مقدمة

شهدت المملكة الأردنية الهاشمية أياماً عصيبة في شهر كانون الأول/ ديسمبر، بدءاً من الأزمة الاقتصادية التي عجزت الحكومة عن حلها، مروراً باشتعال شرارة غضب في الشارع على خلفية ارتفاع أسعار المحروقات، التي دفعت إلى إضرابات لأصحاب الشاحنات، والنقل البريّ، وأصحاب سيارات الأجرة الصفراء، وغيرهم من الفئات الأكثر تضرراً من ارتفاع أسعار المحروقات الذي استمر في وتيرة متصاعدة، وزيادة الضغط على المواطن الأردنيّ.

كما عاشت المملكة “جمعة سوداء” في إثر مقتل العقيد عبد الرزاق الدلابيح، بعد تعرضه للإصابة بعيار ناري في منطقة الرأس وإصابة آخرين،  أثناء تعاملهم مع أعمال شغب اكانت تقوم بها “مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون” في منطقة الحسينية في محافظة معان، وفق وصف الجهات الأمنية والرسمية الأردنية.

وعلى الرغم من الاضطراب الأمني هذا، إلا أن الجهات الأمنية المختصة، تمكنت من إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات إلى الأراضي الأردنية، تصل كميتها إلى ما يقارب 1000 كغم من الكبتاغون آتية من العراق عن طريق المعبر الحدودي الوحيد بين البلدين، وكانت مخبأة داخل عجينة التمر.

وفي الملف الثقافي توِّج شهر كانون الأول/ ديسمبر بنيل الفيلم الأردني “تالافيوين” عدة جوائز عربية وعالمية. وتأكيدًا على وحدة الدم والمصير الفلسطيني الأردني، أُقيم معرض للفن التشكيلي، وأمسية شعرية في مضمونها دعم القضية الفلسطينيّة، والتغنّي ببطولات وصمود الشعب الفلسطيني.

التقرير السياسي

مقتل عقيد في أعمال شغب والأمن العام يداهم المشتبه فيهم

نعت مديرية الأمن العام العقيد عبد الرزاق عبد الحافظ الدلابيح الذي كان يشغل منصب نائب مدير شرطة محافظة معان (جنوب الأردن)، وقتل في إثر تعرضه للإصابة بعيار ناري في منطقة الرأس وإصابة آخرين، خلال تعاملهم مع أعمال شغب كانت تقوم بها “مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون” في منطقة الحسينية في محافظة معان، وفق وصف الجهات الأمنية والرسمية.

قادة الرأي ووجهاء وأبناء محافظة معان نعوا العقيد الدلابيح، وأكدوا في بيان رفضهم لأي عملية تخريبية أو إجرامية. وقال البيان “إن من يرفع سلاحه في وجه أي أردني عسكري أو مدني فقد برأت ذمة معان منه، فلا عشيرةَ له ولا نسب.”

وحمّل الحكومة مسؤولية الأحداث الأخيرة، وما آلت إليه الأمور، بسبب عدم قدرتها على التواجد منذ بداية الأحداث خطوة بخطوة. ولفت البيان إلى أن “أصحاب الأجندات، أو المهربين، أو الخارجين عن القانون، هم من أطلقوا الرصاصة على الضابط في ليلة ظلماء اختفى فيها صوت الحكمة وتبخرت فيها رجالات الدولة حتى جعلوا المواطن في مواجهة مباشرة مع أخيه العسكري في الشارع.”

وأكدت مديرية الأمن العام أنها مستمرة في عملها لحفظ أمن الوطن وحماية مواطنيه، وصرّحت بأنها ستضرب بيد من حديد على كل من يحاول الاعتداء على الأرواح والممتلكات العامة ويهدد أمن الوطن والمواطن.

ونائب مدير شرطة محافظة معان العقيد عبد الرزاق عبد الحافظ الدلابيح ابن محافظة جرش، من مواليد العام 1977 وكان يبلغ 45 عاماً حتى استشهاده.

وفي إثر مقتل العقيد الدلابيح، داهمت قوات الأمن العام الأردني مكان تواجد المشتبه به في عملية القتل، وذكر الأمن العام في بيان أن “جميع التحقيقات والأدلة الجرمية، ونتائج العينات الملتقطة من مسرح الجريمة أكدت أن الإرهابي المقتول في المداهمة، يوم الاثنين الموافق 19 كانون الأول/ ديسمبر، هو ذاته مطلق النار، وقاتل العميد عبد الرزاق الدلابيح.”

وأشارت المديرية إلى “تطابق السلاح الذي استخدمه الإرهابي [….] خلال المداهمة التي راح ضحيتها ثلاثة عناصر أمنية وخمس إصابات، مع العينات الملتقطة من مسرح جريمة مقتل العميد الدلابيح، بعد مضاهاتها فنياً لدى المختبر الجنائي من خلال الفحوصات الفنية التي لا تدع مجالا للشك والتي أثبتت أنه ذات السلاح المستخدم في حادثة قتل الدلابيح.”

وختمت بالقول: “إن مديرية الأمن العام إذ شيعت ثلاثة من خيرة شبابها الذين افتدوا الوطن بأرواحهم دفاعاً عن أمنه وأمن مواطنيه، مقدمين أغلى ما يملكون رخيصة في سبيل ذلك، فإنها تأسف على خروج أبواق مسمومة على وسائل التواصل الاجتماعي لتشكيك ونسج الروايات المغلوطة ودماء شهدائها لم تجف بعد.”

إحباط أضخم عملية تهريب للمخدرات آتية من الحدود العراقية

أمنياً أيضاً، أحبطت دائرة الجمارك الأردنية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية أكبر وأضخم عملية تهريب لحبوب المخدرات تصل إلى ما يقارب 6 ملايين حبة، أو ما يعادل 1000 كيلغرام من الكبتاغون، آتية من الأراضي العراقية، وكانت مخبأة في شاحنتين تحملان عجينة التمر، عبر النقطة الحدودية المعروفة باسم حدود الكرامة وتقع بين بلدة الرويشد الأردنية في محافظة المفرق، وبلدة طريبيل العراقية في محافظة الأنبار، وتبعد نحو 320 كيلومترا عن العاصمة الأردنية عمان، و575 كلم عن العاصمة العراقية بغداد.

وصرح مصدر تابع لدائرة الجمارك بأن: “كوادر الجمارك الأردنية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية أحبطت أكبر وأضخم عملية تهريب مخدرات لستة ملايين حبة من الكبتاغون يعادل وزنها ألف كلغ.”

وأكد المصدر الأمني أن هذه العملية كشفت وجود حبوب المخدر بعد عملية تفتيش دقيقة لشاحنتين مبردتين، وكانت الحبوب المخدرة متواجدة داخل عجينة التمر. وأضاف أنه تم العثور على ما يقارب 509 كيلوغرامات من حبوب الكبتاغون في الشاحنة الأولى وما يقارب 483 كيلوغراماً من الكبتاغون في الشاحنة الثانية.

وأكد مدير عام الجمارك الأردنية اللواء جلال القضاة في البيان أن “الجمارك والأجهزة الأمنية تعمل بكافة الإمكانيات على تجفيف منابع دخول المخدرات من خلال تعزيز رقابتها في المنافذ الحدودية وضرب أوكار تجار السموم ومروجيها.”

وأعرب القضاة، عن شعوره بالاعتزاز والتقدير لجهود الكوادر الجمركية وقدرتهم على التصدي للأساليب الإجرامية المبتكرة في تهريب المخدرات بكل كفاءة واقتدار.

التقرير الاقتصادي

إضرابات النقل تتسع بعد زيادة أسعار المحروقات

تطور مشهد إضراب الشاحنات ووسائل النقل العام في محافظة معان (جنوب الأردن)، ليشمل عدة محافظات ومناطق في المملكة؛ احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات، حيث استمرت الإضرابات لأيام متتالية، وبشكل متواصل منذ 4 كانون الأول / ديسمبر.

في حين خلصت اللجنة المشتركة بين مجلسي الوزراء والنواب لحزمة من “القرارات التخفيفية للحفاظ على الأمن والاستقرار، وتغليب المصلحة العامة”، وشملت زيادة على أجور الشحن، ورفع قيمة الدعم النقدي المقدم لوسائل النقل العام الداخلي، وتثبيت أسعار مادة الكاز المستخدم للتدفئة طوال أشهر الشتاء، وتأجيل البنوك المحلية لقروض الأردنيين للشهر الحالي، فضلا عن تقديم دعم نقدي لتدفئة الأسر الفقيرة والمحتاجة، والاستمرار بدعم حزمة من السلع للعام القادم 2023.

وأعلنت نقابة أصحاب الشاحنات والعاملين على خطوط النقل البري إضراباً عن العمل، على الرغم من “القرارات الحكومية التخفيفية”، لكون هذه القرارات لم تكن مرضيّة للمضربين، واتسع الإضراب ليشمل سائقي صهاريج مياه وشاحنات وسيارات أجرة وحافلات، والذين طالبوا بخفض أسعار المشتقات النفطية خاصة مادة الديزل “السولار” التي تشكل 40% من كلف التشغيل لقطاع النقل العام، ورفع أجور النقل للشاحنات. كما شهدت محافظة معان توقف للحركة التجارية بالمدينة، وخلت الطرقات من المارة، وعلّقت جامعة الحسين بن طلال دوام الطلبة هناك.

وشهدت أسعار المشتقات النفطية بالأردن ارتفاعات متتالية بلغت 16 ارتفاعاً خلال سنتي 2021 و2022، وشهدت مادة الديزل ارتفاعا بنسبة 45% خلال 2022، وقدمت السلطات الأردنية دعما للمشتقات النفطية خلال الربع الأول من 2022 بواقع 550 مليون دينار (774 مليون دولار) بعد تثبيت أسعارها رغم الارتفاعات العالمية.

وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي موجة تفاعلات هائلة تحت وسم “إضراب الكرامة” الذي تصدر موقع تويتر لأيام عديدة، وتمت مشاركة العديد من المقاطع المصورة للمحال التجارية التي أغلقت أبوابها في عدة محافظات، فضلاً عن صور لسيارات الأجرة الصفراء المتوقفة بلا حراك معلنة انضمامها لإضراب الكرامة.

ووصفت غرفة تجارة عمان الإضراب بـ “الكارثة الاقتصادية”، محذرة من تكدس نحو 16 ألف حاوية جاهزة للتحميل تمت معاينتها مسبقاً ودفع الرسوم الجمركية عنها محملة بالبضائع والمواد الغذائية، فضلاً عن نحو 8 آلاف حاوية جاهزة للتحميل، لكن عجزت شركات النقل والخدمات اللوجستية أن تقوم بنقل البضائع إلى أصحابها من تجار ومصانع، بسبب الإضراب العام لشركان النقل الذي انتشر في أغلب مناطق ومحافظات المملكة.

رسمياً، أكد رئيس الحكومة بشر الخصاونة أن الخزينة العامة للدولة الأردنيّة لا تمتلك ترف دعم المحروقات، وأن الحكومة دعمت المحروقات خلال العام الماضي بمبلغ وصل إلى 550 مليون دينار أردني، ولا تمتلك أن تقوم بهذا الدعم لكونها لا تمتلك هذا المال. وأضاف أن دعم الحكومة للمحروقات سيزيد من عجز الموازنة، ويزيد من المديونيّة.

وفي ظل العجز الحكومي لاحتضان الأزمة الاقتصادية، وُقّعت في مجلس النواب مذكرة نيابية تطالب رئاسة المجلس بعقد جلسة رقابية لطرح الثقة بالحكومة، بسبب “عجزها عن أداء واجباتها تجاه الوطن والمواطن، وتعسفها في قراراتها، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة حقيقية، إثر إضراب وسائل النقل العام، على إثر ارتفاع أسعار المحروقات”، بحسب ما ورد في المذكرة.

التقرير الثقافي

فيلم "تالافيزيون" يحصد عدة جوائز عربية وعالمية

حصد الفيلم الأردنيّ “تالافيزيون”، لمخرجه مراد أبو عيشة، جائزة أفضل فيلم عربيّ، خلال حفلة توزيع الجوائز في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، والذي اختتم فعالياته يوم الخميس 22 من كانون الأول / ديسمبر. ونالت الطفلة عائشة بلاسم التي لعبت دور البطولة في الفيلم على تنويه خاص.

وكان الفيلم قد فاز بـ “جائزة أفضل فيلم روائي” في مسابقة جوائز الأوسكار للطلبة، مسجلاً أول فوز عربي في فئة الأفلام الروائية، كما تلقى المخرج مراد أبو عيشة دعوة للانضمام إلى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التي تمنح جوائز الأوسكار.

كما حصد فيلم “تالافيزيون” جوائز من دول عديدة، فنال جائزة “أفضل فيلم قصير” في “مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي” في المملكة العربيّة السعودية، وحاز في “مهرجان ماكس أوفولس” في ألمانيا، جائزتي الجمهور ولجنة التحكيم لتكون المرة الأولى في تاريخ المهرجان التي ينال فيها فيلم متوسط المدة جائزتين ضمن فعالياته.

ويسلط هذا العمل الفنيّ الضوء على معاناة تتعرض لها طفلة اسمها “تالا”، شغوفة في متابعة مباريات كرة القدم، لكن تنظيم داعش المسيطر على بلدها يحظر مثل هذه الممارسات أو الرغبات، فتتحول مشاهداتها إلى عمل سري وغير معلن، وخضوضاَ بعد أن قام التنظيم بحظر مشاهدة التلفاز.

ويذكر بأن هذا الفيلم هو إنتاج أردنيّ ألماني مشترك، وشارك في هذا العمل الفني وجوه فنية عربية وأردنية، منهم: خالد الطريفي، ونبيل كوني، وزياد بكري، وعائشة بلاسم.

معرض وأمسية شعرية دعماً للقضية الفلسطينية

في إطار دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مدير عام دائرة المكتبة الوطنية، افتتح نضال العياصرة يوم الأربعاء 14 كانون الأول/ ديسمبر، معرضاً للفن التشكيلي، ضمن الفعالية الشعرية والفنية ا”شقائق النعمان”.

وتضمت هذه الفعالية التي أشرفت على تنظيمها جمعية ديوان أهالي جبع، بالتعاون مع مبادرة “لون كلمة نغم”، والتي أقيمت في رحاب المكتبة الوطنية، أمسية شعرية وأدبية، فضلاً معرض فني بالمشاركة مع 18 فناناً تشكيلياً، قدموا خلال هذا المعرض أعمال فنية ولوحات ورسومات عبّرت عن الدعم الأردني للقضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني.

وتخللت الأمسية قصائد تغنت بفلسطين والقدس وصمود الشعب الفلسطيني ونضاله، والمآسي التي يعيشها الفلسطينيون والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وألقاها كل من الشعراء؛ ردينة آسيا، ومحمد علي الفراية، ومحمد الخضور، ولؤي شديفات. وأدارت الأمسية الروائية عنان محروس.

وأكد رئيس ديوان أهالي جبع، أشرف البداد، أن هذه الفعالية تأكيد على أن الفلسطينيين أينما وجدوا تربطهم قضيتهم الكبرى، مشدداً على الوحدة التي تجمع الشعبين الفلسطيني والأردني، وهي “وحدة الدم ووحدة المصير.”