مقدمة

تميزت أحداث شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بإصدار القضاء الفرنسي مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه وعدد من الضباط في صفوف نظامه، فيما طالبت محكمة العدل الدولية بوقف التعذيب الوحشي كما أسمته بحق المعتقلين في سجون النظام السوري.

وفي جنيف عقدت هيئة التفاوض السورية اجتماعها الدوري بحضور مبعوثين من أميركا وأوروبا، بحثت فيه آخر التطورات فيما يتعلق بالمناقشات الدستورية السورية وآخر الأحداث المتعلقة في الشأن السوري.
أمنياً، تستمر إسرائيل بشن غاراتها الجوية على مواقع تتبع للميليشيات المرتبطة في إيران داخل سورية بالإضافة إلى المواقع العسكرية التابعة للنظام السوري.

وتصاعدت عمليات العنف في شمال غرب سورية بشكل ملحوظ خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين في إدلب وأريافها وغرب حلب. وفي شرق سورية، تصاعدت هجمات الميليشيات المرتبطة بإيران ضد مواقع تتبع للجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي في دير الزور، فيما شنت قوات التحالف الدولي هجمات ضد تلك الميليشيات مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفها.
وإلى ذلك، تستمر عمليات تهريب المخدرات القادمة من سورية باتجاه الأردن حيث أعلنت السلطات الأردنية عن تمكنها من احباط عدة عمليات تهريب خلال شهر نوفمبر.

اقتصادياً، مازالت الليرة السورية تحافظ على سعر صرف متدني أمام الدولار خلال تشرين الثاني/ نوفمبر وسط عجز مصرف سورية المركزي من التدخل لخفض سعر الصرف.

وفي شمال غرب سورية، تتحضر الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة لإطلاق مؤتمر الاستثمار الأول من نوعه في مناطق سيطرتها في مدينة الراعي شمال سورية.

ثقافياً، افتتح في جامعة حلب معرض للرسوم التشكيلية تحت عنوان “طوفان الأقصى” تضامنا مع أهالي غزة وسط العدوان الإسرائيلي.

وفي مدينة حمص، شهد ملتقى أورنينا الثقافي معرض للرسوم التشكيلية ضم 100 لوحة للفنانين والهواة على مستوى المحافظة.

التقرير السياسي

فرنسا تصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري

أصدر قضائي فرنسي في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 4 مذكرات توقيف بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في هجمات بغاز السارين استهدفت في 21 آب/ أغسطس 2013 في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام قرب دمشق، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، وفق ما أعلنت واشنطن ونشطاء.
وتستهدف مذكرات التوقيف إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، شقيقه ماهر القائد الفعلي للفرقة الرابعة في قوات النظام السوري وعميدين آخرين هما غسان عباس، مدير الفرع 450 من مركز الدراسات والبحوث العلمية السورية، وبسام الحسن، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية وضابط الاتصال بين القصر الرئاسي ومركز البحوث العلمية.

ويحقق قضاة تحقيق من وحدة الجرائم ضد الانسانية التابعة لمحكمة في باريس منذ نيسان/ أبريل 2021 في الهجمات التي ارتكبت في سنة 2013 واتٌهم النظام السوري بالوقوف خلفها.

وجاء الإجراء القضائي بناء على شكوى جنائية قدّمها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والأرشيف السوري ومبادرة عدالة المجتمع المفتوح ومنظمة المدافعين عن الحقوق المدنية.

وتتعلّق التحقيقات، التي أُجريت في إطار “الاختصاص العالمي” للقضاء الفرنسي، كذلك بهجوم وقع ليل 4- 5 آب/ أغسطس في عدرا ودوما (450 مصاباً).

وقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش في بيان موقع من المنظمات المدعية، إن متشكل “سابقة قضائية تاريخية ونصراً جديداً للضحايا وعائلاتهم وللناجين والناجيات، وخطوة جديدة على طريق العدالة والسلام المستدام في سورية.”

وذكّر بأن الشكوى استندت الى “شهادات مباشرة من العديد من الضحايا والناجين والناجيات” من الهجمات الكيميائية. واحتوت على “تحليل شامل لتسلسل القيادة العسكرية السورية وبرنامج الأسلحة الكيميائية” إضافة إلى “مئات الأدلة الموثقة بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو.”

العدل الدولية تطالب بوقف التعذيب بالسجون السورية

قضت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في 17 من نوفمبر، بأنه يتعين على النظام السوري “اتخاذ جميع التدابير في نطاق اختصاصها لمنع التعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو المهينة وغيرها من الأفعال أو العقوبات القاسية.”

وأعلنت محكمة العدل الدولية قرارها في القضية التي رفعتها كندا وهولندا ضد سورية لانتهاكها اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب لعام 1984.

وذكر بيان العدل الدولية أن على سورية “اتخاذ كل التدابير التي في مقدورها لمنع أعمال التعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو المهينة وغيرها من الأفعال أو العقوبات القاسية.” كما يجب على النظام السوري بحسب البيان اتخاذ إجراءات فعالة لمنع إتلاف الأدلة وضمان الحفاظ على جميع الأدلة” المتعلقة بأعمال التعذيب وغيرها.

وطالب البيان سورية “اتخاذ تدابير فعالة لمنع التدمير وضمان الحفاظ على الأدلة المتعلقة بمزاعم ارتكاب أفعال ضمن نطاق اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.”

وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية، باولو بينيرو في بيانه: “يعد هذا قراراً تاريخياً من أعلى محكمة في العالم لوقف التعذيب والاختفاء القسري والوفيات في سورية.”

وتابع بينيرو: “لقد كانت مثل هذه الانتهاكات سمة مميزة للصراع السوري منذ 12 عاماً، وهي من بين أسبابه الجذرية الرئيسية.”

وفي حزيران/ يونيو 2023 رفعت كندا وهولندا دعوى قضائية ضد النظام السوري أمام محكمة العدل الدولية نظراً لكون سورية طرفاً في اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب لسنة 1984، ثم طلبتا إصدار أمر قضائي ضد النظام بسبب استمرار الانتهاكات القائمة.

هيئة التفاوض السورية تعقد اجتماعاتها في جنيف

عقدت هيئة التفاوض السورية اجتماعاً مع مبعوثي الدول الغربية إلى سورية في جنيف في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، ناقشت خلاله الملف السوري وتطورات العملية السياسية، وطالبت المجتمع الدولي بـ “التدخل الحقيقي لوقف مأساة الشعب السوري.”

وترأس رئيس الهيئة بدر جاموس، الاجتماع الذي حضره مبعوثو كل من: الولايات المتحدة الأميركية، زوالمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وسويسرا، والاتحاد الأوروبي، وتركيا، وإيطاليا، ووالدنمارك، وكندا، ومصر، وقطر، والأمم المتحدة، وذلك ضمن الاجتماع الدوري لهيئة التفاوض بمشاركة جميع مكوناتها.

وحذر جاموس من “خطورة جمود العملية السياسية في سورية، ورفض النظام السوري لأي خطوات جدية في تحقيق تقدم في تطبيق القرار الدولي 2254، بينما يعيش الشعب السوري اليوم مأساة العصر”، مؤكداً أن “عمليات التطبيع مع النظام السوري لم تأتِ بأي فائدة سوى بمزيد من نشر الكبتاغون في دول الجوار”، وفق بيان للهيئة.

وشدد جاموس على “اتخاذ خطوات أكثر فاعلية من أجل العملية السياسية، والتأكيد على أهمية تحقيق تقدم ملموس في ملف المعتقلين والكشف عن مصير آلاف المغيبين قسراً في سجون النظام السوري، ووضع آلية دولية لمحاسبة المتورطين في هذه التصفيات الجماعية بحق السوريين.”

وأكدت هيئة التفاوض “أهمية إبقاء الملفات الإنسانية في سورية بيد الأمم المتحدة وبدون العودة للنظام السوري، لأنه المتسبب الأول بتدهور الأوضاع الإنسانية”، مطالبة الأمم المتحدة بأن “توصل المساعدات لكل مستحقيها في سورية من دون أي تسيس أو تمييز.”

وأشار البيان إلى أن المبعوثين الغربيين أكدوا “التزامهم التام بدعم الشعب السوري، والحل السياسي وفق القرارات الدولية، بما يحقق الاستقرار في سورية، والتطبيق الكامل للقرار 2254.”

غارات إسرائيلية على قوات النظام وميليشيات إيرانية

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية على مواقع عسكرية لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في محافظتي السويداء ودمشق.

وقالت مصادر خاصة، إن الغارات الإسرائيلية استهدفت منظومات الدفاع الجوي والإنذار المبكر في تل قليب وتل المسيح في ريف السويداء. وأضافت، أن القصف الإسرائيلي طال عدة مواقع تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية في منطقة عقربا بريف دمشق الجنوبي.

وشهد مطار دمشق والمزة العسكري ومنطقة السيدة زينب بدمشق غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع تتبع لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني مما أدى إلى مقتل 4 عناصر يتبعون لحزب الله اللبناني.

وكان الطيران الإسرائيلي، ألقى في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، منشورات ورقية فوق ريف محافظة درعا الغربي والقنيطرة، يُحمّل فيها قوات النظام مسؤولية إطلاق القذائف باتجاه الجولان المحتل.

وجاء في المنشورات إن “قادة قوات النظام وخاصة قادة “اللواء 112” هم من يتحملون المسؤولية عن “الأعمال التخريبية التي تنطلق من الأراضي السورية، وكل عمل تخريبي ضد إسرائيل سيواجه بيد من حديد”.

وتشن إسرائيل مئات الغارات الجوية في سورية، مستهدفة في المقام الأول القوات المدعومة من إيران وميليشيا “حزب الله” اللبناني، وكذلك مواقع لقوات النظام.

تصاعد عمليات العنف يوقع عشرات القتلى والجرحى

وثق الدفاع المدني السوري في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، سقوط 6 قتلى وإصابة 20 آخرين بجراح جراء قصف لقوات النظام السوري على مناطق للمدنيين غربي مدينة إدلب في شمال سورية.

وبحسب الدفاع المدني، فإن قوات النظام السوري استهدفت بأكثر من 30 صاروخاً عنقودياً مخيم مرام وتجمعات أخرى للنازحين في منطقة كفر جالس بمحافظة إدلب.

وتزامن ذلك مع شن طائرة حربية روسية 4 غارات حرش يقع غربي مدينة إدلب، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

واستهدفت الميليشيات المرتبطة في إيران والمتمركزة في مدينة سراقب مدرسة ابتدائية تقع في قرية آفس شرق إدلب، فأصابت معلمة و5 أطفال بجروح خطيرة.

في سياق متصل، استهدفت قوات النظام السوري بصاروخ مضاد للدروع سيارة مدنية على طريق بنش تفتناز شمال إدلب مما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 3 آخرين بجروح.

وتشهد قرى وبلدات إدلب، قصفاً من قبل قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة بشكل شبه يومي يستهدف قرى وبلدات جبل الزاوية ومنها معربيليت والبارة وكنصفرة بريف إدلب الجنوبي، وبلدة معارة النعسان وقرى كفر نوران والأتارب وتديل غرب حلب.

هجمات لميليشيات عراقية ضد قواعد التحالف الدولي

كشف مسؤول عسكري أميركي، عن تعرض قوات بلاده في العراق وسورية لـ 61 هجوما على الأقل خلال شهر، مؤكدا إصابة جندي أمريكي في سورية.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، إن “القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق وسورية، تعرضت لـ 61 هجوما على الأقل بالمسيرات والصواريخ، منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر حتى 20 تشرين الثاني/ نوفمبر”. وأضاف المسؤول: “29 منها كانت في العراق، و32 في سورية، ومعظم هذه الهجمات تم إحباطها أو فشلت في الوصول إلى أهدافها.”

وتعرض جندي أميركي لإصابة طفيفة في الهجوم على قاعدة تل بيدر في سورية، كما ألحق الهجوم أضرارا بالبنية التحتية، فيما لم تسفر الهجمات على قاعدة عين الأسد الجوية وقاعدة باشور (الحرير) في العراق عن وقوع إصابات أو أضرار، وفق المسؤول نفسه.

وتقول جماعات قريبة من إيران في العراق إنها تنفذ هجمات على القوات الأميركية في العراق وسورية “رداً على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل” في حربها المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

ورصدت مصادر خاصة لموقع “التقرير العربي”، تعرض القواعد الأمريكية خلال ترين الثاني/ نوفمبر إلى 43 هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت في معظمها قاعدة العمر في دير الزور وقاعدة التنف على الحدود السورية الأردنية العراقية.

وبحسب المصادر، فإن ميليشيا حزب الله العراقي هي المسؤولة الأولى عن الهجمات ضد قواعد التحالف الدولي في سورية.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، أن القوات الأميركية نفذت ضربات جديدة وصفها بـ “الدقيقة” على منشآت في شرق سورية يستخدمها الحرس الثوري الإيراني، وجماعات مرتبطة بإيران.

وأوضح أوستن، وفق بيان لوزارة الدفاع الأميركية، أن “الضربات استهدفت منشأة تدريب ومخبأ بالقرب من مدينتي البوكمال والميادين شرق سورية”، لافتاً إلى أن الضربات “تأتي ردا على الهجمات المستمرة ضد أفراد أميركيين في العراق وسورية.”

وبحسب مصادر خاصة لموقع “التقرير العربي”، قتل 8 عناصر موالين لإيران في “ضربات أميركية في سورية، بينهم عراقيون وسوري على الأقل.” وأضاف المصدر، أن الهجوم جرى في 22 من تشرين الثاني/ نوفمبر، استهدف مقراً لميليشيا حزب الله العراقي في مدينة البوكمال شرق سورية.

الأردن يحبط محاولات تهريب مخدرات من سورية

أعلنت السلطات الأردنية إحباط محاولة تهريب شحنة مخدرات تحتوي على أكثر من نصف مليون حبة كبتاجون، قادمة من الأراضي السورية عبر معبر نصيب/ جابر الحدودي بين سورية والأردن، الأربعاء 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقال الناطق الإعلامي باسم دائرة الجمارك الأردنية، إن الكوادر الجمركية العاملة في مركز جمرك حدود جابر، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية أحبطت محاولة تهريب 565 ألف حبة من الكبتاغون المخدر.
وأوضح الناطق “بناء على معلومات استخبارية تم استهداف الشاحنة وتفتيشها بشكل دقيق، حيث تم العثور على المضبوطات مخبأة بطريقة محكمة داخل أرضية الشاحنة في مكان تم إعداده خصيصاً لهذه الغاية.”
وأضاف “جرى تسليم المضبوطات إلى الأجهزة الأمنية المختصة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة”، داعياً إلى إبلاغ السلطات الأمنية بشكل فوري عن أي معلومات أو مخالفات “من شأنها الإضرار بالاقتصاد الوطني وصحة المواطن.”

وفي 2 تشرين الثاني/ نوفمبر أعلن الجيش الأردني إسقاط طائرة مسيرة تحمل كمية من المخدرات، وذلك بعد اجتيازها الحدود مع سورية.

وسبق أن أعلنت السلطات الأردنية عن إحباط المئات من محاولات تهريب المخدرات من سورية منذ سيطرة نظام الأسد والميليشيات الإيرانية على محافظتي درعا والقنيطرة منتصف سنة 2018.

التقرير الاقتصادي

تواصل تدني سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي

حافظ سعر صرف الليرة السورية، على سعر صرف متدني أمام الدولار الأميركي، خلال تشرين الثاني/ نوفمبر.
وبلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الواحد في دمشق 13750 ليرة شراء، 13950 ليرة مبيع.

وفي حلب بلغ سعر الصرف 13850 ليرة شراء، 14050 ليرة مبيع.

وفي إدلب، بلغ سعر الصرف 14400 ليرة شراء، 14500 ليرة مبيع.

أما في الحسكة، فقد بلغ سعر الصرف 14400 ليرة شراء، 14500 ليرة مبيع.

وسجل سعر صرف الليرة التركية مقابل الليرة السورية 498 ليرة شراء، 503 ليرة مبيع في إدلب.

تحضيرات لمؤتمر الاستثمار الأول في شمال سورية

يُقعد مؤتمر الاستثمار الأول في الشمال السوري، في 20 كانون الأول/ ديسمبر، في مدينة الراعي في ريف حلب الشمالي، بهدف جذب الاستثمار، وتحسين القطاع الاقتصادي في المنطقة.

ويشترك في تنظيم المؤتمر وزارة المالية والاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، ونقابة الاقتصاديين السوريين، ومركز الدراسات والأبحاث في جامعة “حلب الحرة”، ومؤسسة “IDEA 2020”

وقال وزير الاقتصاد في الحكومة المؤقتة عبد الحكيم المصري، إن المؤتمر يهدف إلى جذب الاستثمارات والارتقاء بالبيئة الاستثمارية في الشمال، وتقييم واقع الاستثمار، والوصول إلى شراكات استراتيجية فيه.

وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى لفت الانتباه للإمكانيات الموجودة في المدن الصناعية في المنطقة، ومحاولة إيجاد حلول للتحديات التي تعيق العمل الاستثماري، ووضع خارطة للاستثمار من منظور التنمية المستدامة.
وأوضح المصري أن ذلك يتم من خلال تقييم واقع الاستثمار وتحديد المتطلبات، وتحفيز طاقات الشباب، من خلال تقديمهم لقصص النجاح أو المبادرات.

وقال رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، المهندس علي حلاق، إن المؤتمر يتضمن عدة محاور أبرزها، دعم الاستثمار في البعد السياسي والأمني والقانوني، ومناقشة واقع الاستثمار في قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة والبناء، ومناقشة متطلبات تأهيل البنية التحتية كمحفز للاستثمار، وبحث سبل توفير مصادر التمويل، والحديث حول المدن الصناعية والمناطق الحرة، ودور السلطة السياسية في الاستثمار. وأضاف حلاق، أنه جرى عقد ورشتين تحضيريتين مع غرف التجارة والصناعة وتجار مناطق الشمال في مدينتي الراعي والباب، إضافة إلى التواصل مع المستثمرين المحليين للمشاركة في المؤتمر.

ويوجه القائمون على المؤتمر دعوات لأشخاص معنيين بالاستثمار خارج سورية. وتعمل الحكومة المؤقتة على تأمين موافقات الدخول لهم لمدة يومين أو ثلاثة، لتشجيعهم على حضور المؤتمر، لأن هناك نسبة كبيرة منهم ترى أن المنطقة غير مستقرة ولا توجد فيها بيئة استثمارية، بحسب ما أفاد الوزير المصري.

ولا يدّعي المصري أن الوضع في الشمال السوري مستقر بشكل كامل، لكنه مقبول للعمل الاستثماري وفق ما قال، مضيفًا أنه من المهم أن يعرف المستثمرون ما هو موجود في المنطقة.

وذكر الوزير أن الاستثمارات الكبيرة تحتاج إلى رأس مال كبير، وربما لدى أصحابها تخوف مبدئي من إقامتها في المنطقة، لكن هناك صناعات صغيرة تحتاج لأيدي عاملة ومواد أولية منتجة محليًا، ومن الممكن إقامتها في المنطقة.

ويعتمد نجاح المؤتمر بحسب الوزير، على العمل ضمن فريق واحد مع جميع الجهات المالية في مناطق الشمال السوري، بالإضافة إلى وجود هيئة علمية للمؤتمر تضم أساتذة ودكاترة موجودين في دول مثل أمريكا وكندا ودول أوروبا والدول العربية، ومنهم غير سوريين.

وقال المهندس علي حلاق، إن نقاط قوة المؤتمر تتمثل بوجود أوراق بحثية لأكاديميين، ومعرض لإظهار الصناعات المحلية، وفتح باب الحديث عن قصص نجاح في قطاع الاستثمار بالمنطقة.

التقرير الثقافي

افتتاح معرض طوفان الأقصى في جامعة حلب

افتتحت في 21 من تشرين الثاني/ نوفمبر، فعاليات معرض طوفان الأقصى الذي ينظمه فرع جامعة حلب للاتحاد الوطني لطلبة سورية في كلية الحقوق.

وضم المعرض أكثر من مئة صورة ضوئية وعمل فني يرصد معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة وصموده بوجه الإجرام الصهيوني، وما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من مجازر وحشية بحق المدنيين من نساء وشيوخ وأطفال ومبان سكنية ومقدسات ومستشفيات، ويلقي الضوء على استبسال المقاومة الفلسطينية والهزيمة التي ألحقتها بالعدو الإسرائيلي منذ انطلاقة عملية طوفان الأقصى.

وبين أمين فرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي إبراهيم حديد، أهمية المعرض في توثيق ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من مجازر يومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر من خلال الصور واللوحات التي يحتويها المعرض، لافتاً إلى أن هذه الأعمال الفنية تدل على وعي الجيل الشاب.

وأوضح رئيس فرع جامعة حلب للاتحاد الوطني لطلبة سورية ياسر جاويش أن المشاركين في المعرض أوصلوا رسالة لأهلنا المقاومين في فلسطين أن سورية وشعبها معهم حتى النصر.

ولفت أمين سر وحدة حلب لاتحاد طلبة فلسطين نضال هواش إلى أن المعرض يسهم في رفع مستوى الوعي لدى الطلبة من خلال سرد الرواية الحقيقية لأبناء الشعب الفلسطيني ومعركته ضد العدوان الإسرائيلي.

وبين المشارك وسام عبد الغني أنه يقدم لوحة يرسمها بشكل مباشر ويعبر فيها عن مشاعره ودعمه لبطولات المقاومة الفلسطينية وصمودها بوجه العدوان الغاشم.

مائة لوحة لفنانين وهواة في ملتقى أورنينا الثقافي

بمشاركة ن50 فناناً وموهوباً انطلق في 23 من تشرين الثاني/ نوفمبر، المعرض الفني الذي ينظمه ملتقى أورنينا الثقافي بعنوان “يدا بيد نلتقي لنرتقي” في القاعة الأثرية بمطرانية السريان الكاثوليك في حمص.

واستمر المعرض الذي يشارك فيه فنانون من مختلف الأعمار بدءاً من 6 أعوام، لمدة 3 أيام وتضمن نحو 100 لوحة يغلب فيها تقنية الرسم بالفحم والرصاص.

وقال كاهن كاتدرائية الروح القدس للسريان الكاثوليك الأب ميشيل نعمان، إن “الثقافة والفن هما بمثابة إنقاذ من الألم والواقع الصعب، ولذلك يتم تشجيع هذه النشاطات وتقديم كل التسهيلات الممكنة لزرع الفرح والأمل في كل مناسبة وإثبات أن الإنسان السوري قادر على الإبداع ومتمسك بجذوره الثقافية وحضارته.”

وبيّن مدير ملتقى أورنينا الثقافي ريمون كبرون أن أورنينا ساحة لكل مبدع، مشيراً إلى أن المعرض هو فرصة للمواهب كي تظهر على الساحة الفنية ويراها الجمهور.

ومن الفنانين المشرفين في المعرض نضال إبراهيم أشار إلى أن المعرض يسهم في تنمية بذور الفن والموهبة الفطرية لدى مختلف الأعمار وتنوعت فيه المواضيع من بورتريه ورسم تعبيري معظمها بالرصاص والفحم.

وشارك الفنان حسين طه بلوحتين زيتيتين الأولى عن طفل بحاله حزن، والثانية لامرأة تخيم على عالمها الوحدة مع نظرات متأملة نحو الأفضل.

كما شاركت بشرى عمران بلوحة رسمتها بالفحم تعبر عن التفاؤل بالحياة.

وشاركت ملك دنكاوي بـ4 لوحات من المدرسة الواقعية فيهم ترقب وبراءة الطفولة والاحتواء.

وشاركت غدير الجوخدار بلوحتين بالفحم تناولت فيهما موضوع العزف على وتر الحياة وعلاقة الطفل بأمه.

وعبرت لوحات دينا العلي عن القهر والحزن والتأمل والضحك والأمل.

وشارك حسين سليمان بلوحة جسد فيها طفلاً حزيناً.

وا اختارت إنجي أسعد نفس الموضوع في لوحتها.

وبأسلوبها الخاص جسدت فاطمة ملحم الفن التكعيبي بألوان الباستيل والفحم.

وقدمت بشرى إبراهيم لوحة تعبيرية تحكي عن الضغط الذي يتعرض له الفرد من المجتمع المحيط.

وكان لغدير حسن مشاركة بلوحة زيتية تعبر عن الأمل بالمستقبل.

واختارت آية ابراهيم إحدى لوحات الفنان الروسي فلاديمير فوليفوف لتعيد رسمها بأسلوبها.

ومن أصغر الأعمار المشاركة بالمعرض الطفلان سيلينا محفوظ (7 أعوام) وعلي قاسم  (6 أعوام)، حيث شاركا بلوحات مميزة تنم عن موهبة واعدة في المستقبل، وعبرت لوحاتهما عن عالم الطفولة الفرح والطبيعة والعصافير ورسومات أغلفة القصص.