مقدمة

شهدت سورية خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر، أحداث متسارعة على الساحتين السياسية والعسكرية على حد سواء، ومع اختتام الجولة الـ 19 لمحادثات العاصمة الكازاخستانية أستانا الخاصة بالشأن السوري وتأكيد الدول الضامنة لأطراف النزاع على خفض التصعيد العسكري، شهدت مناطق شمال غرب سورية تصعيداً عسكرياً جديداً بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من التحالف الدولي من جهة، وبين الجيش الوطني السوري والجيش التركي من جهة أخرى، الأمر الذي أوقع قتلى وجرحى بينهم مدنيين وأطفالاً.

اقتصادياً، سجلت الليرة السورية انخفاضاً جديداً فسجلت سعر صرف هو الأدنى تاريخياً حتى اليوم، أمام الدولار الأميركي.

وتزداد المعاناة في شمال غرب سورية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، مع دخول فصل الشتاء، وذلك جراء انقطاع شبه تام لمادتي الغاز والبنزين وارتفاع أسعار مواد التدفئة بنسبة 100% عن العام الماضي.

أما في مناطق سيطرة النظام السوري، فقد أصدرت حكومة دمشق قرار يقضي بتخفيض مخصصات الوقود بنسبة 40% تشمل جميع أنواع السيارات السياحية.

وعلى الجانب الثقافي، اختتمت في مدينة أعزاز شمال غرب سورية فعاليات معرض الكتاب في دورته الثالثة بمقر جامعة حلب بمشاركة عدد من دور النشر والفعاليات الثقافية والمدنية.

وفي العاصمة السورية دمشق، انطلقت فعاليات احتفالية أيام الثقافة السورية تحت عنوان “تراث وإبداع” في دار الأسد للثقافة والفنون، وتضمنت مجموعة من النشاطات في الفن والسينما والمسرح والتراث.

التقرير السياسي

اختتام الجولة الـ 19 من محادثات أستانا

اختتمت في العاصمة الكازاخستانية الجولة 19 من محادثات “أستانا” التي عقدت في يومي 22 / 23 تشرين الثاني 2022. وتأتي هذه المحادثات السورية ضمن مسار أستانا بين النظام السوري من جهة والمعارضة السورية من جهة أخرى، وبرعاية الدول الضامنة: تركيا؛ روسيا؛ إيران.

وأكد البيان الختامي وحدة وسلامة الأراضي السورية واستقلاليتها، ومحاربة المشاريع الإرهابية والانفصالية التي تهدف إلى تقسيم سورية وانشاء دويلات إرهابية تهد أمن وسلامة الدول الجوار.

ووفق البيان الختامي، فقد تعهد الدول الضامنة في تنفيذ اتفاقاتها السابقة فيما يخص خفض التصعيد في شمال وشرق سورية والعمل على تحسين الوضع الإنساني وبذل جهود أكبر لضمان تطبيع وقف مستدام للعمليات العسكرية.

ودان البيان الختامي الهجمات الجوية الإسرائيلية المستمرة على سورية التي تستهدف البنية التحتية والمرافق المدنية ومخالفتها للقانون الدولي.

كما شددت الدول الضامنة، على عدم جدوى الحل العسكري للصراع في سورية، وأعادت تأكيد التزامها بالنهوض، بشكل دائم وقابل للحياة، بالعملية السياسية التي يقودها السوريون ويملكونها وتسهلها الأمم المتحدة بما يتماشى مع قرار الدولي لمجلس الأمن 2254.

وأكدت الدول الضامنة، أهمية دور اللجنة الدستورية التي تم إنشاؤها نتيجة للمساهمة الحاسمة من جانب ضامني أستانا وتعزيز قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، لتعزيز التسوية السياسية للصراع السوري.

ودعت الدول الضامنة، إلى عقد الجولة التاسعة لهيئة الصياغة السورية اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن مع نهج بناء من قبل الأحزاب السورية.

ويُعد مسار أستانا مساراً موازياً ومنافساً لمسار جنيف الذي يجري برعاية الأمم المتحدة وتحت إشرافها. وتقول الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا، أنها تعمل على وقف إطلاق نار مستدام بين النظام السوري من جهة والمعارضة السورية من جهة أخرى، وتتابع المستجدات السياسية والعسكرية والإنسانية.

توتر عسكري شمال سورية وتهديد تركي بعملية عسكرية

شهدت مناطق شمال غرب سورية وشرقها، في الثلث الأخير من شهر تشرين الثاني / نوفمبر، توتر وتصعيد عسكري غير مسبوق بين قوات سورية الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي من جهة، وبين الجيشين الوطني السوري والتركي من جهة أخرى، مع تجدد الحديث عن نية تركيا شن عملية عسكرية برية جديدة شمال شرق سورية.

وكان الجيش التركي أطلق عملية “المخلب السيف” التي استهدف فيها مواقع قوات سورية الديمقراطية شمال وشرق سورية.

فيما شنت الطائرات الحربية التركية غارات جوية على مواقع قوات سورية الديمقراطية في كل من بلدات ومدن: منغ؛ عين العرب (كوباني)؛ تل رفعت؛ عين عيس؛ تل تمر، شمال شرق سورية. كما استهدفت القوات التركية والجيش الوطني السوري مواقع قوات سورية الديمقراطية بقذائف المدفعية والصاروخية شمال شرق سورية في تصعيد عسكري ملحوظ.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن طائرات مسيرة تركية استهدفت للمرة الأولى مقر إقامة القائد العسكري لقوات سورية الديمقراطية مظلوم عبدي، ومقر القوات الخاصة بالقرب من القاعدة العسكرية الأميركية في محطة دجلة للنفط في منطقة القحطانية شمال شرق الحسكة.

وعلى الرغم من الدعوات الدولية لتركيا لضبط النفس وعدم التصعيد العسكري، فإن أنقرة تبدو عازمة على شن عملية عسكرية برية واسعة ضد تنظيم الجناح الكردي لقوات سورية الديمقراطية، المصنف على قوائم الإرهاب التركية.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، يوم الأربعاء 23 تشرين الثاني / نوفمبر، التحضير لشن هجوم بري ضد قوات “قسد”، بعد صعد الجيش التركي هجماته الانتقامية، عقب تفجير شارع الاستقلال في إسطنبول، على طول الحدود السورية. وقال إن الجيش التركي سوف يهاجم جميع المناطق التي يتواجد فيها مسلحون أكراد داخل تركيا وخارجها، وأنه “سيتم العثور على جميع المتورطين في تفجير شارع الاستقلال في اسطنبول ومحاسبتهم”، فـ “تركيا لن تصمت إزاء الهجمات وتعرف الجهات التي تدعم الجماعات الإرهابية.”

وحدد الرئيس التركي المناطق التي ستبدأ بها العملية العسكرية، وقال “سنطهر المنطقة ابتداء من تل رفعت ومنبج وعين العرب”، وأن “الأنفاق الإسمنتية التي يختبئ فيها الإرهابيون ستكون مقابر لهم.”

وشدد إردوغان على أن العمليات الجوية في شمال سورية ليست سوى البداية، مضيفاً “سننقض على الإرهابيين براً أيضاً في الوقت الذي نراه مناسباً”، معتبراً أن “لتركيا الحق في حل مشاكلها الخاصة في شمال سورية.” لكنه أوضح أن الخطوات التي ستقوم بها أنقرة ستضمن وحدة وأمن أراضي سورية.

وسبق أن أطلقت تركيا ثلاث عمليات عسكرية عند حدودها الجنوبية مع سورية، هي: “درع الفرات”؛ “غصن الزيتون”؛ “نبع السلام”، لمحاربة التنظيمات التي يصنفها إرهابية.

"قسد" تستهدف الأراضي التركية وتنفي صلتها بتفجير إسطنبول

وفي سياق التوتر القائم، أفادت مصادر أمنية تركية، أن “قسد” استهدفت بالقصف في 20 من تشرين الثاني / نوفمبر الجانب التركي من معبر باب السلامة الحدودي مع سورية، وأوقعت 8 جرحى بين عناصر الشرطة التركية من بينهم ضباط بحسب وزارة الداخلية التركية.

كما استهدفت “قسد” بالقذائف الصاروخية الأراضي التركية بمنطقة قرقميش التابعة لولاية غازي عنتاب التركية الأمر الذي أدى إلى مقتل مدنين اثنين وجرح 6 آخرين. واستهدفت أيضاً، في 22 تشرين الثاني / نوفمبر مدينة أعزاز شمال حلب، وبحسب منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، أدى القصف الصاروخي على مدينة أعزاز شمال حلب، إلى مقتل 5 مدنيين بينهم طفل وإصابة 5 مدنيين آخرين بجروح متفاوتة ودمار في منازل المدنيين العزل.

في سياق آخر، نفت “قسد”، في 26 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2022، علاقتها بتفجير إسطنبول الأخير. وطالبت في بيانا لها بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف من يقفون وراء تفجير مدينة إسطنبول، نافية ضلوعها في التفجير.

وتتهم السلطات التركية تنظيمي حزب العمال الكردستاني والجناح العسكري الكردي في قوات سورية الديمقراطية بالوقوف وراء تفجير مدينة إسطنبول التركية، والذي راح ضحيته، بحسب السلطات التركية، 6 قتلى مدنيين وإصابة 81 آخرين بجروح متفاوتة.

وكانت السلطات التركية علنت في 13 تشرين الثاني / نوفمبر، القاء القبض على منفذة التفجير الإرهابي وتدعى أحلام البشير التي تحمل الجنسية السورية.

وبحسب السلطات التركية، فإن البشير اعترفت أثناء التحقيق معها بانتمائها إلى الجناح العسكري الكردي في قوات سورية الديمقراطية، وأنها تلقت تدريبات على يد مدربين أكراد في مدينة عين العرب (كوباني)، قبل دخولها تركيا عن طريق خطوط التهريب عبر الحدود التركية السورية، وتنفذيها تفجير مدينة إسطنبول.

الأسد يمدد بمرسوم خدمة رئيس المخابرات العسكرية

في الشأن الداخلي لنظام دمشق، كشفت مصادر إعلامية مقربة من النظام، أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر أمراً إدارياً قضى بتمديد خدمة رئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء الركن كفاح محمد ملحم، لمدة عام إضافي. ويشغل ملحم هذا المنصب منذ آذار / مارس 2019.

وبحسب صفحة اللاذقية الآن المقربة من النظام السوري، فإن بشار الأسد، بوصفه القائد العام للجيش والقوات المسلحة، أصدر أمر التجديد للواء الركن ملحم الذي ينحدر من بلدة جنينة رسلان التابعة لمحافظة طرطوس، وقد التحق في الحرس الجمهوري في الجيش السوري بعد تخرجه من الكلية الحربية وعمل تحت إمرة باسل الأسد شقيق بشار الأسد، حتى مقتله بحادث سير، لينقل بعدها إلى العمل ضمن شعبة المخابرات العسكرية.

وعقب اندلاع الاحتجاجات في سورية في آذار / مارس 2011، شارك ملحم في قمع المتظاهرين في دمشق وضواحيها. ويتهم عناصر “الفرع 248” الذي يديره ملحم، عدداً من الانتهاكات بحق السوريين وخصوصاً خلال سنتي 2011 و2012، وأصبح هذا الفرع من أشد الفروع الأمنية مهابة لدى السوريين. ولدى تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة حلب عام 2012؛ تم تعيين العميد كفاح ملحم رئيساً لفرع الأمن العسكري هناك، فكان أحد كبار المشرفين على تشكيل المجموعات المسلحة الموالية للنظام السوري، وتولى عملية تجنيدهم بشكل مباشر، وتكليفهم القيام بعمليات خطف وابتزاز التجار ومبادلة المختطفين بمبالغ مالية ضخمة.

وفي نهاية 2012 تم نقل ملحم إلى مدينة اللاذقية رئيساً لفرع المخابرات العسكرية في المدينة، حيث عمل على تجنيد مجموعات محلية مسلحة وتكليفها بارتكاب جرائم لصالح لشعبة المخابرات العسكرية، بما في ذلك ممارسة أعمال الخطف والسرقة بالتعاون مع هلال الأسد والذي كان يحتجز ضحاياه في المدينة الرياضية باللاذقية.

كما شارك ملحم في تلك الفترة في قيادة عمليات الجيش السوري بريف اللاذقية الشمالي، حيث يعتبر مسؤولاً، مع عدد آخر من ضباط النظام السوري، عن الانتهاكات والجرائم التي وقعت في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي.

ويشترك ملحم مع اللواء محمد محلا في المسؤولية عن كافة الانتهاكات التي ارتكبتها شعبة المخابرات العسكرية منذ تعيينه سنة 2015 حتى 2018، حين أصبح رئيساً للجنة الأمنية في المنطقة الجنوبية التي تشمل درعا والقنيطرة والسويداء.

وتم إدراج اللواء كفاح ملحم في قوائم، العقوبات البريطانية والأوروبية، والكندية بسبب مسؤوليته عن عدد كبير من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.

وسبق أن أجرى النظام السوري تنقلات شملت عدداً من الضباط ورؤساء الأفرع الأمنية ضمن جهاز المخابرات العسكرية، وفقاً لما تناقلته صفحات مقربة من النظام السوري، شملت عمليات إقالة وترفيع لعدد من ضباط الجيش والأجهزة الأمنية.

التقرير الاقتصادي

انخفاض قياسي جديد لليرة السورية أمام الدولار

سجّلت الليرة السورية، في تداولات شهر تشرين الثاني / نوفمبر، أدنى مستوى لها على الإطلاق، إذ تخطى الدولار الواحد سعر صرف 5540 ليرة، وسط توقعات بانخفاض أكبر في قيمتها.

وبلغ سعر صرف الدولار في أسواق محافظة دمشق 5490 شراء / 5540 مبيع ، بينما سجّل اليورو 5689 شراء / 5746 مبيع ، والليرة التركية 293 شراء / 298 مبيع، بحسب موقع “الليرة اليوم” الإلكتروني.

لكن مصرف سورية المركزي، حافظ في نشراته على سعر صرف ثابت يبلغ 3015 ليرة سورية للدولار الأميركي الواحد.

كذلك شهد سعر الذهب في سورية انخفاضاً ملحوظاً، بحسب الموقع الإلكتروني نفسه، إذ انخفض سعر غرام الذهب من عيار 21 إلى 275 ألف ليرة سورية بعد أن كان قد سجل سعر 284 ألفاً للغرام الواحد، في حين سجل الغرام الواحد من عيار 18 سعر 236 ألف ليرة سورية.

تكلفة التدفئة ترتفع 100% شمال غرب سورية

وسجلت أسعار مواد التدفئة في شمال غرب سورية ارتفاعاً بأرقام قياسية منذ بداية فصل الشتاء لتبلغ نسبة الزيادة خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر، في بعض المواد الـ 100%، الأمر الذي دفع الأهالي إلى اللجوء إلى مواد تدفئة بسعر وشروط صحية وفنية غير ملائمة، وعلى حساب صحتهم.

وبلغ سعر طنّ قشر البندق هذا الشتاء 260 دولاراً، وقشر الفستق الحلبي 315 دولاراً، وقشر المشمش 290 دولاراً، وقشر الجوز 280 دولاراً، و”الحبيبات” 240 دولاراً.

وفي العام الماضي، سجل طن قشر البندق 150 دولاراً، وقشر الفستق 200 دولار، وقشر المشمش 190 دولاراً، وقشر الجوز 170 دولاراً، والحبيبات 140 دولاراً.

أما أسعار الحطب فتراوحت في شمال غرب سورية بين 150 دولاراً إو230 دولاراً. وتختلف الأسعار بحسب درجة التجفيف والنوعيّة، في حين كانت تتراوح الأسعار السنة الماضية من 120 دولاراً إلى 180 دولاراً.

وسجل سعر برميل المازوت (الديزل) في محافظة إدلب شمال سورية 145 دولاراً، فيما سجل سعر أسطوانة الغاز 13 دولاراً.

انقطاع الغاز والبنزين في شمال سورية

كما شهدت مناطق شمال غرب سورية خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر أزمة للمحروقات، جراء توقف دخول مادتي البنزين والغاز المنزلي من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي.

وشهدت محطات الوقود في عموم مناطق الشمال السوري ازدحاماً كبيراً، وطوابير طويلة نظراً لقلّة المحروقات وحاجة المدنيين إلى مادة البنزين. ووصل سعر لتر البنزين خلال أزمة المحروقات إلى 2 دولار أميركي في بعض محال المحروقات. وارتفع أيضا سعر جرة الغاز المنزلي إلى قرابة 25 دولاراً.

دمشق تخفض مخصصات السيارات السياحية 40%

وفي سياق مشكلة المحروقات أيضاً، أصدر رئيس الحكومة السورية في دمشق، حسين عرنوس بلاغاً طلب فيه من الجهات العامة تخفيض الكميات المخصصة من مادتي البنزين والمازوت للسيارات الحكومية السياحية (مخصصة، وخدمة) بنسبة 40% من الكميات المخصصة لكل سيارة ما عدا وسائط النقل الجماعي وذلك حتى نهاية العام الحالي.

وطلب من الجهات العامة عدم منح مهمات السفر التي يترتب عليها صرف محروقات بالنسبة للسيارات المذكورة في هذا البلاغ إلا للأسباب الضرورية والملحة باقتراح من الوزير وموافقة مسبقة من رئيس مجلس الوزراء، وذلك حتى نهاية العام الحالي.

ويأتي التخفيض في إطار استجابة الحكومة للظروف التي يشهدها سوق المشتقات النفطية بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية بحسب الحكومة، وبسبب الظروف التي أخرت وصول توريدات النفط والمشتقات النفطية ولاحقاً للتخفيضات المسبقة على مخصصات الآليات الحكومية من المشتقات النفطية.

وتشهد مناطق النظام السوري منذ نحو عامين، أزمة حادة في المحروقات (البنزين والغاز والمازوت)، تسببت بإجراءات صارمة فرضتها حكومة النظام لتقنين هذه المواد ورفع الدعم عنها وتقليص المخصصات.

ويشتكي المواطنون في مناطق سيطرة النظام من تأخر رسائل الحصول على المشتقات النفطية والمواد الأساسية عبر “البطاقة الذكية” باستمرار، والذي يطول أحياناً لأكثر من ثلاثة أشهر، فيضطرون للجوء إلى السوق السوداء للحصول على هذه المشتقات، حيث تباع أسطوانة الغاز هناك بأكثر من 150 ألف ليرة سورية.

التقرير الثقافي

اختتام فعاليات معرض الكتاب في مدينة أعزاز

اختتمت في مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، فعاليات معرض الكتاب الثالث، والتي امتدت من 15 إلى 23 من تشرين الثاني / نوفمبر، ونظمها فريق “بصمة شغف” التطوعي ورعاية المجلس المحلي في مدينة أعزاز ومنظمة تآخٍ بلا حدود ومؤسسة سبيل الدعوة والإرشاد.

وحضر حفل افتتاح المعرض كل من وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور جهاد حجازي، ورئيس جامعة حلب في المناطق المحررة الدكتور عبد العزيز الدغيم، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والنخب والطلاب الجامعيين.

وقال المنظمون أن 12 مكتبة شاركت في المعرض الذي احتوى على 60 ألف كتاب و10 آلاف عنوان متنوع، ونسقت خلال أيام المعرض مسابقات ثقافية، فضلاً عن تنظيم عدد من المحاضرات الفكرية والثقافية المتنوعة، مع وجود معرض للرسم والأشغال اليدوية على هامش المعرض.

وأشار الفريق المنظم إلى أن الكتب كانت متنوعة في المجالات الإنسانية والعلمية، لكنه نبه إلى وجود نقص في الكتب العلمية، بسبب غلاء الكتب في الدرجة الأولى، وقلة الباحثين في الشؤون العلمية التخصصية كالفيزياء والكيمياء والهندسة وغيرها.

وعن الفعاليات والمحاضرات، ذكر المنظمون أنه أقيم خلال المعرض جلسات تعريفية بكتاب، وأخرى خاصة بكتب سياسية، ومحاضرات عامة، وأمسيات شعرية، ومعرض للرسم، حيث بلغ عدد زائري المعرض 9200 زائر.

وأكد المنظمون أهمية فكرة المعرض في الشمال السوري، وضرورة مشاركة دور نشر على نطاق أوسع من خارج سورية، لتعزيز وجود الكتاب وتأكيد فعل القراءة، وخصوصاً ببين فئة الشباب المعول عليهم في المرحلة القادمة لبناء مجتمع واع.

تراث وإبداع في أيام الثقافة السورية في دمشق

أقيمت في العاصمة السورية دمشق، احتفالية أيام الثقافة السورية بعنوان “تراث وإبداع” بين 24 و26 تشرين الثاني / نوفمبر، على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق، وذلك إحياء للذكرى 64 لتأسيس وزارة الثقافة.

وتتضمن حفل الافتتاح تكريم عدد من المبدعين السوريين، وهم المايسترو سمير كويفاتي، والفنانة شكران مرتجى، والأديب عبد الكريم ناصيف، والمخرج مأمون الخطيب، والفنان التشكيلي نبيل السمان. وقُدمت خلال الافتتاح لوحات فنية راقصة ومقطوعات موسيقية وفقرات رقص باليه للأطفال.

ومن بين الفعاليات المقامة أيضاً معرض “المخطوطات – والدوريات القديمة الصادرة في بلاد الاغتراب” وندوة “الأهمية التراثية والثقافية للمخطوطات – والدوريات القديمة الصادرة في بلاد الاغتراب”‏.

وتصدر التراث الدمشقي والفلسطيني فعاليات الاحتفاء بـ “أيام الثقافة السورية” من خلال معرض تشكيلي وآخر تراثي، إضافة إلى مهرجان شعري نظمته مديرية الثقافة على مسرح “المركز الثقافي العربي” في كفرسوسة.

وشملت الاحتفالية أكثر من 162 فعالية ثقافية في المجالات السينمائية والمسرحية والفكرية والتراثية على امتداد الجغرافيا السورية.