تقرير مصر

الكاتبسامح إسماعيلالقسممصرالتاريختشرين الأول / أكتوبر – تشرين الثاني / نوفمبر 2022

مقدمة

فشلت جماعة الإخوان المسلمين في توظيف الدعوة الغامضة لقيام حراك شعبي يوم 11/11، وفشلت منابر التنتظيم في حشد الشارع المصري، وسط طرقات وميادين شبه خالية، وفي اليوم نفسه كان ظهور الرئيس الأميركي جو بايدن، بصحبة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة المناخ في شرم الشيخ، بمثابة رسائل متعددة، بتوافق مصري / أمريكي على القضايا ذات الصلة.

كما جاءت مصافحة المونديال الشهيرة، بين الرئيسين المصري والتركي رجب طيب إردوغان، لتكشف عن خطوات جديدة تحت السطح، في ملف تطبيع العلاقات بين البلدين.

على الصعيد الاقتصادي، تبذل الحكومة المصرية جهوداً كبيرة لاحتواء أزمة نقص السلع الغذائية، وخصوصاً الأرز، وسط انتقادات حادة لضعف الرقابة على المنتجين، وفي الوقت ذاته وصلت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار. من جهة أخرى أكدت تقارير دولية قيام جهاز قطر للاستثمار بإيداع وديعة في البنك المركز المصري، تقدر بنحو مليار دولار، في ظل أنباء عن صفقة ربما تستحوذ من خلالها قطر على أصول مملوكة للدولة. كما كشفت تقارير جهاز التعبئة والإحصاء، عن ميل الميزان التجاري بين مصر والأردن لصالح الأخيرة.

وعلى الصعيد الثقافي، افتتح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته الــ 44، وسط أزمات غير مسبوقة، بدأت بإقالة مدير المركز الصحفي للمهرجان، الكاتب الصحفي محمد عبدالرحمن، قبل أيام من انطلاقه، وسط تراشق بالاتهامات بين الأخير ومدير المهرجان المخرج أمير رمسيس، قبل أن تتفجر أزمة الــ “دريس كود”، وأخيراً إقامة صلاة الجمعة على الــ “ريد كاربت”.

من جهة أخرى، تواصلت أنشطة وزارة الثقافة، من أجل وصول مشروع مسرح التجوال، إلى القرى والنجوع في أقصى قرى صعيد مصر.

التقرير السياسي

خيبة أمل إخوانية بعد فشل حراك 11/11.

خيبة أمل كبيرة مُنيت بها جماعة الإخوان المسلمين والتيارات المتحالفة معها، في إثر فشل حراك 11 تشرين الثاني / نوفمبر، والذي أكدته شوارع القاهرة والأقاليم التي بدت شبه خالية من المارة، إذ لم يأخذ أحد بجدية الدعوات المكثفة التي خرجت قبيل الموعد المحدد.

وكانت جبهة التغيير داخل الإخوان (الكماليون) قد طالبت أنصارها باحتلال الميادين، وطالبت روابط الألتراس بالتحرك والانتقام من السلطات، الأمر الذي دفع جبهة محمود حسين في إسطنبول إلى الدعوة إلى التظاهر، بشكل حذر وغير مباشر، في حين لم تصدر جبهة لندن دعوة رسمية بالانخراط في الحراك، وإن دعت إلى التعامل معه بإيجابية، وفقاً لتوصية إبراهيم منير.

المنابر الإعلامية التابعة للجماعة والموالية لها، خرجت صباح الجمعة لتعلن عن إطلاق إشارة البدء، اعتماداً على بث مباشر عبر موقع يوتيوب للناشط الإخواني عبد الله الشريف، تضمن رسائل وشفرات للتحرك المزعوم، والذي حدد الميادين التي ستنطلق منها التظاهرات، واضعاً خطة التنظيم لإسقاط النظام قيد التنفيذ.

الخطة اعتمدت على تحرك المواطنين بسياراتهم وركنها في الطرق الرئيسيّة لشل حركة السير، ومنع قوات الأمن من الوصول للميادين، وهو ما فطنت إليه العناصر الأمنية التي طوقت الميادين التي ظهرت خالية تماماً من المارة.

الناشط الإخواني أحمد الجاسر، كشف عن اعتماد الجماعة على مجموعة من عناصرها من أجل الترويج لحلقة عبد الله الشريف، أمثال: خالد السرتي، ومحمد صلاح، وجاسر الأنور، وحسين بديني، وتامر جمال، وياسر العمدة. كما انخرط المقاول الهارب محمد على، والإعلامي محمد ناصر، وغيرهم في سياق الترويج للخطة التي وصفها مراقبون بالساذجة.

ولفت القيادي المعارض المتحالف مع الإخوان أيمن نور، إلى أن الجماعة وقعت في خطأ فادح، لأنها خلطت بين عالم السوشيال ميديا الافتراضي، وبين الواقع السياسي والاجتماعي على الأرض، فضلاً عن افتقاد الإعلاميين الذين تولوا وضع وتنظيم خطة الحراك للفهم السياسي.

ويمكن القول إن فشل المخطط الإخواني، وما أعقبه من تراشق الاتهامات بين جبهات التنظيم، ربما يؤدي إلى إخراج الجماعة من معادلة القوة في الشارع السياسي المصري بشكل كامل، وسط مخاوف من أن يؤدي دخول الجماعة على خط المعارضة، إلى إجهاض أيّ محاولات احتجاجية، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى تخفيف الضغط على الحكومة، في ظل انفلات الأسعار، وتراجع برامج الحماية الاجتماعية.

قمة المناخ وزيارة بايدن الأولى إلى مصر

انتهت أعمال قمة المناخ في مصر “كوب 27” التي حضرها رؤساء دول وحكومات العالم، وقد خطفت مشاهد بعينها انتباه لمتابعين، لعل أبرزها صورة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وهي تتأبط ذراع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسط حديث ودي بين الطرفين.

ظهور المرأة الحديدية التي طالما أزعجت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بهذا الشكل مع السيسي، كشف بدوره عن جملة من التحولات السيسية داخل الحزب الديموقراطي، بما يتعلق بالنظام المصري، ومدى قبول الإدارة الديموقراطية بالسيسي، بعد سنوات من الفتور في العلاقات، وفي أعقاب مخاوف أثارها فوز جو بايدن بالمنصب الرئاسي.

لكن التحول الأكبر ربما كرسته الزيارة السريعة للرئيس بايدن إلى مصر، ولقاءه مع السيسي على هامش قمة المناخ في شرم الشيخ، وقد بدا الرئيس الأميركي أكثر انصاتاً لنظيره المصري، الأمر الذي يؤكد فشل كل رهانات الإخوان، التي أعلن عنها القائم بالأعمال الراحل إبراهيم منير، قبيل الانتخابات الأمريكية الأخيرة، عندما أكد صراحة أن الجماعة تنتظر بفارغ الصبر وصول الديموقراطيين إلى الحكم من أجل الإطاحة بنظام السيسي.

وجدير بالذكر أن زيارة بايدن إلى مصر هي الأولى لرئيس أميركي منذ سنة 2009، عندما زار الرئيس السابق باراك أوباما القاهرة قبل سقوط نظام مبارك.

قضية علاء عبد الفتاح تُثار في قمّة المناخ

أُثير الملف الحقوقي في مصر على هامش قمة المناخ في مصر، ونظمت نظمته مجموعة DCJ الناشطة في مجال العدالة المناخية، مؤتمراً صحفياً موسعاً، تحدثت فيه سناء سيف، شقيقة الناشط اليساري السجين علاء عبد الفتاح.

هذا المؤتمر تسبب في حرج شديد للحكومة المصرية، وخصوصاً بعد تدخل النائب البرلماني عمرو درويش، وقيامه بالهجوم اللفظي على سناء سيف، الأمر الذي دفع الأمن التابع للأمم المتحدة إلى التدخل، بينما صرخ درويش في وجه أحدهم: “أنت هنا على أرض مصرية، لا تلمسني.” وانتهى الأمر بطرد النائب من الجلسة.

ويبدو أن الضغوط التي تعرض لها النظام المصري في إثر هذه الواقعة، دفعت الرئيس المصري إلى التحدث عن الملف الحقوقي في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع الرئيس الأميركي. قال السيسي موجهاً حديثه لبايدن: “ثمّة نقطة تعتبر دائماً محور النقاش، ونحن نقدرها كثيراً، وهي الجزء المتعلق بحقوق الإنسان. نحن نتبع في هذا الصدد بالذات نهجًا شاملاً، أود أن تسمعوا عنه منا، وتتابعوه، لأنّنا حريصون جداً على تحسينه”، مشيراً إلى أن مصر أطلقت “استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان” و”مبادرة أخرى للحوار الوطني هذا العام. وتزامن ذلك مع تشكيل لجنة العفو الرئاسية.” وأضاف “نحن نتابع بذلك كافة القضايا ذات الصلة، وتتم الموافقة على كافة القوائم المقترحة”، لكنه قال “لا أعتقد أنّه من المناسب أن نستغرق كامل الوقت للتحدث عن هذه المسألة أثناء تواجدكم هنا، ولكنني أردت أن أستعرض الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بشكل عام.”

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، أكد أن الرئيس بادين بحث قضية علاء عبد الفتاح مع السيسي، وطالب بإطلاق سراحه. كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي أثار قضية حقوق الإنسان في لقاءه مع الرئيس المصري على هامش “كوب27”.

وجدير بالذكر أنّ السلطات المصرية أفرجت عن عدد جديد من المعتقلين، على رأسهم الناشر وائل لطفي، بينما يظل الغموض يحيط بموقف علاء عبد الفتاح، وسط تقارير تفيد بقيام الأخير بتعليق إضرابه عن الماء والطعام، الأمر الذي يشي باحتمال الإفراج عنه في المستقبل القريب.

مصافحة مونديالية بين السيسي وأردوغان

في مفاجأة ربما كانت غير سارة لجماعة الإخوان المسلمين، صافح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نظيره التركي رجب طيب إردوغان، على هامش افتتاح مونديال 2022 في الدوحة، بينما وقف أمير قطر الشيخ تميم بن حامد إلى جانبهما، في دلالة على تحول مسارات المشهد السياسي في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، في بيان، إن المصافحة تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين، كاشفا عن اتفاق الطرفان على بدء تنمية العلاقات الثنائية بينهما.

كما أعرب الرئيس التركي عن رغبته في أن تكون مصافحة نظيره المصري الخطوة الأولى نحو المزيد من التطبيع في العلاقات بين البلدين، مضيفاً أن إجراءات أخرى سوف تتبع هذا اللقاء، ومشيراً إلى أن مطلب أنقرة الوحيد من مصر، هو تغيير موقفها تجاه بلاده في البحر المتوسط. وشدد إردوغان العلاقات التي أقيمت في الماضي بين الشعبين التركي والمصري، “مهمة جداً بالنسبة لنا. ما الذي يمنعها من أن تكون كذلك مرة أخرى؟ لقد قدمنا ​​دليلاً على حسن نوايانا.”

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، أعلن في تشرين الأول / أكتوبر، عن تجميد الحوار بين البلدين، على خلفية الاتفاقيات التي وقعها، عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، منتهية الولاية في ليبيا، مع الجانب التركي، بشأن التنقيب عن النفط والغاز.

ويبدو أن تركيا أرادت الإعراب عن حسن نواياها تجاه مصر، في أعقاب المصافحة التاريخية، حيث شن نائب وزير الثقافة والسياحة التركي سردار جام، هجوماً حاداً على جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً أنها فقدت مكانتها بسبب الانقسامات الداخلية، واختراق تنظيم “داعش” لها.

وأضاف سردار جام، في تدوينة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: “جماعة الإخوان أصبحت ترتبط في أذهان جزء كبير من المصريين، بالقنابل المتفجرة، وقتل الأبرياء، وهو أمر تسبب في كراهية المصريين للجماعة.”

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، في تصريح في 28 تشرين الثاني / نوفمبر، إنه من الممكن عودة المشاورات السياسية بين مصر وتركيا قريباً، وذلك على مستوى نواب الوزراء، وكشف عن قرب تعيين سفيرين بين القاهرة وأنقرة.

وكشفت تقارير صحافية عن عقد لقاء مصري تركي على مستوى أمني، في أعقاب مصافحة الرئيسين، وتطرّق اللقاء بحسب التسريبات، إلى عدد من الملفات المشتركة. وقالت وكالة “رويترز” إن الاجتماعات بين أجهزة استخبارات البلدين تسير بوتيرة منتظمة، وأنها تطرقت أخيراً إلى ملف تطبيع العلاقات، والخطوات اللازمة لذلك.

وتقف عدة عقبات أمام هذا التحول الاستراتيجي في العلاقات بين البلدين، فتركيا لا يمكنها التفريط فيما حصلت عليه على الأرض في ليبيا، وهو ما يزعج القاهرة التي ترتبط في المقابل بعلاقات قوية مع أثينا، وخصوصاً فيما يتعلق بملف الغاز في شرق المتوسط، بينما باتت ورقة الإخوان المسلمين شبه محروقة لدى الطرفين.

التقرير الاقتصادي

نقص في السلع الغذائية يدفع الحكومة للتدخل

شهدت السوق المصرية نقصاً حاداً في المعروض من السلع الغذائية في تشرين الثاني / نوفمبر، وخصوصاً الأرز. وأكد رئيس شعبة المواد الغذائية والبقالة والعطارة في الغرفة التجارية في الإسكندرية حازم المنوفي وجود هذا النقص، وأرجع ذلك إلى حجب بعض المنتجين للأرز، وعدم توريده في السوق، بسبب رفضهم سعر البيع الرسمي الذي حددته الحكومة.

كما أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية، أن الأزمة مصطنعة، وأنه وفقاً للبيانات الرسمية، يتوافر مخزون استراتيجي كبير من السلع الغذائية، مشيراً إلى أن احتياطي القمح يكفي لـ 5 أشهر، والأرز 5 أشهر ونصف، والسكر التمويني 4 أشهر ونص، والزيت 4 أشهر و25 يوماً، والدواجن المجمدة 4 أشهر و25 يوماً، واللحوم الحية 12 شهر وص25 يوماً، والمعكرونة 5 أشهر و25 يوماً.

وقد اتخذت الحكومة المصرية إجراءات صارمة، وأعلنت الأرز سلعة استراتيجية، وألزمت المزارعين بتوريده إلى المضارب والمخازن الحكومية، مع إخطار مديريات التموين والتجارة الداخلية على مستوى الجمهورية، بكافة تفاصيل الكميات الموجودة لديهم، وسط قرارات حادة للالتزام بضوابط وإجراءات التوريد.

وديعة قطرية ومحادثات لاستحواذ شركات مصرية

أعلنت وكالة بلومبرغ الدولية المختصة بأنباء المال والاقتصاد، أن جهاز قطر للاستثمار الذي تبلغ أصوله نحو 445 مليار دولار، أودع مبلغ مليار دولار في البنك المركزي المصري، بالتزامن مع حدوث تقارب نوعي في العلاقات بين البلدين، في أعقاب زيارة السيسي الأخيرة للدوحة.

التقارير أشارت كذلك إلى قرب استحواذ الجهاز على حصص مملوكة للدولة، في عدة شركات حكومية مصرية، وسط أنباء تفيد بأن الدوحة تجري محادثات متقدمة، بشأن صفقة تقدر قيمتها بنحو 2,5 مليار دولار.

جدير بالذكر أن جهاز قطر للاستثمار لم يعلق على ما تم تداوله بخصوص وديعة المليار دولار، والتي تكشف عن مدى التقدم في العلاقات بين مصر وقطر، بعد سنوات من القطيعة بين البلدين، في أعقاب سقوط حكم الإخوان في مصر.

ارتفاع قياسي غير مسبوق في أسعار الذهب

واصل الذهب في مصر ارتفاعه الجنوني إلى مستويات غير مسبوقة، ليقفز خلال أقل من أسبوعين من 1265 جنيهاً (51,8 دولاراً) للغرام عيار 21، إلى 1650 جنيهاً (67,1 دولارا)، وسط توقعات باستمرار زيادة سعر المعدن الأصفر، ويعود ذلك إلى ارتفاع السعر العالمي من جهة، وتراجع سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار من جهة أخرى.

وأشار عضو شعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية، ومستشار وزير التموين لصناعة الذهب، ناجي فرج، إنلى أ سعر الذهب في مصر سجل أعلى مستوى له منذ 20 عاماً تبعاً لـ “ارتفاع أسعار الذهب عالمياً، إلى 80 دولاراً للغرام، وفي الوقت نفسه انخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار الذي تجاوز مستوى 24 جنيهاً، وتسبب في وصول أسعار الذهب لمستويات لم يشهدها السوق قبل ذلك.” وكشف عن دخول المعدن الأصفر إلى حقل التداول في البورصة السلعية خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن هذا الإجراء سوف يؤدي إلى ضبط الأسعار، ووصول الذهب إلى سعر واقعي.

زيادة الصادرات 13% خلال 9 أشهر

حقق قطاع الصادرات المصرية خلال الأشهر التسعة الأولى من 2022، زيادة في النمو بلغت 13%، ليحقق ما قيمته 27,5 مليار دولار، وتصدر قطاع الصناعات الكيماوية والأسمدة الصدارة، بنسبة تصل إلى 24% من الإجمالي.

ويرى خبراء أن السبب في زيادة الصادرات المصرية، يرتبط بنمو القطاع ذاته في عدة أسواق ناشئة بسبب توقف بعض الصادرات الأوروبية، جراء تداعيات انتشار فيروس كوفيد 19، فضلاً عن تداعيات الحرب الروسيّة الأوكرانية التي تسببت بأزمة غذائية عالمية، وإلى نقص حاد في إمدادات الغاز الروسي، تسبب في توقف بعض الصناعات في أوروبا، وبالتالى إزداد الطلب على الصادرات المصرية، وخصوصاً الصناعات الكمياوية التي صدّرت مصر منها منتجات بقيمة 6,5 مليارات دولار، وجاءت تركيا على رأس قائمة المستوردين، يليها إيطاليا ثم فرنسا. كما نجحت مصر في فتح أسواق جديدة في أفريقيا مثل: تنزانيا وأوغندا وكينيا.

وجدير بالذكر أن مصر شرعت في تطبيق برنامج طموح لتشجيع المصدرين، هو برنامج المساندة التصديرية، وفيه تتحمل الدولة 80% من تكلفة شحن المنتجات المصرية إلى الخارج.

ارتفاع قيمة التحويلات القادمة من الأردن

كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن قيمـة تحويـلات المصـريين العاملين بالأردن ارتفعت خلال العام المالي 2020 / 2021 إلى نحو 774,2 مليون دولار، مقابل 678,5 مليون دولار خلال العام المالي السابق، بنسبة ارتفاع تبلغ نحو 14,1%. في المقابل، بلغت قيمة تحويلات الأردنيين العاملين في مصر 12,3 مليون دولار، خلال العام المالي نفسه مقابل 11,1 مليون دولار، خلال العام المالي السابق بنسبة ارتفاع بلغت نحو 11,3%.

كما كشفت بيانات هذا الجهاز عن ارتفاع وتيرة التبادل التجاري بين مصر الأردن، لتصل إلى نحو 646,1 مليون دولار، وذلك خلال أول ثمانية أشهر من سنة 2022، مقابل 629,1 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الفائت، وبنسبة ارتفاع بلغت نحو 2.7%.

وانخفضت قيمة الصادرات المصرية إلى لأردن، فبلغت 481,6 مليون دولار خلال أول ثمانية أشهر من 2022، في مقابل 498,1 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الفائت، وبنسبة انخفاض بلغت 3,3%، في حين ارتفعت نسبة الواردات المصرية من الأردن عن الفترة نفسها لتصل إلى 164,5 مليون دولار خلال أول ثمانية أشهر من 2022، مقابل 131 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الفائت، في دلالة على ميل الميزان التجاري لمصلحة الأردن.

التقرير الثقافي

أزمات ترافق مهرجان القاهرة السينمائى الـ 44

اختتح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فعاليات دورته الـ 44، يوم 22 تشرين الثاني / نوفمبر، وكان قد افتتح مساء الأحد 13 تشرين الثاني / نوفمبر في بدار الأوبرا المصرية.

وقد شهد حفل الافتتاح حضوراً كبيرًا من عدد من نجوم الفن على السجادة الحمراء، بالتزامن مع تكريم عدد من الشخصيات التي أثرت الفن السينمائي مثل: المخرج بيلا تار، والنجمة لبلبة، والمخرجة كاملة أبو ذكرى.

لكن المهرجان شهد في دورته الحالية عدة أزمات، تفجرت الأولى بإقالة مدير المركز الصحفي للمهرجان، الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن، قبل ثلاثة أيام من انطلاق الفعاليات، وسط اتهامات متبادلة بين الأخير، ومدير المهرجان المخرج أمير رمسيس، الذي أصدر بياناً رسمياً، أكد فيه أن إقالة عبد الرحمن جاءت “بعد قيامه بإخبار الصحفيين، أن المهرجان لم يخصص أي مقاعد في الصالة الرئيسية لهم بخلاف الأعوام الماضية، والحقيقة أن هذا عار من الصحة. وقام السيد عبد الرحمن بتوزيع تلك الدعوات بشكل عاجل، وتهرب من تسليم القائمة الصحفية للإدارة، حتى لا يتم استثناء أسماء وضعت لأهوائه الشخصية، وادعى لبقية الصحافيين المهمين أنه لا توجد دعوات ريد كاربت للصحافة هذا العام.”

لكن عبد الرحمن كذّب بيان إدارة المهرجان، ووصف أمير رمسيس بالدكتاتور والمتعنت، ووعد بكشف الحقائق كاملة في أقرب وقت، وسط انقسام كبير في الوسط الثقافي والفني بين الطرفين.

الأزمة الثانية جاءت مع قيام أمن المهرجان بمنع الفنانة هند عاكف من الحضور، والتي دخلت بدورها في صدام مع المنظمين، وتداول مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للفنانة أثناء اشتباكها مع أمن المهرجان، وعزت السوشيال ميديا ذلك إلى مخالفة عاكف لــ “الدريس كود” الذي وضعه رئيس المهرجان، الفنان حسين فهمي.

عاكف ظهرت بعد ذلك في عدد من وسائل الإعلام، وأكدت أن المشكلة تم حلها، زاعمة أن سبب المنع كان بسبب سهوها عن احضار الدعوة الخاصّة بالمهرجان معها، وهو ما تناوله متابعون بالسخرية، مؤكدين أن إدارة المهرجان قامت بحل الأزمة، وإخفاء الدوافع بالاتفاق مع الفنانة.

من جهة أخرى، وفي أعقاب تداول صور تظهر قيام بعض الأشخاص بافتراش السجادة الحمراء الخاصة بالمهرجان، لأداء صلاة الجمعة بسبب إمتلاء مسجد دار الأوبرا عن آخره، علّق مدير المهرجان أمير رمسيس، على المشهد بسخرية لاذعة قائلاً: “غزوة السجادة الحمراء”، الأمر الذي عرّضه لهجوم حاد من رواد السوشيال ميديا، من بينهم الشاعر أيمن بهجت قمر، الذي وصف تصريح رمسيس بالمستفز والسخيف. مضيفاً: “لو أنت يا أمير لست على قدر المنصب، يجب أن تنسحب، لأنّه يأخذ من قيمتك في هذه الحالة.” كما قالت الفنانة رانيا محمود ياسين، إنّ “الصلاة في أيّ مكان أمر مقبول، وأمر حسن، وتقبل الله من المصلين، إلى جانب أنه مظهر متحضر، والناس الموجودين في المهرجان حريصون على أداء صلاتهم، لماذا هذه الضجة؟”

وتحت ضغط الانتقادات، حاول أمير رمسيس احتواء الموقف في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قائلاً: “كما أوضحت لمن سأل أو شعر بالإساءة الشخصيّة، أعتذر لمن اعتقد أن تعليقي يمس المعتقدات الدينية، هو ليس على فعل الصلاة نفسه بطبيعة الحال، وإنّما على اختيار عمدي لمكان يقع على بعد أمتار من بوابة جامع مخصص من قبل دار الأوبرا للصلاة. هذا فعل لا يخلو من مزايدة على الفنون، ومحاولة لإرسال رسالة معينة من عقليات ترفض الفن وتحتقر السينما.” قبل أن يوجه اعتذراً مباشراً في تغريدة تالية قال فيها: “لكل من أساء فهم التعليق، وأخرجه من سياقه وتفسيره وجرح مشاعره الدينية.. أعتذر بشكل مباشر.”

كما دخل الناقد السينمائي الكبير طارق الشناوي على خط الأزمة، في محاولة لاحتواء الجدل المتصاعد، مؤكداً أنّ “أمير رمسيس مصري ووطني، وبعيداً عن دخول الديانة والدين في الموضوع، لأن نية أمير ني كانت بدافع وطني، وبعض المواطنين قاموا بربط الأمر بصلاة الجمعة، وأن أمير مسيحي.”

مسرح المواجهة والتجوال في قرى قلب صعيد مصر

وصلت عروض مشروع مسرح المواجهة والتجوال، التابع للبيت الفني للمسرح، في قطاع الإنتاج الثقافي في وزارة الثقافة، إلى قرية الطويرات في محافظة قنا، حيث تمّ عرض ١٠١ عرض ضمن عروض المشروع.

وتطوف عروض المشروع المراكز والقرى والنجوع، من شمال مصر إلى أقصى جنوبها، لتقديم العروض التي لاقت  تفاعلاً وحضورا كبيراً من أبناء القرى المهمشة.

ووجهت وزير الثقافة نيفين الكيلاني، الدعوة إلى أبناء قرى محافظات قنا والأقصر وأسوان، وقرى مراكز قوص ودشنا والمراشدة، لحضور العروض، التي ستقدم خلال الفترة المقبلة،؛ بهدف تحقيق العدالة الثقافية، وخصوصاً في القرى الأكثر فقراً، والمدرجة ضمن مشروع حياة كريمة.

قالت كلاني إن “مشروع مسرح المواجهة والتجوال يستهدف خلال مرحلته الثالثة التي انطلقت في أيلول / سبتمبر الماضي، الوصول إلى 250 قرية من قرى حياة كريمة، بواقع 19 محافظة، وعرض 7 مسرحيات، حيث تم تقديم العروض لأبناء المنيا والبحيرة والغربية وبني سويف، وطرق المشروع أبواب مناطق حدودية، واستقبل بحفاوة كبيرة وتفاعل من الجمهور.”