مقدمة
تُعتبر استراتيجية التحديث الثلاثية للقطاعين السياسي والاقتصادي، والقطاع العام من أبرز الملفات التي ينشغل بها الأردن، وتسير على أساسها خطط الإصلاح السياسيّة والاقتصادية التي تنتهج هذه المنظومة التحديثية، تحقيقا للرؤية الملكية.
ففي الملف السياسيّ لشهر تشرين الثاني ألقى الملك عبد الله الثاني، في 13 تشرين الثاني / نوفمبر، خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر، تناول فيه القضايا الداخلية مشدداً على استراتيجية التحديث، والإقليمية، مؤكداً أن القضية الفلسطينية هي محور اهتمام المملكة.
وتابع الأردن، في تشرين الثاني / نوفمبر، الاهتمام بتحقيق آليات التحديث السياسية انطلاقاً من التحديثات التي تمت في ضوء هذه الرؤية كانت العمل على تطوير الحياة الحزبية في الأردن وقانون الانتخاب والتعديلات الدستورية التي جاءت استكمالا للتعديلات التي تمت في سنة 2011، لذلك تم إعطاء هذه الأحزاب مهلة لتصويب أوضاعها من أجل تقويتها وإبعادها عن التشرذم والضعف، وهذا يدلل على أن هناك توجهًا لأن يكون هناك تحالفات بين الأقوياء من الأحزاب. ولفت وزير الشؤون السياسية والبرلمانية وجيه العزايزة إلى أن المحددات التي وضعت في قانون الأحزاب جاءت لتحمي العملية الديمقراطية بصيرورتها الكاملة، وتمت بقانون لكي يكون من ينفّذ هذه العملية محايدًا ولا يوجد له انحيازيات محددة في هذا العمل.
أمّا في الملف الاقتصادي لشهر تشرين الثاني وبحضور رئيس الوزراء بشر الخصاونة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي، تم توقيع اتفاقية المنحة الأميركية السنوية لدعم موازنة الأردن، وقيمتها 845,1 مليون دولار أميركي بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وهذه المنحة جزء من برنامج المساعدات الاقتصادية الأميركية للحكومة الأردنية، ضمن مذكرة التفاهم الثالثة بين الجانبين للأعوام 2018-2022.
وتوقع وزير المالية محمد العسعس نمو الإيرادات المحلية بما نسبته 10,4 في المئة مقارنة مع إعادة تقدير أرقام 2022، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الاتصال الحكومي فيصل الشبول، خُصص للحديث عن مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2023، والتي قدرت بـ 11,4 مليار دينار، بالاستناد إلى توقعات بنمو الناتج المحلي الاسمي بنحو 6<6 td المئة خلال 2023، ونمو الإيرادات الضريبية بـ 696 مليون دينار أو ما نسبته 11,7 فيا المئة.
وفي الاقتصاد أيضاً تأكيد البنك الدولي في تقرير حديث أن التقدّم للمنصة الوطنية للتشغيل التي أطلقتها الحكومة في نيسان / إبريل الماضي، “يسير بشكل مرض”، إذ تفيد الأرقام بتشبيك 9751 طالباً بوظائف خلال سبعة أشهر.
وشهد شهر تشرين الثاني / نوفمبر رفع الحكومة أسعار الديزل وبنسبة بلغت نحو 4% للمرة الثامنة العام الجاري، وأبقت على سعر الكاز عند قيمته في الشهر الماضي.
وفي الملف الثقافي، تكلل شهر تشرين الثاني بفوز فيلم “فرحة” للمخرجة دارين سلام بجائزة فئة أفضل فيلم شبابي ضمن مسابقة أكاديمية آسيا والمحيط الهادئ للشاشة (إيه بي إس إيه)، والذي اختتم فعالياته مساء الجمعة في مدينة جولد كوست بأستراليا.
و”فرحة” عنوان فيلم روائي طويل، 92 دقيقة، استوحت المؤلفة والمخرجة الأردنية دارين سلّام أحداثه من قصص حقيقية عاشها اللاجئون الفلسطينيون خلال أحداث النكبة، سمعتها من أمها وجدتها وشهود النكبة من اللاجئين.
التقرير السياسي
الملك عبد الله يؤكد محورية القضية الفلسطينية أُردنياً
افتتح الملك عبد الله الثاني، في 13 تشرين الثاني / نوفمبر، بخطاب العرش، الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر، بشقيه: النواب والأعيان، فاستعرض السياسات الوطنية ومرتكزات القضايا المهمة في المنطقة.
وتناول في مستهل الخطاب عملية التحديث، فقال “إن التحديث الشامل بمساراته السياسية والاقتصادية والإدارية يشكل بكل جوانبه مشروعاً وطنيا كبيراً، يجب أن تدور حوله كل الأهداف الوطنية وتسخر الجهود والموارد لتحقيقه. وعلى مؤسسات الدولة تبني مفهوم جديد للإنجاز الوطني يلمس نتائجه المواطنون، ولن نقبل بالتراجع أو التردد في تنفيذ هذه الأهداف.”
وأضاف، “فالتحديث السياسي هدفه مشاركة شعبية أوسع في صنع السياسات والقرارات من خلال أحزاب برامجية، أما هدف مسار التحديث الاقتصادي، فهو تحسين مستوى معيشة المواطنين وتوفير فرص التشغيل والاستثمار بالاستناد إلى العمل الاستراتيجي، حتى تعود الحيوية إلى كل القطاعات الإنتاجية ويتعافى الاقتصاد من جديد. وهذان المساران لا يكتملان دون إدارة عامة كفؤة، توفر أفضل الخدمات للمواطنين وتعتمد التكنولوجيا الحديثة وسيلة لتسريع الإنجاز ورفع مستوى الإنتاجية”.
وشدد الملك على أنه “نريد لهذا التحديث أن يخدم أهداف التنمية ويعمل من أجل تمكين الشباب والمرأة ويسهم في إيجاد قيادات جديدة تبعث الحيوية في مؤسسات الدولة ويكون لها الحضور الفاعل في مجلس النواب وفي حكومات المستقبل.”
ودعا الملك عبد الله الثاني السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى “أن تتعاونا معاً في إطار الفصل المرن الذي كفله الدستور لتحقيق الأهداف المنشودة وتقييم سير العمل في مشروع التحديث الشامل لتجاوز العقبات والعثرات، التي قد تظهر عند التطبيق، كي نضمن البقاء على المسار الصحيح”.
وخارجياً أكد الملك أن الأردن يواصل “القيام بدوره المحوري في الإقليم بمواكبة المتغيرات المتسارعة من حولنا في المنطقة والعالم، مستثمراً هذا الموقع الجيوسياسي المتميز، الذي يمثل نقطة ربط حيوية بين الدول، ولابد من اغتنامها عبر بناء شراكات عربية وإقليمية واسعة تحقق المصالح المشتركة وتعزز مكتسباتنا الوطنية”، مشدداً على أن “هذا الدور المحوري للأردن سيبقى منصباً على الدفاع عن القضية الفلسطينية، التي كنا وما زلنا وسنبقى على مواقفنا الداعمة لها، وهي على رأس أولوياتنا ولا سبيل لتجاوزها إلا بحل عادل وشامل يبدأ بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران / يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”، وعلى أنه “التزاما بمسؤوليتنا التاريخية، التي نحملها بكل أمانة، سنواصل دورنا في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.”
وقال “إن غياب أفق للحل السياسي ينبغي ألا يحول دون مواصلة العمل من أجل دعم الأشقاء الفلسطينيين اقتصادياً، لتعزيز صمودهم على أرضهم وتثبيت حقوقهم المشروعة. ولأننا الأقرب إليهم سنعمل على أن يكونوا شركاء أساسيين في المشاريع الإقليمية ولا نقبل بتهميشهم، ونجدد تأكيدنا على أن التمكين الاقتصادي ليس بديلا عن الحل السياسي.”
وخاطب الملك العسكريين قائلاً: “على حدود هذا الوطن رجال يحرسون الأردن الغالي بعزيمة لا تلين وقلوب عامرة بالحب والوفاء لهذه الأرض وأهلها، هم أصحاب الرايات العالية والجباه المرفوعة دائماً، نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية، حماة الحمى والمسيرة، الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن أمن الوطن والمواطن. النشامى، أخاطبهم اليوم باسم الأردنيين جميعا وأقول لهم، هذا عهدنا بكم، أنتم الأصدق قولا والأخلص عملاً، نحييكم ضباطا وضباط صف وجنودا، فنحن معكم وأنتم معنا صفا واحدا وقلبا واحدا من أجل الأردن الأعز والأقوى”.
وخاطب السلطتين التنفيذية والتشريعية قائلاً: “أنتم والحكومة وكل من يريد الخير لهذا الوطن الكبير أمام مسؤولية تاريخية تجاه دولتنا العزيزة، فالرؤية واضحة ولا خيار أمامنا سوى العمل والإنجاز لبناء الأردن الجديد، دولة حديثة أساسها المشاركة والمواطنة الفاعلة وسيادة القانون وتكريس كل الإمكانيات للتنمية، وعنوانها شباب الوطن وشاباته بطموحهم الذي لا حدود له وعزيمتهم التي لا تلين.”
العزايزة يشدد على السير على نهج التحديث السياسي
قال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية وجيه العزايزة، إن المرحلة القادمة ستبنى على مسار تحديث المنظومة السياسية، مشيراً إلى أنه تم التصميم والبدء بالبنى الأساسية التي تتعلق بتطوير العمل السياسي في الأردن، بهدف نقله إلى مراحل متقدمة جداً.
وأضاف العزايزة في تصريح خلال استضافته في برنامج “ستون دقيقة” الذي بثه التلفزيون الأردني، مساء 25 تشرين الثاني / نوفمبر، أن ما تم إنجازه خلال المرحلة الماضية هو رؤية استراتيجية للدولة، وليس رؤية مرحلية مؤقتة، لكونها تصبّ في المصلحة الوطنية العليا، واتفق الجميع على ضرورة إنفاذها، وجاءت مكونات تشكيلها من خلال لجنة ملكية ضمت كل أطياف المجتمع الأردني، وبالتالي جاءت مخرجاتها عبر اتفاق عام بين الجميع للانتقال إلى نظام سياسي متطور.
وأوضح أن المحددات والتحديثات التي تمت في ضوء هذه الرؤية كانت العمل على تطوير الحياة الحزبية في الأردن وقانون الانتخاب والتعديلات الدستورية التي جاءت استكمالاً للتعديلات التي تمت في سنة 2011، مشيراً إلى أنه كان هناك تطلع للجدية في تشكيل هذه الأحزاب من حيث العدد والمشاركة في الحياة العامة، لذلك تم إعطاء هذه الأحزاب مهلة لتصويب أوضاعها من أجل تقويتها وإبعادها عن التشرذم والضعف، وهذا يدلل على أن هناك توجهًا لأن يكون هناك تحالفات بين الأقوياء من الأحزاب.
ولفت العزايزة إلى أن المحددات التي وضعت في قانون الأحزاب جاءت لتحمي العملية الديمقراطية بصيرورتها الكاملة، وتمت بقانون لكي يكون من ينفّذ هذه العملية محايدًا ولا يوجد له انحيازيات محددة في هذا العمل.
وأكد أن الدولة تقف على مسافة واحدة من الأحزاب، لأن هذا أساس العمل السياسي، ولا يجوز للدولة أن تنحاز إلى جهة على حساب جهة ويجب أن تبقى على حياد من هذه الأحزاب، مشيرًا إلى أنه يوجد لدى الجميع وجهات نظر، ستفرزها صناديق الاقتراع التي هي من يجب أن تقوم بوضع المسار السياسي.
وتحدث عما تمّ إقراره في التحديث السياسي من قانون الأحزاب وإقرار نظام الأنشطة الحزبية في الجامعات، مشيرًا إلى أن هناك تواصلًا مع الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني على تنفيذ هذه الرؤية التي تعتبر إحدى أولويات توسيع قاعدة المشاركة في العملية السياسية التي ستكون متدرجة، وستعالج أوضاعًا سابقة كان لها انعكاسات ومردودات سلبية.
ودعا العزايزة مؤسسات المجتمع المدني إلى استثمار الفرصة التاريخية والتفاعل معها والسير في ركابها باتجاه التحول القادم الذي سيقوده الجيل الشاب الذي يمتلك المعرفة والتكنولوجيا ووسائل الإعلام، والعمل على استثمار عنصر الشباب لتحقيق نتائج إيجابية في المستقبل، مشيرًا إلى أنه تمّ وضع المسارات الصحيحة بالتنسيق مع الوزرات المعنية لتأطير الحياة السياسية، وذلك بجهد حكومي يجب أن يوافق جهد مقابل من مؤسسات المجتمع المدني، بحيث يكون العمل تكامليّ من جميع الأطراف الفاعلة.
وأضاف، أن من واجب الحكومة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني العمل بصورة متدرجة على توسيع المشاركة الشبابية ومشاركة المرأة بصورة فعّالة، للوصول إلى الحياة الحزبية المستهدفة وفق المراحل الثلاث الموضوعة للوصول لحكومات حزبية.
وقال العزايزة فيما يتعلق بالرسالة من الزيارة الملكية الأخيرة لدار رئاسة الوزراء “إن ما فهمناه هو تحفيز ودعم للاستمرار في القرارات التي تدعم مسارات التحديث”، مشيراً إلى أن مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري هي رسالة دولة وليست مسارات حكومة، وهي مترابطة ولا يمكن الفصل بينها، وتنفيذها ليس جهدا حكوميا فقط، وإنما التلازم في تنفيذها للجميع، كما أن الحكومة فهمت من إعطاء الصلاحية، أن عليها أن تراجع مسارها خلال كل فترة، وأن أي معيق في فريقها يجب أن يخرج لكيلا يؤثر سلباً على سير العملية بنجاح.
وأشار العزايزة إلى أن الرؤى التي تم الحديث عنها هي عابرة للحكومات وتتطلب التشاركية من جميع الأطراف، لافتا إلى أن حديث البعض عن تجزئة الأمور لا يلتقي مع المصلحة الوطنية.
كما تحدث العزايزة عن دور الإعلام الذي يقود الرأي العام للوصول إلى الحقيقة، مؤكداً أن دور الإعلام المسؤول أساسي في تحقيق المصلحة الوطنية العليا، وعلينا أن نذهب برسالتنا الإعلامية بكل مؤسساتنا المؤثرة وعبر منصات التواصل الاجتماعيّ إلى العمل جميعا ضمن المسار الوطني الذي يحقق المصلحة العليا، والابتعاد عن المناكفة والتردد والعمل وفق ما يحقق المصلحة العامة عوضًا عن تحقيق المكاسب الشخصيّة.
وفيما يتعلّق بالعلاقة مع مجلس النواب، قال العزايزة إنها علاقة تشاركية بالكامل ولا يجوز الفصل في هذه العلاقة، لأن المجلس والحكومة لا يمكنهما العمل فرادا، مؤكدا تعاون الحكومة مع مجلس النواب في كل مراحلها، وكذلك تعاون مجلس النواب مع الحكومة، لأننا نعمل سويا من أجل إقرار مشاريع وطنية عابرة للحكومات.
وأعرب العزايزة عن اعتقاده أن ما نعيشه حاليًّا هو نتاج المئوية الأولى للدولة الأردنية التي كانت مرحلة البناء والإنجاز، واستطعنا أن نتجاوز فيها التحديات والصعوبات، مشيراً إلى أن الضمانة الأساسية للانتقال إلى المئوية الثانية هي الإدراك بأن الحكم والدولة متلازمان ومترابطان في ضمير كل أردني، وهذا التلازم الذي اجتاز بنا الكثير من الصعاب، هو في صلب الرؤى التي ستقودنا لتأمين مسارنا إلى المرحلة الثانية في إطار المصلحة الوطنية العليا، والمسار لا يحتمل التراخي ولا التباطؤ ولا الفشل فيه.
وتطرق العزايزة إلى الأحزاب التي كانت عابرة للجغرافيا، مشيراً إلى أنها كانت في مرحلة زمنية معينة، ولم تكن وضعاً أردنياً خاصّاً، بل كانت موجودة في كل الإقليم، وتم تجاوزه بحرفية الدولة وقدرتها على التعاطي مع الملفات الداخلية والخارجية، لافتاً إلى أنه في المسار القادم يجب ألا تتعامل الأحزاب وفق الأيدولوجيات، بل وفق البرامج التي تتوافق مع المصلحة الأردنية العليا، بحيث يكون الفصل بين البرامج الانتخابية صناديق الاقتراع، من خلال تطبيق البرامج التي تحافظ على أمن واستقرار الدولة.
وأكد العزايزة على أن الانتقال لحكومات حزبية يتطلب جهداً كبيراً وتكاتفاً من كل أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع، وعلى الجميع أن يدرك أننا أمام استراتيجية وطنية تاريخية يجب أن نبنيها ونحافظ عليها ولا نسمح بالتفريط بها، أو التهاون في تنفيذها.
التقرير الاقتصادي
منحة أميركية بقيمة 845,1 مليون دولار لدعم خزينة الأردن
وقع الأردن والولايات المتحدة، في 27 تشرين الثاني / نوفمبر، اتفاق منحة بقيمة 845,1 مليون دولار لدعم الخزينة الأردنية. وحضر حفل توقيع الاتفاقية رئيس الوزراء بشر الخصاونة، والتي وقعتها وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان نيابة عن الحكومة الأردنية، ومديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالإنابة مارغريت سبيرز، وبحضور نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير دولة تحديث القطاع العام ناصر الشريدة، ووزير المالية محمد العسعس، والسفير الأميركي لدى الأردن هنري ووستر.
والمنحة هي جزء من برنامج المساعدات الاقتصادية الأميركية للحكومة الأردنية، من ضمن مذكرة التفاهم الثالثة بين الجانبين لسنوات 2018-2022.
وأكد الخصاونة، خلال حفل التوقيع، على عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والأهمية التي يوليها الأردن لتطوير شراكته مع الولايات المتحدة الأميركية في مختلف مجالات التعاون. وشكر الولايات المتحدة على هذا الدعم الذي يعبر عن تفهمها لحجم التحديات التي يمر بها، ودعمها لمشروع التحديث الشامل.
كما أكد الخصاونة استمرار الأردن في المضي قدماً لتنفيذ مشروع التحديث الشامل بمساراته الثلاثة: السياسية والاقتصادية والإدارية في إطار منظومة التحديث السياسي، ورؤية التحديث الاقتصادي وخارطة طريق تحديث القطاع العام الذي يقوده الملك عبد الله الثاني.
وأوضحت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي خلال الحفل أنه بموجب الاتفاقية ستقوم الحكومة الأميركية بتحويل منحة الدعم النقدي المباشر إلى حساب الخزينة العامة خلال تشرين الثاني / نوفمبر الحالي، مشيرة إلى أهمية هذه المنحة في المساهمة بتمويل مشاريع تنموية ذات أولوية ضمن القطاعات المالية العامة والمياه والتعليم والأشغال العامة والإسكان ودعم جهود التعافي الاقتصادي، الأمر الذي سيساعد في تخفيض عجز الموازنة العامة، ودعم خطط الحكومة الهادفة إلى تهيئة البيئة الملائمة لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي التي تعمل على تنفيذها الحكومة الأردنيّة.
وقال إن “الولايات المتحدة ستعمل مع حكومة الأردن وشعبه لتحفيز الانتعاش الاقتصادي للمملكة، وتعزيز الأمن المائي، وتوفير التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل التي يحتاجها الأردنيون لبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً، وتعدّ مذكرة التفاهم رمزاً لشراكتنا الدائمة وتبرهن على دعم الولايات المتحدة للإصلاحات الاقتصادية في الأردن والالتزام المشترك بتعزيز القدرة على التكيّف والاستقرار والأمن.”
وقالت مديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالإنابة “إن ما حققناه معاً قد بُني على علاقة متينة ودائمة بين بلدينا، قائمة على أساس الاحترام المتبادل والالتزام والمتابعة.”
وكانت الحكومة الأردنية وقعت في أيلول / سبتمبر الماضي مذكرة تفاهم جديدة مع الولايات المتحدة مدتها 7 سنوات، تغطي الفترة ما بين 2023 و2029، يقدم الجانب الأميركي بموجبها مساعدات إجمالية خلال هذه الفترة بقيمة 10,15 مليار دولار، وبمعدل سنوي يبلغ 1,45 مليار دولار ابتداء من 2023، وبزيادة في حجم المساعدات السنوية بمبلغ 175 مليون دولار مقارنة بالمساعدات المُقدمة بموجب مذكرة التفاهم السابقة، والتي ستساعد الجهود الحكومية في المضي قدماً بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي وخارطة تحديث القطاع العام.
زيادة أسعار الديزل والبنزين والإبقاء على أسعار الكاز والغاز
زادت الحكومة الأردنية في 29 تشرين الثاني / نوفمبر أسعار الديزل بنسبة 4% للمرة الثامنة هذا العام، كما زادت أسعار البنزين، وأبقت على سعر الكاز عند قيمته في الشهر الماضي.
وبحسب القرار الصادر عن لجنة تسعير المحروقات في وزارة الطاقة والثروة المعدنية، فقد تم رفع سعر الديزل بمقدار 35 فلسًا وبذلك يصبح سعر الديزل 895 فلساً / ليتر بدلاً من 860 فلساً / ليتر، في حين قررت اللجنة تثبيت سعر الكاز لشهر كانون الأول / ديسمبر المقبل عند سعره لشهر تشرين الثاني / نوفمبر البالغ 860 فلساً / ليتر، علماً بأنه عند تطبيق المعادلة السعرية لمادة الكاز وفقًا للأسعار العالمية تبين أن الكلفة الفعلية لمادة الكاز بلغت 880 فلسًا/ لتر.
كما نص قرار اللجنة بالإبقاء على إبقاء سعر أسطوانة الغاز عند قيمة 7 دنانير للأسطوانة.
وبعد تثبيته للشهرين الماضيين، رفعت الحكومة سعر البنزين بصنفيه 90 و95 بنسب تراوحت ما بين 1 و1,2 ليصح سعر لتر البنزين 90 أوكتان 920 فلساً / ليتر بدلاً من 910 فلسات / ليتر، والبنزين 95 أوكتان 1170 فلساً / ليتر بدلاً من 1155 فلسا لليتر الشهر الماضي.
وتفرض الحكومة ضريبة مقطوعة على المشتقات النفطية حيث تبلغ القيمة التي تحصلها الحكومة على مشتق البنزين 95 أوكتان بقيمة 575 فلساً عن كل ليتر، وبالنسبة للبنزين 90 أوكتان فإن الحكومة تفرض على كل ليتر ضريبة مقطوعة بمقدار 370 فلساً، وتفرض على الكاز ضريبة مقطوعة على كل لتر 165 فلساً.
وجرت العادة ان تُثبّت الحكومة أسعار الكاز مع بداية شهر كانون الأول / ديسمبر من كل عام وحتى نهاية آذار / مارس، مع العلم بأن سعره ارتفع في الشتاء الحالي بنسبة تقارب 40% مقارنة مع سعره في الشتاء الماضي.
إلى ذلك، قررت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن تحديد قيمة تعرفة بند فرق أسعار الوقود في فاتورة الكهرباء لشهر كانون الأول / ديسمبر بقيمة صفر، وهي نفس القيمة التي تم تحديدها لشهر تشرين الثاني / نوفمبر، وهي ثابتة عند هذه القيمة منذ شهر نيسان / ابريل 2020.
موازنة الأردن 11,4 مليار دينار لسنة 2023 ولا زيادة للضرائب
قال وزير المالية محمد العسعس إن موازنة الأرد لسنة 2923 تبلغ 11,4 مليار دولار، متوقعاً نمو الإيرادات وأوضح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الاتصال الحكومي فيصل الشبول، خُصص للحديث عن مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2023، أنه تم بناء هذا التقدير بالاستناد إلى توقعات بنمو الناتج المحلي الاسمي بنحو 6,6 في المئة خلال 2023، ونمو الإيرادات الضريبية بنحو 696 مليون دينار أو ما نسبته 11,7 في المئة، لتعكس النمو في الناتج المحلي الإجمالي من جهة، وأثر إجراءات مكافحة التهرب الضريبي وتحسين الإدارة الضريبية وتطبيق الممارسات الدولية في التدقيق والتفتيش الضريبي وتوسيع القاعدة الضريبية وتعزيز الالتزام الطوعي للمكلفين من جهة اخرى.
وأكد العسعس، التزام الحكومة بعدم فرض أي ضرائب جديدة أو زيادة الضرائب الحالية للعام الرابع على التوالي، متوقعاً نمو الإيرادات غير الضريبية بما نسبته 6,6 في المئة بالمقارنة مع إعادة التقدير لسنة 2022، وزيادة المنح الخارجية لتصل إلى 802 مليون دينار لسنة 2023 أو ما نسبته 0,8 في المئة عن سنة 2022.
وأكد أن معدل التضخم في الأردن سيصل خلال العام المقبل الى 3.8 بالمئة، مشيراً إلى أن هذه النسبة “من أحسن النسب عالمياً” وأن العديد من الدول نسب التضخم لديها مستويات اعلى بكثير من هذه النسبة، مؤكداً أن نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي ستكون 2,7 في المئة وصولاً إلى 36,9 مليار دينار، وعجز ميزان المدفوعات كنسبة من الناتج المحلي سينخفض من 7,9 إلى 6,1 في المئة.
وأشار إلى أنه نتيجة لجهود مكافحة ومحاربة التهرب الضريبي والتجنب الضريبي والجمركي حيث استطاعت المالية العامة الوصول الى مستهدفاتها المالية سينخفض الدين العام وصولاً إلى 32 مليار دينار، وستنخفض نسبة الدين من الناتج المحلي الإجمالي 86,6 في المئة.
كما أشار إلى انخفاض العجز الأولي للموازنة وهو المعيار العالمي لاتفاقات الأردن للحفاظ على الاستدامة المالية ستنجح الحكومة بخفضه من 3,4 إلى 2,9 في المئة في 2023، العجز سينخفض قبل المنح إلى 2,664 مليار دينار في حين انه سينخفض بعد المنح إلى 1,826 مليار دينار.
وأكد العسعس أن الوزارة بإعدادها لبنود الموازنة، بينت الالتزام التام بتنفيذ متطلبات تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي (2022-2033) وما تضمنته من مبادرات وخطط وبرامج من خلال تخصيص 355 مليون دينار، والالتزام بتنفيذ متطلبات خارطة طريق تحديث القطاع العام (2022-2033) وما تضمنته من خطط وبرامج من خلال تخصيص 40 مليون دينار.
التقرير الثقافي
"فرحة" الأردني يحصد جائزة "أفضل فيلم شبابي"
فاز فيلم “فرحة” للمخرجة دارين سلام بجائزة فئة أفضل فيلم شبابي ضمن مسابقة أكاديمية آسيا والمحيط الهادئ للشاشة (إيه بي إس إيه)، والذي اختتم فعالياته في 11 تشرين الثاني / نوفمبر في مدينة غولد كوست في أستراليا.
و”فرحة” عنوان فيلم روائي طويل، 92 دقيقة، استوحت المؤلفة والمخرجة الأردنية دارين سلّام أحداثه من قصص حقيقية عاشها اللاجئون الفلسطينيون خلال أحداث النكبة، سمعتها من أمها وجدتها وشهود النكبة من اللاجئين.
ويروي الفيلم قصة فتاة فلسطينية شابة، وكيف يتغير حلمها من الحصول على التعليم في المدينة إلى البقاء على قيد الحياة في ذروة أحداث النكبة في فلسطين سنة 1948.
وتحتفل أكاديمية آسيا والمحيط الهادئ للشاشة برواية القصص السينمائية التي تعكس أصولها الثقافية على أفضل وجه، من مناطق جغرافية متنوعة تغطي نصف إنتاج العالم السينمائي و78 دولة ومنطقة.
وفي سنة 2022، احتفلت أفلام من 17 دولة ومنطقة في آسيا والمحيط الهادئ بتحقيق إنجازات في حفل توزيع جوائز الأكاديمية، مع فوز تاريخي لأول مرة على الإطلاق لصانعي الأفلام من الأردن، وأرمينيا، وكمبوديا، وباكستان.
ويذكر أن فيلم فرحة جرى اختياره في 40 مهرجاناً دولياً، وحاز العديد من الجوائز بالإضافة إلى اختياره رسمياً من قبل الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لتمثيل الأردن في الدورة 95 من سباق الأوسكار، والذي تُعلن قائمته القصيرة في 21 كانون الأول المقبل وترشيحاته النهائية في 24 كانون الثاني المقبل.
وقالت المخرجة إن أبرز التحديات التي واجهتها في إنجاز الفيلم هي “المسؤولية التاريخية في رواية قصص اللاجئين، والخيار الإبداعي في تصوير الجزء الأكبر من الفيلم في ذات الغرفة ودون أن يمل المشاهد.”