليات بشكل ملحوظ خلال الفترة القليلة الماضية، ما أدى إلى حدوث مواجهات مسلحة بين المهربين والجيش الأردني أدى إلى مقتل وجرح العديد من المهربين.

 

عشرات القتلى والجرح في عنف بين أطراف النزاع

تصاعدت عمليات العنف بشكل ملحوظ خلال شهر أغسطس مما أدى إلى مقتل 65 شخصاً وجرح العشرات جراء تلك العمليات على مساحة الجغرافيا السورية.

ففي شرق سورية شهدت منطقة دير الزور اشتباكات عنيفة بين قوات العشائر العربية مدعومة من النظام السوري والميليشيات الإيرانية وبين قوات سورية الديمقراطية في مناطق ذيبان والشحيل على ضفة نهر الفرات استمرت لأيام ونتج عنها مقتل مايقارب من 30 شخصاً وجرح العشرات من بينهم مدنيين جراء تلك المعارك.

وفي شرق سورية أيضاً أعلنت مصادر محلية مقتل ما يقارب عن 10 عناصر يتبعون لقوات النظام السوري جراء كمين محكم لتنظيم داعش في البادية السورية.

أما في مناطق شمال غرب سورية تستمر قوات النظام السوري وحلفائه باستهداف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بقذائف المدفعية والطائرات الانتحارية حيث سجل مقتل 3 مدنيين وجرح 15 آخرين بجروح متفاوتة جراء تلك الهجمات، فيما سجل مقتل 5 عناصر يتبعون للشرطة العسكرية في مدينة إعزاز جراء انفجار عبوة ناسفة محملة ضمن سيارة قادمة من مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية “قسد”.

كما قتل 7 عناصر تابعين لفصائل المعارضة السورية خلال آب/ أغسطس جراء عمليات تسلل على محاور ريف حلب الغربي من قبل “قسد”، وكذلك قتل 4 عناصر من “قسد” جراء تلك العمليات. وفي مناطق جنوب سورية سجلت محافظة درعا مقتل 5 أشخاص وجرح 13 آخرين جراء عمليات الاغتيال التي تشهدها المحافظة بعد خضوعها لاتفاق المصالحة الوطنية مع النظام السوري برعاية روسية.

عشرات القتلى والجرح في عنف بين أطراف النزاع

تصاعدت عمليات العنف بشكل ملحوظ خلال شهر أغسطس مما أدى إلى مقتل 65 شخصاً وجرح العشرات جراء تلك العمليات على مساحة الجغرافيا السورية.

ففي شرق سورية شهدت منطقة دير الزور اشتباكات عنيفة بين قوات العشائر العربية مدعومة من النظام السوري والميليشيات الإيرانية وبين قوات سورية الديمقراطية في مناطق ذيبان والشحيل على ضفة نهر الفرات استمرت لأيام ونتج عنها مقتل مايقارب من 30 شخصاً وجرح العشرات من بينهم مدنيين جراء تلك المعارك.

وفي شرق سورية أيضاً أعلنت مصادر محلية مقتل ما يقارب عن 10 عناصر يتبعون لقوات النظام السوري جراء كمين محكم لتنظيم داعش في البادية السورية.

أما في مناطق شمال غرب سورية تستمر قوات النظام السوري وحلفائه باستهداف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بقذائف المدفعية والطائرات الانتحارية حيث سجل مقتل 3 مدنيين وجرح 15 آخرين بجروح متفاوتة جراء تلك الهجمات، فيما سجل مقتل 5 عناصر يتبعون للشرطة العسكرية في مدينة إعزاز جراء انفجار عبوة ناسفة محملة ضمن سيارة قادمة من مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية “قسد”.

كما قتل 7 عناصر تابعين لفصائل المعارضة السورية خلال آب/ أغسطس جراء عمليات تسلل على محاور ريف حلب الغربي من قبل “قسد”، وكذلك قتل 4 عناصر من “قسد” جراء تلك العمليات. وفي مناطق جنوب سورية سجلت محافظة درعا مقتل 5 أشخاص وجرح 13 آخرين جراء عمليات الاغتيال التي تشهدها المحافظة بعد خضوعها لاتفاق المصالحة الوطنية مع النظام السوري برعاية روسية.

التقرير الاقتصادي

استعدادات لافتتاح معرض اكسبو سورية لعام 2024

أكدت اللجنة الإعلامية لمعرض “إكسبو سورية 2024” للصادرات السورية أنه مع اقتراب موعد افتتاح المعرض بنسخته الأولى، تتوجه أنظار الجميع ويتزايد الاهتمام من مختلف الشرائح والفعاليات بالحدث، وسيكون قبلة للزوار من خارج البلاد، وبالتالي سيكون عنواناً من عناوين الأمل بتعافي البلد.

وأوضحت اللجنة أن الصناعات السورية بتنوعها من الصناعات الثقيلة حتى الغذائية ستحضر في “إكسبو سورية” بأرض مدينة المعارض بدمشق، “بعد سنوات الحرب والعقوبات الظالمة، وعليه يجب أن يكون إكسبو بدورته الأولى حدثاً لا يُنسى من جميع الحاضرين”، مؤكدة أنه استعداداً للمعرض، “يعمل المنظمون والمجهزون بلا كلل لضمان تخطيط وتنفيذ كل جانب من جوانب الحدث بدقة، بدءاً من تأمين أفضل الخدمات اللوجستية للضيوف من رجال الأعمال المسافرين على صعيد عمليات النقل الجوي والبري وصولاً للاستضافة وجودتها، وحتى ما يتعلق بالتنسيق مع البائعين المحليين لتوفير مجموعة متنوعة من خيارات الطعام.”

ونوهت اللجنة بأنه تتم دراسة كل التفاصيل بعناية، وتعد السلامة وتوفير الظروف الآمنة أولوية قصوى لمنظمي المعرض.

تدهور القطاع الزراعي سيحول سورية إلى مستوردة للبندورة

أعلنت جمعية حماية المستهلك التابعة للنظام السوري أن 90% من مزارعي الساحل السوري قد تخلّوا عن زراعة البندورة، مما أثار مخاوف من تحوّل سورية من دولة مصدرة لهذه المادة الأساسية إلى دولة مستوردة لها.

وأوضح أمين سر الجمعية، عبد الرزاق خبزة، في تصريح صحفي، أن غياب الدعم الحكومي للمزارعين من قبل النظام ، سواء في توفير المازوت أو الأسمدة أو المبيدات، بالإضافة إلى ارتفاع أجور اليد العاملة، أدى إلى عزوف الفلاحين عن زراعة البندورة.

وذكر خبزة أن أجور اليد العاملة للقطاف أو الأعمال الزراعية تتراوح بين 120 و130 ألف ليرة سورية، مما يزيد من أعباء الفلاحين الذين بدأوا بالتخلي عن زراعة العديد من المحاصيل لتجنب الخسائر. ونتيجة لذلك، اتجه المزارعون في الساحل السوري نحو زراعة الموز باعتباره أقل تكلفة وأكثر استقرارًا من حيث الأرباح.

وقد حذر خبزة من أنه في حال استمرار هذا الوضع، فقد تتحول سورية في السنوات المقبلة إلى دولة مستوردة للبندورة، مما يعكس تدهورًا واضحًا في القطاع الزراعي.

وفي سياق متصل، كان رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية، أديب محفوض، قد أشار إلى أن المحافظة قد تشهد غيابًا كاملاً للبندورة عن الأسواق في السنوات المقبلة، بسبب تحول الفلاحين إلى زراعات أقل تكلفة مثل الموز والأشجار الاستوائية.

وأكد محفوض أن معظم الخضروات المتوفرة في أسواق اللاذقية تأتي حاليًا من محافظات أخرى مثل درعا ودمشق وحماة، في ظل ارتفاع تكاليف زراعة البندورة والخسائر المتكررة التي يتعرض لها المزارعون.

والجدير بالذكر أن القطاع الزراعي في سورية، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، قد تعرض لضربات متتالية في السنوات الأخيرة نتيجة الأزمات المتفاقمة ونقص الموارد وتراجع الإنتاج.

استقرار الليرة السورية أمام الدولار وارتفاع الذهب

شهدت الليرة السورية خلال شهر آب/ أغسطس استقراراً في قيمتها أمام الدولار الأميركي والعملات الأجنبية الرئيسية.

وبحسب مواقع متخصصة برصد وتتبع حركة صرف العملات سجلت الليرة السورية مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 14650، وسعر 14750 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 16404 للشراء، 16521 للمبيع.

ووصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار 14650 للشراء و14750 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 16400 للشراء و16517 للمبيع.

وفي إدلب بلغ سعر الليرة السورية مقابل الدولار 15335 للشراء و15435 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 17171 للشراء و17288 للمبيع.

وشهدت أسعار الذهب في سورية، ارتفاعاً جديداً، مدفوعة بارتفاع أسعار الأونصة العالمية في البورصات.

ويقترب سعر غرام الذهب عيار 21 من تحقيق أعلى مستوى قياسي في تاريخ السوق السوري، مسجلاً مليون و30 ألف ليرة سورية.

ووفقاً للجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات لدى النظام السوري بدمشق، فقد سجلت الأونصة الذهبية العالمية سعراً عالمياً قدره 2525 دولاراً.

وارتفع سعر الغرام عيار 21 قيراط بمقدار 10 آلاف ليرة سورية، ليصبح سعره مليون و25 ألف ليرة، بعد ما كان مليون و15 ألف ليرة سورية في تعاملات شهر يوليو الماضي.

في المقابل ارتفع سعر الغرام عيار 18 قيراط بحوالي  8 آلاف ليرة سورية ليصبح 878 و571 ليرة للمبيع، و 877 ألف و571 ليرة للشراء.

وفيما يخص الاونصة الذهبية السورية  فقد ارتفعت هي الأخرى بمقدار 400 ألف ليرة سورية عن سعرها السابق ليصبح 36 مليون و900 ألف ليرة.

وسجلت الليرة الذهبية السورية سعراً قدره 8 ملايين و 425 ألف ليرة مرتفعة بمقدار 100 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر الليرة الذهبية عيار 22 قيراط 8 ملايين و525 ألف ليرة.

التقرير الثقافي

وزارة الثقافة تكرم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية 2024

كرّمت وزارة الثقافة الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024، حيث قلدت وزيرة الثقافة لبانة مشوح بحضور لجنة التحكيم الميداليات التذكارية لكل من المبدعين؛ في مجال الآداب للأديبة الكبيرة كوليت خوري، وفي مجال الفنون للفنان القدير أسعد فضة، وفي مجال الدراسات والنقد والترجمة للأستاذ عطية مسوّح.

وقالت الوزيرة مشوح في تصريح للصحفيين: “إن وزارة الثقافة تمنح هذه الجائزة لأسماء كبيرة لها بصمة مهمة، في الأدب السوري المعاصر والعربي وفي الفنون المسرحية وفي النقد والدراسات”، مشيرة إلى أن تكريم الأسماء المبدعة التي تركت أثراً في الفكر والفن والأدب إنما هو ترسيخ لهذه الأركان الثقافية، فهم قدوة صالحة للأجيال والشباب.

 

كما زارت مشوح مع لجنة التحكيم الأديبة كوليت خوري في منزلها للاطمئنان على صحتها وتسليمها جائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب.

والكاتبة كوليت خوري عضو اتحاد الكتاب العرب، وتكتب بالعربية والفرنسية والإنكليزية، ولها العديد من الروايات، منها أيام معه وليلة واحدة ومر صيف وأيام مع الأيام، ومجموعات قصصية منها أنا والمدى والمرحلة المرة وقصتان والكلمة أنثى، إضافة إلى كثير من المقالات والدراسات التي نشرت في الصحف والدوريات السورية والعربية.

وعبر الفنان أسعد فضة عن فخره بهذا التكريم الذي جمعه مع أسماء مبدعة ومهمة، لافتاً إلى أن هذا التكريم ضروري ومهم لأي مبدع، فهو يعني له الاستمرار في العطاء، وهو بمثابة تحية لعمله الذي مضى عليه سنوات عديدة قدم من خلالها الكثير من الإنجازات.

والفنان القدير أسعد فضة من مواليد 1938 في محافظة اللاذقية، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة سنة 1962، وتألق في مجالات فنية واسعة، وبدأ بإخراج المسرحيات في عمر مبكر، فكان أول عمل له على خشبة المسرح بعنوان “الأخوة كارامازوف” للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي سنة 1963، وبعدها انتقل من الإخراج إلى التمثيل سواء في الدراما أو السينما، وتنوعت أعماله بين التاريخية والاجتماعية المعاصرة، وأعمال البيئة الشامية والساحلية، وشغل عدة مناصب، حيث كان مديراً للمسرح القومي سنة 1967، وترأس ‏المركز الدولي للمسرح عام 1968، وبعدها أصبح نقيب الفنانين السوريين لدورتين بين سنتي 1998 و2006، وتقلد منصب مدير المسارح والموسيقا التابعة لوزارة الثقافة، وعين مديراً لأهم ثلاثة مهرجانات سنوية سورية، كما تم تكريمه بإطلاق اسمه على صالة المسرح القومي في اللاذقية عام 2006.

 

وأشار الكاتب عطية مسوّح إلى أهمية تكريم المبدع في وطنه، الأمر الذي يدل على أن ما بذله من جهد في مجال الثقافة مقدر، وهذا يشكل حافزاً له كي يزيد من نشاطه الأدبي، إضافة إلى أن تقدير المبدع في وطنه ومن جهة رسمية كوزارة الثقافة هو تقدير ثقافي لجهده، معبراً عن سعادته بهذا التكريم الذي جاء مع أسماء كبيرة.

وعطية مسوّح هو كاتب وصحفي وباحث في الدراسات الفكرية والنقد الأدبي، شغل لسنوات عدة رئيس تحرير مجلة الدراسات الاشتراكية، وله في الفكر عدد من الكتب، منها مقاربات في الفكر والثقافة وثقافة التواصل والديمقراطية والنهضة، أما كتبه في النقد فهي منارات شعرية ودراسة عن إيليا أبو ماضي وغيرها.

ويشار إلى أن جائزة الدولة التقديرية أطلقت سنة 2012 في مجال الأدب والفنون للمبدعين والمفكرين والفنانين، تقديراً لعطائهم الإبداعي والفكري والفني، حيث نالها على مدى 12 عاماً أكثر من 35 شخصية فكرية وفنية وأدبية سورية.

افتتاح المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين في حماة

جمع المعرض السنوي الذي نظمه فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحماة ثلاثين فناناً وفنانة من المحافظة في حوار فني بصري يغني الذائقة الفنية، وبحضور عدد كبير من الفنانين ومحبي الفن التشكيلي.

المعرض الذي أقيم في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بحماة والذي استمر لمدة أسبوع ضم 35 لوحة بمواضيع مختلفة عن الإنسان والحياة والتراث الأصيل والطبيعة الحموية بتفاصيلها الغنية وبمختلف التقنيات الزيتي والأكريليك والمائي والباستيل.

رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في حماة فواز كرديش معراوي أوضح أهمية المعرض الذي يقام سنوياً ليعبر من خلاله الفنانون المشاركون عن مرحلة فنية عاشوها من خلال لوحاتهم، مبيناً قدرة الفنانين السوريين على الاستمرار في عطائهم رغم كل الصعوبات والتواجد في الساحة الفنية التشكيلية السورية والعالمية.

وشارك الفنان التشكيلي محمود شيخوني بعمل زيتي عبر من خلاله عن طبيعة حماة الساحرة وخاصة منطقة باب النهر، لافتاً إلى أن الحضور اللافت لفناني حماة في المعرض يسهم بتطوير الحراك التشكيلي في المحافظة.

أما الفنان فايز عبد المولى فأوضح أنه يعتمد في أعماله مواضيع البيئة السورية وشارك بعمل عن التراث الشعبي والبيئة الحموية، متبعاً أسلوب الخط الفاصل بين التجريد والواقع، مبيناً أن هناك تنوعاً بأعمال الفنانين المشاركين من حيث الموضوعات والأساليب والتقنيات المستخدمة.

ورأت رشا جزدان مسؤولة المعارض بفرع الاتحاد أن المعرض هو تكريم وتقدير للجهد والعطاء الذي يقوم به الفنانون المشاركون، لافتة إلى أن الهدف من المعرض ترسيخ الثقافة التي تخص الفن التشكيلي السوري والارتقاء بالذّائقة الفنية البصرية.

وبعد افتتاح المعرض تم تكريم عدد من فناني حماة وهم محمد بسام صباغ، وماجد صابوني، وسهام منصور، وعماد جروا، ومحمود شيخوني، ومصطفى الراشد نجيبة، وبديع عوير، وغسان صباغ، وفايز عبد المولى، وموفق الجمال.

وفد مسرحي في سورية في إيران لتطوير التعاون

بحث وفد المعهد العالي للفنون المسرحية برئاسة تامر العربيد مع مدير المسارح في وزارة الثقافة الإيرانية حميد نيلي سبل تطوير التعاون الثنائي، وتمتين أواصر الصداقة والعلاقات الثقافية بين الجانبين.

وتطرقت المباحثات بحضور مديري المهرجانات المسرحية الأربعة الأهم في إيران، وهم مدير مهرجان الفجر، ومدير مهرجان مسرح الشارع، ومدير مهرجان مسرح الطفل، ومدير مهرجان مسرح الدمى، إلى إمكانية التعاون في تبادل العروض المسرحية في هذه المهرجانات.

وتحدث العربيد عن إمكانية تبادل الخبرات على صعيد ورشات العمل واستقدام المتخصصين من إيران إلى المعهد العالي للفنون المسرحية لإقامة ورشات عمل في السنوغرافيا ومسرح الطفل ومسرح الدمى، وإمكانية مشاركة عروض مسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية في المهرجانات الأربعة.

وقدم فريق المعهد العالي للفنون المسرحية مجموعة من الأفكار، وتم تبادل الآراء حولها مع مديري المهرجانات الأربعة، وتم الاتفاق على أن تكون السنوات والدورات القادمة منها فرصة لحضور عروض من المعهد العالي للفنون المسرحية ومن المسرح السوري.

كما زار الوفد السوري مسرح “طهران شاه” في مدينة المسارح واطلع على قاعات التدريب والمسارح، وما تتضمنه من تقنيات وإمكانيات، وحضر عرضاً تدريبياً لمسرحية “الطباشير القوقازية” التي يحضرها المسرح.

وبعد العرض دار حوار بين الوفد ومخرج العرض والفنانين المشاركين فيه ولا سيما أن هذا العرض قدم في دمشق لأكثر من مرة.