مقدمة

شهدت سورية خلال شهر نيسان/ أبريل العديد من التطورات، ولا سيما سياسياً ضمن مسار التطبيع العربي مع دمشق بعد 12 عاماً من القطيعة العربية مع نظام الأسد، وكان أبرز تلك التطورات زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى العاصمة السورية ولقائه بالأسد، ولقاء وزاري عربي في جدة تمهميداً لإعادة سورية إلى الجامعة العربية، وإعادة فتح سفارة سورية في العاصمة التونسية.

وفي مسألة التطبيع إقليمياً، شهدت موسكو اجتماعاً ضم نواب وزراء خارجية كل من روسيا وإيران وتركيا وسورية في أول اجتماع دبلوماسي منذ 12 عاماً يضم مسؤولين دبلوماسيين سوريين مع نظرائهم الأتراك بوساطة روسية تمهيداً لعقد لقاء يجمع وزراء خارجية البلدان الأربعة الذي كان من المزمع عقده في نيسان/ أبريل، وتأجيل بطلب من وزراء خارجية سورية وتركيا إلى شهر أيار/ مايو، لتقريب وجهات النظر بشأن الطلب السوري بالانسحاب العسكري التركي من سورية.

دولياً، تجاهلت روسيا التي ترأست جلسات مجلس الأمن في نيسان/ أبريل، مناقشة موضوع استخدام الأسلحة الكيماوية من جانب النظام السوري وسط تعهدات أميركية بمحاسبة المتورطين عن الجرائم الكيماوية التي راح ضحيتها مئات المدنيين السوريين.

إنسانياً، دعت منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية إلى وقف الترحيل القسري للاجئين السوريين باتجاه الأراضي السورية.

أمنياً، شهدت سورية خلال نيسان/ أبريل، العديد من الأحداث العسكرية والأمنية، أهمها قصف صاروخي من الأراضي السورية نحو الجولان المحتل، في حادثة تعتبر الأولى منذ 50 عاماً، رد الجيش الإسرائيلي عليها باستهداف مواقع عسكرية للجيش السوري ولحزب الله اللبناني على الشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة.

وفي شرق سورية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية تعرض قاعدة عسكرية أميركية لقصف مجهول، رد عليه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بتنفيذ عدة غارات جوية ضد فلول تنظيم “داعش” شمال شرق سورية.

أما في مجريات الصراعات الداخلية، فقد سُجّل مقتل وجرح عشرات المدنيين والعسكريين جراء تصاعد عمليات العنف والاغتيال وانفجار الألغام ومخلفات الحرب، على كامل مساحة الجغرافية السورية.

اقتصادياً تدنى سعر صرف الليرة السورية إلى مستوى تاريخي جديد أمام الدولار وسط غياب أي حلول اقتصادية من جانب مصرف سورية المركزي، فيما أعلنت أوكرانيا بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري تعتبر الأولى في تاريخ البلدين، جراء دعمه لروسيا في حربها على أوكرانيا. وأعلن الصندوق الائتماني لإعادة إعمار سورية عن إطلاق مشروع جديد يهدف إلى دعم مزارعي مدينة حلب وريفها.

ثقافياً، نعت نقابة الفنانين في سورية الفنان والممثل السوري محمد قنوع الذي توفي عن عمر 49 عاماً جراء تعرضه لأزمة قلبية حادة. ووفاة قنوع هي الثانية لفنانين سوريين خلال شهر واحد بعد وفاة زميله الفنان والممثل شادي زيدان عن عمر 49 عاماً، وأيضاً جراء أزمة قلبية.

التقرير السياسي

بن فرحان في دمشق ويلتقي الأسد والعرب يحضون على حل سياسي

في تطور سياسي لافت، وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الثلاثاء 18 نيسان/ أبريل، إلى دمشق في زيارة رسمية هي الأولى لوزير سعودي إلى سورية منذ سنة 2011.

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد بن فرحان، وناقش معه الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وهويتها العربية وسلامة أراضيها.

كما بحث الجانبان الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتساهم في عودة سورية إلى محيطها العربي. وتم أيضاً بحث توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سورية، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والنازحين السوريين.

وتأتي زيارة وزير الخارجية السعودي بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدّة، وفي أعقاب اجتماع وزاري عربي بحث مسألة عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.

فقد أعلن وزراء الخارجية العرب وفق البيان الختامي للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر في جدة في 14 نيسان/ أبريل، عن أهمية الحل السياسي “كحل وحيد للأزمة السورية” وفق البيان دون ايضاح حول عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية.

وكانت وزارة الخارجية السعودية، قالت في البيان الختامي إنه “تم التشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي” للأزمة السورية، و”إنهاء جميع تداعياتها”، وبما “يحافظ على وحدة سورية، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق”.

وأضاف البيان أنه اتفق على “أهمية حل الأزمة الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سورية، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.”

وأكد الوزراء المجتمعون “أهمية مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، ومكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وأهمية قيام مؤسسات الدولة بالحفاظ على سيادة سورية على أراضيها، لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.”

كما أكد الوزراء أن “الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وأهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود.”ٍ

ولم يذكر البيان الختامي للاجتماع التشاوري أي قرار بشأن عودة النظام السوري لشغل مقعد سورية في جامعة الدول العربية، كما لم تشارك الإمارات العربية المتحدة في الاجتماع.

في سياق متصل بالتطبيع العربي/ السوري، أعلن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في 18 نيسان/ أبريل، عن افتتاح سفارة سورية في تونس.

وقال المقداد بعد لقائه الرئيس التونسي، إن سفارة سورية في تونس سيتم فتحها وإرسال السفير والكادر الدبلوماسي.

وفي 12 نيسان / أبريل، أعلنت سورية وتونس في بيان مشترك أنهما تجاوبا مع مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيد بتعيين سفير لبلاده في دمشق، وقررت سورية إعادة فتح سفارتها بتونس وتعيين سفير على رأسها، وقالتا في بيان مشترك إنه حرصاً “على إعادة العلاقات السورية التونسية إلى مسارها الطبيعي، يتواصل التشاور والتنسيق بين وزيري الخارجية في البلدين تكريساً لروابط الأخوة العريقة التي تجمع سورية بتونس، وإعلاء لقيم التضامن والتآزر بينهما، ولما فيه خير ومصلحة شعبيهما الشقيقين.”

اجتماع لنواب وزراء خارجية روسيا وإيران وسورية وتركيا في موسكو

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في 4 نيسان/ أبريل، أن نواب وزراء خارجية روسيا وإيران وسورية وتركيا، اتفقوا خلال الاجتماع الرباعي في موسكو على استمرار الاتصالات.

وقالت الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الرسمي: “حدد المشاركون نهجهم بطريقة مباشرة وصريحة واتفقوا على مواصلة الاتصالات.”

ويعد اجتماع نواب وزراء الخارجية تمهيدا للاجتماع الرباعي على مستوى وزراء خارجية الدول الأربعة، في إطار بحث تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق الذي كان مزمع عقده خلال نيسان/ أبريل، إلا أنه تم تأجيله إلى وقت آخر بطلب من دمشق وأنقرة بحسب تصريح السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف.

وكانت وزارة الخارجية السورية صرحت على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، بأن إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة لن يحصل قبل خروج القوات العسكرية التركية من الأراضي السورية.

في هذا السياق أعلن وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو، أن انسحاب القوات التركية شرط غير واقعي قبل تحقيق الاستقرار في سورية. ولفت إلى أن بلاده لا يمكنها الوصول إلى نتيجة في مفاوضات التطبيع مع نظام الأسد بفرض شروط مسبقة.

روسيا تتجاهل جدولة جلسة لمناقشة كيماوي سورية في مجلس الأمن

تجاهلت روسيا التي تولت رئاسة مجلس الأمن لشهر نيسان/ أبريل، جدولة الجلسة المخصصة لمناقشة السلاح الكيماوي لدى النظام السوري، وذلك خلافاً للممارسات المتبعة في المجلس سابقاً.

ونشرت روسيا برنامج العمل لشهر نيسان، من دون أن تضع ضمن جدول الأعمال اجتماعاً لاستعراض التقرير الشهري رقم 114 بشأن تنفيذ القرار 2118، المتعلق بالقضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية للنظام السوري.

واستعرض الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، خطط موسكو أثناء رئاستها لمجلس الأمن، من دون أن يذكر أي جلسات خاصة بشأن سوريا التي كان من المقرر أن يعقدها المجلس خلال نيسان/ أبريل.

في المقابل، تعهدت الولايات المتحدة بالسعي لمحاسبة مرتكبي مجزرة خان شيخون ودوما وغيرها من المجازر التي ارتكبت في سورية بالسلاح الكيماوي.

وقالت السفارة الأميركية في دمشق في منشور على صفحتها عبر فايسبوك: “لا يمكن لأي قدر من معلومات الروس والنظام المضللة أن يدحض الحقائق والتحليل الشامل للمحققين الخبراء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.” وأضافت: “نحن نعلم ما حدث في دوما وخان شيخون وأماكن أخرى في سورية، وسنواصل السعي لمحاسبة المسؤولين عن ذلك.” وتابعت أنه في يناير/ كانون الثاني “وجدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن النظام السوري مسؤولاً عن هجوم الكيماوي على دوما في 2018 الذي أسفر عن مقتل 43 شخصا، تماما كما الحال بالنسبة للهجوم الكيماوي على خان شيخون قبل 6 سنوات من هذا الأسبوع الذي أسفر عن مقتل 100 شخص تقريباً. لا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب لمستخدمي الأسلحة الكيميائية.”

العفو الدولية تدعو لبنان إلى وقف ترحيل اللاجئين السوريين

دعت منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية إلى “وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئين سوريين”، خشية أن يتعرضوا “لتعذيب أو اضطهاد” من قبل النظام السوري عند عودتهم إلى مناطق سيطرته.

وتأتي هذه الدعوة بعد أن قامت السلطات اللبنانية بترحيل عدد من العائلات والأفراد السوريين إلى مناطق سيطرة النظام السوري خلال شهر نيسان/ أبريل.

وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية آية مجذوب في بيان، “يجب عدم إعادة أي لاجئ إلى مكان تتعرض فيه حياته للخطر.”

وأكدت المنظمة أنه تم طرد عشرات اللاجئين الذين دخلوا بشكل غير قانوني إلى لبنان أو الذين يحملون أوراق إقامة منتهية الصلاحية، وذلك بعد مداهمات لمنازلهم قام بها الجيش اللبناني.

وبحسب السلطات اللبنانية فإن نحو مليوني لاجئ سوري في لبنان، قُرابة 830 ألفاً منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة.

وتقول منظمات حقوق الإنسان إن بعض اللاجئين تعرضوا للاضطهاد بعد عودتهم لمناطق النظام السوري، رافضة فكرة أن عودتهم آمنة.

قتلى وجرحى في أعمال عنف وغارات للتحالف شرق سورية

تصاعدت خلال شهر نيسان/ أبريل، بشكل ملحوظ، عمليات العنف بين أطراف الصراع على مساحة الجغرافيا السورية، متسببة بمقتل وجرح العشرات، وخصوصاً جراء عمليات القصف المتبادل وعمليات الاغتيال وانفجار الألغام ومخلفات الحرب.

ففي درعا جنوب سورية وثق تجمع أحرار حوران المحلي، مقتل 49 شخصاً خلال شهر نيسان/ أبريل.

وأشار في تقرير صدر عن “مكتب توثيق الانتهاكات” التابع له إلى أن نيسان/ أبريل شهد ارتفاعاً حاداً في عمليات الاغتيال والخطف في درعا، واستمراراً في عمليات الاعتقال من قبل قوات النظام السوري، وسط حالة من الفوضى الأمنية المستمرة في المحافظة منذ عقد اتفاق التسوية في تموز/ يوليو 2018.

ومن بين القتلى، شاب قضى تحت التعذيب في سجون قوات النظام السوري، وآخر توفي جراء انفجار لغم من مخلفات الحرب، كما قُتل شخصان خلال مهاجمتهما نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام السوري.

وذكر التجمع أنه أحصى 54 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة 50 آخرين بجروح متفاوتة، فيما نجا 4 أشخاص.

وأوضح أن من بين قتلى عمليات الاغتيال 13 مدنياً، بينهم عناصر سابقون بالجيش الحر لم ينتموا لأي جهة عسكرية بعد التسوية، و13 آخرون معظمهم يعملون لمصلحة أجهزة أمن النظام وإيران في المنطقة.

كما قُتل 6 عناصر من قوات النظام السوري بعمليات استهداف متفرقة في درعا، بينهم ضابطان برتبة ملازم أول، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن معظم عمليات ومحاولات الاغتيال تمت بواسطة إطلاق النار بشكل مباشر، باستثناء 4 عمليات كانت نتيجة انفجار عبوات  ناسفة و3 عمليات بالقنابل اليدوية.

ولقي 43 شخصا مصرعهم في البادية السورية خلال شهر نيسان/أبريل, خلال عملهم بجمع محصول الكمأة على أيدي عناصر مسلحة يعتقد انتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي، فضلاً عن انفجار الألغام ومخلفات الحرب اثناء جنيهم المحصول شرق محافظة حمص.

إلى ذلك، أعلنت القيادة الوسطى في القوات الأميركية في 9 نيسان/ أبريل، عن تعرض قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” في قاعدة كونيكو العسكرية لهجوم بصاروخ واحد. وأكدت في بيان مقتضب أن الهجوم الذي استهدف القاعدة لم يسفر عن خسائر بشرية أو أضرار مادية.

وأعلنت قيادة التحالف أنها نفذت غارة جوية تبعتها عملية إنزال في قرية السويدة قرب بلدة الغندورة في ريف جرابلس شرقي حلب فجر الإثنين 15 نيسان/ أبريل.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل جو بوسينو، إن العملية أدت إلى مقتل قيادي بارز في تنظيم داعش يعتبر الرأس المخطط لعمليات التنظيم ومسؤول عن التخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا دون الكشف عن هويته

المتحدث قال إن عنصرين مسلحين آخرين قُتلا في الغارة الأميركية أيضاً من دون أن تسفر العملية عن مقتل أي جندي أميركي.

مصادر محلية أكدت أن العنصرين اللذين قتلا هما عنصرين في فصيل صقور الشمال وقتلا بطريق الخطأ حيث كانا أمام مقرهم القريب من موقع عملية التحالف، موضحة أن عملية الإنزال الجوي للتحالف استهدفت منزل شخص يدعى عايد الهلال ويعرف باسم أبو طالب السفراني.

وقال الدفاع المدني السوري إن 3 أشخاص قتلوا في عملية إنزال جوي في قرية السويدة في ريف مدينة جرابلس شرقي حلب.

صواريخ تستهدف الجولان وإسرائيل تضرب مواقع عسكرية سورية

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية في 11 نيسان/ أبريل، أن 3 صواريخ أطلقت من الأراضي السورية باتجاه الجولان السوري المحتل، ليرد عليها الجيش الإسرائيلي بقصف الأراضي السورية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه فعّل صافرات الإنذار جنوبي هضبة الجولان بعد سماع دوي انفجار في المنطقة.

وأضاف في بيان له ، أن “طائرة من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي قصفت منصات الإطلاق التي أطلقت منها الصواريخ في سورية باتجاه الأراضي الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن الغارة “تأتي رداً على إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.”

وتبنى لواء القدس” الموالي للنظام في سورية، مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ على مرتفعات الجولان، “رداً على الاعتداءات على المسجد الأقصى.”

وتوعّد “لواء القدس” الكيان الإسرائيلي برد حازم من الجبهة الجنوبية في سوريا تجاه أي عدوان.”

التقرير الاقتصادي

انهيار تاريخي لصرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي

سجّلت الليرة السورية، خلال شهر نيسان/ أبريل، أدنى مستوى في تاريخها لتتجاوز عتبة الـ 8300 مقابل الدولار الأميركي الواحد. لكن مصرف سورية المركزي حافظ في نشراته على سعر صرف ثابت بلغ 7400 ليرة سورية مقابل الدولار الأميركي.

وبحسب بيانات موقع “الليرة اليوم”، فقد تراجع سعر الليرة السورية منذ مطلع 2022 بنسبة 77 في المئة على أساس سنوي، في حين تراجعت بنسبة 13 في المئة على أساس شهري.

وسجّلت الليرة السورية نهاية 2012 نحو 97 ليرة مقابل الدولار الواحد، لتبدأ التراجعات الكبيرة مع بداية العام التالي، إذ وصل سعر صرف الدولار في آذار/ مارس 2013 نحو 120 ليرة، وتجاوز سعر الدولار 300 ليرة في نهاية العام.

وتعافت الليرة السوريّة قليلاً سنة 2014، فتراوح سعر الصرف بين 170 ليرة منتصف العام، و220 ليرة في نهايته، قبل أن تتراجع مجدّداً في 2015، ويصل سعر صرفها إلى 380 ليرة للدولار الواحد، ليبدأ الانخفاض الحاد منذ سنة 2016 حتى وصلت إلى السعر الحالي.

الائتمان لإعادة الإعمار يطلق مشروع دعم مزارعي ريف حلب

أعلن صندوق الائتمان لإعادة إعمار سورية عن تسليم 400 طن من الأسمدة إلى ألفي مزارع خضروات و850 طناً من الأسمدة إلى ألفي مزارع قمح، في إطار مشروعه الزراعي لدعم المزارعين لإنتاج محاصيل القمح والخضروات في شمال حلب.

وبحسب بيان للصندوق في 10 من نيسان/ أبريل، فإن توزيع الأسمدة يضمن حصول جميع المزارعين على الموارد الكافية لدعم محصولهم، وتقوية نمو الجذور، وتشجيع الإزهار وتحسين صحة النبات بشكل عام، وبالتالي تعزيز محاصيل الخضروات وإنتاج القمح.

ويهدف صندوق الائتمان من المشروع إلى إعادة تأهيل إنتاج محاصيل القمح والخضروات في شمال حلب، من خلال تزويد المزارعين ببذور القمح والخضروات والأسمدة والكيماويات الزراعية ومدخلات زراعية الأخرى، بالإضافة إلى دورات تدريبية يحضرها المزارعون تتناول إعادة تأهيل القطاع الزراعي طوال فترة المشروع، للإسهام في تنشيط وتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة، وتحقيق الهدف الأوسع للمشروع وهو ضمان توافر المحاصيل في المنطقة على المدى الطويل.

وأوضح الصندوق أن ميزانية المشروع قدرها ثلاثة ملايين يورو، ويستفيد أربعة آلاف مزارع وأفراد أسرهم البالغ عددهم 20 ألفاً بشكل مباشر، على مدى 18 شهراً، بما في ذلك ستة أشهر لرصد وتقييم ما بعد التنفيذ.

وسفف يستفيد 95 ألف شخص شهرياً طوال مدة المشروع من خلال طحن القمح المحصود، وسيضمن ذلك استدامة المزارعين من خلال إنتاج المحاصيل بشكل مستدام، وبالتالي تحسين ظروفهم المعيشية وكذلك زيادة معدلات التوظيف في المنطقة.

وكانت مناطق ريف حلب الشمالي قد تعرضت لأمطار غزيرة وسيول تلتها عاصفة هوائية أواخر شهر آذار/ مارس، تسببن بأضرار في المحاصيل الزراعية.

وسجلت فرق الدفاع المدني السوري أضراراً مباشرة في 112 دونماً من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الصيفية كالفاصولياء والخيار والكوسا والبندورة، وأراضٍ مزروعة بمحصولي الكمون والقمح، في مناطق إدلب وشمال حلب.

وقال الدفاع المدني، إن الأضرار طالت شبكات ري تغذي أكثر من 100 دونم في منطقة عدوان بسهل الروج غربي إدلب، بعد غمر مياه السيول للأراضي الزراعية وفي 30 و31 من آذار/ مارس، وتسببت عاصفة هوائية بأضرار كبيرة بعدد من المحاصيل الزراعية.

بينما قال المدير العام للزراعة في حكومة الإنقاذ المعارضة شمالي سورية تمام الحمود، إن 635 دونماً قد تضررت جراء الفيضان خلال المنخفض الجوي، وتنوع الضرر ما بين الغمر والانجراف، وتركز الضرر في مناطق معرة مصرين وسهل الروج ومحمبل.

أوكرانيا تفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري

أعلنت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو، أن مجلس الوزراء تبنى مشروع قانون لفرض عقوبات على النظام السوري لمدة 50 عاماً، سيطرحه على مجلس الأمن القومي والدفاع قبل إقراره.

وأشارت الخدمة الصحفية للوزارة إلى أن “الحكومة اقترحت رداً نهائياً وصارماً، على الموقف السوري، وهو فرض عقوبات على دمشق لمدة 50 عاماً، لتغلق بذلك العلاقات الاقتصادية مع النظام السوري”، على أن يرفع هذا القرار إلى مجلس الأمن والدفاع قبل إقراره.

وأوضحت أن العقوبات تشمل القيود على العمليات التجارية، وحظر الاستثمار في سورية، وعبور الموارد، والرحلات الجوية، والنقل من قبل المقيمين السوريين على أراضي أوكرانيا.

وأضافت: “ستتوقف كييف عن الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والمالية، وتحظر نقل التكنولوجيا وحقوق الملكية الفكرية، كما سيتم حظر دخول السفن التي ترفع العلم السوري.”

ولفتت سفيريدينكو إلى أن “كييف فرضت في وقت سابق عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد وقطعت العلاقات الدبلوماسية وفسخت الاتفاقات المبرمة مع سورية.”

التقرير الثقافي

وفاة الفنان السوري محمد قنوع جراء أزمة قلبية

توفي الفنان السوري محمد قنوع، عن عمر 49 عاماً في إثر نوبة قلبية، وذكرت نقابة الفنانين السوريين، السبت 22 نيسان/ أبريل، أنها “تنعي إليكم وفاة الزميل النجم محمد قنوع”، مضيفة “لروح فقيدنا الرحمة والسكينة ولنا ولأسرته وأحبائه خالص الصبر والعزاء في هذا المصاب الجلل.”

وصدم خبر وفاة الفنان السوري محمد قنوع، زملاءه ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي الذين نعوه بحزن وحالة صدمة بعد خبر وفاته المفاجئ.

ويعود سبب وفاة قنوع إلى احتشاء في عضلة القلب وهو في نهاية عقده الرابع. وكان الفنان السوري الراحل وابنته ماسة قد أنهيا مؤخراً أداء العمرة في مكة.

وأدى الفنان الراحل في الموسم الرمضاني الحالي “شخصية شومان في مسلسل العربجي”، وقد ودّع قنوع الشخصية على صفحته في فيسبوك بـ “وداعاً شومان”.

الفنان السوري الراحل، من مواليد دمشق 26 أيلول/ سبتمبر 1973، وابن عائلة فنية، فوالده المخرج الإذاعي مروان قنوع، المتوفى سنة 2019.

تخرج الراحل من المعهد السياحي والفندقي، لكنه تحول إلى الفن، وانطلق في أول أعماله الفنية رفقة الفنان السوري ياسر العظمة سنة 1995، من خلال مشاركته في سلسلة أجزاء “مرايا”.

واشتهر محمد قنوع في مسلسلات عديدة أهمها “باب الحارة”، و”مرايا”، و”طاحون الشر”، و”قمر شام”، وغيرها من الأعمال، وكانت آخر أعماله في رمضان 2023 مسلسلي “زقاق الجن” و”العربجي”.

الفنان عبد الحكيم قطيفان يهاجم سلطة عائلة الأسد

هاجم الفنان السوري المعارض عبد الحكيم قطيفان سلطة اﻷسد وعائلته بسبب جرائمهم المستمرة ضدّ الشعب السوري، مؤكداً أنهم مستعدون لفعل كل شيء من أجل البقاء في السلطة.

ويأتي ذلك وسط أصداء واسعة لمسلسل “ابتسم أيها الجنرال” الذي لعب فيه قطيفان دوراً محورياً إلى جانب شخصية الرئيس التي أداها مكسيم خليل.

ووصلت دائرة اﻷحداث اﻷخيرة في المسلسل إلى تحالف الرئيس المفترض مع إسرائيل من أجل الحصول على دعم في مواجهة حركة التمرد التي قادها أخوه وعدد من الضباط، ولمساندته في قمع أي احتجاج ضدّه.

وقال قطيفان، فيما بدا أنه تعليق على اﻷحداث المتسارعة للعمل الفني البارز، إن “عقل أشد المجرمين قذارة لم يتفتّق عن اختراع الجرائم التي ترتكبها العصابة التي اختطفت سورية منذ عقود.”

وأضاف في منشور على صفحته بموقع فايسبوك: “ببساطة شديدة يمكن لهذه العصابة أن ترسل كلابها إلى شوارع سورية ليعتقلوا ألف شخص مثلاً، كيفما اتفق، ثم تفاوض عليهم.”

وعُرف الفنان السوري، ابن محافظة درعا، بمواقفه الحاسمة ضد النظام السوري، وقد هاجم مؤخراً اﻷمم المتحدة بسبب تخاذلها بحق السوريين المنكوبين، واتهمها بالتواطؤ مع اﻷسد “الذي لا يتوانى عن فعل أي شيء.”