مقدمة
لا تزال تداعيات المصالحات والتفاهمات في المنطقة ترتد إيجاباً على النظام في دمشق، إذ شهدت سورية خلال شهر آذار / مارس الماضي العديد من الأحداث السياسية تمثلت بزيارة رئيس النظام السوري وعقيلته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، كما قام رئيس النظام بزيارة إلى روسيا التقى خلالها بنظيره الروسي فلاديمير بوتين. وفي سياق متصل أجرى وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد زيارة إلى جمهورية مصر العربية التقى خلالها نظيره المصري سامح شكري، فيما أعلنت المملكة العربية السعودية عن اعتزامها إعادة فتح قنصليتها في دمشق بعد 10 سنوات من القطيعة مع نظام دمشق.
وشهدت سورية خلال شهر آذار/ مارس تصاعداً كبيراً في عمليات العنف بين أطراف النزاع على مساحة الجغرافيا السورية، وعمليات قصف إسرائيلي مكثف على مواقع عسكرية تتبع لقوات النظام السوري والميليشيات الموالية لإيران في كل من حلب ودمشق وحمص، فيما شهدت مناطق شرق سورية قصفاً متبادلاً بين القوات الأميركية من جهة والميليشيات المرتبطة بإيران من جهة أخرى. أما في درعا جنوب سورية فقد وثّقت جهات محلية مقتل أكثر من 40 شخصاًٍ خلال شهر آذار / مارس جراء عمليات اغتيال واستهداف متفرقة شهدتها المحافظة. كما شهدت جبهات القتال في كل من حلب وجنوب إدلب شمال سورية عمليات قصف ومعارك خلّفت ما لا يقل عن 20 قتيلاً في صفوف قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة.
اقتصادياً، أقر مؤتمر المانحين المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل بتقديم مساعدات لمتضرري الزلزال في سورية بقيمة تصل إلى 400 مليون يورو، فيما حافظت الليرة السورية على سعر صرف متدني أمام الدولار الأمريكي. ومن جهة أخرى تم الكشف على عمليات للتهريب وتزوير في مرفأ اللاذقية غرب سورية وصلت قيمتها إلى عشرات المليارات.
ثقافياً، بدت سيطرة الدراما السورية واضحة على الشاشات العربية خلال موسم شهر رمضان.
التقرير السياسي
زيارتان رسميتان لبشار الأسد إلى الإمارات وروسيا
وصل رئيس النظام السوري بشار الأسد في 19 آذار / مارس الفائت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، في زيارة رسمية رافقه خلالها عقيلته أسماء.
وبحسب بيان الرئاسة السورية، كان في استقبال الأسد لدى وصوله إلى مطار الرئاسة في أبو ظبي رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان.
ورافقت طائرة الرئيس الأسد لدى دخولها أجواء دولة الإمارات عدة طائرات حربية إماراتية ترحيباً بالزائر.
ثم توجه الأسد إلى قصر الوطن حيث أجرى المحادثات مع رئيس الدولة.
ولدى وصول موكبه إلى قصر الوطن جرت للأسد مراسم استقبال رسمية، إذ رافقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى منصة الشرف وعُزف النشيد الوطني السوري، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة.
وكان في استقبال بشار الأسد، طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، ومنصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، وعدد من المسؤولين.
ورافق الأسد وفد ضم عدداً من الوزراء منهم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية، ووزير الإعلام، ومعاون وزير الخارجية، والقائم بأعمال السفارة السورية في أبو ظبي.
كما التقت زوجته أسماء مع “أم الإمارات” الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الإماراتية.
في سياق متصل زار رئيس النظام السوري موسكو واجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في أول زيارة له خارج الشرق الأوسط منذ زلزال 6 شباط / فبراير.
وأعلن الكرملين، في 16 من شهر آذار / مارس، أن الرئيس الروسي أجرى محادثات ثنائية مع نظيره السوري، مشيراً إلى أنه “تم مناقشة قضايا الساعة المتعلقة بتطوير التعاون الروسي السوري في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والإنسانية، بالإضافة إلى آفاق تسوية منسقة للوضع في سورية.”
المقداد في مصر والسعودية تفتح قنصليتها في دمشق
في مجال تطبيع العلاقات السورية – العربية، حط وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد على رأس وفد رسمي في القاهرة، في زيارة تعتبر الأولى لوزير خارجية سوري منذ 12 عاماً إلى العاصمة المصرية، وهي الأولى له أيضاً منذ تعيينه في منصبه، بحث خلالها دعم التعاون والتطورات الأخيرة في المنطقة.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلت عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله أنه “تم خلال الزيارة – التي تمت بناء على دعوة من وزير الخارجية المصري سامح شكري- إجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة والعالم.”
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري وصل إلى دمشق في 27 شباط / فبراير الماضي، في أول زيارة من نوعها لمسؤول مصري منذ أكثر من 10 سنوات.
إلى ذلك، أعلنت المملكة العربية السعودية، في 19 آذار / مارس، أنها ستستأنف العمل في قنصليتها في العاصمة السورية دمشق بعد عيد الفطر، والتي سيسبقها زيارة يقوم بها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إلى دمشق، يلتقي خلالها بكبار المسؤولين السوريين، وعلى رأسهم بشار الأسد.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصادر لم تسمها، أن “وساطة روسية إماراتية، أفضت إلى تذليل العقبات بين المملكة والنظام السوري، وسط ترجيحات بافتتاح القنصلية السعودية في دمشق، بعد عيد الفطر.”
وأضافت المصادر، أن العمل جار على إعادة “افتتاح البوابات الدبلوماسية الرسمية” بين النظام والسعودية، وذلك على خلفية التقارب السعودي – الإيراني.
وكانت السعودية قد أغلقت سفارتها في دمشق في آذار / مارس 2012، لتنقطع بعدها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين طيلة الفترة اللاحقة.
وصرح بشار الأسد أخيراً بأن السياسة السعودية اتخذت منحى مختلفاً تجاه سورية منذ سنوات، ولم تتدخل في شؤون سورية الداخلية، كما أنها لم تدعم أياً من فصائل المعارضة السورية.
وتابع في تصريح لوسائل إعلام روسية، أن سورية لم تعد ساحة صراع سعودي – إيراني مثلما كان الوضع في بعض المراحل ومن قبل بعض الجهات.
وعبّر النظام السوري في وقت سابق، عن ترحيبه بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، مؤكداً أن هذه الخطوة ستعزز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
تصاعد في عمليات العنف بين أطراف النزاع في سورية
شهدت سورية خلال شهر آذار / مارس تصاعداً كبيراً في عمليات العنف على مساحة الجغرافية السورية حيث سجل “مكتب توثيق الانتهاكات” في “تجمع أحرار حوران” المحلي، خلال هذا الشهر، مقتل ما يقارب 40 شخصاً في عموم محافظة درعا.
ووثّق المكتب مقتل شاب مدني تحت التعذيب بعد استدراجه من قبل فرع أمن الدولة في مدينة انخل واعتقاله، ومقتل مدني نتيجة إصابته برصاصة طائشة خلال اشتباكات بين اللواء الثامن ومجموعة محلية في مدينة إنخل، ومقتل شاب غير مدني يتبع مجموعة معارضة للنظام أثناء مهاجمته دورية تابعة لشرطة النظام على الأوتوستراد الدولي دمشق – درعا.
كما سُجّل مقتل 5 أشخاص من مجموعة محلية مسلّحة، جراء الاشتباكات مع اللواء الثامن الذي تُوجّه إليه تهماً بالعمل في تجارة المخدرات وترويجها جنوب سورية.
وسُجل أيضاً مقتل عنصر من أبناء المحافظة بعد اختطافه، يعمل مع الميليشيات المدعومة من قبل إيران، وسبق له المشاركة في أعمال عسكرية في محافظة درعا.
وأحصى مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، 26 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً، وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 5 من محاولات الاغتيال.
ووثّق المكتب خلال شهر آذار / مارس اعتقال 36 شخصاً، بينهم سيدة، من قبل قوات الأسد واللواء الثامن في محافظة درعا، أُفرج عن 15 منهم في الشهر ذاته.
في سياق متصل شهدت جبهات القتال في شمال غرب سورية تصاعداً في الأعمال القتالية والقصف المدفعي والصاروخي، حيث أعلنت “هيئة تحرير الشام” أنها استهدفت بعدة عمليات قتالية مواقع قوات النظام السوري على جبهة الفوج 46 ومحور بلدة بسرطون غرب حلب، موقعة أكثر من 15 عنصراً قتيلاً من قوات النظام، فيما قُتل 5 عناصر من قوات هيئة تحرير الشام خلال المعارك الدائرة.
أما في ريف إدلب الجنوبي، فقد شنت قوات النظام السوري عملية عسكرية على محاور جبل الزاوية جنوب إدلب، مستهدفة قرى وبلدات سفوهن وفليفل وكنصفرة براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية. وفي المقابل، أعلنت فصائل المعارضة السورية عن احباط محاولة تقدم قوات النظام السوري وتكبدها خسائر في العتاد والأرواح.
في غضون ذلك، تستمر قوات النظام السوري بشكل شبه يومي، استهداف القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، بالقذائف والصواريخ، وكان آخرها استهداف مدينة الأتارب غرب حلب في 25 آذار / مارس، الأمر الذي أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح بينهم نساء وأطفال.
وفي شمال شرق سورية أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في 25 آذار / مارس تعرض قاعدة في محافظة دير الزور السورية لهجوم صاروخي من مجموعات تدعمها إيران، بعد يوم من استهداف طائرة مسيرة منشأة في قاعدة للتحالف الدولي بالحسكة.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، أن هجوماً بعشرة صواريخ استهدف قاعدة “القرية الخضراء” في دير الزور شرقي سورية.
وأضاف رايدر، في موجز صحفي، أن الهجوم على القاعدة لم يسفر عن إصابات في صفوف القوات الأميركية.
وبيّن أن الصواريخ أصابت منزلاً قريباً من القاعدة، وأن امرأتين وطفلين أصيبوا بجروح طفيفة.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في 24 آذار / مارس، أن “طائرة مسيرة استهدفت منشأة في قاعدة للتحالف الدولي شمال شرقي سورية، ما نتج عنه مقتل متعاقد أميركي، وإصابة 5 من أفراد الخدمة الأميركية.”
وأوضح أوستن، في بيان، أن أجهزة المخابرات حددت “أن الطائرة المسيرة من صنع إيراني.”
وأعلنت الدفاع الأميركية شن غارات جوية “محددة ودقيقة” ضد جماعات “مدعومة من إيران” شرقي سورية، رداً على هجوم المسيّرة التي استهدف منشأة في قاعدة للتحالف الدولي، بمحافظة الحسكة.
قصف إسرائيلي يستهدف مواقع عسكرية للنظام وإيران
في جنوب غرب دمشق.
وهذا الاستهداف الإسرائيلي كان الثاني في أقل من 24 ساعة، إذ سبقه من قصف لموقع قرب دمشق، أعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا”، أنه تسبب بجرح عسكريين سوريين.
واستهدفت الصواريخ الإسرائيلية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، مواقع عسكرية للنظام السوري، والقوات الموالية لإيران في جنوب غرب دمشق. وأضاف المرصد أن الصواريخ دمرت مستودعاً للأسلحة والذخيرة، من دون أن يتحدث عن وجود إصابات.
وبحسب المرصد، نفذت إسرائيل ست غارات جوية في سورية خلال آذار / مارس، وشنت خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية التي طالت مواقع لقوات النظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سورية، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري هناك.
وفي 15 آذار / مارس، تعرض مطار حلب الدولي في شمال سورية لقصف إسرائيلي هو الثاني خلال بخروج المرفق الحيوي من الخدمة ليومين.
وأيضا في 7 آذار / مارس، وضع قصف مماثل المطار خارج الخدمة لأيام وتسبب بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم ضابط في قوات النظام السوري.
التقرير الاقتصادي
المانحون يتعهدون بـ 400 مليون دولار لمتضرري الزلزال
اقتصادياً أعلنت الحكومة الألمانية، في 20 آذار / مارس، إنها ستقدم 238 مليون يورو لسورية خلال مؤتمر بروكسل. كما أعلنت المفوضية الأوروبية إنها ستنفق 108 ملايين يورو للمساعدات الإنسانية والتعافي المبكر في سورية، على الرغم من تأكيدها أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي ورئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتعهدت بلجيكا بتقديم 7 ملايين يورو لسورية في سنة 2023 خلال مؤتمر المانحين في بروكسل.
وقال ممثل دولة قطر أن حكومة بلاده قدمت 93 مليون دولار و59 مليوناً كمشاريع ما زالت قائمة ليتجاوز المجموع 150.
أما ممثل المملكة العربية السعودية في مؤتمر المانحين، فقد أعلن أن حكومة المملكة قدمت 150 مليون دولار وإقامة 3 آلاف مسكن مؤقت في تركيا وسورية.
الكشف عن عمليات تهريب وتزوير في مرفأ اللاذقية
في ملفات الفساد، قالت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، أنه تم الكشف عن عمليات فساد وتزوير في أمانة الجمارك بمرفأ اللاذقية، وصلت قيمتها إلى أكثر من 20 مليار ليرة سورية.
وتتعلق عملية الفساد في جمارك اللاذقية بالتلاعب بالبيانات الجمركية والإيصالات المالية وتزوير مستندات ووثائق بهدف التهرّب من الرسوم الجمركية والمستحقات المالية، بحسب المصادر.
ووفقاً للمصادر، فقد تم توقيف نحو 5 تجار للتحقيق معهم، من دون أن يؤكد أو ينفي تورطهم، واعتبر أن المستورد أو التاجر لا يمكنه التلاعب دون التنسيق مع أحد العاملين في أمانة الجمارك والمخلص الجمركي.
وكانت صفحات ومواقع محلية قد كشفت قبل أيام عن عمليات فساد في أمانة جمارك اللاذقية وتورط مدير مخبر جمارك اللاذقية الذي يسمح بخروج العينات الغذائية والأقمشة وغيرها من المواد التي تحتاج إلى شهادة الجودة خارج المرفأ، وإجراء التحاليل عليها بطرق مخالفة من دون الرجوع للمخبر المركزي لمرفأ اللاذقية.
الليرة السورية تحافظ على تدنيها أمام الدولار الأميركي
سوق الصرف حافظ على سعر متدن لليرة السورية أمام الدولار الأميركي خلال شهر آذار / مارس، على الرغم من رفع مصرف سورية المركزي، سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية، بفارق يصل إلى 400 ليرة سورية عن سعر الصرف في السوق السوداء.
وبلغ سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في نشرة الحوالات والصرافة لأسعار العملات التي أصدرها المصرف المركزي، 6900 ليرة بعد أن كان 6750 ليرة.
وسجّل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي في سوق دمشق 7300 شراء – 7450 مبيع، بحسب موقع “الليرة اليوم” المختص بأسعار العملات.
وفي حلب بلغ سعر الصرف 7425 ليرة شراء – 7500 ليرة مبيعاً، لتحافظ الليرة السورية عند أدنى سعر صرف لها أمام الدولار في تاريخها وسط غياب الحلول الاقتصادية والانهيار الاقتصادي التي تعيشه سورية خلال سنوات الصراع السابقة.
التقرير الثقافي
الدراما السورية تغزو الشاشات العربية في رمضان
شهد موسم دراما رمضان 2023 العديد من المسلسلات السورية، ويبدو أن ثمة منافسة قوية على إنتاج الدراما السورية على وجه الخصوص، ويتجلى ذلك من التداول اللافت وتفاعل المتابعين مع الأعمال السورية على منصات التواصل الاجتماعي.
فيما اكتسحت الدراما السورية الشاشات والتلفزيونات العربية هذا العام، بل وعاودت الظهور بقوة، من خلال عدد كبير من الأعمال المتنوعة التي تتضمن ألوانا درامية مختلفة، بعضها يتناول قضايا اجتماعية، ومنها البوليسي ذو الإطار التشويقي بالإضافة إلى الكوميديا الخفيفة، إلا أن أعمال “البيئة الشامية” طغت على معظمها، بجانب تسيّد السياسة على محتوى عدد كبير منها.
ويرى نقاد فنيون أن كثيراً من هذه الأعمال مرشّح للحصول على المراكز الأولى في سباق الدراما الرمضانية الحالية، نتيجة قصصهم وشخصياتهم القوية والمُلهمة.
ومنها مسلسل “ابتسم أيها الجنرال”، الذي تدور أحداثه حول عائلة تتولى مقاليد الحكم في البلد، لينشأ بين الأخوين خلاف على السلطة، بعدما ورث أحدهما رئاسة الدولة عن أبيه، من دون مراعاة أو اهتمام بمصالح المواطنين.
العمل من تأليف الكاتب السوري سامر رضوان، وإخراج عُروة محمد. ويتشارك البطولة كل من مكسيم خليل، وسوسن أرشيد، وعبد الحكيم قطيفان، ومازن الناطور، وفرح بسيسو، ومرح جبر، وريم علي، وعزة البحرة، وهو من إنتاج شركة ميتافورا.
“ابتسم أيها الجنرال”، بقي خلال شهر آذار / مارس محل ترقب وتساؤل، إذ لم يحظَ بجمهور كبير في الواقع بعد انتهاء أسبوعين من عرضه ولم يُبهر الجمهور بمحتواه، وتعرّض لانتقادات عديدة.
لكن في الوقت نفسه، لا يمكن التغاضي عن الآراء الجيّدة بشأن العمل وكاركتير بعض الممثلين، والتي تعتبر أنه يحقق المستوى المتوقع، وأن لقاء نخبة من الممثلين دفعة واحدة كاف ومهم بالنسبة للمتابعين.
أما مسلسل “الزند – ذئب العاصي” فيمكن القول أنه الأكثر مشاهدة وجمهوراً في رمضان 2023. ويدور العمل في إطار اجتماعي سياسي خلال فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، مُسلّطا الضوء على عائلة عاصي الزند الذي يعود من الخدمة العسكرية فإذا به قد تورّط في مكيدة تحيكها مجموعة من أهم الشخصيات ذات السطوة في الشام، الأمر الذي يضعه أمام تحديات شديدة الصعوبة.
المراقبون يقولون إن فكرة المسلسل ليست فانتازيا تاريخية، أو مجرد محض خيال، بل هي مستوحاة من شخصية عاصي الزند تاريخياً وتمّت معالجتها دراميا.
وهذه الشخصية عن رجل يدعى أبوعلي شاهين ولقبه الفهد، عاش في ذلك الوقت في مناطق ريف مصياف في جبال الساحل السوري، وتعرض لمواجهة حادة بينه وبين رجال البيك، وصلت حدّ العنف الجسدي.
العمل من بين عشرات الأعمال التي عُرضت على شاشات العديد من القنوات العربية، واستطاع أن يأخذ مكانه في المقدمة، وأصبح واحداً من أكثر المسلسلات متابعة وتأثيراً، وهو من بطولة تيم حسن، ومنى واصف، ودانا مارديني، وأنس طيارة، وفايز قزق، وطارق عبده، ويحيى مهايني، ومن تأليف عمر أبو سعدة، وهو تعاون جديد يُضاف إلى الشراكة الفنية الناجحة بين تيم حسن والمخرج سامر البرقاوي.
“زقاق الجن” هو مسلسل درامي اجتماعي، من تأليف محمد العاص وإخراج تامر إسحاق، والبطولة لكل من أيمن زيدان وشكران مرتجى وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري. تدور أحداث العمل في العاصمة دمشق وتستعرض مجموعة من الصراعات الاجتماعية بين أبطال العمل الذين يسكنون أحد الأزقة القديمة، في إطار درامي يعكس شرور النفس البشرية ودواخلها.
ووفق تقرير لمنصة “إي تي بالعربي” الفنية، فإن مسلسل “العربجي” أيضاً ضمن أعمال “البيئة الشامية”، وهو للكاتب مؤيد النابلسي، وإخراج سيف الدين سبيعي، وبطولة باسم ياخور، ونادين خوري، وسلوم حداد، وإنتاج “غولدن لاين”، ويأتي من بين الأعمال السورية اللافتة وحظي حتى الآن بنسبة مشاهدة لا يُستهان بها.
قصة العمل تتمحور حول عبدو العربجي الذي يؤدي دوره ياخور، وهو رجل يعمل في نقل البضائع على العربة في دمشق، يقع في غرام ناجية، التي تعمل مغسلة أموات، لكنها لا تبادله الأحاسيس ذاتها، وهذا الواقع يشكّل محور انطلاق واستمرارية لأحداث العمل الذي يحوي الكثير من التعقيدات والصراعات الوحشية.
فيما أحدث المسلسل السوري اللبناني المشترك “النار بالنار” حالة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي لتصويره “حالة العنصرية” تجاه السوريين في لبنان والتطرق إلى حقبة الوجود العسكري السوري.
وتعرض المسلسل لهجوم عنيف من قبل الكثير من السوريين واللبنانيين بسبب القضية التي يتناولها المسلسل ويناقشها، وعلى الرغم من الهجوم العنيف على مسلسل “النار بالنار” إلا أن المسلسل حقق نجاحاً كبيراً ونسب مشاهدة كبيرة جداً في أنحاء الوطن العربي.
المسلسل من بطولة عابد فهد، كاريس بشار وجورج خباز بالاشتراك مع زينة مكي، وطارق تميم، وطوني عيسى، ومجموعة من أبرز وجوه الدراما في سورية ولبنان. والعمل من كتابة وسيناريو وحوار الكاتب السوري رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز وإنتاج شركة الصباح.