مقدمة
منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في قطاع غزة ضد إسرائيل، دخل لبنان بحالة جمود قاتلة. الملفات كلّها تأجلت: الفراغ الرئاسي ما عاد أحد تناوله، والإصلاحات باتت في غياهب النسيان، بينما انصب التركيز كلّه على الجبهة الجنوبية (الشمالية بالنسبة لإسرائيل) وخصوصاً مع تدخل “حزب الله” في الحرب بصفة “مساند” لـ “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) وبقية الفصائل الفلسطينية المقاومة.
ارتفعت وتيرة المواجهات بين الحزب وإسرائيل منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر، لكنّها لم تصل إلى حدود “حرب شاملة”. وبقيت المواجهات مضبوطة ضمن “قواعد الاشتباك” المرسومة بين الطرفين وفق ما رسمته وسمحت به ثغرات القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن في سنة 2006.
لكن في المقابل لم تكن الفصائل الفلسطينية أو حركة “حماس” ممنونة بهذا القدر من المساندة المتواضعة، فقالت عند محطات عدة وبلسان أكثر من مسؤول إنّ “تدخل حزب الله ومحور المقاومة مشكورين، لكنّه غير كافٍ وليس على قدر التوقّع”… إلى أن خرج نائب الأمين العام لـ “حزب الله” نعيم قاسم بعد مضي قرابة أسبوعين على بداية الحرب، ووضع النقاط على الحروف بشكل صريح.
قال قاسم إنّ “الحرب الدائرة في غزة دفعت بـ “8 مجموعات من الجيش الإسرائيلي إلى التدخل، ثلاث منها تواجهنا في جنوب لبنان، بينما تتولى خمس منها مواجهة حماس والفصائل الأخرى في قطاع غزة، ولولا تدخلنا لكانت تلك المجموعات الثمان بمواجهة القطاع.”
بذلك، قال قاسم، بطريقة غير مباشرة، لحركة “حماس” والفصائل الفلسطينية إنّ الحزب شريك في هذه الحرب بمعدل النصف تقريباً، وكانت تلك إشارة واضحة على أنّ “حزب الله” ليس بصدد تصعيد العمليات ضد إسرائيل، أكثر مما يقوم به والذي اقتصر على: استهداف دوريات ومواقع عسكرية الإسرائيلية، وتسببت بنزوح عدد كبير من المستوطنين إلى العمق الإسرائيلي قدرتهم وسائل الإعلام العبرية بقرابة 25 ألف شخص، وقالوا إنهم لن يعودوا إلى مستوطناتهم المطلة على الحدود اللبنانية إلا بعد وضع حدّ لقوات “حزب الله”، وهذه بذاتها تُعدّ مشكلة للحكومة الإسرائيلية.
التقرير السياسي
مواقف لبنانية متضامنة مع غزة وأُخرى رافضة لحرب مع إسرائيل
منذ انطلاق الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، انقسم لبنان حول “المساند” التي يقدمها “حزب الله” إلى الفصائل الفلسطينية، إذ اعتبرتها بعض الأحزاب السياسية اللبنانية (المسيحية خصوصاً) محاولة لزج لبنان في أتون حرب جديدة لا قدرة له على مواجهتها أو مواجهة تبعاتها.
أما الأحزاب والشخصيات السياسية الإسلامية، فبدأ مربكة في التعاطي مع تلك الحرب، إذ ساندت الشخصية التي تدور في فلك “حزب الله”، ما يقوم به في الجنوب واعتبرته مناصرة للفلسطينيين ودفاعاً على لبنان، في حين رفضت بعض الشخصيات المعارضة تدخل حزب الله فيها، ودعته إلى التمسّك بالقرار الدولي 1701. لكن أبرز المواقف كانت للزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي بدا منحازاً للفلسطينيين ومتوازناً في مقاربة تدخل حزب الله عبر جنوب لبنان، وموقف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي رفض بشكل قاطع تدخل الحزب في هذه الحرب.
أمّا الموقف الأكثر غرابة، فكان لـ “الجماعة الاسلامية” التي أعلنت تدخلها في الحرب من بوابة الجنوب، مبررة ذلك استهداف إسرائيل للقرى السُنية في الجنوب الذي ترافق مع صمت السلطات اللبنانية، ما دفع الجماعة إلى إعلان استعدادها إلى الرد.
جعجع: منذ بداية الحرب، وصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ما يحصل في غزة بـ “جهنّم مفتوحة”، فعبّر عن تضامن القوات “بكل عمقنا وعواطفنا” مع معاناة أهل غزة طالباً من الله أن “يزيح عنهم هذا الجحيم في أسرع وقت ممكن لأنه فعلا جحيم بكل ما للكلمة من معنى”، كما أؤكد أن القوات ستستمر في مساعيها “لتجنيب لبنان الدخول في الجحيم نفسه”.
وعن تدخل حزب الله في الحرب قال “لا يمكننا أن نترك لبنان في مهب الريح، فما يمكن إنقاذ البلاد هو أن تتخذ الحكومة قرار بالتطبيق الفعلي للقرار 1701 الذي يعترف به الكون أجمع وموافق عليه من قبل الحكومة اللبنانيّة بالإجماع كما أن جميع الأفرقاء السياسيين بمن فيهم حزب الله”، معتبراً أنه “بذلك يصبح بمأمن، وإلا لا يمكن ترك البلاد بمهب الريح والمخاطر المحدقة بسبب إهمال الحكومة التي تتهرب من مسؤولياتها.”
جنبلاط: قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إن ما قامت به حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر تسبّب بانهيار كل التحضيرات الإسرائيلية، وأعادت العالم إلى ذكريات سنة 1973، يوم حطمت الجيوش العربية أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
جنبلاط الذي بدا قريباً من منطق “حزب الله” في مقاربة تلك المعركة، سأل في أحد اجتماعات الهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي في بدايات المعركة: “هل قام أحد بمساعدة حركة حماس بالمال العربي؟” كاشفاً في الوقت نفسه أن إيران تمددت في العراق وسورية وفلسطين، بسبب التخلي العربي.
وعن الشأن اللبناني ما انفك جنبلاط يحذر من أن ثمة احتمالات مرتفعة بأن يبدأ الهجوم التدريجي على غزة وقد يمتد إلى الداخل اللبناني، قائلاً: “علينا ألّا نُستدرج الى الحرب”، ومبدياً تخوفاً من الأساطيل التي بدأت تصل إلى شواطئ البحر المتوسط، كما اعتبر أنها لم تأت من أجل الردع فحسب وإنما ربما تشارك في الحرب بمراحل لاحقة، وحضورها ربما سيطول.
وفي بداية الحرب التقى جنبلاط بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا، ودعا إلى التنبه لعدم استدراج لبنان على يد إسرائيل إلى الحرب رغم وجود مناوشات في الجنوب، داعياً في الوقت نفسه إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة من الآن، وخصوصاً استخدام المدارس في جبل لبنان ومناطق الشوف من أجل إيواء النازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية.
الجماعة الإسلامية: بعد أيام من اشتداد الحرب في غزة وتبادل القصف بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، شهدت الحدود الجنوبية عمليات تسلل نفذتها: “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. كما شهدت أكثر من 4 عمليات بين تسلل وإطلاق صواريخ لحركة “حماس”، وعملية إطلاق صواريخ، كانت لافتة في رمزيتها، نفذتها “قوات الفجر” – الجناح العسكري التابع للجماعة الإسلامية في لبنان.
الجماعة أعلنت في حينه توجيه ضربة صاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية. وقد أثار دخولها كطرف عقائدي سني، المواجهات في الجنوب حذر بعض الأحزاب السنية المعتدلة، كما أثار حفيظة الأحزاب المسيحية التي شعرت بأن المسلمين باتوا شبه موحدين في معركة لا تعني لبنان، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان الانقسامات التي سادت في سبعينيات القرن الماضي بشأن العمل الفدائي الفلسطيني، والتي تسببت باندلاع الحرب الأهلية.
تدخل الجماعة في المواجهات فُسّر على أنه تماه مع “حزب الله”. لكن الأمين العام الجماعة الشيخ محمد طقوش أعلن أن الضربات الصاروخية التي تم توجيهها من الجنوب “تدخل في إطار الرد على الاعتداءات على أهلنا وقرانا”، كاشفاً أنها من ناحية ثانية، تدخل في إطار “دعم أهلنا في غزة للتأكيد على أنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة.”
وأكد طقوش أن الجماعة موجودة وفاعلة في البيئتين الوطنية والإسلامية، على الرغم من محاولات الحصار التي مورست عليها، كما أنها ما زالت فاعلة في المشهد اللبناني، وتعمل على لم شمل الساحة الإسلامية السنية، رافضاً في الوقت نفسه التهم التي توجه للجماعة بـ “التموضع مع أي طرف (حزب الله)”، ومؤكداً أن الجماعة والحزب يتفقان على بعض الملفات والعناوين فيتعاونان فيها، “ونختلف معهم في ملفات وعناوين أخرى فنحافظ على موقفنا ونحتفظ بوجهة نظرنا ونتمسك بها.”
خطة طوارئ حكومية استباقاً لاحتمالات الحرب
مع اندلاع الحرب وزيادة حدة التوترات على الحدود الجنوبية، ارتأت الحكومة أن تضع خطة للطوارئ، تحسباً لأي تصعيد مع الجانب الإسرائيلي، وذلك بناء على افتراضات مبنية على ما حدث سنة 2006 (حرب تموز/ يوليو) تقوم على الافتراضات التالية: تهجير قسري لمليون لبناني بعيداً عن المناطق الساخنة؛ تأمين مراكز إيواء تستوعب 20% من النازحين (200 ألف شخص) لمدة قد تمتد إلى 45 يوماً؛ حصار بحري وجوي.
وتنظر الخطة إلى مقاربة حاجات 3 فئات سكانية من اللبنانيين: النازحون في مراكز الإيواء؛ النازحون في الشقق والمنازل الخاصة؛ المجتمع اللبناني المضيف.
وكذلك، تقارب الخطة 3 فئات سكانية أخرى غير لبنانية، وهي: اللاجئون الفلسطينيون؛ اللاجئون السوريون؛ العمال الأجانب.
لكن الخطة لم توضح كيفية معالجة أي من تلك الملفات، بل فضّلت ترك كل ما سبق وما سيأتي للمنظمات الدولية والبلديات، باعتبار أنها لا تملك التمويل الكافي لذلك!
التقرير الاقتصادي
مصرف لبنان يرفض تمويل خطة الطوارئ
ما إن أقرّت الحكومة خطة الطوارىء، حتى بدأ السؤال يكبر بين السياسيين مع كل تصعيد حدود، حول كيفية تمويلها. مصادر وزارية أكدت أنّ الكلفة الأولية للخطة ربما تتجاوز 400 مليون دولار، بينما التمويل يمكن أن يكون عبر مصادر متعددة تبدأ من: الموازنة العامة؛ مساعدة الجهات الخارجية مثل البنك الدولي؛ مصرف لبنان.
حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري أكد فور إقرار الخطة أن المصرف المركزي لن يقرض الدولة أي فلس لا بالليرة اللبنانية التي يرفض طباعة الأوراق منها، ولا حتى بالدولار الشحيح في احتياطاته، إلا من خلال قانون يُقر في مجلس النواب لهذه الغاية، داعياً الحكومة إلى البحث عن مصادر أخرى للتمويل.
من جانبها، تحججت الحكومة بـ “الظروف الاستثنائية” وأصرت على مسألة التمويل، معتبرة أن تلك الظروف تعلو على أي أولويات أخرى، وخصوصاً إذا توسعت الحرب من الشريط الحدودي إلى عموم لبنان.
في المقابل، فإن المراوحة العسكرية على الحدود بين لبنان وإسرائيل، خفضت من حدة هذا النقاش الذي بقي معلقاً بالتطورات الحدودية.
وتجدر الإشارة الى أنّ ما تبقى في مصرف لبنان من احتياطي صاف لا يتجاوز 8 مليارات دولار، وهي أموال تعود للمودعين.
حرب غزة توقف الحفر في بلوك رقم 9
مع انطلاق الحرب في غزة وتوسّعها إلى الحدود مع لبنان، تتناقل وسائل إعلام لبنانية أخباراً تفيد بتوقف شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية عن عملية الحفر في البلوك رقم 9، وذلك على عمق 3900 متر بعدما تبيّن لها عدم وجود كميات تجارية في مكمن “قانا”، في مشهدٍ ذكّر اللبنانيين بإغلاق البلوك رقم 4 قبل أعوام لأسباب بدت مجهولة في حينه وعُللت بخلوه من الغاز.
مواقف لمقربين من “حزب الله” أشارت إلى “وجود مؤامرة على لبنان، وخصوصاً أميركية من جراء المواجهات الحاصلة على الحدود، ربطاً بعملية “طوفان الأقصى”.
عضو كتلة “التنمية والتحرير” (حركة أمل وهي حزب رئيس البرلمان نبيه بري) النائب قاسم هاشم، قال إن ذلك فيما يبدو يأتي في إطار “الضغط على لبنان والتهويل النفسي، وخصوصاً أن الشركة المتعهدة بالشؤون اللوجستية أميركية (هاليبرتون)، وقبل وصول الحفر إلى العمق المتفق عليه (4500 متر) توقفت عن العمل.
أما وزارة الطاقة فعللت ذلك بالقول إن عمليات الحفر أنجزت، ولكن لم تصدر النتائج النهائية بعد، بشأن ما إذا كان المكمن تجاري ويحتوي على كميات من الغاز أم لا، والمسألة تتطلب أياماً عدّة بعد، لكن لم تصدر أي نتائج او تقارير.
خبراء في الاقتصاد والطاقة توقفوا أمام هذه الأنباء، مستغربين توقيت بثها، وما إذا كانت متصلة بالتطورات على الساحة الفلسطينية وضمنها أيضاً اللبنانية.
كما تساءلوا عمّا إذا كان هناك ضغط ولا سيما أميركي على لبنان من بوابة هذا الملف ربطاً بمشاركة “حزب الله” بالأحداث، وفتحه جبهة الحدود الجنوبية، وخصوصاً ان لبنان تلقى أكثر من رسالة دبلوماسية خارجية (أميركية وفرنسية) تنبّه من خطورة المشاركة في الصراع الدائر، وضرورة تحييد لبنان ونأيه عمّا يحصل من أحداث.
وتُعَد الشركة الفرنسية المشغل للرقعة رقم 9 في المياه اللبنانية مع حصّة 35%، إلى جانب شريكيها “إيني” الإيطالية، 35%، وقطر للطاقة 30%.
وكانت الحكومة اللبنانية وقّعت في سنة 2018 عقوداً مع تحالف شركة “توتال” و”إيني” الإيطالية، و”نوفاتيك” الروسية، للتنقيب عن النفط في الرقعتين 4 و9، وذلك قبل أن تنسحب الأخيرة بفعل عقوبات أميركية وأوروبية على قطاع الطاقة الروسي، وتنضم إلى الكونسورتيوم، “قطر للطاقة” في 29 كانون الثاني/ يناير 2023.
وتكان تَبيّن من نتيجة أعمال حفر الآبار الاستكشافية أنّ الرقعة 4 جافّة، وتوقفت الأعمال فيها، في حين يبدو أن الأعمال في الرقعة رقم 9 ستبقى مجمدة إلى حين ظهور انفراجات في النزاع اللبناني-الإسرائيلي.
التقرير الثقافي
معرض اللاشيء لرياض نعمة في دار النمر
افتتح “دار النمر للفن والثقافة” في منطقة كليمنصو، معرض “اللاشيء” للتشكيلي العراقي رياض نعمة (1968)، الذي استمر حتى 28 من هذا الشهر.
ويغوص نعمة في “المعنى الحقيقي لحياة المواطن العراقي، والفلسطيني، واللبناني، والسوري، في ظل الأوضاع المتوترة في هذه البلاد”، وذلك وفق النصّ التعريفي الخاص بالحدث.
وكشف التشكيلي العراقي من خلال أعماله عن “تحوّل الإنسان إلى مهرّج، بسبب ما يعيشه من فوضى يومية في هذه البلاد، فأخفى مشاعره من المعاناة الشخصية تحت وجه ضحوك وعبر سعادة مزيفة.”
جمعية السبيل تنظم حديقة الكلمات
ضمن فعاليات مهرجان “بيروت كُتب”، نظّمت جمعية “السبيل”، نشاطاً بعنوان “حديقة الكلمات”، وذلك في “المكتبة العامة لبلدية بيروت” في منطقة الجعيتاوي (الأشرفية)، بمشاركة شعراء ألقوا قصائد باللغتين العربية والفرنسية.
ومن بين المشاركين هناك الشعراء: خديجة عيسى، وكورين بولاد، وميشيل غاريوس، ونضال حداد، ونديم بو خليل، وأدهم الدمشقي، وشرف أبو شرف، وأنطوان بولاد، الذي سيتقاسم الإلقاء مع الممثلة زلفاشلحت.
واختتم اللقاء بشعر الزجل، قدمه شربل كاملة وميلاد ضو، إحياء للشعر العربي التقليدي.
وقال الشاعر اللبناني الفرنكفوني والعضو المؤسس لـ “السبيل”، أنطوان بولاد، إنّ الحدث تميّز بـ “تنوّع المواد المُقدّمة حيث تولى بعض المشاركين تقديم أداء غنائي وأفلاماً تصوّر أعمالهم، كما ساهم في جعل الشعر في متناول الجميع، انسجاماً مع شعار الجمعية: الثقافة للجميع”.
حكاية الجواهر الثلاثة على منصة أفلامنا
في سنة 1995، أفرج المخرج الفلسطيني ميشيل خليفة عن فيلم “حكاية الجواهر الثلاث” (107 دقيقة)، وهو نفسه الفيلم الذي عرضته منصة “أفلامنا” منتصف تشرين الأول/ أكتوبر.
الفيلم يُظهر فيه خليفة بلاده على طريقته: يعيش يوسف مع أمّ وأخت تنتظران أباً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأخ متوار مع الفدائيين الذين يأخذ الصغير المولع بصيد الطيور الطعام لهم، ويجول غزة من البحر إلى المدينة، وصولاً إلى الأطراف، حيث يتعرّف إلى الغجريّة الصغيرة عايدة ويقع في حبّها. وحين يطلب الزواج منها، تطلب مهراً غريباً: ثلاث جواهر مفقودة في أميركا الجنوبية تعود لعقد جدّة أبيها.
فيليب عرقتنجي وصار وقت الحكي في مونو
بعد النجاح الذي حققه في بداية صيف 2023، اعتلى فيليب عرقتنجي خشبة المسرح مجدداً، ليحكي عن مسيرته المهنية كمخرج سينمائي بـ “شغف وطرافة”.
إذ ضرب صاحب فيلم “ميراث” موعداً مع الجمهور عبر عرض “صار وقت الحكي” الذي قدّمه على مسرح “مونو” في الأشرفية، تحت إشراف المخرجة لينا أبيض.
كشف عرقتنجي عن قصص جريئة بإحساس مرهف، أخذ الجمهور عبرها في رحلة عبر الزمن، في عرض غني بلقطات الفيديو والصور والأغاني وأصوات تختلط وتتشابك لتخلق تجربة غامرة تنقل المشاهد إلى عالم فريد من نوعه.
وفق النص التعريفي الخاص بالعمل، فإن هذا العمل أعاد المشاهدين عبر القصص المؤثرة إلى تجارب خاصة ودعا إلى التفكير في اللغات المتعدّدة التي يستخدمها الناس يومياً ليعبّروا عن ذواتهم.
نادي كل الناس يقدم هيني سرور في سرسق
بالتعاون مع “نادي لكل الناس”، قدّم متحف سرسق في منطقة الأشرفية، عرضاً للنسخة المرمّمة من الفيلم الروائي “ليلى والذئاب” (1984 ــ 90 دقيقة) الذي استعرضت فيه هيني سرور (1945) نضال المرأة من لبنان إلى فلسطين. واتبع العرض أسئلة وأجوبة بحضور المخرجة اللبنانية، رافضة النسخة الاستعمارية والذكورية للتاريخ.
تسافر ليلى البالغة 80 عاماً عبر الزمان والمكان من تاريخ الشرق الأوسط، بدءاً من الانتداب البريطاني إلى الحرب الأهلية اللبنانية، تكشف الدور الخفي للمرأة، وتدرك أن البطريركية تضطهد الرجال أيضاً!
الشريط من بطولة الممثلين: نبيلة زيتوني، وفريال أبي اللمع، وإميليا فؤاد، ورفيق علي أحمد.
افتتاح مركز وقاعة الشيخ فضل مخدّر في بئر حسن
افتتح “الملتقى الثقافي اللبناني” مركز وقاعة الأديب الراحل الشيخ فضل مخدّر (1965 ــ 2021) في بئر حسن. وقد أدار الاحتفال الإعلامي والشاعر روني ألفا، وتتخلّله كلمات لكلّ من: وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، ورئيس “اتحاد الكتّاب اللبنانيين” الشاعر الياس زغيب، والنائب إيهاب حمادة (باسم الملتقى). وألقت الشاعرة آية جرادي، قصيدة في المناسبة.
ارتجال عادل ورويا ونضال حنان في السيوفي
بعد ست سنوات من لقائهما الأخير، اجتمع عادل منقارة (غيتار) مع رويا سمعان (غناء، بيانو) مجدداً، في “أونوماتوبيا ــ الملتقى الموسيقي” في الأشرفية بمحلة السيوفي.
شكل الحفل نقطة انطلاقتهما، فقدّما أمسية Adel, Roya and Nidal Unplugged بمرافقة صديقهما نضال أبو سمرا (ساكسوفون، بيانو).
وتضمّنت الحفلة الاستثنائية أعمالاً مرتجلة “فيها كثير من الرقة والحنان”.
المغرب في برزخ بيروت مع سارة مولابلاد
حلت الفنانة والكاتبة المغربية سارة مولابلاد ضيفةً على مسرح “برزخ” في الحمرا، حيث قدّم أعمالاً منوّعة ومتعدّدة الثقافات. فقد أحيت المغنية وكاتبة الأغنيات والملحنة المغربية سهرة بيروتية قوامها: باقة من إنتاجاتها الخاصة التي تخلط فيها الكلمات المغربية بالجاز، والبوسا نوفا، والموسيقى الأفريقية، والأنغام الشرقية.
أخذت الفنانة الشابة التي أمتعت الجمهور المصري أخيراً، الحاضرين في رحلة متفرّدة وغنيّة تنسجم مع هويتها الموسيقية.