مقدمة

شهدت الأحداث السياسية في شهر آب جملة من التطورات المهمة على الصعيد الداخلي والخارجي في سورية، على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
سياسياً، الأبرز هو الحديث عن علاقات سياسية بدأت بين الحكومة السورية وتركيا، والتي على الرغم من أنها لا تزال في إطار إعلان النوايا، إلا أنها تشكل نقلة نوعية منذ أن بدأت الأزمة في سورية، إذ أشارت وسائل إعلام مختلفة، إلى إمكانية التقارب بين البلدين وبناء علاقات سياسية،و أن ذلك وضع على السكة، على الرغم من بقاء الخلاف في المواقف والمصالح.
ويدعم التوجه التركي نحو إعادة بناء العلاقات مع النظام في دمشق، بتطورات إقليمية ودولية، وبدعم ورعاية روسية وإيرانية.
واللافت أيضاً في مجال الانفتاح على الحكومة السورية، وجود مساع أميركية للتواصل مع دمشق، على الرغم من أن واشنطن تضعها في سياق العلاقات الأمنية، ذات البعد التكتيكي، وترفضها السلطات السورية وتطالب بعلاقات سياسية واضحة ومعلنة، تهدف إلى إنهاء الوجود العسكري الأميركي على الأراضي السورية.
أما أمنياً، فقد استمرت الهجمات التي تشنها إسرائيل ضد أهداف ومنشآت عسكرية سورية، والتي تقول تل أبيب إنها تستهدف التموضع الإيراني في الداخل السوري.
وفي الفترة القريبة الماضية، سجل قصف متبادل بين القوات الأمريكية ومليشيات مسلحة مرتبطة بإيران، فضلاً عن مناوشات متبادلة بين الجيش التركي وقوات سورية الديمقراطية “قسد”.

التقرير السياسي

اتصالات عربية وتركية وأميركية مع الحكومة السورية

إذاً، سُجل انفتاح عربي وإقليمي ودولي على الحكومة السورية، وبحث وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، يوم الأربعاء 10 آب / أغسطس، مع وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد البوسعيدي، خلال اتصال هاتفي، الأوضاع على الساحة العربية.
أميركياً، كشف مصدر مطلع ومسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الإدارة الأميركية أجرت اتصالات مباشرة مع الحكومة السورية في محاولة للإفراج عن الصحافي الأميركي أوستن تايس.
وقال المصدر في تصريحات لشبكة سي أن أن بتاريخ 13 آب / أغسطس، إنه “كان هناك عدد من التفاعلات المباشرة لكنها لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم.”
وأكد المصدر التواصل المباشر مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أنه كان أحد السبل المتعددة التي تتبعها الإدارة في محاولة لتحرير تايس.
وكان بايدن، أصدر الأربعاء 10 آب / أغسطس، بيانا في الذكرى العاشرة لاحتجاز تايس، قائلا: “نعلم على وجه اليقين أنه محتجز من قبل الحكومة السورية.”
وقال بايدن في البيان الذي نشره البيت الأبيض عبر موقعه الإلكتروني: “يصادف هذا الأسبوع مرور عقد على اختطاف الأميركي أوستن تايس في سورية. خدم أوستن في سلاح مشاة البحرية الأميركية. إنه ابن وأخ، وهو صحافي استقصائي، قرر وضع الحقيقة قبل نفسه وسافر إلى سورية ليظهر للعالم التكلفة الحقيقية للحرب”، مؤكدا “أننا نعلم على وجه اليقين أنه محتجز من قبل الحكومة السورية.”
وتنفي السلطات السورية أن يكون تايس محتجزاً لديها، وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان في 19 آب / أغسطس أن واشنطن هي من خرقت أحكام اتفاقيات فيينا للعلاقات القنصلية والدبلوماسية حين غضت الطرف بل وشجعت العشرات من مواطنيها على السفر إلى سورية والدخول إلى أراضيها بشكل غير شرعي وإلى مناطق تواجد المجموعات الإرهابية المسلحة.
وقالت الوزارة في بيان: “صدرت في الأسبوع الماضي تصريحات مضللة وبعيدة عن المنطق عن الإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس الأميركي ووزير خارجيته تضمنت اتهامات باطلة للحكومة السورية باختطاف أو اعتقال مواطنين أميركيين من بينهم أوستن تايس، العسكري في الجيش الأميركي، والذي اعترفت الحكومة الأميركية منذ سنوات مضت بأنه دخل وغيره من الأميركيين إلى أراضي الجمهورية العربية السورية بشكل غير شرعي.”
وكانت الوزارة نفسها أكدت في بيان ثان في 18 آب / أغسطس، أن أي حوار أو تواصل رسمي مع الجانب الحكومي الأميركي لن يكون إلا علنياً ومؤسساً على قاعدة احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأوضحت أنه “يتعين على الجانب الأميركي وبشكل فوري وغير مشروط سحب قواته العسكرية التي تتواجد على أراضي سورية بشكل غير شرعي، والامتناع عن سرقة وتهريب النفط والقمح السوري، ورفع الغطاء والحماية عن الجماعات الانفصالية المسلحة وعن الجماعات الإرهابية المسلحة التي تتواجد في قاعدة التنف العسكرية الأميركية غير الشرعية، ووضع حد نهائي وغير مشروط للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة من الإدارات الأميركية المتعاقبة على الشعب السوري.”
أما المحاولة الأوضح للانفتاح، فجاءت من تركيا، وعلى لسان الرئيس رجب طيب أردوغان الذي دعا، خلال تصريحات للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية لدى عودته من زيارة أوكرانيا في 20 آب / أغسطس حكومة دمشق إلى إدراك أن تركيا لا تطمع في أراضي سورية وأن الشعب السوري “أشقاؤنا”، مؤكداً رغبة بلاده بخطوات مع الحكومة السورية لـ “إفساد المخططات”.
ونقلت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، في 23 آب أغسطس، عن مصادر، قولها أردوغان والأسد، قد يجتمعان في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في شهر أيلول / سبتمبر في أوزبكستان.
وقبل أن تنشر “تسنيم” الخبر، كانت صحيفة تركية مقربة من دوائر السلطة، نقلت في 9 آب / أغسطس عن مصادر خاصة بها، أن أردوغان والأسد قد يجريان محادثة هاتفية بناء على اقتراح من بوتين.
وقد تطرق الأسد وبوتين خلال لقائهما في سوتشي في 6 آب / أغسطس إلى الوضع في سورية، وأكدا الأهمية الكبيرة لدفع العملية السياسية من أجل التوصل إلى حل دائم في البلد.
وفي وقت لاحق صرّح أردوغان بأن نظيره بوتين دعاه إلى حضور اجتماع قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان.
وتسير عملية تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق على قدم وساق، وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في 12 آب / أغسطس، أنه أجرى محادثات مع نظيره السوري فيصل المقداد وبحث معه في سبل الدعم التركي للمصالحة بين المعارضة السورية والحكومة. وأوضح أن المحادثات عقدت في مؤتمر دول عدم الانحياز في بلغراد، وقال: “علينا أن نجد طريقة يتفق فيها النظام السوري والمعارضة.”
وقد أثارت تصريحات تشاووش أوغلو، غضبا كبيرا في مناطق سيطرة المعارضة السورية، ونُظمت مظاهرات ، في إدلب وعفرين وأعزاز والباب وتل أبيض ورأس العين، أحرق مشاركون خلالها الأعلام التركية.
وفي وقت لاحق عقب المقداد على مساعي التقريب بين دمشق وأنقرة، وقال في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو في 28 آب / أغسطس، إن دمشق تثمن الجهود التي تبذلها روسيا وإيران بهدف إصلاح ذات البين بين سورية وتركيا، وأكد أن هناك استحقاقات لابد أن تفي بها أنقرة، مشدداً على ضرورة أن تنسحب تركيا من الأراضي السورية وتوقف دعمها للتنظيمات الإرهابية.
وعملياً، تحدثت وسائل إعلام تركية عن خمسة مطالب لكل من أنقرة ودمشق لإعادة فتح قنوات الاتصال وتطبيع العلاقات بين البلدين، لخصها موقع “تركيا غازيت” على النحو التالي:
المطالب السورية: (1) إعادة محافظة إدلب إلى إدارة دمشق؛ (2) نقل جمارك معبر كسب الحدودي، مع معبر جيلفي غوزو “باب الهوى” إلى سيطرة الجيش السوري والحكومة السورية، فضلاً عن السيطرة الكاملة للحكومة السورية على الطريق التجاري (M4) الواصل بين دير الزور – الحسكة، وحلب – اللاذقية؛ (3) عدم دعم تركيا العقوبات الأوروبية والأميركية ضد رجال الأعمال الموالين والشركات الداعمة لعائلة الأسد والحكومة السورية؛ (4) مناقشة الدعم المطلوب من تركيا لإعادة قبول سورية في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات والمنظمات الدولية المماثلة والذي تم تعليقه؛ (5) تنفيذ تركيا عرضها في التعاون والقضاء على الإرهاب وإعادة النفط السوري للحكومة السورية، وأن تواصل تركيا دعمها لسوريا في مجالات السدود والطرق السريعة والكهرباء والمؤسسات التعليمية والمياه والزراعة.
المطالب التركية: (1) تطهير الحكومة لمناطق من عناصر حزب العمال الكردستاني بالكامل؛ (2) القضاء التام على التهديد الإرهابي على الحدود التركية – السورية؛ (3) الاستكمال التام لعمليات التكامل السياسي والعسكري بين المعارضة ودمشق، والعودة الآمنة للاجئين؛ (4) أن تكون حمص ودمشق وحلب مناطق تجريبية لعودة آمنة وكريمة في المرحلة الأولى، ومن ثم توسيع هذا الإطار، ومراقبة تركيا لعملية عودة السوريين بشكل آمن والممارسات المطبقة مع السوريين حتى بعد عودتهم وإسكانهم؛ (5) تطبيق مسار جنيف، وكتابة دستور ديمقراطي، وإجراء انتخابات حرة، والإفراج الفوري عن السجناء السياسيين، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن

مناورات سورية وقصف إسرائيلي على عدة مناطق

أمنياً، أجرى الجيش السوري مناورات برية وبحرية واسعة النطاق مطلع آب / أغسطس، بدعم من القوات الروسية. وشملت المناورات التدريب على تنفيذ العمليات الهجومية واجتياز الموانع المائية وإنزال القوات الخاصة، فضلا عن إصابة الأهداف الجوية وإجلاء الجرحى من ميدان القتال.
وشاركت في المناورات وحدات من سلاح المدفعية والمدرعات وقوات الإنزال الجوي إضافة إلى الطيران الحربي وغيرها من الوحدات في التدريبات.
في غضون ذلك، واصلت إسرائيل اعتداءاتها على الأراضي السورية، وفي 13 آب / أغسطس، قالت مصادر سورية رسمية أن مدفعية الدبابات الإسرائيلية قصفت قرية الحميدية في ريف القنيطرة، فأصابت مدنيين سوريين بجروح، كانا قد اقتربا من منطقة فض الاشتباكات، بينما أفادت مصادر اسرائيلية أن القصف استهدف موقعاً لحزب الله في هضبة الجولان.
وقصفت طائرات إسرائيلية بالصواريخ في 14 آب / أغسطس مواقع في محيط طرطوس وريف دمشق. وأعلن مصدر عسكري سوري أن 3 عسكريين قتلوا، وأصيب 3 آخرون بجروح جراء قصف إسرائيلي بالصواريخ من الأجواء اللبنانية استهدف بعض النقاط في محافظتي ريف دمشق وطرطوس.
وفي 26 آب / أغسطس أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية أن الدفاعات السورية أسقطت صاروخين و7 قذائف إسرائيلية موجهة، خلال غارة إسرائيلية على مصياف في 24 آب / أغسطس.
وجاء في بيان لنائب مدير المركز الروسي للمصالحة اللواء أوليغ يغوروف، أن 4 مقاتلات إسرائيلية من نوع “إف-16” وجهت ضربة بـ 4 صواريخ مجنحة و16 قذيفة موجهة من سماء شرق المتوسط استهدفت مركزاً علمياً سورياً للأبحاث في مدينة مصياف.

اغتيال مسؤول "بعثي" ومقتل قائد عسكري لـ "داعش"

في الأمن الداخلي، أعنت وكالة “سانا” أن مجهولين اغتالوا في 4 / آب أغسطس في محافظة درعا جنوبي سورية، سلامة عبد الرحمن القداح أمين الفرقة الحزبية في مدينة الحراك في محافظة درعا جنوبي سورية.
وفي سياق أمني آخر، نقلت “سانا” في 9 آب / أغسطس عن مصدر أمني أن “الجهات الأمنية المختصة نفذت عملية أمنية نوعية” أسفرت عن مقتل الزعيم العسكري لتنظيم “داعش” أبو سالم العراقي في بلدة عدوان بريف درعا الغربي بعد محاصرته وإصابته بعدة طلقات قبل أن يقوم بتفجير نفسه بحزام ناسف.

هجمات تطاول قوات التحالف الدولي والأخيرة ترد

وبرز في المجال الأمني هجمات متبادلة بين مليشيات تابعة لإيران وقوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش”. وأعلن التحالف الدولي في 15 آب / أغسطس أن قواته تصدت لهجوم بطائرات بدون طيار قرب قاعدة التنف الأميركية في جنوبي شرق سوري، وأوضح أنه بالتنسيق مع حليفه “جيش مغاوير الثورة” تم الرد على الهجوم.
وأفادت وكالة “سبوتنيك” الروسية في 17 آب / أغسطس أن “انفجارات عنيفة حدثت في مستودعات الأسلحة في محيط القاعدة الأميركية في مديرية حقول نفط الجبسة في مدينة الشدادي جنوبي محافظة الحسكة.”
وفي 24 آب / أغسطس، أفادت وكالة “سانا” باستهداف القاعدتين العسكريتين الأميركيتين في حقلي العمر وكونيكو النفطيين بريف دير الزور بقذائف صاروخية. وأفادت وسائل إعلام أميركية بإصابة عدد من الجنود الأمريكيين في الهجوم.
وأشارت “سانا” نقلاً عن مصادر إلى أن القوات الأميركية أغلقت المنطقة على الفور بالتوازي مع تحليق لطائراتها في أجواء المنطقة.
وفي واشنطن، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي في 24 آب / أغسطس، أنه بتوجيه من الرئيس جو بايدن، شن الجيش الأميركي ضربات على دير الزور السورية، استهدفت مرافق تستخدمها الجماعات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. ولفت البيان إلى أن هذه الضربات تمت لحماية القوات الأميركية من هجمات مماثلة لتلك التي تعرضت لها قاعدة التنف.
وكانت ذكرت وكالة “مهر” الإيرانية، قالت في 23 آب / أغسطس، إن القيادي في القوة البرية للحرس الثوري الإيراني أبو الفضل عليجاني قتل في سورية، حيث كان في “مهمة استشارية”، من دون أن توضح ما إذ كان قد قتل في الغارات الأميركية.

تركيا تكرر نيتها إنشاء حزام أمني وتستهدف الأكراد

وفي شمال سورية، كررت تركيا نيتها إنشاء حزام أمني، وواصلت استهداف القوات الكردية هناك. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده على الربط بين “المناطق الآمنة” في الشمال السوري قريباً. وجاء ذلك في خطاب ألقاه، في 8 آب / أغسطس، خلال مشاركته في المؤتمر الـ 13 للسفراء الأتراك، في العاصمة أنقرة.
وفي 14 آب / أغسطس قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن بلاده “لم ولن تترك البشر الذين يئنون من ظلم النظام السوري والوحدات الكردية وحيدين.” وأشار في تغريدة على “تويتر”، إلى أن “حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي شمالي سورية، نشرت في وقت سابق كلاما على لسانه لم يتفوه به إطلاقاً.”
وكانت قوات سورية الديمقراطية “قسد” قالت في بيان في 10 آب / أغسطس إن “مجموعة من قوات واجب الدفاع الذاتي” تعرضت لاستهداف “من طائرة مُسيَّرة (درون) تابعة للجيش التركي، وأسفرت عن مقتل 4 من عناصرها، وجرح ثلاثة آخرين.
وفي 11 آب / أغسطس أعلنت ” قسد”، أنها قتلت 23 جندياً تركياً في ثلاث عمليات نفذتها في 8 آب أغسطس.
وأفاد والي مدينة شانلي أورفة التركية الحدودية مع سوريو، بمقتل جندي تركي، وإصابة 4 آخرين، في هجوم على مخفر حدودي بقضاء بيرجيك.

الأردن يحبط تهريب كمية كبتاغون قادمة من سورية

في سياق أمني مختلف، أحبطت المنطقة العسكرية الشمالية في الأردن محاولة لتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة تضم أكثر من 6 ملايين حبة كبتاغون، قادمة من سوريا.
وأفاد مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في 26 آب أغسطس،
بأنه تم ضبط مركبة محملة بكميات كبيرة من المواد المخدرة تحوي 578 كف حشيش و6447 ملايين حبة كبتاغون، و1876 حبة مخدرة من نوع لاريكا، وعدداً من الأجهزة والمعدات المستخدمة لغايات التهريب.

الأمم المتحدة: نقل المساعدات إلى سورية عبر تركيا

شددت الأمم المتحدة على أن آلية إيصال مساعداتها الإنسانية إلى سورية عبر الحدود التركية لا يمكن استبدالها، مشيرة إلى “تدهور” الأوضاع الإنسانية بشمال غربي سوريا. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في 6 آب / أغسطس إن “الأوضاع الإنسانية في شمال غربي سوريا تتدهور جراء استمرار الأعمال العدائية والأزمة الاقتصادية المتفاقمة.” وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك: “هناك 4 ملايين شخص في هذه المنطقة يعتمدون على المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية، 80% منهم من النساء والأطفال.”

التقرير الاقتصادي

زيادة سعر البنزين المدعوم بنسبة 130%

في ظل الأزمة المعيشية الخانقة في سورية، المتصلة بتداعيات مما بعد الحرب، وارتفاع التضخم بشكل كبير، وتراجع قيمة الليرة السورية إلى مستوى غير مسبوق، اقتصرت الإجراءات الحكومة السورية لمواجهة تلك الأزمة اقتصر على منحة مالية في شهر آب / أغسطس، للموظفين والعاملين في القطاع العام، وبحدود ٢٥ دولاراً لكل عامل ومتقاعد في أجهزة الدولة، فضلاً عن الغاء بعض الضرائب المفروضة على المكلفين، بهدف تنشيط القطاعات الاقتصادية الإنتاجية.
هذه المنحة تبخرت من خلال أصدار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في سورية قراراً في 7 آب / أغسطس، رفعت بموجبه سعر ليتر البنزين الممتاز أوكتان 90 المدعوم بنسبة 130%، من 1100 ليرة مقابل اللتر الواحد إلى 2500 ليرة.
وهذه المرة الثالثة التي ترفع فيها دمشق أسعار المحروقات خلال هذا العام، وكان آخرها زيادة سعر لتر البنزين المدعوم في شهر مايو الماضي من 750 ليرة إلى 1100 ليرة.
وقد لامس سعر الصرف في الفترة الأخيرة عتبة 4250 ليرة في مقابل الدولار بالسوق السوداء، بينما سعر الصرف الرسمي المعتمد من المصرف المركزي يعادل 2814 ليرة مقابل الدولار.
وتقول السطلات السورية إنها تسعى لخفض تأثير الأزمة على المواطنين، وفي هذا السياق أصدر الرئيس السوري، مرسوما تشريعياً في 19 آب / أغسطس يحمل حزمة واسعة من التسهيلات التي توفر بيئة داعمة لأصحاب الفعاليات الاقتصادية بكافة أشكالها داخل المدن القديمة في محافظات سورية. وتشمل هذه التسهيلات المنشآت والورش والمحال التجارية إضافة للمنازل السكنية الواقعة ضمن الحدود الإدارية للمدن القديمة في المحافظات الثلاث.
كما أصدر في 22 آب / أغسطس مرسوما قضى بصرف منحة مالية لمرة واحدة بمبلغ مقطوع قدره 100 ألف ليرة سورية لجميع العاملين والمتقاعدين في الدولة. وذكرت حسابات الرئاسة السورية أن المنحة معفاة من ضريبة دخل الرواتب والأجور وأية اقتطاعات أخرى.

مصر تشدد الرقابة على الحاويات السورية واللبنانية

في ظل الأزمة الاقتصادية تلك، أصدرت مصلحة الجمارك المصرية قرارا يقضي بتشديد إجراءات الرقابة في المنافذ الجمركية المختلفة في الموانئ البرية والبحرية والجوية على الحاويات والبضائع القادمة من سورية ولبنان.
وورد في مستند نشرته الجمارك المصرية في 5 آب أغسطس، أنه “في إطار إحكام إجراءات الرقابة الجمركية وإعمالاً بالتوجيهات الصادرة في شأن تكثيف الجهود لمكافحة تهريب المواد المخدرة التي ترد في موانئ الجمهورية عبر حركة تداول الحاويات والمطالع خاصة القادمة من دولتي سوريا ولبنان.”

التبادل التجاري بين الأردن وسورية يتحسن

وفي الأردن، أكد المدير العام للمنطقة الحرة السورية الأردنية عرفان الخصاونة في 10 آب / أغسطس، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال النصف الأول من العام الحالي 85 ألف طن من البضائع بقيمة 150 مليون دولار.
قال الخصاونة أن “المنطقة تشهد نشاطا استثمارياً وحجم تبادل تجاري يعتبر جيداً” منذ إعادة فتح المنطقة مطلع العام الحالي، مبينا أن هناك تعاونا مع الجهات ذات العلاقة للعمل على تطوير البيئة الاستثمارية.

اتفاق سوري عراقي على تبادل الفائض الزراعي

وكذلك فإن العلاقات الاقتصادية بين سورية والعراق تتحسن. وأعلن رئيس اتحاد الفلاحين السوريين، أحمد إبراهيم، في 11 آب / أغسطس، عن اتفاق مع اتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق، على تصدير الفائض من المنتجات الزراعية للبلدين إلى كل منهما حسب الحاجة.
وأشار إبراهيم إلى الرزنامة الزراعية التي اتفق عليها وزراء الزراعة في العراق وسورية والأردن ولبنان، معتبرا أنها “ستعود بالخير على هذه الدول”، ومؤكدا أن “العلاقات مع الجمعيات الفلاحية في دول الجوار متميزة.”
وفي العلاقات المشتركة أيضاً، أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية، قرارا في 16 آب / أغسطس، يقضي بتشكيل مجلس الأعمال السوري – العراقي، بهدف تعزيز دور القطاع الخاص والاستفادة من إمكانياته في تطوير العلاقات الاقتصادية بين سوريا والعراق في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية والصناعية والزراعية والسياحية.

تعاون بين بيونغ يانغ ودمشق في مجال الصناعة

بحث وزير الصناعة السوري زياد صباغ في 3 آب أغسطس، مع القائم بالأعمال في سفارة جمهورية كوريا الشمالية كيم هاي ريونغ آلية تعزيز العلاقات والتعاون الاقتصادي والصناعي بين البلدين.
وأكد الوزير صباغ أهمية العمل على تعزيز التعاون المشترك بين سوريا وكوريا الديمقراطية للوصول لعلاقات أوسع في المجال الصناعي بين البلدين بحيث توازي العلاقات السياسية وبما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وشدد الوزير على ضرورة تفعيل مذكرات التفاهم والاتفاقيات الصناعية المبرمة بين الوزارة والجانب الكوري التي توقفت بسبب جائحة كورونا.

التقرير الثقافي

الفنانون مدعوون للمساهمة في الأعمار

دعا رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس حسين عرنوس، في 2 آب أغسطس، الفنانين السوريين للعودة إلى سورية والمساهمة في إعادة الإعمار.
وجاءت دعوة عرنوس هذه خلال مشاركته في ورشة “الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية” التي أقامتها وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما.
وأكد عرنوس أن “الحكومة لن تألو جهداً في تقديم الدعم الممكن لقطاع الدراما والبحث في جميع التسهيلات المالية الممكنة لخفض تكاليف الإنتاج وتعزيز تنافسية المنتج الدرامي سواء من خلال الإعفاءات الجمركية والمالية أو من خلال تقديم تسهيلات ائتمانية ومصرفية مناسبة”
وأعرب عرنوس عن أمله بأن تكون ورشة العمل هذه فرصة حقيقية لتحليل واقع صناعة الدراما في سوريا وتحديد أهم الصعوبات التي تعاني منها تجاوزها بشكل موضوعي وعملي وفق خطة عمل واضحة وشفافة وتقديم مقترحات بهذا الشأن.

الغاء حفلتين للسواس وزكريا في حلب

أعلن نقيب فناني حلب عبد الحليم حريري، في 25 آب / أغسطس أنه تم إيقاف حفل الفنانة ريم السواس المزمع إقامته في نادي الحرية بحلب لعدم منحها إذن عمل من نقابة الفنانين.
وبحسب صحيفة “الوطن أون لاين” وجه محافظ حلب حسين دياب كتابا من الى الجهات المعنية لإيقاف الحفل. وذلك بعد الجدل الواسع التي أثاره الإعلان عن إقامة حفلة للمغنيتين ريم السواس، وسارة زكريا في سورية، بسبب “مستوى الفن المتدني الذي تقدمانه كل من السواس، وزكريا في الحفلات الغنائية”، بحسب نقيب الفنانين السوريين محسن غازي.