مقدمة
كانت أبرز أحداث شهر أيلول/ سبتمبر في سورية زيارة الرئيس السوري بشار الأسد برفقة عقيلته ووفد سياسي واقتصادي إلى الصين للمرة الثانية للأسد منذ توليه الحكم سورية، في وقت تواصلت الاحتجاجات في السويداء للشهر الثاني على التوالي، وسط تصاعد المطالب بإسقاط النظام وتطبيق القرار الدولي 2254.
أمنياً تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع تتبع لقوات النظام السوري والميليشيات المرتبطة بإيران في محيط العاصمة دمشق، فيما شهدت مساحة الجغرافيا السورية ارتفاعاً في العنف والقصف المتبادل بين أطراف الصراع، الأمر الذي تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيين.
كما شهدت عمليات تهريب المخدرات من سورية إلى الأردن ارتفاعاً ملحوظاً، على الرغم من توقيع عمّان ودمشق اتفاقاً لمكافحة تهريب المخدرات. وأعلنت السلطات الأردنية أنه من بين كل ثلاث عمليات تهريب مواد مخدرة قادمة من سورية تنجح واحدة.
اقتصادياً أعلن مساعد وزير النفط الإيراني الانتهاء من الدراسات الأساسية لمشروع إنشاء مصفاة نفط جديدة في سورية، فيما لاتزال الليرة السورية تسجل سعر صرف متدني أمام الدور الأميركي في ظل واقع معيشي سيئ يعاني منه السوريون في مناطق سيطرة النظام السوري.
ثقافياً احتضنت مدينة الحسكة شرق سورية فعاليات معرض وثائقي بعنوان “في رحاب الجزيرة” لمناسبة يوم السياحة، كما شهدت مدينة حماة وسط سورية اختتام فعاليات مهرجان الماغوط المسرحي في حماة.
التقرير السياسي
الأسد في الصين للمرة الثانية في تاريخه
وصل الرئيس السوري بشار الأسد، في 21 أيلول/ سبتمبر، إلى مدينة هانغتشو، في زيارة إلى الصين هي الثانية له منذ نحو عقدين.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، أن الأسد التقى رئيس جمهورية الصين شي جينبيغ، كما حضر الأسد وعقيلته حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية.
وقال مكتب الرئاسة السورية في بيان، إن الأسد ترأس وفدا رفيع المستوى في سلسلة من الاجتماعات عقدت بعدة مدن صينية حيث شملت ما وصفته باجتماع مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.
وتعتبر الصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد خلال سنوات الأزمة المستمرة في سوريا منذ 2011، بعد روسيا وإيران.
وزار الأسد الصين في 2004 للقاء الرئيس الصيني آنذاك هو جين تاو. وكانت هذه أول زيارة لرئيس سوري إلى الصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في سنة 1956.
ودعمت الصين النظام السوري في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي، فامتنعت عدة مرات عن التصويت لقرارات تدينه خلال سنوات الحرب، واستخدمت حق النقض (الفيتو) إلى جانب روسيا لوقف هذه القرارات.
السويداء تحتج للشهر الثاني وتطالب بإسقاط النظام
دخلت المظاهرات في مدينة السويداء جنوب سورية ضد النظام السوري، شهرها الثاني، حيث يخرج مئات الأشخاص في مظاهرات بشكل شبه يومي في ساحة الكرامة وسط المدينة.
ورصد موقع “التقرير العربي”، رفع لافتات في المظاهرات، تؤكد ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 ومحاسبة المجرمين، والمطالبة بدولة مواطنة لكل السوريين، مشددة على رحيل “نظام العصابة” في إشارة للنظام السوري.
والاحتجاجات في مدينة السويداء السورية مستمرة منذ شهر، وعلى الرغم من أن المدينة لم تتوقف خلال عشر سنوات عن احتجاجات متقطعة، فهي المرة الأولى التي تستمر فيها المظاهرات فيها بهذا الزخم، والالتفاف الشعبي، إضافة لحصولها على دعم شيوخ العقل في طائفة المسلمين الموحدين الدروز، فضلاً عن تفاعل السوريين في جميع المناطق معها.
غارات إسرائيلية على مواقع لقوات النظام وإيران
قُتل جنديان في قوات النظام السوري وأصيب 6 آخرون بجروح في قصف إسرائيلي طال مواقع عسكرية في ريف محافظة طرطوس الساحلية غرب البلد بالقرب من مسقط رأس الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في 13 أيلول/ سبتمبر، عن مصدر عسكري قوله “نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا برشقات من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط مستهدفاً بعض مواقع دفاعنا الجوي في طرطوس، مما أدى إلى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة 6 آخرين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.”
في سياق متصل أفادت مصادر سورية محلية، أن صواريخ إسرائيلية بعيدة المدى استهدفت في 30 أيلول/ سبتمبر، مواقع ومستودعات أسلحة للميليشيات الإيرانية في منطقة قرى الأسد بالقرب من العاصمة السورية دمشق.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سورية، طالت مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لـحزب الله اللبناني، بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة، لكنها تجنبت في الغالب قصف المحافظات الساحلية حيث تتركز القوات العسكرية الروسية الرئيسية.
وأخرجت الضربات الإسرائيلية مراراً مطاري حلب ودمشق الدوليين عن الخدمة في إثر استهدافهما، وكان آخرها خروج مطار حلب عن الخدمة في أواخر آب/ أغسطس الماضي، في استهداف هو الرابع منذ مطلع العام.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذها ضربات في سورية، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سورية.
وتندّد دمشق بانتظام بالقصف الإسرائيلي الذي يطال أراضيها وتعتبره عدوانا على سيادتها. وغالباً ما تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإلزام إسرائيل الكف عن استهداف أراضيها الذي تصفه بـ “انتهاك سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولأحكام ميثاق الأمم المتحدة.”
ازدياد عمليات العنف بين قوى الصراع في سورية
شهدت سورية خلال شهر أيلول/ سبتمبر، تصاعداً ملحوظاً في عمليات العنف التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيين.
ففي جنوب سورية وثق تجمع أحرار حوران المحلي مقتل 23 شخصاً في أرجاء المحافظة بينهم قياديين في قوات النظام السوري وعناصر سابقين في قوات المعارضة جراء عمليات الاغتيال والاستهداف بعبوات ناسفة.
وأضاف التجمع، أن 14 عنصراً وقيادياً في قوات النظام السوري لقوا حتفهم جراء عمليات اغتيال وتفجير عبوتين ناسفتين، فيما قتل 7 عناصر سابقين في قوات المعارضة السورية ومدنيان جراء استهدافهم بعمليات اغتيال متفرقة في المحافظة.
أما في شرق سورية، فقد شهدت قرى وبلدات دير الزور اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وقوات العشائر العربية على خلفية اعتقال قوات “قسد” قياديين في مجلس دير الزور العسكري مما أدى إلى مقتل 7 مدنيين وجرح 6 آخرين بحسب مصادر محلية.
وشهدت بلدة زاكية في ريف العاصمة دمشق في 12 أيلول/ سبتمبر عملية استهداف لعناصر في الفرقة الرابعة التابعة لنظام الأسد من قبل مجهولين مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة نقيب و5 عناصر آخرين.
وفي مناطق شمال غرب سورية، شهدت قرى وبلدات ريفي إدلب وحلب قصفاً صاروخياً ومدفعياً من قبل قوات النظام السوري مما أدى إلى مقتل 14 مدنيا بينهم أطفال.
وأفادت مصادر محلية وطبية شمال سورية، أن قصفاً صاروخياً استهدف قرى وبات جبل الزاوية جنوبي إدلب فقتل 3 مدنيين، كما شهدت بلدة سرمين شرق إدلب قصفاً مماثلاً من قبل قوات السوري أدى إلى مقتل مدنيان بينهما طفل في 7 أيلول/ سبتمبر.
وصعدت هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة السورية من قصفها لمواقع قوات الأسد في منطقة الملاجة وكفرنبل جنوب إدلب وكفر تعال وتديل غربي حلب، رداً على استهداف القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
تفاقم تهريب المخدرات من سورية إلى الأردن
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن عمليات تهريب المخدرات من سورية إلى الأردن زادت بعد محادثات التطبيع العربي التي حدثت في جدة وعمّان مع النظام السوري.
وقال الصفدي في مقابلة صحفية في 28 أيلول/ سبتمبر، إنه يتعيّن على الحكومة (االسورية) التحرك وفقا لنهج خطوة بخطوة لمعالجة جميع العواقب المترتبة على 12 عاماً من الحرب.
مقابل ذلك أعلن وزير الداخلية الأردني، أن عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن تجري بشكل شبه يومي على الحدود السورية مع الأردن.
وأضاف الوزير الأردني، أن واحدة من كل 3 محاولات تهريب لمواد مخدرة قادمة من سورية إلى الأردن تنجح.
وأكد وزير الداخلية الأردني، أن قوات حرس الحدود الأردني تطبق قواعد الاشتباك المباشر على حدودها مع سورية وسط تصاعد ملحوظ في ازدياد عمليات تهريب المخدرات.
التقرير الاقتصادي
إيران تعتزم انشاء مصفاة نفط جديدة في سورية
أعلن مساعد وزير النفط الإيراني أنه تم الانتهاء من الدراسات الأساسية لمشروع إنشاء مصفاة جديدة في سورية، وذلك بعد توقيع مذكرة التفاهم ذات الصلة بين إيران وفنزويلا وسورية في وقت سابق.
وقال جليل سالاري في تصريحات لوكالة “فارس”: “خلصت الدراسات التي تم إجراؤها، إلى أن سورية والدول المجاورة لها بحاجة للمنتجات النفطية، ونتيجة لذلك تم تحديد مصفاة بسعة 140 ألف برميل بجانب المصفاتين السوريتين الموجودتين (حمص وبانياس) وتم إدراجها على جدول الأعمال كي تدخل مرحلة التمويل والإنشاء.”
وأضاف: “تم التوصل إلى اتفاق بشأن إصلاح مصفاة حمص البالغ سعتها 110 آلاف برميل على يد مهندسين إيرانيين خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية في أيار/ مايو المنصرم، وبعد ذلك تم إرسال فريق من شركة النفط الوطنية الإيرانية لإجراء المحادثات والدراسات اللازمة للعمل”، موضحاً أنه بعد شهر تقريباً من زيارة رئيسي تم توقيع مذكرة تفاهم بين إيران وسورية بشأن إصلاح هذه المصفاة.
وأكد سالاري أن إيران ستتمكن من تصدير 100 ألف برميل يوميا من نفطها إلى سورية بعد إجراء تلك الإصلاحات، مشيراً إلى أن هذه الأنواع من المشاريع “تسهم في زيادة حركة تصدير الخدمات الفنية والهندسية وتوليد الدخل للشركات الإيرانية التكنولوجية.”
وقال: “قمنا بتعيين المدير المشرف على الإصلاحات الأساسية لمصفاة حمص، وبعد الانتهاء من الدراسات سندخل قريبا في مرحلة توقيع العقد والتشغيل.”
الليرة السورية تحافظ على سعر صرف متدني
لا تزال الليرة السورية تحافظ على سعر صرف متدني أمام الدولار وسط ظروف معيشية سيئة يعاني منها السوريين جراء تدني قيمة الليرة السورية وارتفاع معدلات التضخم الاقتصادي.
وسجلت أسواق دمشق سعر صرف 14800مبيع 14600 شراء مقابل الدولار الواحد فيما سجلت الليرة السورية في أسواق حلب وإدلب سعر صرف 14900 مقابل الدولار.
فيما أعلن المركزي السوري تثبيت سعر الصرف للتبادلات التجارية والحوالات الخارجية بقيمة 13500 ليرة سورية مقابل الدولار.
التقرير الثقافي
اختتام فعاليات مهرجان الماغوط المسرحي في حماة
واختتمت فعاليات مهرجان الماغوط المسرحي الثقافي في 30 من شهر أيلول/ سبتمبر، في المراكز الثقافية في حماة ومصياف وسلمية والسقيلبية.
وكانت الفعاليات انطلقت في 26 أيلول/ سبتمبر، بإدارة مديريتي المسارح والموسيقى والمسرح القومي، بالتعاون مع مديرية ثقافة حماة على مسرح المركز الثقافي بحماة.
وافتتح المهرجان بمسرحية “الضيوف” اقتباس جوان جان، إعداد وإخراج الفنانة كاميليا بطرس التي قدمت تجربة عن ثنائية الخير والشر وصراعهما الأبدي في النفس الإنسانية من خلال حكاية سردها الممثلون نوران العثمان، وأسامة العثمان، ومؤيد الدرع، وبراءة غزال، ويمان الشواف، وجودي عبود، وعبد الرحمن اللاز.
ولفتت المخرجة بطرس، إلى أن العرض يروي حكاية السيدة سعاد التي فقدت ولدها وزوجها لتعيش وحيدة برفقة خادمها إلى أن تتمكن سامية من إقناعها بالعيش معها في منزلها وبجلب ابنتيها للعيش معها.
وتتطور الأحداث في المنزل، بحسب بطرس، عندما يصبح الضيف بمنزلة مالك البيت متحولاً من غريب إلى سيد يأمر وينهي، وما هي سوى أيام حتى تقرر سامية التخلص من مضيفتها بخدعة تودي إلى قتلها والسيطرة على بيتها وممتلكاتها.
وأكدت المخرجة أن العرض هو حالة من الوفاء والغدر “فالوفاء أساس العمار والغدر أساس الهدم.”
في سياق متصل أشار مدير الثقافة بحماة سامي طه، إلى أهمية مهرجان الماغوط الإبداعي الذي يقدم فيه فناً راقياً وملتزماً، معتبراً أن أي مهرجان ثقافي هو ظاهرة حضارية لا بد من تشجيعها وتوفير الأجواء لها.
وضم فريق عمل مسرحية “الضيوف”: محمد تلاوي، ومحمد نجم، وخالد الموصلي، وأسامة كعيد ودانية المصول.
معرض وثائقي في الحسكة لمناسبة يوم السياحة
نظمت مديرية السياحة بالتعاون مع مديريتي الثقافة والتربية في 26 أيلول/ سبتمبر، عرضاً توثيقياً بعنوان “في رحاب الجزيرة”، وذلك في قاعة المعارض بالمركز الثقافي في مدينة الحسكة، احتفاء بيوم السياحة العالمي.
وشارك في المعرض عدد من فناني المحافظة، وتنوعت اللوحات المعروضة فيه ما بين لوحات التصوير الضوئي التي وثقت مراحل نشوء المدن والمناطق في الجزيرة السورية، وتسليط الضوء على أهم المعالم التاريخية والأثرية والسياحية فيها، وما بين الفن التشكيلي والرسم الذي جسد التراث المادي واللامادي والحياة الريفية والطبيعية فيها.
وبيّن مدير السياحة المهندس نمر إبراهيم، أن معرض اليوم التوثيقي فرصة لاطلاع الجمهور على المواقع السياحية والأثرية والكنز التراثي الضخم الذي تمتلكه الجزيرة السورية، والذي يمتد إلى آلاف السنين من الحضارة العريقة ويشكل جزءاً لا يتجزأ من تراث سورية الذي يحفظ الفكر والتراث الحضاري العريق للشعب السوري.
ولفت مدير الثقافة عبد الرحمن السيد إلى أهمية العمل التشاركي في إطار الاحتفال بيوم السياحة، ودوره في تعريف الحضور بأهمية المواقع السياحية في الجزيرة السورية، وغناها بالأوابد الحضارية والأثرية والتي يقع بعضها تحت نير قوى الاحتلال، مشيراً إلى أن أبناء المحافظة كلهم أمل بأن يحتفلوا بيوم السياحة العام القادم، وقد عاد كل شبر من أرض الجزيرة إلى حضن الوطن.
أما الفنان عايش الكليب فاعتبر أن المعرض وثق الجزيرة السورية بمختلف مراحل نشوء مدنها حديثاً، وسلط الضوء على عاداتها وتراثها وأهم المعالم الحضارية فيها التي تشكل جزءاً من الهوية الوطنية السورية الحضارية التي نفتخر بها وتحتم علينا الدفاع عنها، وإيصالها إلى الأجيال القادمة بكل أمانة.
وأوضح الفنان عبد الرحمن بتوره الذي شارك بأربع لوحات عن تراث الجزيرة السورية وريفها أهمية توثيق أعمال الموروث الشعبي والتراثي الذي يشكل علامة فارقة في هويتنا الوطنية العريقة وأصالتنا العربية، ويجب الحفاظ عليه وتوثيقه ومنعه من الاندثار.