مقدمة

شهدت سورية خلال كانون الأول/ ديسمبر تطورات على الساحتين السياسية والميدانية كان أبرزها فرض الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا عقوبات اقتصادية بحق عدة شخصيات في النظام السوري.
جاءت تلك العقوبات في الوقت الذي جددت فيه الولايات المتحدة تمسكها بالقرار الدولي 2254 والتقى وقد من خارجيتها مع مسؤولين في الحكومة السورية المؤقتة.

وفي غضون ذلك، دخلت الاحتجاجات الشعبية في مدينة السويداء شهرها الرابع وسط مطالبات من قبل المحتجين بتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالحل السياسي في سورية وإسقاط النظام السوري ورموزه.
أمنياً تواصلت عمليات القصف المتبادلة بين الميليشيات المرتبطة في إيران وقوات التحالف الدولي شرق سورية وسط غارات شنتها الطائرات التركية على مواقع تتبع لقوات سورية الديمقراطية شرق سورية أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف بعض أطراف الصراع.

كذلك استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع للميليشيات المرتبطة بإيران والتي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى بينهم قيادي في الحرس الثوري الإيراني.

أمنياً أيضاً، شهدت مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدن وبلدات إدلب وحلب غارات جوية روسية وقصف مدفعي وصاروخي متبادل بين قوات النظام السوري من جهة وقوات المعارضة السورية من جهة أخرى نتج عنها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

من جهة أخرى, أعلن الجيش الأردني خلال شهر ديسمبر عن تمكنه من احباط عدة محاولات لتهريب المواد المخدرة إلى المملكة قادمة من سورية فيما تأتي شن المقاتلات الحربية الأردنية غارات جوية ضد أوكار تجار المخدرات على الجانب السوري من الحدود من الأحداث البارزة في شهر ديسمبر.
اقتصادياًـ رفعت الحكومة السورية المؤقتة رواتب العاملين في مؤسساتها شمال غرب سورية بزيادة وصلت إلى 70 في المئة، حيث شملت الزيادة العاملين في قوى الامن العام والشرطة والقضاء والعاملين في المؤسسات الخدمية.

فيما تواصل الليرة السورية المحافظة على سعر صرف متدني أمام الدولار الأميركي عند حاجز 13500 ليرة سورية أمام الدولار الواحد وسط غياب أي حلول حكومية لرفع سعر الصرف.

ثقافيا جاء رحيل الفنان السوري سعيد عبد السلام عن عمر يناهز 84 عاما وفي جعبته العشرات من الأعمال المسرحية والسنيمائية والتلفزيونية. كما شهدت مدينة الحسكة اختتام فعاليات ملتقى الفنان الراحل عمر حمدي بمعرض فني جماعي تخليدا لذكراه ودوره في تطوير العمل الفني في سورية.

التقرير السياسي

عقوبات بريطانية أميركية كندية على مسؤولين في النظام

فرضت بريطانيا والولايات المتحدة وكندا في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2023 عقوبات على 19 مسؤولاً بالنظام السوري. وبحسب بيان مشترك للحكومتين البريطانية والكندية، فإنّ العقوبات استهدفت ثمانية مسؤولين في النظام السوري لتورطهم في الفظائع التي ارتكبوها ضد الشعب السوري، بما يشمل وزراء في حكومة النظام وأعضاء في الجيش المشاركين في المحاكم الميدانية والعسكرية.

وشملت العقوبات وزير الإعلام بطرس الحلاق، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل لؤي عماد الدين المنجد، ووزير النفط والثروة المعدنية فراس قدور، ووزير الصناعة عبد القادر جوخدار، ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محسن عبد الكريم علي، ووزير الدولة أحمد البوسطجي. كما طالت العقوبات مدير إدارة القضاء العسكري السابق محمد كنجو، وخليفته السابق يزن الحمصي الذي شغل أيضاً منصب رئيس النيابة العامة العسكرية في حلب.

وتتمثل العقوبات المفروضة على هؤلاء المسؤولين بمنعهم من السفر إلى بريطانيا، وتجميد جميع أرصدتهم وممتلكاتهم على أراضيها.

بدورها، فرضت وزارة الخارجية الأميركية قيوداً جديدة ووسعت قيوداً سابقة في سياسات التأشيرات ضد 11 مسؤولاً في النظام السوري، وذلك ضمن خطوة منسّقة بين واشنطن ولندن وأوتاوا.

ووفقاً لبيان الخارجية الأميركية، فإنّه بموجب المادة “212 (أ) (3) (ج)” من قانون الهجرة والجنسية، أصدّرت واشنطن سياسة موسعة لتقييد التأشيرة لمسؤولي حكومة النظام السوري الحاليين أو السابقين أو غيرهم من الأفراد الذين يُعتقد أنهم مسؤولون أو متواطئون في عدّة انتهاكات.

ومن أبرز هذه الانتهاكات: قمع الشعب وخاصة من خلال العنف بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والمصادرة التعسفية للممتلكات أو غيرها من الانتهاكات المتعلقة بالإسكان والأراضي وحقوق الملكية في سوريا، وعرقلة أو تعطيل أو منع الجهود الرامية إلى تعزيز الحل السياسي في البلاد، بالإضافة إلى إنتاج أو الاتجار في الكبتاغون.

الحكومة السورية المؤقتة تلتقي وفداً دبلوماسياً أميركياً

التقى رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى مع المدير الإقليمي للملف السوري في الخارجية الأميركية نكولاس غرانجر، ومسؤول الخدمة الخارجية في الوزارة تايلر جوينر، في 16 كانون الأول/ ديسمبر، وذلك في ممثلية الحكومة في مدينة غازي عنتاب التركية.

وناقش الطرفان الوضع السوري على الصعيد السياسي والاقتصادي والخدمي وواقع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، كما تم التطرق إلى خطوات الحكومة المؤقتة في بناء المؤسسات في مناطق سيطرتها وتطويرها.

واشنطن تؤكد أن لا حل من دون تطبيق القرار 2254

أكدت الولايات المتحدة أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، لا يزال الحل الوحيد القابل للتطبيق للحرب في سورية. جاء ذلك بالتزامن مع الذكرى الثامنة لاعتماد القرار 2254.

وقالت السفارة الأميركية في سورية عبر منصة فايسبوك في 20 كانون الأول/ ديسمبر، إن الولايات المتحدة تجدد دعمها “القوي” لعملية سياسية في سورية بقيادة السوريين، تيسرها الأمم المتحدة، وتمثل طموحات الشعب السوري.

وكانت “هيئة التفاوض السورية”، طالبت في بيان بمناسبة الذكرى الثامنة لصدور القرار 2254، الأمم المتحدة ومبعوثها إلى سورية والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بتحمل مسؤولياتها ووقف المأساة التي يعيشها الشعب السوري داخل بلاده وخارجها.

وقالت الهيئة إنه قبل 8 سنوات اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 2254 بشأن سورية، والذي يضع خارطة طريق للحل وفق بنود وجدول زمني محدد. وبينت أنه على الرغم من موافقة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن على القرار – بما في ذلك الداعمة للنظام السوري – فإن العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة ما زالت مجمدة، نتيجة تعنت النظام ومن خلفه روسيا وإيران ورفضهم لأي جهد يهدف لإيجاد حل سياسي قابل للتنفيذ والاستدامة.

ولفتت إلى أن غياب التوافق الدولي وعدم جدية المجتمع الدولي في إيجاد حل ينهي مأساة الشعب السوري المستمرة منذ 13 عاماً، مكَّن النظام السوري من تعطيل جهود الحل وعرقلتها، كما وجد في ذلك فرصة لإعادة إنتاج نفسه بالتعاون مع روسيا وإيران، وما عودته إلى الجامعة العربية عنا ببعيد.

وأضافت أنه اليوم وبعد 8 سنوات من صدور القرار، ما تزال هيئة التفاوض تطالب الأمم المتحدة ومبعوثها إلى سورية والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بتحمل مسؤولياتها ووقف المأساة التي يعيشها الشعب السوري داخل بلاده وخارجها.

وأكدت الهيئة على ضرورة إظهار المجتمع الدولي حزماً أكثر بشأن الملف السوري، والدفع لاتخاذ خطوات جدية لتفعيل العملية السياسية، والدعوة بشكل مباشر لاستئناف المفاوضات في جنيف لبحث سبل تطبيق القرار 2254.

احتجاجات السويداء مستمرة وسط مطالبات بإسقاط النظام

تستمر المظاهرات الشعبية المناهضة للنظام السوري في محافظة السويداء، للشهر الرابع على التوالي، وسط استمرار الزخم والمشاركة الكبيرة من مختلف فئات المجتمع.

وتجمع المئات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء ورددوا شعارات تطالب بالتغيير السياسي وإسقاط النظام وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

كما ردد المتظاهرون هتافات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، وتؤكد استمرار المظاهرات حتى تحقيق جميع مطالبهم.

وتشهدت المظاهرات المركزية في ساحة الكرامة مشاركة من قبل “تجمع الضباط المتقاعدين”، و”تجمع مهندسي السويداء”، وتجمع المحامين والمعلمين.

كذلك تشارك النساء في التظاهرات إلى جانب الأطفال والشيوخ ووفود من عشائر المحافظة، ويتوجه عشرات المتظاهرين من مدن شهبا وصلخد نحو ساحة الكرامة سيراً على الأقدام والتي تبعد نحو 25 كيلومتراً.

في سياق الأنشطة المصاحبة للتظاهرات، أغلق المتظاهرون مبنى الفرقة الحزبية التابعة لحزب البعث في قرية الحريسة في ريف السويداء الشرقي تمهيداً لتحويلها إلى مركز خدمي.

وأيضاً أغلق المحتجون مقراً لحزب البعث في مدينة شهبا و أزالوا شعارات النظام السوري عنه، وأعلنوا أنه بات “مبنى تعليمياً”.

الأردن يحبط محاولات تهريب من سورية ويستهدف أوكار المهربين

أعلن الجيش الأردني، في 14 كانون الأول؟ ديسمبر، مقتل مهرب وإصابة آخرين، في إحباط عملية تهريب وتسلل لمواد مخدرة، هي الثالثة التي يكشف عنها خلال أسبوع واحد.

وذكر البيان أن “قوات حرس الحدود وبالتنسيق إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية العسكرية تعاملت مع مجموعات مسلّحة على طول الواجهة الحدودية مستغلة سوء الأحوال الجوية وتشكل الضباب وطبيعة الأرض الوعرة في هذه المناطق، للقيام بعمليات التهريب واجتياز الحدود بطرق غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية”.

وأشار أن “آليات رد الفعل السريع تعاملت مع هذه المجموعات، حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك بالرماية المباشرة عليهم مما أدى إلى قتل أحد المهربين وإصابة عدد منهم (لم يحدد عددهم)، ولاذ الباقي بالفرار إلى داخل العمق السوري.”

وبين أنه “تم العثور على 446 ألف حبة كبتاجون، و1439 كف حشيش (قطعة من مادة الحشيش المخدر بحجم كف اليد)، وسلاح ناري من نوع كلاشنكوف، وكميات من الذخائر، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.”

وسبق أن أعلن الجيش الأردني، في 11 كانون الأول/ ديسمبر، مقتل أحد عناصره وإصابة آخر في مواجهة مسلحة مع مهربين من سورية، فيما قال في اليوم التالي إنه أحبط عملية ثانية بعد تطبيق قواعد الاشتباك بالرماية المباشرة.

وعقب تلك الأحداث، شنت الطائرات الحربية الأردنية، في 18 كانون الأول/ ديسمبر غارات جوية على بلدة المتاعية في محافظة درعا بالقرب من الحدود السورية الأردنية، مستهدفة مستودعات ومخابئ لتجار مخدرات متهمين في عمليات التهريب إلى الأردن.

وأشارت المصادر إلى مقتل مدني في مدينة صلخد شرق السويداء جراء الغارات فيما لم يتم الكشف عن أي إصابات في صفوف المهربين.

غارات إسرائيلية تقتل عشرات العناصر من الميليشيات الإيرانية

أعلنت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني عن مقتل اثنين من قياداتها في سورية في إثر قصف إسرائيلي استهدف مقراً عسكرياً للميليشيات، وذلك “أثناء قيامهما بمهمة استشارية في جبهة المقاومة في سورية.”

بيان الحرس الثوري أوضح أن قصفاً إسرائيلياً أدى إلى مصرع القيادي محمد علي عطايي شورجه والقيادي بناه تقي زاهد اللذين تلقيا “تدربا في مدرسة القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني وتحت إشراف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.”

ولم يحدد البيان مكان وتاريخ مصرع القياديين إلا أن الإعلان جاء بعد ساعات من القصف الإسرائيلي الذي حدث ليلة 12 كانون الأول/ ديسمبر واستهدف مواقع للنظام السوري وإيران في دمشق وريفها.

وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر عسكري، فإن إسرائيل نفذت “هجوماً جوياً من اتجاه الجولان المحتل، استهدف بعض النقاط في محيط مدينة دمشق.”

وقال المصدر أن وسائط الدفاع الجوي التابعة لقوات النظام السوري تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت معظمها، كما أكد أن الهجوم أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية فقط.

وقالت شبكة “صوت العاصمة”، المحلية، إنها رصدت حركة كثيفة لسيارات إسعاف متجهة نحو المواقع المستهدفة، ما يرجح وقوع قتلى وجرحى.

في سياق متصل لقي قيادي كبير في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني مصرعه خلال غارة جوية إسرائيلية على محيط العاصمة دمشق.

وبحسب مصادر محلية في 25 كانون الأول/ ديسمبر، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي، غارة جوية على موقع في منطقة السيدة زينب بريف دمشق جنوبي سورية.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين قولهما إن الغارة الإسرائيلية أدت لمقتل قيادي بالحرس الثوري الإيراني. وبينت أن القيادي الإيراني كان مسؤولاً عن تنسيق التحالف العسكري بين النظام السوري وإيران ويدعى سيد راضي موسوي.

في سياق متصل أفادت تقارير إعلامية بمقتل عدد كبير من قيادات ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بقصف إسرائيلي. ونقلت قناة العربية عن مصادر قولها إن 11 قيادياً في الحرس الثوري قتلوا بالضربة التي استهدفت مطار دمشق مساء 28 كانون الأول/ ديسمبر. كما أشارت المصادر إلى إصابة زعيم ميليشيا الحرس الثوري في شرق سورية، المدعو نوزت رشيد بالضربة التي استهدفت دمشق، موضحة أن قادة الحرس الثوري في شرق سورية كانوا باستقبال وفد رفيع بمطار دمشق.

من جهتها، نفت ميليشيا الحرس الثوري مقتل 11 قيادياً في الضربة الإسرائيلية، وفق ما نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن المتحدث باسم الميليشيا، رمضان شريف.

هجمات متبادلة بين الميليشيات إيرانية وقوات التحالف شرق سورية

شهدت مناطق شرق سورية خلال كانون الأول؟ ديسمبر عشرات الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة من قبل الميليشيات المرتبطة في إيران ضد قواعد التحالف الدولي.

وبحسب مصادر محلية، فإن انفجارين عنيفين وقعا في منطقة القاعدة الأميركية في حقل “كونيكو” للغاز في ريف دير الزور، نتيجة سقوط صاروخين في محيط القاعدة الأميركية أطلقتهما الميليشياتُ الإيرانية، دون ورود معلومات عن خسائر.  وشنت “المقاومة الإسلامية في العراق” 8 هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة خلال كانون الأول/ ديسمبر ضد قواعد الجيش الأميركي في قاعد العمر شرق الحسكة والتنف في البادية السورية وحقل كونيكو بريف دير الزور.

ويأتي ذلك، في إطار حملة أطلقتها الميليشيات الإيرانية، تزامناً مع الحرب الإسرائيلية على غزة.

في سياق متصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 19 مسلحا موالياً لإيران قتلوا في غارات جوية شرق سورية في 30 كانون الأول/ ديسمبر.

وأوضح المرصد أن 4 من القتلى سوريين و15 من جنسيات غير سورية من ضمنهم 6 من جنسية عراقية، وبينهم 4 جثث متفحمة.

واستهدفت 9 غارات، حسب المرصد، نقاط تابعة للميليشيات الإيرانية في المربع الأمني الإيراني قرب دوار الهجانة، ونقاط في الفوج 47 في بادية مدينة البوكمال. كما استهدفت قافلة تابعة للميلشيات بعد دخولها الأراضي السورية قادمة من العراق، ومقرات وشحنة عسكرية ومستودع للذخيرة وآليات في مدينة البوكمال وريفها قرب الحدود السورية العراقية.

تركيا تستهدف عشرات المواقع العسكرية التابعة لقوات سورية الديمقراطية

أعلنت تركيا تدمير نحو 50 موقعا لحزب العمال الكردستاني في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرقي سورية، وذلك في سياق عمليات شنتها المخابرات التركية في 26 كانون الأول/ ديسمبر.

ونقلت وكالة “الأناضول”، أن جهاز الاستخبارات التركيةدمر منشآت للحزب في منطقة عين العرب/ كوباني والقامشلي وعامودا. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “الأناضول” من مصادر أمنية، فإن الاستهدافات طالت البنى التحتية لحزب العمال الكردستاني.

وقالت الوكالة إن الاستخبارات التركية رصدت إنتاج الحزب مستلزمات مختلفة داخل المواقع، بدءاً من اللباس ومستلزمات الحياة اليومية وصولا إلى الأسلحة والمتفجرات.

وأفادت مصادر محلية في القامشلي، أن تركيا استهدفت, مواقع “قسد”، ومنها حاجز المدخل الشرقي على طريق القامشلي وحاجز المدخل الجنوبي على طريق الحسكة في بلدة عامودا. كما استهدفت حاجز المدخل الشرقي ومقرا لمجلس سورية الديمقراطية (مسد) قرب الملعب البلدي في بلدة الدرباسية، في منطقة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة. وقال المصادر، إن الاستهدافات في القامشلي طالت حاجز النعمتلي (المدخل الشرقي)، وموقع حي المحطة.

ووفقا لوكالة “الأناضول”، فإن المقار والمنشآت المستهدفة كانت تؤوي قياديين في التنظيم دون ذكر معلومات أخرى.

تصاعد عمليات العنف يخلف عشرات القتلى والجرحى شمال غرب سورية

شهدت مناطق شمال غرب سورية تصاعد ملحوظ في عمليات العنف خلال كانون الأول/ ديسمبر راح ضحيتها عشرات المدنيين بين قتلى وجرحى. وبحسب مصادر محلية، ففد صعدت قوات النظام السوري وروسيا خلال كانون الأول/ ديسمبر من قصفهما الجوي والبري على أرياف إدلب وحلب.

وأشارت المصادر, إلى ان طائرات روسية شنت في 19 كانون الأول/ ديسمبر عدة غارات على الأطراف الغربية لمدينة إدلب. وأضافت أنه بالترافق مع القصف الجوي جرى قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف بلدة كفرعويد في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، ومحيط قريتي كفرتعال والقصر في ريف حلب الغربي، من دون أن يتم الإعلان عن وقوع إصابات.

وارتكبت قوات النظام السوري مجزرة في 17 كانون الأول/ ديسمبر، في مدينة دارة عزة غربي حلب، أسفرت عن مقتل 5 مدنيين بينهم نساء وإصابة آخرين بجروح، كما وقد قتل في ذات اليوم مدنيان اثنان في بلدة الأبزمو غربي حلب، إثر قصفٍ مدفعي مماثل لقوات النظام السوري، فيما قتل مدنيان في بلدة نبل الواقعة تحت سيطرة النظام السوري جراء قصف صاروخي لهيئة تحرير الشام على البلدة.  كما شهدت مدينة إدلب قصفاً صاروخياً من قبل النظام السوري في 12 كانون الأول/ ديسمبر مما أدى إلى مقتل 4 مدنيين بينهم طفل. وفي سياق متصل قتل 3 مدنيين أيضا بقصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري على بلدة سرمين شرق إدلب.

في سياق منفصل, شهدت مناطق شرق سورية خلال كانون الأول/ ديسمبر اشتباكات عسكرية بين قوات سورية الديمقراطية وقوات العشائر العربية خلفت قتلى وجرحى بين صفوف الطرفين.  وبحسب مصادر محليةن فقد شن مقاتلو العشائر عدة هجمات مسلحة طالت نقاطاً ومقرات عسكرية عدة في ريف دير الزور شرقي سورية، تتبع لقوات سورية الديمقراطية (قسد) خلال كانون الأول/ ديسمبر، وسط اعتقالات ومداهمات واسعة طالت عدة أشخاص بينهم عمر البشير، شقيق شيخ قبيلة البكارة حاجم البشير، الأمر الذي ينذر بتصاعد التوتر في المنطقة.

وذكرت المصادر في 31 كانون الأول/ ديسمبر، أن الهجمات استهدفت نقاطاً تابعة لـ”قسد” في مناطق الشعفة وغرانيج وضفاف نهر الفرات شرقي ديرالزور، أسفرت عن إصابة 3 عناصر من قوات سورية الديمقراطية.

وفي سياق موازٍ هاجم مقاتلو العشائر مقراً عسكرياً لـ”قسد” على أطراف نهر الفرات في بلدة الشعفة في ريف دير الزور الشرقي، كما استهدفوا بالأسلحة الرشاشة سيارة عسكرية لـ”قسد” بالقرب من بلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي.

وفي مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي، تعرضت نقاطاً لـ”قسد”، على ضفاف الفرات لهجمات بالأسلحة الرشاشة، وعلى ذات الجبهة، شنّ مقاتلون من العشائر العربية هجوماً بأسلحة رشاشة على نقطة تفتيش لقسد بين بلدتي الصبحة والبصيرة في ريف دير الزور.

وكذلك شن مقاتلو العشائر هجوماً واسعاً على نقاط قسد في ذيبان شرق ديرالزور وسط اشتباكات عنيفة اندلعت لساعات لتقوم “قسد”، باستقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة ومداهمة وتفتيش عدد من المنازل، مع وسط معلومات عدة حالات سرقة واعتقال بريف دير الزور بينهم شقيق شيخ قبيلة البكارة.

واعتقلت “قسد”، المواطن خليل صالح الأحمد، من بلدة محيميدة غربي دير الزور في 28 كانون الأول/ ديسمبر، لأسباب مجهولة، وأكد ناشطون إصابة عدنان الإبراهيم، برصاص قسد، أثناء إطلاقهم النار بشكل عشوائي، في بلدة الجرذي شرقي دير الزور، وكان “الإبراهيم” قد وصل لدير الزور، قبل أيام، قادم من قطر، لقضاء إجازته.

وتشير الأنباء إلى أن الاشتباكات أدت إلى وقوع قتلى وجرحى من الطرفين، كما تسببت في نزوح عشرات العائلات من منازلها، وتأتي هذه الاشتباكات في ظل استمرار التوتر بين قسد والعشائر في دير الزور، بسبب خلافات سياسية واقتصادية.

التقرير الاقتصادي

الحكومة المؤقتة ترفع رواتب العاملين في مناطق سيطرتها

أعلنت المؤسسات المحلية العاملة في مناطق سيطرة الحكومة السورية المؤقتة شمال سورية زيادة رواتب الموظفين لديها اعتباراً من مطلع العام المقبل.

وقال وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، عبد الحكيم المصري، إن الزيادة تتراوح بين 40 و55 في المئة، وتشمل جميع الموظفين في المؤسسات والمجالس في مناطق سيطرة الحكومة.

وأكد مدير معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا شمالي حلب، العميد قاسم القاسم، وصول قائمة بالرواتب الجديدة بالنسبة لموظفي المعبر، مضيفاً أن الزيادة تراوحت بين 40 إلى 50 في المئة، وشملت أيضاً جميع الموظفين في تشكيلات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في ريف حلب.

وأشار القاسم، إلى أن راتب مدير المعبر كان سابقاً 1700 ليرة تركي، ثم أصبح بعد الزيادة 2400 ليرة، في حين كان راتب عنصر الجمارك في المعبر 900 ليرة، وأصبح 1300 للعازب، و1400 ليرة للمتزوج.

الليرة السورية تحافظ على سعر صرف متدني أمام الدولار

حافظت الليرة السورية خلال تعاملات كانون الأول/ ديسمبر على سعر صرف متدني أمام الدولار الأميركي وسط غياب لأي دور حكومي في التدخل لرفع قيمتها.

وسجلت الليرة السورية سعر صرف 1350 ليرة أمام الدولار الواحد في أسواق دمشق و1350 في أسواق حلب و1360 في إدلب، فيما سجلت الليرة السورية سعر صرف 1355 في أسواق الحسكة والقامشلي شرق سورية

وسجل سعر غرام الذهب عيار 21 في سورية 847000 ألف ليرة شراء و865000 ألف مبيع في أسواق دمشق وحلب.

التقرير الثقافي

رحيل الفنان سعيد عبد السلام عن عمر ناهز 84 عاماً

نعت نقابة الفنانين والأوساط الفنية السورية في 7 كانون الأول/ ديسمبر الفنان القدير سعيد عبد السلام عن عمر ناهز الـ 84 عاماً.

وشيع جثمان عبد السلام من مشفى المجتهد بدمشق، حيث تم الصلاة عليه عقب صلاة العصر في جامع عبد الرحمن الصديق ليوارى الثرى في مقبرة الدحداح.

ويعتبر ابن مدينة دمشق واحداً من أبرز الممثلين في الساحة الفنية، وأشهر وجوه الشاشة السورية، حيث عرف فيها من خلال العديد من الأعمال التي لاقت نجاحات كبيرة وأظهر في أدائها قدرات فنية في التمثيل تجعله يحظى على مكانة وشهرة واسعة عند الجمهور.

دخل عبد السلام إذاعة دمشق مع الفنان الراحل طلحت حمدي سنة 1958 وشغل منصب عضو في نقابة الفنانين منذ 1977، وواكب زمن الفنانين الذي التزموا بتقديم فن سوري أصيل.

وشارك الفنان عبد السلام في الكثير من الأعمال المتنوعة ما بين السينما والمسرح والتلفزيون واجتهد في تقديم أفضل ما عنده، فكان من أهمها في المسرح: “بين ساعة وساعة ومحطات ممنوعة والأب وحبس الأحلام والنهب وساعة حلوة والفخ والمفتش العام”، كما ظهر في أفلام سورية عدة منها زواج على الطريقة المحلية في 1978، وفي 2015 شارك في فيلم الرابعة بتوقيت الفردوس.

وفي التلفزيون عمل مع كبار الممثلين السوريين وأثبت جدارته بموهبة فريدة تجسدت في مجموعة من الأدوار الناجحة ستبقى عالقة في الذاكرة، والتي تركت أثراً محلياً وعربياً منها حمام القيشاني، حرب السنوات الأربع 1980، الوسيط 1985 والغيوم البيضاء 1988، وآخرها كان الجزء الثاني عشر من باب الحارة 2022.

معرض فني في ختام ملتقى الفنان الراحل عمر حمدي في الحسكة

أقامت مديرية الثقافة بالتعاون مع فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في 20 كانون الأول/ ديسمبر، معرضاً فنياً من نتاج ورشة الرسم التي أقيمت في المركز الثقافي ضمن فعاليات ملتقى الفنان الراحل عمر حمدي للفن التشكيلي.
المعرض الذي استضافته قاعة المعارض في المركز الثقافي شارك فيه اثنا عشر فناناً وفنانة رسموا على مدى أسبوع لوحات للفن التشكيلي منوعة ما بين المدرسة الواقعية والتجريدية، وعبرت معظمها عن صمود أهلنا في قطاع غزة وبطولات المقاومة الفلسطينية، كما عبرت اللوحات الأخرى عن مواضيع تتعلق بالتراث والطبيعة.
وقال مدير الثقافة عبد الرحمن السيد أن المعرض يأتي في ختام الدورة الخامسة لملتقى الفنان الراحل عمر حمدي، وتم خلاله عرض 20 لوحة فنية ذات أبعاد وتقنيات رسم مختلفة، مشيراً إلى أن فعاليات الملتقى على مدى أسبوع في مدينتي الحسكة والقامشلي كانت فرصة للقاء الفنانين من مختلف الأجيال والمدارس الفنية.
وأوضح الفنان أحمد الحمور أن الملتقى مساحة لاستذكار فنان سوري كبير راحل ترك بصمته الواضحة في الفن التشكيلي على المستوى المحلي والعالمي وتكريم لذكراه، كما أنه فرصة لتبادل الخبرات بين المشاركين، إضافة إلى تميز المعرض الختامي بتنوع الأعمال.

وأكد الفنان عيسى النهار أهمية إقامة الملتقيات الفنية الخاصة بالفن التشكيلي، ومنها ملتقى الفنان الكبير الراحل عمر حمدي لدورها في تنشيط الحراك الفني في المحافظة، وفي الوقت ذاته تجمع الفنانين بمختلف فئاتهم العمرية وتجاربهم الفنية في مكان واحد لعدة أيام أثناء تنفيذ ورشة الرسم، والتي توجت بإقامة معرض مشترك يضم أحدث نتاجاتهم الفنية.

وأشار الفنان سلمان المنيتي إلى أن المعرض حفل بالمواضيع الفنية المختلفة، كانت القضية الفلسطينية ودعم صمود غزة ومقاومتها البطلة عنوانها الأبرز، لافتاً إلى أنه شارك بلوحة تجسد صورة المرأة الفلسطينية بزيها التراثي الجميل، وفي ملامح وجهها تبرز مدينة القدس المحتلة.