مقدمة
هل تلعب بغداد مزيداً في الوساطة لحل الأزمات بعدما نجحت إقليمياً في جمع إيران والسعودية على مدى جلسات عديدة توجت بمصالحة بين البلدين استضافتها بكين؟ هذا السؤال أثاره حديث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن مساع تأمل بغداد القيام بها لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
لكن قبل ذلك، فإن بغداد بحاجة إلى حل للتصعيد الأمني الذي تعتمده انقرة من خلال استهدافها الدائم لإقليم كردستان، وقصفها أخيراً مطار السليمانية على الرغم من التفاهمات التي انبثقت عن مباحثات رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في آذار / مارس الماضي لإطلاق مشروع اقتصادي ضخم على غرار طريق الحرير مع الصين، في وقت لا تزال طهران تمارس ضغوطها على بغداد لدفعها إلى الحد من التواجد العسكري الأميركي وفقاً لرغبات المرشد الإيراني علي خامئي، والتي ظهرت خلال مباحثاته في طهران مع الرئيس العراقي الذي يفضل الركون إلى الحوار والتهدئة لحل القضايا الإقليمية والدولية وترسيخ الأمن من خلال تعاون جميع دول المنطقة.
وفي السياسة أيضاً يواصل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي تعزيز دوره اقليمياً وفرض نفسه رقماً صعباً في المعادلة السياسية العراقية، على الرغم من استهدافه على يد منافسيه من السنة أو خصومه من القوى السياسية التي تخشى تنامي دوره في المشهد العراقي بعد سيطرة أطراف تحمل ثقلاً فرضه انسحاب الصدريين وتواريهم عن الأنظار، وقرار زعيمهم مقتدى الصدر الانسحاب من العملية السياسية، وقيامه أخيراً بتجميد عمل التيار الصدري مدة سنة، في مؤشر على عمق الغضب على ما آلت إليه الأوضاع في العراق.
وفي الشق الاقتصادي يمثل افتتاح الحكومة العراقية لمصفاة جديدة لتكرير النفط بقدرة 140 ألف برميل يومياً، خطوة مهمة على صعيد تطوير البنى التحتية بعد سنوات من الإهمال والتراجع الذين فرضتهما الأوضاع الأمنية وسوء الادارة والتخطيط. كذلك توقيعها أخيراً اتفاقاً مع “توتال” لتنفيذ مشروع بقيمة 27 مليار دولار.
ثقافياً، جسد الحضور المسرحي الكويتي في بغداد تطوراً لافتاً في طبيعة العلاقات بين البلدين بعد سنوات من الجفاء فرضتها تداعيات الغزو العراقي في 1990، لتعيد بطولة كاس الخليج العربي التي استضافتها مدينة البصرة العراقية قبل أشهر الروح إلى جسد العلاقات بين البلدين.
التقرير السياسي
هجمات تركية على السليمانية تُغضب العراق
دان الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، يوم السبت 8/4/2023، القصف التركي الذي استهدف مطار السليمانية في كردستان العراق، حيث يتحصن، بحسب أنقرة، مسلحون من حزب العمال الكردستاني، ودعا أنقرة إلى تقديم اعتذار رسمي.
وقال رشيد في بيان “تتكرر العمليات العسكرية التركية على إقليم كردستان وآخرها قصف مطار السليمانية المدني.” وأضاف “إذ ندين هذه الاعتداءات السافرة على العراق وسيادته، نؤكد عدم وجود مبرر قانوني يخول القوات التركية بالاستمرار في ترويع المدنيين الآمنين بذريعة وجود قوات مناوئة لها على الأراضي العراقية.”
ويأتي القصف قرب مطار السليمانية، ثاني مدن إقليم كردستان شمال العراق، في أجواء من التوتر مع إغلاق تركيا مجالها الجوي مطلع نيسان / أبريل أمام الطائرات الآتية من هذا المطار والمتوجهة إليه.
وأعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أن القصف حدث خلال تواجد قائدها في مطار السليمانية، بعد أن كانت قد نفت ذلك. وقال المتحدث باسم هذه القوات فرهاد شامي إن عبدي “كان متواجداً في السليمانية في إطار العمل المشترك مع جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان العراق باطلاع من قوات التحالف الدولي لتنسيق الجهود المستمرة ضد داعش.”
ومن غير المستبعد أن يكون استهداف مطار السليمانية، مرتبطاً بالاتفاق النفطي الأخير بين بغداد والإقليم، الأمر الذي يتسبب بخسارة تركيا سنوياً أكثر من مليار دولار عمولات على سماحها بمرور نفط الإقليم عبر أراضيها لتصديره.
الحلبوسي يزور السعودية ويلتقي بن سلمان
سياسياً، وفي إطار تعزيزه دوره الإقليمي، زار رئيس مجلس النواب العارقي محمد الحلبوسي جدة يوم السبت 15 نيسان/ أبريل 2023، والتقى بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث استعراضا العلاقات بين البلدين الشقيقين.
كما تأتي زيارة الحلبوسي إلى المملكة العربية السعودية، في وقت برز خلاف سني – سني، وبين الحلبوسي ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، علماً بأن الحلبوسي بات يتمتع بثقل كبير في الوسط السني وهو مادفع العديد من سياسيي المكون السني إلى شن حملة ضده
الصدر يُعلن تجميد تياره عاماً كاملاً
في خطوة مفاجئة قرر رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، يوم الجمعة 14/4/2023، تجميد “التيار الصدري” الذي يتزعمه وإيقاف كافة أنشطته عاماً كاملاً، رداً على ظهور جماعة جديدة مؤيده له في مدينة النجف تُطلق على نفسها اسم “أصحاب القضية”، تعتبر أن الصدر هو “الإمام المنتظر آخر الزمان” وتطالب الناس بمبايعته.
وهاجم الصدر، في بيان، أنصاره عبر حسابه الشخصي على منصة “تويتر”، قائلاً “أن أكون مصلحاً للعراق ولا أستطيع أن أصلح التيار الصدري فهذه خطيئة، وأن أستمر في قيادة التيار الصدري وفيه بعض من الفاسدين، وفيه بعض الموبقات فهذا أمر جلل”، مؤكدا “فلذا أجد من المصلحة تجميد التيار أجمع ما عدا صلاة الجمعة وهيئة التراث وبراني (مرقد والده) السيد الشهيد لمدة لا تقل عن سنة.”
وبعد ذلك أغلق الصدر حسابه الشخصي على “تويتر”، كما تم إغلاق الحسابات المرتبطة بـ”التيار الصدري” بمنصات التواصل الاجتماعي.
وكانت مجموعة تسمى “أصحاب القضية” بثت تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت أنها سوف تطلق حملة كبيرة لإعلان “البيعة للإمام الموعود المنتظر مقتدى الصدر”، مؤكدة “سنبايعه ونعلن أنه هو الإمام المنتظر ونكون تحت ركابه ونصرته.”
ونقلت مصادر إعلامية عراقية أن قوات الأمن اعتقلت عدداً من المنتمين لجماعة “أصحاب القضية” بتهمة الإخلال بالأمن والدعوة إلى التحشيد تحت غطاء ديني.
وقد تكون خطوة الصدر هذه بهدف إعادة ترتيب الأوراق داخلياً وتمهيداً لرفضه محاولات إعادته للعملية السياسية، في الوقت الذي يرى آخرون أنها خطوة استباقية جاءت لقطع الطريق أمام محاولات خارجية خطّطت لتفكيك التيار بتشويه سمعته من خلال دعم مجموعة فيه تحمل ما وُصفت بـ “دعوى دينية متطرفة” وسط ملامح عودة جديدة للصدر لممارسة العمل السياسي، في إثر تمرير البرلمان العراقي قانون الانتخابات الجديد، وفق آلية “سانت ليغو” التي يعترض عليها “التيار الصدري” والقوى المستقلة.
خامنئي يرفض الوجود الأميركي في العراق
مع سعي إيران لتعزيز التبادل التجاري مع العراق البالغ أكثر من 10 مليارات يورو، أبلغ المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد السبت 29 نيسان/ أبريل 2023، رفضه وجود جندي أميركي واحد في العراق، وأن الولايات المتحدة ليست صديقاً يمكن الاعتماد عليه، وأنه ينبغي ألا يسمح العراق بوجود أي قوات أميركية على أراضيه. لكن هذا الكلام لم يرد في البيان الذي وزعته رئاسة الجمهورية العراقية، بينما نقلته وسائل إعلام إيرانية عن خامنئي.
ويساهم نحو 2500 جندي أميركي في العراق في تقديم المشورة والدعم للقوات العراقية في إطار محاربة تنظيم داعش.
وذكرت الرئاسة العراقية في بيان، أن “رشيد وخامنئي استعرضا علاقات الصداقة الراسخة والقائمة بين العراق وإيران، وأكد الرئيس العراقي أهمية تعزيزها وتقويتها وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الجارين.”
في سياق متصل قال الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي أن إيران تسعى لمستويات أعلى في تبادل تجاري مع العراق، مبيناً أن “حجم التبادل التجاري مع العراق يبلغ أكثر من 10 مليارات يورو.”
ورأى رئيسي أن “أي زعزعة لأمن العراق يعد زعزعة لأمن إيران”، معتبراً أن “العلاقات المميزة بين البلدين أدت إلى تعاون جيد بينهما على المستويين الإقليمي والدولي.”
واعتبر أن تواجد القوات الأجنبية لاسيما القوات الأميركية في المنطقة “يضر باستقرارها”، معتبراً مذكرة التفاهم الأمني بين البلدين “مهمة ونولي أهمية كبرى للأمن في العراق وأمن الحدود”.
مساع عراقية لوساطة بين روسيا وأوكرانيا
وفي مؤشر على تزايد الثقة بلعب العراق دور الوسيط في حلحلة أزمات المنطقة، كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، يوم الإثنين 17 نيسان/ أبريل 2023، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الأوكراني ديمترو كوليبا في بغداد، عن مساع بغداد لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال حسين، إن “العراق مع وقف إطلاق النار في الحرب الأوكرانية الروسية وأبلغنا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بذلك عندما زار بغداد.”
وأشار حسين إلى “دور عراقي ضمن مجموعة الاتصال للتوصل إلى وقف إطلاق النار وبدء مباحثات بين موسكو وكييف”، مبيناً أن “العراق يسعى لأن يكون جزءاً من الحل فيما يتعلق بالحرب الروسية أوكرانية.”
وأوضح وزير الخارجية، “بحثنا كيفية استمرار العلاقات التجارية مع أوكرانيا وتقويتها، إضافة إلى مجموعة من القضايا التي تتعلق بالمنطقة والأبعاد الاقتصادية للحرب.”
واعتبر حسين أن “زيارة وزير الخارجية الأوكراني إلى بغداد مهمة والعالم ينظر إلى معالمها”.
من جانبه قال، وزير الخارجية الأوكراني إن “زيارتنا إلى بغداد تعبر عن تطور العلاقات بين البلدين وعلاقتنا مع العراق في تطور.” وأضاف، “نحن نتعاون مع السياسة التي تتبعها الحكومة العراقية.”
وسبق أن طرح رئيس الوزراء العراقي هذه الوساطة خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وبحسب المعطيات فإن هناك “قبولاً روسياً بهذه الوساطة بدعم من الصين وستكون هناك زيارات لوفود روسية إلى بغداد لترتيب كامل ملف هذه الوساطة.”
والتقى كوليبا خلال زيارته رئيس الوزراء وأجرى مشاورات بشأن كيفية التعامل مع مختلِف القضايا، والتحدِيات الإقليمية والدولية في المنطقة.
التقرير الاقتصادي
مصفاة جديدة لتكرير 140 ألف برميل يومياً
أطلق العراق يوم السبت 1/4/2023، عمليات الإنتاج في مصفاة جديدة لتكرير النفط في كربلاء في مشروع افتتح قبل أشهر ومن شأنه تقليص واردات العراق، الغني بالنفط، من الوقود بشكل كبير.
وافتتح رئيس الوزراء مصفاة كربلاء الواقعة في وسط البلاد، والتي نفّذتها شركة “هونداي” الكورية، وفق بيان صادر من مكتبه.
وأعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني البدء في “مرحلة الإنتاج التجاري” في المنشأة الواقعة في وسط العراق. وتبلغ الطاقة التكريرية لهذه المصفاة 140 ألف برميل في اليوم، وفق الوزير الذي قال إنها “الأولى في العراق بتقنيات حديثة.”
وأضاف في كلمة من الموقع، أن مصفاة كربلاء النفطية “تسهم في سد جزء كبير من الحاجة المحلية من المنتجات البيضاء، ويقلص نسبة كبيرة من المستورد منها.”
وتنتج المصفاة، وفق الوزير، 9 ملايين ليتر من الوقود في اليوم، أي أكثر من نصف الـ 15 مليون ليتر في اليوم التي يستوردها العراق.
من بين المنتجات، مادة البنزين بنقاوة تصل إلى 95 أوكتان، فضلاً عن مشتقات نفطية أخرى. ويتوقع أن تنتج المصفاة 4 ملايين ليتر من زيت الوقود، و3 ملايين ليتر من النفط الأبيض، فضلاً عن 1000 طن في اليوم من الأسفلت، وفق الوزير الذي أكد أن انتاج الغاز السائل يبلغ 750 طنا يومياً، والكبريت الصلب 360 طناً في اليوم، أما الوقود الثقيل فيبلغ 8 ملايين ليتر في اليوم.
وهذه أول مصفاة بهذه الطاقة الإنتاجية يتم بناؤها في العراق منذ الثمانينات، والتي تعد منطلقاً جديداً نحو تطوير مؤسساته النفطية وبالتالي تحقيق مساعي الحكومة العراقية للعمل على رفع الطاقة الإنتاجية للمصافي القائمة، وصولاً الى الاستغناء عن الاستيراد بهدف سد احتياجات محطات الكهرباء والصناعة المحلية والتي تستورَد الغاز بكميات كبيرة منه سنوياً من إيران.
ويعد العراق ثاني أكبر مصدّر للنفط في منظمة أوبك، إذ يصدّر يومياً نحو 3,3 ملايين برميل، فيما تشكّل العائدات النفطية نسبة 90% من إيرادات البلد الذي يحتوي على احتياطات هائلة من الذهب الأسود.
كذلك، تولد المصفاة 200 ميغاواط من الكهرباء، يجهز منها الشبكة الوطنية 60 ميغاواط.
ويعاني العراق تهالكاً في بنيته التحتية بسبب عقود من الحرب والنزاعات وسوء الإدارة والفساد المزمن والبطء في عمليات إعادة الإعمار وتنفيذ إصلاحات ضرورية. ولا يزال على الرغم من ثروته النفطية الهائلة، ينتظر تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى في البنية التحتية.
اتفاق مع "توتال" على مشروع بـ 27 مليار دولار
أعلنت مجموعة “توتال إنرجي” أنها توصلت إلى اتفاق مع العراق لتنفيذ مشروع الطاقة الذي أعلن عنه في 2021 باستثمارات تصل إلى 27 مليار دولار.
وكان العراق قد أعلن موافقته على تقليص حصته إلى 30 في المئة بدلاً من 40 في المئة في مشروع توتال إنرجيز الذي تأخر كثيراً، الأمر الذي أحيا اتفاقاً تأمل بغداد في أن يجذب الاستثمارات الأجنبية للعودة إلى البلد الذي عانى جراء الحرب.
وكانت الحكومة العراقية تصر في السابق على حصة 40 في المئة، الأمر الذي عطل تنفيذ المشروع على الرغم من حاجة البلد الماسة إلى الغاز كوقود لمحطات الكهرباء لديه.
وذكر بيان حكومي عراقي أن مجلس الوزراء وافق على خفض حصته في مشروع لتطوير مصادر الغاز والنفط والطاقة المتجددة في المنطقة الجنوبية أملاً بحسم أمر البدء بتنفيذ المشروع الذي تأجل طويلاً.
وأوضح بيان الحكومة أن شركة نفط البصرة المملوكة لوزارة النفط هي التي ستدير حصة الحكومة بدلاً من شركة النفط الوطنية التي ألغيت خطوات تأسيسها أخيراً بقرار من المحكمة الاتحادية.
وبحسب بيان توتال إنرجي، فإن حصتها في المشروع ستكون 45 في المئة.
كما أن توتال دعت شركة قطر للطاقة للمشاركة في المشروع بنسبة 25 في المئة، وذلك بالاتفاق مع الحكومة العراقية. وأعلنت قطر للطاقة موافقتها على تملك حصة الـ 25 في المئة.
وسوف يتيح الاتفاق بين الكونسرتيوم الذي تقوده “توتال” بناء أربعة مشاريع للنفط والغاز والطاقة المتجددة باستثمارات أولية قدرها 10 مليارات دولار في جنوب العراق على مدى 25 عاماً.
وقد دعت “توتال” أيضاً شركة أكوا باور السعودية للمشاركة في تطوير محطة طاقة شمسية بقدرة 1 غيغاواط لتزويد الكهرباء لشبكة البصرة الإقليمية، بحسب بيان صادر بتاريخ 5/4/2023.
ويتألف المشروع، وهو أحد أهم مشاريع العراق لاستثمار الغاز وتأمين الطاقة البديلة، من ثلاث محاور: أولها مشروع استثمار الغاز المحترق في المنطقة الجنوبية بسعة 600 مليون قدم مكعب قياسي يومياً، والثاني تطوير حقل أرطاوي النفطي، والثالث مشروع تحلية ماء البحر المشترك، والرابع مشروع الطاقة الشمسية بسعة الف ميغاواط.
وعد خبراء بالنفط والاقتصاد قرار الحكومة خفض حصتها تصرفاً طبيعياً وليس تنازلاً، وجاء بعد الدراسة والاتفاق نظراً لأهمية العقد مع هذه الشركة، وخصوصاً الأمر المتعلق بالغاز، والذي من شأنه توفير أموال كبيرة للعراق جراء استثمار الغاز وعدم اللجوء إلى استيراده بمبالغ طائلة، وبالتالي سينعكس على قضية توفير الطاقة الكهربائية للعراق، كون الغاز وتوفيره للمحطات سيكون محلياً، وهذا ما سيخفف كثيراً من أزمة الكهرباء التي يشهدها العراق مع كل صيف بسبب خفض إيران كميات الغاز التي تزود العراق بها.
التقرير الثقافي
مسرحية كويتية في بغداد بعد غياب 33 عاما
شهدت بغداد في 23 نيسان/ أبريل 2023، تزامناً مع أول أيام عيد الفطر، عرض مسرحية “الحوش”، في حدث تاريخي يسجل للمرة الأولى بعد مرور 33 عاماً على الغزو العراقي للكويت، عندما أطلت بطلة المسرحية الفنانة هيا الشعيبي، على جمهورها على خشبة مسرح “السندباد لاند” في العاصمة العراقية بغداد، لتقدم عروض أول مسرحية “رعب كوميدي” في تاريخ المسرح العراقي.
وحضيت الخطوة باشادات واسعة كونها تقرب الشعبين العراقي والكويتي.
وشهدت العلاقات الثنائية بين العراق والكويت تطورات إيجابية خلال السنوات الماضية، حيث يسعى البلدان إلى حل جميع الإشكالات العالقة بينهما.
وفي حوار لها مؤخراً، أشادات الفنانة الكويتية هيا الشعيبي بردة فعل الجمهور العراقي عقب هذا التعاون.
وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود على إسدال الستار على الغزو العراقي للكويت سنة 1990، وبعد نحو عقدين من عودة العلاقات العراقية الكويتية إلى طبيعتها بعد الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، لا تزال ملفات بين البلدين بحاجة الى الحل، علماً بٍأن رئيس الحكومة العراقية، زار الكويت في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، استكمالاً لزيارات أجراها رؤساء الحكومات السابقة بهدف تطوير العلاقات في جميع المجالات، وخاصة الاقتصادية والسياسية.
وشكّلت بطولة كأس خليجي 25 الأخيرة لكرة القدم في محافظة البصرة، والتي توج بلقبها منتخب العراق، فرصة للتقريب السياسي والشعبي بين العراق ودول الخليج.