مقدمة

لا شيء مفاجئ أو مباغت في السياقات السورية، فما حدث في أيلول/ سبتمبر، يشبه إلى حد كبير ما حدث في الشهر الذي سبقه، والذي كان قبله، وقبل قبله، على أن البارز كان زيارة سكرتير الأمن القومي الروسي ووزير الدفاع الأسبق سيرغي شويغو إلى سورية واستقبال الرئيس السوري بشار الأسد له، حيث جرى بحث في التطورات الإقليمية والدولية والأمنية وفي العلاقات الثنائية بين البلدين. أما على صعيد ملف المصالحة التركية السورية التي شهدت تسارعاً في الفترة الماضية، فقد لفتت تصريحات المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جيليك الذي استبعد إجراء لقاء قريب بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد، على الرغم من التصريحات السياسية من الطرفين بشأن نيتهما عقد اللقاء الرئاسي.

داخلياً التقت هيئة التفاوض السورية المعارضة المبعوث الفرنسي إلى سورية جان فرانسوا غيوم، وجرى بحث في المستجدات وفي ضرورة تحريك العملية السياسية وفق القرارات الأممية وعلى رأسها القرار الدولي 2254. كما أكدت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) مجدداً استعدادها للحوار مع “جميع الأطراف”، بما فيهم تركيا، للوصول إلى حلول سياسية في سورية.

إدارياً، صادق الرئيس السوري على تشكيل حكومة جديدة في دمشق برئاسة محمد غازي الجلالي، تميزت بتغيير على مستوى وزارة الخارجية.

في غضون ذلك، استمرت الاحتجاجات الشعبية في مدينة السويداء جنوب سورية المطالبة بإسقاط النظام السوري وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة في الانتقال السياسي في البلاد.

أمنياً، كثف الجيش الإسرائيلي خلال شهر أيلول/ سبتمبر غاراته الجوية على مواقع تتبع للنظام وإيران في كل من دمشق واللاذقية ومصياف بريف حماة، كما شهدت المنطقة الشرقية غارات جوية يعتقد أنها أميركية استهدفت الميليشيات المرتبطة بإيران رداً على قصف القواعد الأميركية شرق سورية، والذي تبنته “المقاومة الإسلامية العراقية.”

أما فيما يخص الصراع العسكري بين أطراف النزاع في سورية، فقد سجل مقتل ما لايقل عن 90 شخصاً بينهم مدنيين وعسكريين جراء تصاعد أعمال العنف على مساحة الجغرافيا السورية.

اقتصادياً، حذر خبراء اقتصاديين من المساعي الروسية للسيطرة على الثروات الزراعية في سورية، فيما شهدت المدن والمحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري أزمة وقود خانقة بعد إقرار رفع أسعارها مما أدى إلى تعطل حركة النقل الداخلي بين المدن، وسط استقرار سعر صرف الليرة عند 14000 ليرة مقابل الدولار الواحد، وارتفاع ملحوظ لأسعار الذهب ارتباطاً بارتفاع أسعاره عالمياً.

ثقافياً، شهدت مدينة إدلب السورية الخاضعة للمعارضة السورية اختتام معرض الكتاب بنسخته الرابعة، والذي أقيم في المركز الثقافي في إدلب بمشاركة عشرات دور النشر في سورية وتركيا، فيما شهدت مدينة اللاذقية اختتام ملتقى أوغاريت للفن التشكيلي الذي أقيم على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون بمشاركة العديد من الفنانين التشكيليين.

التقرير السياسي

شويغو في دمشق ويلتقي الأسد

استقبلوال رئيس السوري بشار الأسد، الإثنين 16 أيلول/ سبتمبر، سكرتير مجلس أمن الاتحاد الروسي سيرغي شويغو في دمشق.

وقالت وكالة أنباء السورية (سانا)، إن الأسد بحث مع شويغو “مجموعة من الملفات ذات الصلة بالأمن الدولي والإقليمي.” وأضافت أن النقاش شمل أيضاً “العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها.”

زيارة شويغو جاءت بعد أيام من إجراء القوات الروسية مناورات بحرية قبالة سواحل مدينة طرطوس، بمشاركة ثلاثة أساطيل من البحرية الروسية، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس 12 أيلول/ سبتمبر، عن إجراء مناورات أطلقت عليها اسم “المحيط 2024” في البحر المتوسط، ونشرت مقطعاً مصوراً يظهر جزءاً من هذه التدريبات.

وشاركت في المناورات عدة قطع بحرية روسية، منها الفرقاطة “الأميرال غريغوروفيتش” والطراد “ميركوري” التابعان لأسطول البحر الأسود، بالإضافة إلى فرقاطة الأدميرال “جورشكوف” من الأسطول الشمالي، والغواصة “أوفا” من أسطول المحيط الهادئ.

كذلك تضمنت التدريبات صد “هجوم وهمي” من زوارق وطائرات دون طيار باستخدام المدفعية البحرية. كما شاركت في المناورات طائرات مروحية من طراز “Mi-8amtsh-v” و”Ka-52″، وطائرات حربية من نوع “Su-24M”، لتوفير التغطية الجوية والتصدي للهجمات المفترضة.

وشملت المناورات استخدام أنظمة الحرب الإلكترونية، وشاركت طائرات “Il 38” ومروحيات “Ka 27” في عمليات البحث عن الغواصات وتدميرها باستخدام الأسلحة المتكاملة للسفن.

استبعاد تركي للقاء بين أردوغان والأسد ودمشق تهاجم أنقرة

قال المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية” في تركيا عمر جيليك، إن واشنطن تشعر بالقلق إزاء التقارب التركي السوري، في حين تواصل تزويد حزب العمال الكردستاني بالمساعدات العسكريةـ نافياً وجود أي لقاء قريب بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد.

واعتبر جيليك في حديث لقناة “خبر تورك” التلفزيونية، أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي مواعيد لعقد لقاء بين أردوغان والأسد، لافتاً إلى أنه ينبغي أولا أن يكون هناك اجتماع بين وزراء الخارجية.

وأضاف جيليك: “من المثير للاهتمام أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء هذا الأمر”، مبيّنا أن واشنطن أبدت استياءها حين التقى سابقاً الأسد والرئيس التركي السابق عبد الله غول، والذي جرى حتى قبل بدء الأزمة السورية، واصفة سورية بـ “الدولة المنبوذة”.

وذكر أن “الوضع الآن واضح، الولايات المتحدة قدمت دعماً لحزب الاتحاد الديمقراطي [الذي يعتبر منظمة إرهابية في تركيا] وحزب العمال الكردستاني السوري والهياكل التي نسميها منظمات إرهابية، إن تقاربنا مع سورية هو كابوس للمنظمة الإرهابية. ومن الواضح أن الدول التي ترعى المنظمات الإرهابية تسعى جاهدة لضمان عدم التطبيع.”

أمّا بثينة شعبان، المستشارة الخاصة للرئاسة السورية، فاعتبرت أن تركيا استخدمت مسألة التقارب مع سورية إعلامياً لمصلحتها، بهدف تحقيق مكاسب داخلية، أو مكاسب في المنطقة، معلنة رفض الجلوس مع الأتراك على الطاولة قبل الانسحاب من سورية.

وقالت “شعبان” في محاضرة ألقتها في وزارة الخارجية العمانية، إن تصريحات الرئيس التركي أردوغان عن رغبته بالتقارب مع سورية، والتي سبقت الانتخابات الرئاسية التركية، كانت لأهداف انتخابية “لكن لا يوجد أي شيء يريدون تقديمه.”

واعتبرت أنه على الجانب التركي أن يقر بمبدأ الانسحاب “ولم نقل إن عليهم الانسحاب فوراً، وعندما لا يريدون الإقرار بمبدأ الانسحاب فإننا لن نجلس على الطاولة”، وأشارت إلى أن تركيا “تحتل جزءاً من الشمال الغربي لسورية، وتقوم بعمليات تتريك خطيرة ولئيمة.”

بريطانيا تتهم النظام السوري بتعطيل الحل السياسي في البلد

أعربت المملكة المتحدة عن قلقها البالغ إزاء الصراع المستمر والدمار في سورية والمخاطر التي يفرضها ذلك على استقرار المنطقة بأكملها، مشيرة إلى أن النظام السوري يستغل حالة عدم الاستقرار ويخنق التقدم نحو حل مستدام للصراع في سورية.

وفي كلمة له خلال جلسة مجلس الأمن، الجمعة 20 أيلول/ سبتمبر بشأن سورية، قال مستشار وزير الخارجية البريطانية، فيرجوس إيكرسلي، إن النظام السوري وداعميه “يواصلون استغلال حالة عدم الاستقرار لتحقيق مكاسب شخصية”، مضيفاً أن روسيا “تواصل الدفاع عن مرتكبي الجرائم الرهيبة ضد الشعب السوري ودعمهم.”

وأوضح إيكرسلي أن “العنف في مختلف أنحاء سورية مستمر بلا هوادة”، مشيراً إلى أن “هذا الصيف شهد زيادة مقلقة في هجمات داعش في مختلف أنحاء سورية، الأمر الذي أصبح ممكناً بسبب عدم الاستقرار المستمر في بلد عالق في دوامة من الصراع، دون أي حل في الأفق.”

وأكد الدبلوماسي البريطاني التزام المملكة المتحدة بمكافحة عودة ظهور “داعش”، باعتبارها عضواً أساسياً في “التحالف الدولي”، مشدداً على أن بريطانيا “تدافع عن سلامة وحرية الشعب السوري.” ولفت إلى أنه “على الرغم من الجهود الدؤوبة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، لم تجتمع اللجنة الدستورية منذ أن عرقل النظام السوري وداعموه الاجتماعات في جنيف”، مشيراً إلى أن النظام السوري “خنق التقدم نحو حل مستدام ودائم للصراع، واختار بدلاً من ذلك مساراً يطيل معاناة الملايين”.

وشدد الدبلوماسي البريطاني على “الحاجة الماسة إلى حل سياسي من أجل تحقيق الاستقرار في سورية والمنطقة”، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة “تؤيد بشكل كامل جهود المبعوث الأممي لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254”.

ولفت إلى أنه “مع بدء العام الدراسي الجديد، يعيش آلاف الأطفال السوريين في صراع نشط دون الحصول على التعليم، وهو حق أساسي من حقوق الإنسان، وهناك أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة، و1,6 مليون آخرين معرضون لخطر التسرب”.

وأضاف أن “هؤلاء الأطفال هم مستقبل سورية، ويستحقون الحصول على نظام تعليمي عادل، ولهذا السبب تدعم المملكة المتحدة أكثر من 200 مدرسة في شمال غربي سورية، من خلال برنامجنا الرائد للتعليم في سورية”.

هيئة التفاوض في المُعارضة تلتقي المبعوث الفرنسي إلى سورية

التقى رئيس “هيئة التفاوض السورية” التابعة للمعارضة السورية بدر جاموس، مع المبعوث الفرنسي الخاص لسورية جان فرانسوا غيوم، وبحث الجانبان المستجدات في سورية، وضرورة تحريك العملية السياسية وفق القرارات الأممية وعلى رأسها القرار الدولي 2254.

وأكد غيوم أن سياسة فرنسا تجاه سورية لم تتغير وثابتة، وخصوصاً أن النظام السوري لا ينخرط بعملية سياسية جدّية ولا يقوم بخطوات ملموسة لتطبيق القرارات الأممية.

وأشار المبعوث الفرنسي إلى دعم باريس للهيئة وأهمية العمل معها من أجل تحسين أوضاع السوريين في الداخل، ودول اللجوء وتحديد الأولويات وسط التطورات الداخلية بالمنطقة.

قسد تبدي استعدادها للحوار مع الجميع بما في ذلك تركيا

أكدت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مجدداً استعدادها للحوار مع “جميع الأطراف”، بمن فيهم تركيا، للوصول إلى حلول سياسية.

جاء ذلك على لسان قائد “قسد” مظلوم عبدي، خلال اجتماع لـ “مجلس عين العرب العسكري”، حيث قال: “نحن مستعدون للحوار للتوصل إلى حلول سياسية كافية للمشكلات والقضايا.”

وأضاف: “يجب في الوقت ذاته عدم التهاون ضد جميع الهجمات والتدخلات العسكرية والأمنية، والاستمرار في تدريب المقاتلين وتوفير الدعم الكامل للمجلس العسكري وقواته.”

وكان عبدي صرح سابقاً، بأنه: “بات الكل يعلم أنه لا يمكن حل الأزمة السورية عن طريق العنف والحرب والقتال. يجب على الجميع رؤية هذه الحقيقة، ولا يمكن حل الأزمة دون الحوار. من جهتنا، نحن جاهزون للحوار مع جميع الأطراف، وحتى مع القوى الفاعلة على الأرض في الأزمة، للوصول إلى حل يُنهي الأزمة.”

ومنذ أشهر، تحدثت “قسد” عن تقبلها الحوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك المعارضة السورية المدعومة تركياً، والتي تعتبرها الطرف الأول لها في سورية.

ويُذكر أنه قبل سنوات، أعلن عبدي استعداده لإجراء محادثات سلام مع تركيا من دون شروط مسبقة، وأشار إلى إمكانية التفكير في التوسط بين تركيا و”حزب العمال الكردستاني” (PKK) بعد حل المشكلات مع تركيا، وذلك خلال مقابلة مع موقع “المونتور”.

الأسد يصادق على تسمية حكومة جديدة في دمشق

صادق رئيس النظام السوري بشار الأسد، الإثنين 24 أيلول/ سبتمبر، على التشكيلة الحكومية الجديدة برئاسة محمد غازي الجلالي، والتي شهدت تغييراً في وزارتي الخارجية والإعلام، والإبقاء على الداخلية والدفاع  إذ جرى إعفاء فيصل المقداد من وزارة الخارجية وتعيين بسام الصباغ بدلاً عنه، وتعيين زياد غصن بديلاً عن بطرس حلاق في وزارة الإعلام.

وأبقت التشكيلة الجديدة على محمد الرحمون في وزارة الداخلية، وعلي محمود عباس في وزارة الدفاع، بينما جرى تعيين محمد سامر الخليل وزيراً للصناعة بعد أن كان وزيراً للاقتصاد والتجارة الخارجية في الحكومة السابقة.

كما شهدت الحكومة الجديدة إلغاء منصب وزير شؤون رئاسة الجمهورية الذي كان يشغله منصور عزام، وتخفيض عدد وزراء الدولة من ثلاثة إلى اثنين.

وأصدر بشار الأسد مرسوماً آخر يقضي بتسمية فيصل المقداد نائباً له، وتفويضه بمتابعة تنفيذ السياسة الخارجية والإعلامية في إطار توجيهات رئيس النظام.

السويداء تواصل حراكها ضد النظام السوري

تجمّع العشرات من أبناء محافظة السويداء في 13 من شهر أيلول/ سبتمبر، في ساحة الكرامة، ضمن مظاهرة مركزية للتعبير عن مطالبهم، وفي مقدمتها إسقاط النظام.

وشهدت المظاهرة مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع، وسط هتافات تدعو إلى التغيير وإسقاط بشار الأسد.

ورفع المتظاهرون لافتات متنوعة حملت شعارات تطالب بإسقاط النظام وتطبيق القرارات الأممية المتعلقة بالحلِّ السياسي في سورية.

وأكّد المتظاهرون سلمية حراكهم، مشدِّدين على أن تظاهراتهم تهدف إلى تحقيق مستقبل أفضل لجميع السوريين.

وتشهد ساحة الكرامة في مدينة السويداء استمراراً للحراك السلمي الذي انطلق في 17 آب/ أغسطس 2023، في إثر رفع النظام السوري لأسعار المشتقات النفطية، والذي تحول سريعاً إلى حراك شعبي واسع ضد النظام. ويطالب المتظاهرون بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسورية، وعلى رأسها القرار 2254، والذي يدعو إلى تحقيق انتقال سياسي سلمي.

غارات إسرائيلية مكثفة على سورية

قُتل 26 شخصاً على الأقل الأحد 8 أيلول/ سبتمبر، وأصيب 43 آخرون جراء الغارات الإسرائيلية على مواقع عدة في محيط مدينة مصياف بريف حماة وسط سورية.

كما قتل 5 جنود في قوات النظام السوري جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في محيط العاصمة السورية دمشق بتاريخ 29 أيلول/ سبتمبر.

وشهدت مدن حمص ودمشق واللاذقية وطرطوس غارات جوية إسرائيلية خلال شهر أيلول/ سبتمبر استهدفت مواقع تتبع للنظام السوري وإيران، حيث تم رصد أكثر من 14 غارة جوية إسرائيلية.

العنف الداخيلي يُخلف عشرات القتلى والجرحى

تصاعدت وتيرة عمليات العنف في سورية خلال شهر أيلول/ سبتمبر بشكل كبير حيث سجلت سورية مقتل ما لايقل عن 90 شخصاً وجرح العشرات جراء ذلك التصعيد.

فقد قتل ما يقارب 15 عسكرياً من قوات النظام السوري على أيدي تنظيم داعش في البادية السورية، فيما قتل 10 آخرون جراء عمليات اغتيال منفصلة في مدينة كناكر بريف دمشق ودرعا جنوب سورية.

وسجلت شبكات حقوقية مقتل 17 مدنياً بينهم نساء وأطفال في مناطق سيطرة قوات المعارضة السورية شمال غرب سورية جراء الهجمات الصاروخية والطائرات الدراون الانتحارية في كل من مدن سرمين وتفتناز وآفس ومعرة النعسان شمال شرق إدلب، كما قتل 5 مدنيين جراء هجمات مماثلة استهدفت بلدة كفر نوران بريف حلب الغربي، وكذلك 4 مدنيين في بلدات الأبزمو وتقاد غرب حلب أيضاً.

في السياق ذاته أعلنت قوات المعارضة السورية استهداف مواقع لقوات النظام السوري في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية، مما أدى إلى مقتل 13 عنصراً من قوات النظام بحسب ما نشرت صفحات موالية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشهدت خطوط التماس بين قوات المعارضة السورية وقوات سورية الديمقراطية عمليات تسلل واستهداف مباشر خلال شهر أيلول/ سبتمبر مما أدى إلى مقتل ما لايقل عن 30 عنصراً في صفوف الطرفين جراء تلك العمليات.

في سياق منفصل، سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 18 مقاتلاً يتبعون لميليشيا سيد الشهداء العراقية جراء قصف جوي، يعتقد أنه أميركي، على مواقعهم في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.

وبحسب المرصد فإن الاستهداف الجوي جاء بعد استهداف الميليشيات المرتبطة في إيران داخل سورية قواعد لقوات التحالف الدولي والجيش الأميركي شرق سورية بالقذائف الصاروخية والطائرات الانتحارية.

التقرير الاقتصادي

تحذيرات من سيطرة روسيا على القطاع الزراعي في سورية

حذر خبراء اقتصاديين، من أن روسيا تسعى لتحويل مناطق سيطرة النظام السوري إلى مركز لتصدير منتجاتها الزراعية، ما دفعها للاستثمار بشكل كبير في هذا القطاع. ووفقاً لتقرير اقتصادي نشرته مواقع محلية سورية، بدأت روسيا استثماراتها في الزراعة بمناطق النظام منذ أكثر من عقد من خلال مشاريع مثل الاستمطار، وبناء السدود، وتصدير محاصيل زراعية كالشعير وكسبة الصويا والذرة الصفراء إلى سورية.

وفي سنة 2016، قررت شركة “سوفوكريم” الروسية بناء أربع مطاحن للحبوب في محافظة حمص بتكلفة 70 مليون يورو، حيث تولى النظام السوري دفع تكاليف البناء.

واستغلت روسيا تحول النظام السوري بعد اندلاع الثورة إلى مستورد للقمح، نظراً لفقدانه السيطرة على 70% من حقول القمح في شمال شرق سورية، ما أتاح لروسيا توقيع عقود لتصدير مئات آلاف الأطنان.

وفي 2017، وقع النظام عقداً لاستيراد ثلاثة ملايين طن من القمح الروسي على مدار ثلاث سنوات، ودفع 60% من قيمة العقد نقداً، بينما سدد باقي القيمة عبر صادرات من المنتجات الزراعية والنسيجية والمنظفات.

وتسعى روسيا بحسب الخبراء من خلال تصدير القمح إلى تحقيق عدة أهداف، من بينها الحصول على العملة الصعبة، تأمين إمدادات غذائية للنظام للحفاظ على استقراره، وتحويل الأراضي الزراعية السورية إلى حقول تجريبية لتطوير الأنواع الزراعية.

كما تحاول روسيا من خلال هيمنتها على القطاع الزراعي تحسين صورتها أمام القاعدة المؤيدة للنظام التي تشعر بخيبة أمل من عدم قيام روسيا بحل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها النظام. ويرى المحللون السياسيون أن الهدف الأساسي لروسيا هو تعزيز نفوذها في سورية عبر السيطرة على قطاع الزراعة، الذي يمكن أن يدر عليها أرباحًا بمليارات الدولارات.

أزمة الوقود تشل حركة النقل الداخلي في سورية

رفعت وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام السوري، الاثنين 30 أيلول/ سبتمبر، أسعار المشتقات النفطية وسط أزمة نقل خانقة تشهدها معظم المحافظات السورية بسبب النقص الحاد في الوقود المخصص لها خلال الفترة الأخيرة، وتأتي هذه الزيادة لتفاقم الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنون في ظل استمرار تراجع الخدمات الأساسية وارتفاع تكاليف المعيشة.

ووفقاً لنشرة رسمية صادرة عن الوزارة، تم رفع سعر ليتر البنزين 90 إلى 10,735 ليرة سورية، بعد أن كان 10,460 ليرة، في حين وصل سعر ليتر أوكتان 95 إلى 12,352 ليرة بدلاً من 12,077 ليرة، كما ارتفع سعر ليتر المازوت الحر إلى 10,715 ليرة بدلاً من 10,695 ليرة سورية، وقد وصفت جريدة “الوطن” الموالية للنظام هذه الزيادات بأنها “طفيفة”، على الرغم من تأثيرها المباشر على المواطنين الذين يعانون بالفعل من الارتفاع المتواصل في أسعار السلع والخدمات.

وتزامنت هذه الزيادة مع إعلان عدة شركات نقل عن توقفها عن تسيير رحلاتها بين المحافظات السورية، بسبب عدم حصولها على مخصصاتها من المازوت المدعوم، مما أدى إلى شلل في حركة النقل بين المدن، كانت محافظة حلب من أكثر المحافظات تضرراً، حيث توقفت سيارات نقل الركاب عن العمل لعدم توفر الوقود، ما تسبب في أزمة نقل خانقة داخل المدينة وزاد من صعوبة تنقل المواطنين.

ولم تقتصر تأثيرات الأزمة على الشركات والنقل العام فقط، بل امتدت لتشمل الأفراد أيضاً، فقد ارتفعت تكاليف النقل بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى زيادة الضغط على المواطنين، وخصوصاً الموظفين الذين يعملون في مناطق بعيدة عن منازلهم.

ودفعت هذه الأوضاع الكثيرين إلى تقديم إجازات مرضية طويلة الأمد أو الامتناع عن الذهاب إلى العمل بشكل نهائي، بينما لجأ البعض إلى استخدام وسائل نقل بديلة مثل الدراجات الهوائية والنارية، أو حتى السير على الأقدام لمسافات طويلة للوصول إلى أعمالهم أو أماكن دراستهم.

استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي

استقر سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي في تداولات شهر أيلول/ سبتمبر، في حين ارتفعت أسعار الذهب قليلاً في سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم”.

وبحسب النشرة الصادرة عن مصرف سورية المركزي بتاريخ 29 أيلول/ سبتمبر 2024، بلغ سعر صرف الدولار الواحد 13,600 ليرة سوريّة، وذلك للمصارف العاملة، وشركات ومكاتب الصرافة وسعر صرف الحوالات الخارجية والأفراد.

وسجّل سعر صرف الليرة التركية مقابل الليرة السورية 431 بيع – 426 شراء في سوق دمشق، وسجّل سعر صرف الليرة التركية 34,19 ليرة مقابل الدولار، ونحو 38,17 ليرة مقابل اليورو.

وسجّل سعر غرام الذهب في سورية 961 ألف ليرة سورية – عيار 18، و(مليون و121 ألف ليرة سورية – عيار 21.

التقرير الثقافي

اختتام ملتقى أوغاريت للفن التشكيلي على مسرح دار الأسد باللاذقية

احتضنت دار الأسد للثقافة في اللاذقية في 9 أيلول/ سبتمبر، الحفل الختامي لملتقى أوغاريت للفن التشكيلي الذي أقامته مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة في موقع رأس شمرا الأثري بمدينة اللاذقية.

وتضمن الحفل تكريم الفنانين المشاركين بالملتقى ومعرضاً لأعمالهم الفنية والتي عكست رؤاهم وإحساسهم بجمالية المكان وتفرده التاريخي والحضاري إضافة الى حفل فني موسيقي لفرقة “أوركسترا الغيتارات” في معهد محمود العجان الموسيقي بقيادة واشراف المايسترو فيصل عمران.

وزيرة الثقافة في حكومة تسيير الأعمال لبانة مشوح نوهت في كلمة خلال الحفل بالمكانة الخاصة للملتقى والذي يتم العمل لأن يتبوأ موقعاً مميزاُ على أجندة الحياة التشكيلية السورية مستقبلاً، لما تشكله مملكة أوغاريت من قيمة حضارية وإنسانية حيث ولدت فيها أول أبجدية واكتشفت فيها أقدم نوتة موسيقية عرفها التاريخ.

وأشارت إلى أن هذه الخصوصية التاريخية تفرض مسؤولية لصون وإحياء وتوثيق هذه الحضارة ليكون هذا الملتقى بمثابة حلقة في مجموعة إجراءات لإحياء وتوثيق التراث الأوغاريتي، من خلال مشاركة فنانين لهم بصمتهم في الحياة التشكيلية السورية نظموا من خلال اللوحة قصائد تحكي قصة أوغاريت وتخلد مآثرها كل على طريقته وأسلوبه الفني وأدواته التعبيرية.

واعتبرت أن الملتقى يمثل خطوة هامة جداً على طريق التشاركية البناءة والمساهمة الأهلية الفعالة في الحركة التشكيلية السورية مشيرة إلى أن الفن ليس فقط مجرد تعبير بل يشكل واحداً من أكبر الدعائم في الحركة الاقتصادية والسياحية في أي بلد.

اختتام فعاليات معرض الكتاب في إدلب

احتضنت مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية معرض الكتاب بنسخته الرابعة بمشاركة واسعة لعدد من المكتبات في سورية وتركيا.

وانطلق المعرض هذا العام في 5 أيلول/ سبتمبر، بمشاركة 44 مكتبة: من الشمال السوري 23 مكتبة، ومن تركيا 21 مكتبة.

وامتد المعرض لمدة لعشرة أيام، استضاف خلالها تحت عنوان “القراءة تجمعنا” فعالياتٍ متنوعة في المركز الثقافي في مدينة إدلب.

وتُوّج حفل الافتتاح بعروض مسرحية وفقرات شعرية وإنشادية، فيما شهدت أيام المعرض العديد من الندوات والمحاضرات الثقافية والدينية والعلمية المتنوعة.

ولم تقتصر المشاركة هذا العام على المكتبات بل شارك العديد من الفنانين التشكيليين بصور ورسمات تجسد واقع الحال في سورية وفلسطين.

واختتم المعرض في 15 من شهر أيلول/ سبتمبر بعرض مسرحي متميز حاكى واقع الناس في مخيمات النازحين السوريين شمال سورية كما سلط الضوء على المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة جراء العدوان الإسرائيلي.

تعزيز التعاون الثقافي والأدبي بين سورية وكوبا

بحث رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية محمد الحوراني مع سفير كوبا في دمشق لويس ماريانو فرنانديس رودريغيس سبل تعزيز التعاون الثقافي والأدبي بين البلدين الصديقين.

وأكد الحوراني أن البلدين يناضلان في خندق واحد للحفاظ على سيادتهما واستقلالهما أمام الليبرالية الحديثة التي تحاول الهيمنة على الدول المقاومة للفكر الاستعماري اللاإنساني، مشيراً إلى ضرورة التواصل مع الأدباء الكوبيين والاشتغال على تفعيل هذا التواصل من خلال ترجمة الكتب المهمة وطباعتها، والتركيز على تدريس اللغة العربية في الجامعات الكوبية لتسهيل التواصل وتعميقه، وتأريخ العلاقات السورية الكوبية.

وأوضح الحوراني أنه سيتم العمل على إصدار عدد خاص بالشأن السوري – الكوبي من مجلة “الفكر السياسي” الصادرة عن الاتحاد، معرباً عن تضامن الاتحاد بشكل كامل مع الدعوة التي جاء بها السفير الكوبي من أجل الانضمام إلى دعم رسالة الكاتب والصحفي إغناسيو رامونيت الموجهة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن والتي يفند فيها اتهامات الإدارة الأميركية لكوبا وإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب.

السفير رودريغيس أكد عمق ومتانة العلاقات بين البلدين وأن كوبا كانت وستظل دائماً إلى جانب الشعب السوري الشجاع، وتدعم مواقفه الوطنية في الدفاع عن سيادته وحضارته، لافتاً إلى التحديات التي تواجه البلدين والمتمثلة بفرض عقوبات وحصار اقتصادي وتجاري عليهما لزيادة معاناة شعبيهما، حيث استمر الحصار الاقتصادي على كوبا منذ أكثر من 63 عاماً، بينما فرضت على سورية حرب إرهابية منذ 13 عاماً، مصحوبة بعقوبات غير شرعية أحادية الجانب.

واقترح السفير الكوبي ترجمة كتاب “مئة ساعة مع فيدل” إلى العربية، وهو عبارة عن مجمل لقاءات مع القائد الكوبي فيدل كاسترو، يعرض أفكاراً ورؤى تجاه قضايا وطنية ودولية، وما يجري في العالم بأسره ووجوب تضامن الشعوب المناضلة بالوقوف صفاً واحداً ضد المخططات الإمبريالية الأميركية وسياساتها الكارثية.