مقدمة

وسط تصاعد نشاط تنظيم داعش على أكثر من محور وازدياد هجمات الفصائل الشيعية المسلحة على القواعد الأميركية، تتمسك الولايات المتحدة بالإبقاء على قواتها في العراق بسبب حاجة القوات العراقية إلى المزيد من الإسناد والمساعدة في مواجهة التنظيم المتطرف من جهة، وحماية مصالحها من النفوذ الإيراني، على الرغم من محاولة حكومة محمد شياع السوداني إيجاد مخرج مناسب للقوات الأميركية، يتم التوفيق من خلاله بين رغبات الأحزاب والفصائل المسلحة المطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق.

ومازالت عوامل كثيرة في الساحة العراقية تثير القلق من احتمالات حدوث انتكاسة أمنية بسبب هشاشة الحدود، فضلاً عن الأزمات السياسية وعدم وجود وحدة موقف، وتعثر الدور البرلماني في أن يلعب دوراً مهماً ومباشراً في الإشراف والرقابة والمتابعة لمؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة الأمنية والعسكرية، وبغيابها، تصبح بشكل أو بآخر تلك المؤسسات خارج إطار الرقابة العليا (الدستور)، لذلك هناك ثغرات كثيرة قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى تنامي العمليات الإرهابية وظهور داعش مجدداً.

اقتصادياً نجحت الولايات المتحدة في ثني العراق عن مواصلة التعامل بالعملة الصينية للحد من النفوذ الصيني وإيقاف تهريب الدولار بعد ان أقر العراق سلسلة تعديلات وإجراءات مالية تهدف إلى تعزيز قوة الدينار العراقي مقابل العملات الأخرى وتخفيف الطلب على عملة الدولار، كان أبرزها، السماح للتجار والمستوردين بالتعاملات التجارية والمالية مع الصين باستعمال عملة اليوان، إلى جانب عملات أخرى أبرزها اليورو وعملات محلية لدول أخرى يرتكز عليها التعامل التجاري بالسوق العراقية.

ثقافيا تعاود الحياة المسرحية في العراق نشاطاتها بعد ركود ملحوظ حيث تعود مسرحية الخيط والعصفور أحدى أشهر المسرحيات العراقية لتستكمل جزئها الثاني بعد نحو ثلاثة عقود على الجزء الأول الذي حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة آنذاك.

التقرير السياسي

توجه لتوطين الصناعة الحربية لأول مرة منذ سقوط نظام صدام حسين

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سقوط النظام السابق في سنة 003 ، افتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في 20 تموز/ يوليو، مصنعاً لقنابر الهاون، وآخر للعتاد الخفيف جنوب العاصمة بغداد.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان إن “السوداني افتتح عدداً من مصانع الإنتاج الحربي، ومعامل التأهيل الخاصة للجيش العراقي.”

وأضاف أن السوداني “افتتح مصنع قنابر الهاون في المجمع الصناعي لهيئة التصنيع الحربي، كما افتتح مصنع إنتاج العتاد الخفيف في المجمع الصناعي لهيئة التصنيع الحربي.”

وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء “اطّلع على الأعمال التنفيذية لمشروع إنتاج العتاد المتوسط والزيوت والسيارات الكهربائية في هيئة التصنيع الحربي.”

كما افتتح “معمل تأهيل وصيانة محولات التوزيع والقدرة، المرحلة الأولى، في المجمع الصناعي لهيئة التصنيع الحربي.”

وفي إطار الجهود التي وضعتها الحكومة لتطوير منظومة التسليح الحربي تم إفتتاح مختبرات الفحص النوعي وميادين الرمي، لخط إنتاج الأعتدة الخفيفة في المجمع الصناعي لهيئة التصنيع الحربي، وأطلق العمل التنفيذي في مشروع مصنع الكبسولة للذخائر الخفيفة، التابع لشركة الصناعات الحربية العامة، كما أطلق الأعمال التنفيذية في مشروع مصنع إنتاج الزوارق الحربية والمدنية في المجمع الصناعي لهيئة التصنيع الحربي.

ويعد البدء بإنتاج وتصنيع أسلحة وأعتدة وقنابر هاون وغيرها مما تحتاجه المؤسسة العسكرية العراقية، جزءاً من خطة تبنّتها الحكومة الحالية، وفقاً لمنهاجها الوزاري لتطوير أسلحة ومعدات الجيش العراقي، بعد توقف الإنتاج الحربي في البلاد لنحو عقدين من الزمن، بعد سقوط النظام السابق، وإلغاء هيئة التصنيع العسكري، التي تأسست منتصف ثمانينات القرن الماضي، كما أنها أحد أهم متطلّبات تحقيق السيادة في البلاد.

ففي السنوات الماضية عول العراق على الدعم العسكري من جهات مختلفة سواء الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين، وكذلك إيران، في التسليح والحصول على ذخائر، وخصوصاً خلال المواجهة مع تنظيم داعش الإرهابي وإعادة تصنيع أسلحة القوات العراقية

كما يعد توطين تصنيع الأسلحة في هذا التوقيت، جزءاً لا يتجزّأ من قضية إنهاء الوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية، والتي تحاول حكومة السوداني جاهدة إيجاد مخرج مناسب لها يتم التوفيق من خلاله بين رغبات الأحزاب والفصائل المسلحة المطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق، وتمسكّ الولايات المتّحدة بالإبقاء على قواتها بسبب حاجة القوات العراقية إلى المزيد من الإسناد والمساعدة في مواجهة تنظيم داعش.

ورقة داعش حاضرة على طاولة مفاوضات بغداد وواشنطن

تبرز قضية داعش التي ازدادت عملياتها العسكرية في الآونة الأخيرة ، كورقة مهمة على طاولة المفاوضات بين بغداد وواشنطن اللذان أكدا عقب محادثات عقدها وفد عراقي في واشنطن، في 25 تموز/ يوليو، التزامهما بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية، وعزمهما على تعميق التعاون الأمني عبر مجموعة كاملة من القضايا لتعزيز المصلحة المشتركة لكلا البلدين في أمن العراق وسيادته وفي استقرار المنطقة.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، في 7 تموز/ يوليو، أنها نفذت 137 عملية عسكرية ضد مسلحي تنظيم “داعش”، في كل من العراق وسورية، خلال النصف الأول من 2024، أسفرت، وفقا لبيان صدر عن القيادة الأميركية، عن مقتل عدد من قادة التنظيم، محذرة في الوقت ذاته من أن ارتفاع هجمات التنظيم مؤشر على أنه يحاول إعادة تنظيم نفسه في كل من العراق وسورية.

وشهدت مدن عراقية شمال وشرقي البلاد، خلال الأيام الماضية، سلسلة من الاعتداءات الدامية راح ضحيتها نحو 10 عراقيين، معظمهم من أفراد الأمن، وأصيب آخرون بجروح. وتبنى التنظيم تلك العمليات التي وقعت في كل من محافظتي ديالى وكركوك.

وبحسب بيان أصدرته “سنتكوم”، فإنها نفذت في العراق 137 عملية مشتركة، أسفرت عن مقتل 30 مسلحاً من التنظيم واعتقال 74 آخرين، منذ مطلع هذا العام.

كما أكد البيان أن القيادة المركزية الأميركية نفّذت مع حلفائها في سورية 196 عملية، أسفرت عن مقتل 44 مسلحاً في داعش واعتقال 166 آخرين.

وأضاف البيان أن تنظيم “داعش”، أعلن في الفترة ذاتها، “مسؤوليته عن 153 هجوماً في العراق وسورية”، وفق البيان.

وأكد العراق والولايات المتحدة، في 25 تموز/ يوليو، “التزامهما بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية، وعزمهما تعميق التعاون الأمني عبر مجموعة كاملة من القضايا لتعزيز المصلحة المشتركة لكلا البلدين في أمن العراق وسيادته وفي استقرار المنطقة”، وجاء ذلك في بيان مشترك عقب محادثات عقدها وفد عراقي في واشنطن، خلال يومي 22 و23 تموز/ يوليو، تخللها لقاء وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، مع نظيره الأميركي لويد أوستن، وممثلين من وكالة التعاون الأمني الدفاعي والقيادة المركزية الأميركية ووزارة الخارجية وموظفي مجلس الأمن القومي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون، وعدد من كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين.

وبحسب البيان، قادت وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الدفاع العراقية الحوار الثنائي للتعاون الأمني المشترك بين الجانبين في واشنطن العاصمة، إذ أكدا التزامهما بالتعاون الأمني والمصلحة المشتركة في الاستقرار الإقليمي.

وأضاف البيان أن “الولايات المتحدة والعراق يعتزمان مواصلة التشاور بشأن تعزيز التعاون الثنائي لضمان الهزيمة الدائمة لداعش بعد أكثر من عقد من التعاون بين التحالف الدولي والعراق”، وأكد الجانبان أهمية “استمرار العراق في تقديم الدعم للتحالف الدولي لهزيمة داعش في سورية وحول العالم.”

وناقش الوفدان الجهود الرامية إلى بناء القدرات العملياتية لقوات الأمن العراقية من خلال المساعدات العسكرية الأميركية وبرامج التعاون الأمني، بما في ذلك المبيعات العسكرية الأجنبية والتمويل العسكري الأجنبي، إلى جانب التأكيد على “استمرار التعاون لضمان استدامة المعدات العسكرية الأميركية التي تستخدمها قوات الأمن العراقية”، وشددا على “قيمة التعليم العسكري المهني وبرامج التدريب الفني، وقررا تعزيزها”، وقرر الجانبان خلال المفاوضات “البدء بالعمل على مذكرة تفاهم لتوفير إطار معزز لعلاقاتهما الأمنية الثنائية في السنوات القادمة، بما في ذلك الآليات لضمان الهزيمة الدائمة المستمرة لمنظمة داعش الإرهابية.”

وأكد الممثلون العراقيون التزامهم “المطلق بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي”، وأشار البيان إلى أن “النجاح في إتمام الحوار الثاني المشترك للتعاون الأمني يؤكد التزام البلدين تعميق التعاون الأمني الثنائي في جميع المجالات، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الهزيمة الدائمة لداعش بقيادة العراق وجهود التعاون الأمني، وأن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق تعزز الاستقرار الإقليمي وتمثل التزام كلا البلدين تعزيز اتفاق الإطار الاستراتيجي الشامل.”

يأتي البيان المشترك على الرغم من حديث أحزاب عراقية وفصائل مسلحة مناوئة للوجود الأميركي عن لجوء العراق إلى الطرق الدبلوماسية لإخراج القوات الأميركية بطلب جديد ومباشر.

ويبدو أن الحكومة العراقية تنتهج أساليب دبلوماسية مهمة للحوار مع الأميركيين والتوصل إلى اتفاقات تخدم مصالح العراق مع الجانب الأميركي، خصوصاً وإن زيارة الوفد العراقي إلى الولايات المتحدة الأميركية فتحت ملفات أمنية وعسكرية كثيرة، لعل أبرزها مخاطر تنظيم داعش وانشطاره وتجدد ظهوره عالمياً، لا سيما خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وآليات تعزيز قدرات القوات العراقية لمواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى ترسيخ عمل المستشارين واستحداث لجنة لتعزيز إمكانيات الجيش العراقي.

وسيقع على عاتق اللجنة الجديدة بتنسيق أميركي عراقي،  توفير الدعم للقوات العراقية وفق الاتفاقات السابقة وهي على مستوى التدريب والتطوير والمعلومات.

هجمات مسيرة تطال كتائب حزب الله العراقية ردا على استهداف قواعد اميركية

على وقع استهداف قواعد اميركية في العراق أعلنت كتائب حزب الله العراقية في بيان في 31 تموز/ يوليو، تعرض عناصر تابعين لها كانوا يرومون تجربة “تقنية جديدة” للمسيرات الاستطلاعية من أجل مشاركة القوات الأمنية في حماية زوار الأربعين، لاستهداف أميركي بالطيران المسير.

واعلنت قيادة عمليات الجزيرة – الحشد الشعبي، ان الولايات المتحدة شنت ضربات جوية عبر طيران مسير استهدفت بها شمالي محافظة بابل (جنوب بغداد) مما أسفر عن سقوط 4 ضحايا من مقاتلي الحشد.

وقالت قيادة العمليات في بيان، إنه “في تمام الساعة 2200 من مساء يوم الثلاثاء 30/ 7/ 2024، تعرض مقر تابع للواء 47 قيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي لثلاث ضربات جوية من قبل طيران أميركي مسير في منطقة السعيدات بناحية جرف النصر بمحافظة بابل.”

محافظ بابل عدنان فيحان، وجه في بيان مقتضب، باستنفار الفرق الطبية ومستشفى المسيب لإسعاف جرحى قصف الحشد الشعبي بجرف الصخر.

وأفاد مسؤول أميركي بأن القوات الأميركية في العراق نفّذت مساء ضربة جوّية دفاعيّة في محافظة بابل استهدفت مُقاتلين كانوا يحاولون إطلاق طائرات مسيّرة هجوميّة.

وأشار إلى أنّ القيادة المركزيّة اعتبرت أنّ المُسيّرات “تشكّل تهديدًا للقوّات الأميركيّة وقوّات التحالف”، مضيفًا “نحتفظ بالحقّ في الدفاع عن النفس ولن نتردّد في اتّخاذ الإجراء المناسب.”

وهذه الضربة هي الأولى التي تشنّها القوّات الأميركيّة في العراق منذ شباط/ فبراير، وأكّد الجيش الأميركي وقتذاك أنّه قتل قائداً موالياً لإيران.

وكان الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلّحة باتت منضوية في القوّات الرسميّة، قال في وقت سابق إن ضربات صاروخيّة على ما يبدو قد أسفرت عن أربعة قتلى في قاعدة في بابل، لكنّه لم يأت على ذكر أي محاولة لإطلاق مُسيّرات.

يذكر أنه أطلِقت صواريخ باتّجاه قاعدتَين تضمّان قوّات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن لمكافحة تنظيم داعش في العراق وسورية، وفق ما أفاد مسؤولون عراقيّون وأميركيّون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي 16 تمّوز/ يوليو، استُهدفت قاعدة عين الأسد بطائرتَين مُسيّرتين، دون وقوع إصابات أو أضرار. ورجّح مسؤول أمني عراقي أن يكون الهجوم بهدف “إحراج” الحكومة العراقيّة و”الضغط”من أجل رحيل قوّات التحالف الدولي المناهض للجهاديّين، وهو المطلب الذي تكرّره الفصائل المسلحة.

وقد يكون الهجوم بهدف إحراج الحكومة العراقية والضغط من أجل رحيل قوات التحالف الدولي، وهو المطلب الذي تكرره الفصائل الموالية لإيران، حيث أخذت بعض الفصائل المسلحة تلوّح بعودة عملياتها العسكرية التي توقفت بناء على اتفاق مسبق مع الحكومة العراقية، وبطلب من إيران.

وبدأت واشنطن، في الآونة الأخيرة، تسرّب معلومات عن أن المفاوضات بينها وبين بغداد لن تؤدي إلى انسحاب قواتها من العراق، وأنها ستبقى هناك، ولا سيما بعد بدء التعاون بين المقاومة العراقية وحركة “أنصار الله” في اليمن، في تنفيذ عمليات مشتركة ضد أهداف إسرائيلية في ميناء حيفا والبحر المتوسط وأماكن أخرى.

كما أعلنت الولايات المتحدة باستمرار وجود خلايا لتنظيم “داعش” في العراق، والحاجة إلى بقاء قواتها.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 عسكري في العراق ونحو 900 عسكري في سورية، وذلك في إطار التحالف الدولي الذي شكّلته في 2014 لمحاربة تنظيم داعش.

خامنئي يلتقي السوداني في طهران للمرة الثالثة

يمثل اللقاء الثالث من نوعه لرئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بالمرشد الإيراني دلالة واضحة على عمق العلاقات بين البلدين، والتنسيق بأعلى المستويات، وفي المجالات كافة، بشكل يعبر عن حجم النفوذ الإيراني والدور الإيراني في العراق.

وحث المرشد الأعلى الإيراني، رئيس الوزراء العراقي، على متابعة الاتفاقيات المبرمة بين إيران والعراق في عهد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.

وقال الخامنئي، في تدوينتين عبر حسابه على “إكس”، عقب لقائه السوداني في طهران، في 30 تموز/ يوليو، “يجب متابعة الاتفاقيات والوثائق الموقّعة بين إيران و العراق في عهد الشهيد رئيسي، ووضعها موضع التنفيذ في المرحلة الجديدة، وزيادة سرعة تنفيذها مِن كِلا الجانبين.”

وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أن السوداني قدم التهاني للخامنئي، متمنياً دوام الازدهار للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حكومةً وشعباً، بمناسبة انتخابها رئيساً جديداً.

وأكد رئيس الوزراء العراقي “عمق العلاقات بين العراق وإيران، وأهمية المضي في الاتفاقات المبرمة بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة في جميع المجالات.”

إلى جانب استعراض الأوضاع في المنطقة، أكد السوداني والخامنئي على “ضرورة وقف العدوان على غزّة، وتعضيد الجهود الرامية إلى وقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ومنع اتساع الصراع إقليمياً.”

وشدد رئيس الوزراء العراقي على حرص حكومته على توطيد العلاقات مع إيران، متمنياً للرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان التوفيق والنجاح في مهامه القادمة.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، في 30 تموز/ يوليو، إن السوداني “شارك في الحفل الرسمي الخاص بتنصيب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المنتخب السيد مسعود بزشكيان،الذي أقيم في العاصمة الإيرانية طهران.”

رئيس الوزراء العراقي، أكد “حرص الحكومة على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوسعة التعاون المشترك لما فيه منفعة شعبي البلدين الجارين وتدعيم استقرارهما.”

التقرير الاقتصادي

ضغوط أميركية توقف تعامل العراق باليوان الصيني

قال مقرر اللجنة المالية في برلمان العراق، معين الكاظمي،في 11 تموز/ يوليو، إن البنك المركزي أوقف التعامل بعملة اليوان الصيني في الحوالات المالية، نتيجة ضغوط من البنك الفيدرالي الأميركي على حكومة بغداد.

وقال مقرر اللجنة المالية النيابية معين الكاظمي للصحافيين ببغداد، إن “البنك الفيدرالي الأميركي فرض على العراق إيقاف التعامل بعملة اليوان الصينية، بحجة أن هناك تلاعباً ببعض الحوالات أو حصول إشكالات معينة.”

وأشار الكاظمي الى أن “أموال العراق وكما نعلم توضع في البنك الفيدرالي الأميركي نتيجة بيع النفط بمقدار 3.5 ملايين برميل يومياً، وتدخل هذه الأموال في البنك الفيدرالي ولا يتم تحويلها إلى العراق نقداً وإنما تحول إلى العراق من خلال حوالات تصدر من البنك المركزي ويتم إشعار الفيدرالي.”

وأشار الكاظمي إلى أن “الكثير من إجراءات البنك المركزي محكومة بالإرادة الأميركية، وقد تكون هذه الإرادة تُفسر بأسباب إدارية ومالية وعدم تمويل إرهاب وغيرها.”

وبخصوص تأثير إلغاء التعامل بالعملة الصينية، لفت الكاظمي إلى أن “التاجر والبنك المركزي تكون لديهما خيارات متعددة وعدم التعامل فقط بالدولار، لذا فهذا الإيقاف مؤقت وليس دائماً.”

أما بشأن ما ستقوم به اللجنة المالية النيابية بهذا الصدد، قال الكاظمي: “سنطالب البنك المركزي بمعالجة الموضوع وأن تكون سلة العملات متنوعة، لتكون الخيارات أكثر للبنك المركزي وللتجار العراقيين.”

ويعود أحد أسباب عودة ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار، إلى لجوء التجار إلى الحصول على الدولار لتمويل أعمالهم، بعد تقييدات فرضت على اليوان الصيني، وإن عدم استقلالية العراق ماليا في ملف الدولار والتعامل مع الفيدرالي الأميركي يجعله عرضة لمزيد من المشاكل المتعلقة باستقرار عملته الوطنية، أي الأسباب قد تكون سياسية بهدف الضغط على الحكومة العراقية.

وشهدت بغداد ارتفاعا بمعدلات صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، حيث بلغت قيمة الدولار الواحد 1520 دينارا بارتفاع 5% عن القيمة السابقة.

وكان العراق ، العام الماضي، أقر سلسلة تعديلات وإجراءات مالية تهدف إلى تعزيز قوة الدينار العراقي مقابل العملات الأخرى وتخفيف الطلب على عملة الدولار، كان أبرزها، السماح للتجار والمستوردين بالتعاملات التجارية والمالية مع الصين باستعمال عملة اليوان، إلى جانب عملات أخرى أبرزها اليورو وعملات محلية لدول أخرى يرتكز عليها التعامل التجاري بالسوق العراقية.

وساهم التعامل باليوان مباشرة دون وساطة الدولار في تسهيل وتسريع المعاملات المالية، ويقلل تكاليف الاستيراد ويحمي من مخاطر تذبذب أسعار الصرف داخل العراق.

شركات فرنسية وإسبانية وتركية و"دويتشه بنك" لتنفيذ مترو بغداد

اختار العراق شركتي “سيسترا” و”إس إن سي في” الفرنسيتين، وشركات “ألستوم” و”تالغو” و”سينر” الإسبانية، فضلاً عن “دويتشه بنك” الألماني لمشروع تصميم وتنفيذ وتشغيل مشروع قطارات الأنفاق بالعاصمة (مترو بغداد).

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي محمد السوداني، أن الأخير تسلم اعتماد ائتلاف شركات “فاسخود وونتر كابيتال” الدولي، الفائز بالفرصة الاستثمارية لتصميم وتنفيذ وتشغيل وصيانة وتمويل ونقل ملكية مشروع “مترو بغداد”، وفق المعايير المحددة في الحقيبة الاستثمارية، ويضم منشآت فرنسية وإسبانية وتركية، مع مصرف ألماني.

ووفق حساب المكتب الإعلامي على منصة “إكس”، أشار السوداني خلال اجتماع إلى أهمية مشروع “مترو بغداد” الاستراتيجي الأضخم من نوعه في المنطقة، وما يمثله لمدينة كبيرة مثل بغداد، بأحدث المواصفات العالمية، وبما يناسب الخدمة المطلوب تقديمها، ويُجاري التطورات المستقبلية.

وتسعى الحكومة العراقية ، لإيجاد حلول عبر تنفيذ مشاريع تعود بالنفع عليها وعلى المواطنين، نظراً للحاجة الكبيرة لربط بغداد، العاصمة ذات الكثافة السكانية العالية، وخصوصاً أن إحدى مزايا هذا النقل سيقلل من استخدام السيارات، ويخفف الازدحام، والحوادث، والتلوث، وسيحقق عائداً اقتصادياً آخر للدولة، لأنه سيقلل من استخدام السيارات الخاصة والعامة وبالتالي يقلل من استهلاك الوقود، وبالتالي سيحقق فوائد اقتصادية هائلة بتقليل العبء على دعم الدولة لوقود السيارات.

وسيتم ربط مترو بغداد في المستقبل بخطوط قطارات قادمة من ضواحي بغداد ومدن أخرى، وستضاف فروع لبعض الخطوط داخل مناطق محددة في بغداد.

ووضعت خطط مشروع قطارات الأنفاق في العاصمة العراقية لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي لكنها تأجلت بسبب سنوات من الحرب والعقوبات الدولية، وسيكون المشروع هو الأول من نوعه في العراق إذا تم تنفيذه.

التقرير الثقافي

الخيط والعصفور تعود إلى الحياة بعد ثلاث عقود أول عرض لها

أعلن المخرج والمؤلف الفنان مقداد مسلم، انتهاء تدريبات مسرحية “أحوال وأمثال” والتي تمثل الجزء الثاني لمسرحية الخيط والعصفور.

وقال مسلم، في تصريح صحفي، إن “تدريبات مسرحية أحوال وأمثال انتهت، وهي جزء ثان من المسرحية الشعبية المشهورة الخيط والعصفور والتي قدمتها فرقة مسرح بغداد على خشبة مسرح المنصور في بغداد في ثمانينيات القرن الماضي، وهي من إخراجه.”

وأضاف أن “مسرحية أحوال وأمثال مكملة لمسرحية الخيط والعصفور، فأبطال العمل هم أحفاد عصفور وماذي أبو الدكايك وجرادة، ومحور العمل سيكون حول ضياع الأحفاد في مواقع التواصل الاجتماعي وابتعادهم عن الحياة الأسرية وتراثهم وأمثالهم وقصصهم الشعبية، فيظهر لهم جدهم عصفور ويطلب منهم تخصيص يوم أسري يجتمع فيه الأحفاد”، لافتاً إلى أن “العمل تشترك فيه نخبة من نجوم المسرح العراقي.”