تقرير فلسطين

الكاتبعبد الباسط خلفالقسمفلسطينالتاريخنيسان/ إبريل 2023

مقدمة

حمل شهر نيسان/ إبريل للفلسطينيين مزيداً من التطورات السياسية والميدانية التي لم تهدأ على مدى أكثر من عام ونصف. فسياسياً أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن فلسطين سوف تحيي ذكرى النكبة في الأمم المتحدة لأول مرة. وميدانيًا، استشهد 12 شاباً برصاص الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي رفع عدد الشهداء منذ مطلع 2023 إلى 106 شهداء، كما تصاعدت حدة الهجوم على المصلين والمعتكفين داخل المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وجرى اعتقال 440 منهم في ليلة واحدة، فيما قصف الطيران الحربي الإسرائيلي عدة مواقع في غزة وجنوبي لبنان، بعد إطلاق صواريخ على شمالي فلسطين المحتلة من جنوب لبنان.

أما في الشأن الاقتصادي، فقد أعلن جهاز الإحصاء أن نحو نصف المجتمع الفلسطيني هم أطفال، وأن عدد العمال الفلسطينيين في فلسطين بلغ 1,133 مليون عامل؛ وصدر تقرير للبنك الدولي أكد أن الشرق الأوسط يواجه شحاً في المياه. وأعلنت بورصة فلسطين عن أرباح قياسية للشركات المسجلة فيها. ومالياً أقر مجلس الوزراء موازنته، واجتماعياً جرى الإعلان عن انتهاء إضراب المعلمين بعد أكثر من 80 يوماً.

ثقافياً، توفيت المفكرة والأديبة الفلسطيني سلمى الخضراء الجيوسي في الأردن، وجرى إطلاق كتاب التّنظيمات الإدارية والقضائيّة في العهد العثماني، وصدر للأسير كميل أبو حنيش كتابًا جديدًا حمل عنوان “الكتابة والسجن”.

التقرير السياسي

إحياء نكبة فلسطين في الأمم المتحدة لأول مرة

قال الرئيس محمود عباس، خلال إفطار رمضاني في مقر الرئاسة برام الله إن الأمم المتحدة ستحيي لأول مرة في الخامس عشر من أيار/ مايو الذكرى 75 لنكبة الشعب الفلسطيني، في أروقتها، “والمطلوب فلسطينياً في كل مكان ان نحيي هذه الذكرى، لأنها المرة الأولى، التي لا يتنكرون فيها لنكبتنا”. وأضاف أن “إحياء ذكرى النكبة يجب أن يكون على رأس أولوياتنا من أجل الحفاظ على روايتنا، التي يجب أن نتمسك بها وننقلها للعالم اجمع، والتي أصبحت حقيقة ساطعة نواجه بها كل الأكاذيب والروايات المزيفة التي تحاول تشويه التاريخ والحقائق”.

وأكد عباس أن “الموقف الفلسطيني الثابت يتمسك بالشرعية الدولية كأساس لحل قضيتنا الوطنية وانهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية”.

وفي سياق متصل بالمناسبة ذاتها، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، “إن اجتياح مليشيات المستوطنين بقيادة وزراء من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لأراضي دولة فلسطين، لا يغير من حقيقة أنها أرض فلسطينية وستبقى كذلك، وأن هذا الاجتياح الذي يأتي بقوة السلاح لا ينشئ حقاً.”

وحذر من أن “الاجتياح الفاشي من المتطرفين اليهود، في 10 نيسان/ إبريل والذي يترافق مع القتل اليومي لأبناء شعبنا، وكان آخره استشهاد الطفل محمد فايز بلهان (15 عاماً)، واقتحام المسجد الأقصى، يدفع بالأمور نحو الانفجار، الذي لن يستطيع أحد السيطرة عليه إطلاقاً.”

وحمّل أبو ردينة “سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية هذه الاعتداءات الخطيرة والاستفزازات المتصاعدة، والتي تؤكد سعي إسرائيل إلى جر المنطقة إلى مربع العنف والاضطرابا.”

واتهم الإدارة الأميركية أنها بصمتها شجعت “الاحتلال على تماديه بجرائمه بحق شعبنا”، داعياً إلى “تدخل فوري وسريع لإيقاف هذا الجنون الذي ستدفع المنطقة جميعها ثمنه.”

12 شهيداً خلال شهر و440 معتقلاً خلال ليلة واحدة

استُشهد 12 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والداخل المحتل خلال شهر نيسان/ أبريل، بينهم طفلان دون سن الـ 18.

وبحسب معطيات وزارة الصحة، فقد ارتفع عدد الفلسطينيين الشهداء منذ بداية العام إلى 106 منهم 36 في كانون الثاني/ يناير، و31 في شباط/ فبراير و27 في آذار/ مارس، و12 خلال نيسان/ إبريل.

ووفق مراقبين، فإن الجيش الإسرائيلي خفف نسبياً، خلال نيسان/ إبريل، من مستوى التصعيد، لمناسبة شهر رمضان والأعياد اليهودية.

كما تواصلت خلال الشهر نفسه عمليات المقاومة، واستشهد ثلاثة شبان خلال تنفيذهم عمليات دهس قرب الحواجز العسكرية في الضفة الغربية أو داخل مناطق الـ 48. وكانت أبرز العمليات في 7 نيسان/ إبريل، التي أسفرت عن مقتل 3 مستوطنات في إطلاق نار استهدفت مركبة قرب مستوطنة “الحمرا” في الأغوار الشمالية. وانسحب منفذو العملية بعد تنفذيها حيث أعلنت مصادر عبرية أن الجيش اكتشف العملية بعد 20 دقيقة. بعدها شرعت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وبمساندة طائرات مروحية، في عمليات تمشيط واسعة، بحثاً عن المنفذين.

تلتها في اليوم ذاته عملية أدت إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 5 آخرين في إطلاق نار ودهس على شاطئ يافا، وأصيب المنفذ بجروح خطيرة.

وفي 24 نيسان/ إبريل أصيب 5 إسرائيليين بجروح أحدهم في حالة خطيرة في حادث دهس نفذها شاب مقدسي بسوق “محاني يهودا” الشعبي في القدس الغربية.

في مجال الاعتقالات، قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال صعدت بشكل كبير خلال نيسان/ إبريل من حملات الاعتقال بحق الفلسطينيين، وقد رصد المركز 900 حالة اعتقال بينهم 120 طفلاً، و17 امرأة.

وأوضح المركز في تقريره الشهري أن الاحتلال صعد من سياسة الاعتقال بحق الفلسطينيين وخاصة في القدس المحتلة، حيث اعتقلت 440 مواطناً في ليلة واحد خلال اقتحام المصلى القبلي بالمسجد الأقصى وأفرجت عن غالبيتهم بشرط الإبعاد عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال شهر نيسان/ أبريل 7 فلسطينيين من قطاع غزة، بينهم 4 صيادين، أفرجت عن 3 منهم في اليوم التالي، وأفرجت عن الرابع بعد أسبوع، فضلاً عن اعتقال 3 شبان بعد اجتيازهم الحدود شمالي القطاع وجنوبه.

وصعد الاحتلال من استهداف الأطفال بالاعتقال والحبس المنزلي وفرض الغرامات بحقهم، وقد تم رصد 120 حالة اعتقال لقاصرين، منهم 65 فتى اعتقلوا خلال اقتحام المسجد الأقصى منتصف شهر رمضان. كما تم اعتقال 17 امرأة وفتاة.

وأصدرت محاكم الاحتلال خلال نيسان/ إبريل  أكثر من 500 أمر إبعاد غالبيتها عن المسجد الأقصى ومحيطه، وأصدرت 55 أمر حبس منزلي منها 20 أمر استهدفت قاصرين، وأربعة بحق نساء، فيما أصدرت 7 أوامر اعتقال إداري بحق أسرى مقدسيين.

كما أصدرت 265 قراراَ بالاعتقال الإداري خلال نيسان/ أبريل.

وبالتزامن مع عيد الفطر في 21 نيسان/ إبريل قال نادي الأسير إن نحو 4900 أسير يقبعون في معتقلات الاحتلال، بينهم 31 أسيرة، ونحو 160 طفلاً، وأكثر من 1000 معتقل إداري.

واستعرض نادي الأسير في بيان صدر عنه، لمناسبة العيد، أبرز المعطيات عن الأسرى، الذين يحرمهم الاحتلال على مدار سنوات وعقود من التواجد مع عائلاتهم وأبنائهم.

وأفاد البيان أن الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، عددهم 23، أقدمهم محمد الطوس المعتقل منذ سنة 1985، وهناك 11 من المعتقلين المفرج عنهم الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وهم من قدامى الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل “أوسلو” وأطلقوا سنة 2011 وأعيد اعتقالهم سنة 2014، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، والذي دخل عامه الـ 43 في معتقلات الاحتلال، قضى منها 34 عاما بشكل متواصل.

وأشار بيان النادي إلى أن عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكامًا بالسّجن المؤبد 554 أسيراً، وأعلى حكم أسير من بينهم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته 67 مؤبداً.

وبين النادي أن عدد شهداء الحركة الأسيرة بلغ 236 شهيدا منذ سنة 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد الإفراج عنهم متأثرين بأمراض ورثوها عن المعتقل، لافتاً إلى أن 12 من شهداء الحركة الأسيرة محتجزة جثامينهم، بالتزامن مع وجود 700 أسير يعانون أمراضاَ بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، منهم 24 أسيراً ومعتقلاً على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة.

قصف من لبنان وغارات إسرائيلية على لبنان وغزة

شنّت إسرائيل غارات قبل فجر 7 نيسان/ إبريل على جنوب لبنان وغزة وزعمن أنها قصفت أهدافاً لحركة “حماس” التي نفت وجود قواعد لها في جنوب لبنان، وجاءت الغارات الإسرائيلية رداً على إطلاق عشرات الصواريخ على شمال فلسطين من جنوب لبنان ومن قطاع غزة، في سياق تصعيد متواصل منذ يومين.

وهذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها اسرائيل شن هجوم على الأراضي اللبنانية منذ نيسان/ أبريل 2022.

وشهدت المنطقة تصعيدا مفاجئاً بعد هدوء نسبي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ بداية شهر رمضان في 23 آذار/ مارس.

وجرى القصف في عيد الفصح اليهودي وغداة صدامات عنيفة دارت في المسجد الأقصى.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في مستهل اجتماع للحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة إن حكومته ليست لديها رغبة “في تغيير الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس”، وداعياً إلى ما أسماه “تهدئة التوتر”.

التقرير الاقتصادي

إقرار ملحق موازنة 2023 بعجز 610 ملايين دولار

أقر مجلس الوزراء، مطلع نيسان/ إبريل، ملحق الموازنة لسنة 2023، وأوصى بالتنسيب للرئيس محمود عباس لإرفاقه بقانون الموازنة الذي تم إقراره بالعناصر الرئيسة الخاصة للإيرادات والنفقات في جلسة سابقة.

وكان المجلس أفرد جلسته لمناقشة ملاحق قانون موازنة الطوارئ لسنة 2023، وقدم وزير المالية وطاقم إعداد الموازنة في الوزارة عرضا للسيناريوهات المحتملة للإيرادات والنفقات، واعتماد الأرقام النهائية الخاصة بذلك، واعتمدت الموازنة هذا العام كموازنة طوارئ نقدية، يتم الصرف منها وفق ما يتاح من تدفقات نقدية على الخزينة، علماً بأن الموازنة تعاني من عجز لا يقل عن 360 مليون دولار، من دون الاقتطاعات الإسرائيلية الجائرة التي تتعرض لها الخزينة العامة، الأمر الذي يرفع سقف العجز إلى ما يزيد على 610 ملايين دولار.

نصف الفلسطينيين من الأطفال والعمال 1,133 مليون

قال الجهاز المركزي للإحصاء إن نحو نصف المجتمع الفلسطيني من الأطفال، وأن عدد العمال داخل فلسطين هو 1,133 مليون.

وتوقع تقرير للجهاز، لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف 2023 في دولة فلسطين نحو 2,39 مليون طفل، منهم 1,22 مليون طفل ذكر، و1,17 مليون طفلة أنثى، وتشكل نسبة الأطفال في فلسطين نحو 44% من إجمالي السكان (41% في الضفة الغربية و47% في قطاع غزة).

ووفقا الجهاز فإن عدد العاملين في فلسطين بلغ نحو 1,133 مليون عامل، بواقع 655 ألفا في الضفة الغربية، و285 ألفا في قطاع غزة، و193 ألف عامل داخل أراضي 1948.

وأوضح “الإحصاء” في بيان بشأن الواقع العمالي في فلسطين لسنة 2022، أصدره في 30 نيسان/ أبريل، لمناسبة عيد العمال العالمي، أن عدد العاطلين عن العمل انخفض إلى 367 ألفا سنة 2022 مقارنة بـ 372 ألفاً في سنة 2021، كما انخفض معدل البطالة بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة في فلسطين عام 2022 إلى حوالي (24%) مقارنة مع حوالي 26% عام 2021، وذلك نتيجة لارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة في العام ذاته، اذ بلغت حوالي 45% مقارنة بحوالي 43% لعام 2021.

وانخفض معدل البطالة لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة، اذ بلغ حوالي 13% و45% على التوالي مقارنة بحوالي 16% و47% عام 2021.

وسجلت الخليل وجنين في الضفة أعلى معدل للبطالة لسنة 2022 إذ بلغ نحو 17%، تلتهما محافظة بيت لحم بنحو 15%، بينما كان أدنى معدل للبطالة في الضفة في محافظة القدس فبلغ نحو 3%، أما في قطاع غزة، فقد سجلت محافظة دير البلح المعدل الأعلى للبطالة بنحو 55%، تلتها محافظة خان يونس بنحو 49%، بينما كان أدنى معدل للبطالة في محافظة شمال غزة بنحو 38%.

وبيّن الجهاز أن 156 ألف مستخدم فلسطيني يعمل في إسرائيل و29 ألفا يعملون في المستعمرات الاسرائيلية.

وأوضح أن نحو 54% من مجموع المستخدمين بأجر في فلسطين يعملون في القطاع الخاص، بواقع 327 ألف مستخدم بأجر من الضفة و140 ألف مستخدم بأجر من قطاع غزة، مقابل نحو 24% يعملون في القطاع الحكومي.

أرباح قياسية للشركات في بورصة فلسطين

أعلنت بورصة فلسطين، نيسان/ أبريل أن حصيلة أرباح الشركات المدرجة بلغت 407 ملايين دولار في سنة 2022، مسجلة رقماً قياسياً للعام الثاني على التوالي.

وزاد صافي أرباح الشركات المدرجة العام الماضي بنسبة 9%، من 374 مليون دولار في سنة2021.

وشكلت الشركات الرابحة ما نسبته 91% من إجمالي عدد الشركات التي أفصحت عن تقاريرها السنوية، وبقيمة بلغت 412 مليون دولار مقارنة مع ما قيمته 381 مليون دولار لعام 2021 بارتفاع نسبته 8%، في حين حققت 4 شركات فقط خسائر بلغت قيمتها 5,6 مليون دولار مقارنة مع ما قيمته 6,9 ملايين دولار لسنة 2021، بانخفاض في الخسائر 18%.

واستحوذت البنوك الستة المدرجة على الحصة الكبرى من الأرباح، بإجمالي صافي ربح بلغ نحو 140 مليون دولار، بزيادة 23% عما حققته في 2021، الواقع الذي وضع قطاع البنوك في المركز الأول من حيث الأرباح المحققة؛ وحقق قطاع الخدمات أرباحا قدرت بـ 126 مليون دولار بارتفاع نسبته 5% عن نتائج 2021؛ بينما حل قطاع الاستثمار في المرتبة الثالثة بأرباح قاربت 77 مليون دولار مرتفعة بنسبة 3%؛ وسجل قطاع الصناعة أرباحاً بقيمة 40 مليون دولار بانخفاض نسبته 21% عن الأرباح التي حققها في، وبذلك يكون هو القطاع  الوحيد الذي حقق تراجعاً في أرباح؛ وحل خامساً، قطاع التأمين بأرباح قدرت قيمتها 24 مليون دولار مرتفعة بنسبة 65% ليكون بذلك القطاع الأفضل أداء خلال 2022.

وعلى صعيد الشركات الأكثر ربحا لهذا العام، سجلت شركة الاتصالات الفلسطينية المرتبة الأولى مع أرباح بقيمة 92 مليون دولار، وجاء في الترتيب الثاني بنك فلسطين بأرباح بلغت 67 مليون دولار، وحلت العربية الفلسطينية للاستثمار (أبيك) في الترتيب الثالث بربح بلغ 31 مليون دولار، في حين جاءت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو) وبنك القدس في الترتيب الرابع والخامس بأرباح وصلت إلى 26 مليون دولار و21 مليون دولار على التوالي.

انتهاء إضراب المعلمين بعد أكثر من 80 يوماً

أكد حراك المعلمين الموحد، الجهة التي كانت وراء إضراب استمر 80 يوماً، تعليق الإضراب حتى مطلع أيلول / سبتمبر المقبل.

وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، إن العملية التعليمية انتظمت في 25 نيسان/ أبريل، في كافة مدارس الضفة الغربية وعددها 1910 مدارس، ولا يوجد مدرسة مغلقة بشكل كامل. وأضاف خلال جولة في مدارس محافظة رام الله والبيرة، أنه لا يوجد مدرسة واحدة متعطلة، وأن بعض المعلمين ما زالوا غير ملتحقين بمدارسهم.

وأوضح اشتية أن 3000 معلم كانوا متعطلين من أصل 43 ألفاً، داعياَ المعلمين المتعطلين الى التوجه الى مدارسهم، وضرورة التحلي بالمسؤولية الوطنية والجماعية وعدم اغلاق المدارس.

وأشار إلى أن الحكومة تجاوبت مع مطالب المعلمين، وأنه لم يعد هناك قضايا مطلبية لهم، وقال: “لن  نسمح بالمساس بكرامة المعلمين، أو الإنسان الفلسطيني، والحديث عن المساس بكرامة المعلمين لا أساس له من الصحة”.

وأوضح أن المعلمين طالبوا بـ15% علاوة طبيعة عمل، وتم تثبيت 10% على القسيمة، وصرف 5%، أما علاوة غلاء المعيشة، فهي تنطبق على جميع موظفي الدولة وليس على المعلمين وحدهم، علماً بأن الحكومة تجاوبت مع الغلاء وتدفع 169 مليون شيقل للتخفيف من معاناة المواطنين من خلال دعم الوقود والدقيق والماء، إضافة إلى المساهمة بـ20% من فاتورة الكهرباء لكل بيت فلسطيني.

وقال إن مجلس الوزراء طلب من وزارة التربية والتعليم ان تقوم بكل ما يلزم لإعادة مسار العملية التعليمية، وأن من يرفض العودة للمدارس سيتم التعامل معه ضمن ما يتيحه قانون الخدمة المدنية وقرار المحكمة.

وطمأن اشتية، الأهالي بأن امتحان الثانوية العامة سيعقد في موعده المقرر سابقاً، وأن العام الدراسي لن ينتهي في الأول من حزيران/ يونيو، وسيكون مفتوحاَ حتى انتهاء المنهاج الدراسي كاملا.

وشدد على أن الحكومة تجاوبت مع جميع المبادرات التي قدمها المجتمع المدني والفصائل، وعدد من الشخصيات الوطنية، وما ورد من اللجنة المركزية لحركة “فتح”، إلا أن هناك من يريد حرف مطالب المعلمين عن مسارها النقابي.

وقال إن مجلس الوزراء طلب من وزارة التربية والتعليم إعداد كل ما يلزم ضمن إطار القانون، لضمان عودة مسيرة التعليم إلى مسارها الطبيعي. واعتبر أن انتخابات اتحاد المعلمين هي شأن نقابي وأن الحكومة تقوم بتيسير اجراء الانتخابات، والاتحاد أعلن عن جدول زمني من أجل العملية الديمقراطية.

التقرير الثقافي

وفاة المفكرة والأديبة سلمى الخضراء الجيوسي

توفيت في 20 نيسان/ إبريل الأديبة والشاعرة والناقدة والمترجمة سلمى صبحي الخضراء الجيوسي عن 95 عاماً. وقد نعتها وزارة الثقافة، وقال الوزير عاطف أبو سيف “إن الثقافة الفلسطينية والعربية خسرت أكاديمية فلسطينية كرست حياتها لنشر الفكر والثقافة الفلسطينية والعربية، وخسرت قامة أدبية مهمة، وعلمًا من أعلامها ورمزًا من رموز الإبداع والعطاء، حيث كان للراحلة دور بارز ومساهمة فاعلة في إثراء المخزون الأدبي الفلسطيني والأردني والعربي.

وكان الرئيس محمود عباس قد منح الراحلة الكبيرة في سنة 2019 وسام الثقافة والعلوم والفنون فئة الابداع.

ولدت الجيوسي سنة 1928، وترعرعت في عكا والقدس، وبعد نكبة 1948 عاشت في الأردن.

درست الراحلة الثانوية في كلية شميت الألمانية بالقدس، ثم درست الأدبين العربي والإنكليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم عادت إلى القدس وعلمت في “كلية دار المعلمات”. ونالت الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن وقامت بالتدريس بعد تخرجها من لندن عام 1970 وتخصصت في الأدب العربي وعلمته في العديد من الجامعات العالمية والأجنبية.

وأسست مشروع “بروتا” للترجمة، الذي قدم الثقافة العربية إلى الغرب سنة 1980 ونقل الثقافة العربية إلى العالم الأنكلوسكسوني، وقد أنتجت عبر مشروع “بروتا” الموسوعات والكتب المتعلقة بالحضارة العربية الإسلامية، وصدرت لها روايات ومسرحيات وسيراً شعبية وغيرها. ونشرت شعرها في العديد من المجلات العربية، ونالت العديد من الجوائز العربية منها جائزة شخصية العام الثقافية للدورة 14 من “جائزة الشيخ زايد للكتاب” في 2020، وجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية 2007، وجائزة سلطان بن علي العويس 2006، وسام القدس للإنجاز الأدبي، وجائزة محمود درويش للإبداع 2023.

إطلاق كتاب التنظيمات الإدارية والقضائية في العهد العثماني

احتفت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ومعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، بيوم المخطوط العربي لسنة 2023، بإطلاق الكتاب العلمي المحكم “التنظيمات الإدارية والقضائيّة في فلسطين في العهد العثماني” للدكتور عبد الله محمود، خلال حفل ثقافي في رام الله، بحضور شخصيّات ثّقافيّة ووطنيّة.

إصدار جديد للأسير كميل أبو حنيش

صدر عن دار طباق للنشر والتوزيع، بالتعاون مع نادي الأسير كتاب “الكتابة والسجن”، للأسير الباحث والروائي كميل أبو حنيش.

ويصدر الكتاب ضمن مشروع “كلمات حرة” الهادف إلى توثيق أدب الحرية، وصمم له الغلاف الفنان أيمن حرب.

ويقضي الأسير كميل أبو حنيش حكما بالسجن المؤبد 9 مرات، قضى منها 21 عاما حتى الآن، كما تعرض لمحاولة اغتيال عبر سيارة مفخخة سنة 2001، وأصيب خلالها بجروح متوسطة.

وكتب أبو حنيش عدداً من الروايات، نشر بعضها مثل رواية “خبر عاجل”، و”بشائر”، و”وجع بلا قرار”، ورواية “الجهة السابعة”، كما نشرت له العديد من المقالات والدراسات.

وينمو، وأردتُ أن أنجزهُ على هذا النحو من الحلقات، كي أُشرك القارئ في النقاش وإبداء الرأي، وبالتالي يساهم القارئ المهتم بالشأن الاعتقالي في تطوير هذا المشروع، وإثرائه إلى أن يكتمل”.