مقدمة

شهدت سورية خلال شهر حزيران/ يونيو العديد من الأحداث على الساحة السياسية كان أبرزها إصدار القضاء الفرنسي مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري بشار الأسد لاتهامه في ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب السوري، ومن الأحداث السياسية أيضاً، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير خارجية إيران في دمشق لبحث آخر التطورات السياسية على الساحة السورية والدولية. ومن الأحداث البارزة، إعلان تركيا عن استعدادها للتطبيع مع النظام السوري.

وفي الشأن السياسي أيضاً، لقاءهيئة التفاوض السورية المبعوث الدولي إلى سورية غير بيدرسون لبحث آخر ماوصلت إليه المفاوضات السياسية بين النظام والمعارضة.

داخلياً، أعلنت قوات سورية الديمقراطية تأجيل موعد انتخابات إدارة الحكم الذاتي في شمال شرق سورية لعدم اكتمال استعدادات الأحزاب السياسية المشاركة بها، فيما تستمر الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء ضد النظام السوري والتي تطالب بإسقاط النظام وتطبيق القرارات الدولية الخاصة في إيجاد حل سياسي شامل في سورية.

في سياق منفصل، تستمر عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن من سورية، حيث أعلنت السلطات الأردنية إفشال محاولتي تهريب للمواد المخدرة خلال شهر يونيو الماضي.

ميدانياً، واصلت إسرائيل في شن غارات جوية على مواقع تتبع للميليشيات الموالية لإيران داخل سورية خلال شهر حزيران/ يونيو، فيما قتل عشرات السوريين جراء تصاعد أعمال العنف خلال شهر حزيران على كامل الخريطة السورية.

اقتصادياً، افتتحت إيران بنك إسلامي في سورية بميزانية تقدر بخمسين مليار ليرة سورية، ونقدياً حافظت الليرة خلال شهر حزيران/ يونيو على استقرار سعر صرفها أمام الدولار الأميركي.

أما ثقافياً، فكان إعلان وفاة الكاتب والسيناريست السوري فؤاد حميرة في منفاه الحدث الأبرز على الساحة الثقافية والفنية في سورية.

التقرير السياسي

مذكرة اعتقال اعتقال بحق الرئيس السوري بشار الأسد

صدقت محكمة الاستئناف في باريس، الأربعاء حزيران/ يونيو، على مذكرة التوقيف التي أصدرها قضاة تحقيق بحق رئيس النظام السوري بشار الأسد، بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية عبر الهجمات الكيماوية القاتلة التي وقعت في آب/ أغسطس 2013، وفق محامي الضحايا ومنظمات غير حكومية.

وبذلك تكون غرفة التحقيق رفضت طلب مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب بإلغاء مذكرة التوقيف بسبب الحصانة الشخصية للرؤساء أثناء وجودهم في السلطة.

ومنذ سنة 2021، يحقق قضاة تحقيق من وحدة الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس القضائية، بالتسلسل القيادي الذي أدى إلى هجمات كيماوية ليل 4 – 5 آب/ أغسطس 2013 في عدرا ودوما بالقرب من دمشق (450 مصاباً)، ويوم 21 آب/ أغسطس 2013 في الغوطة الشرقية، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، بحسب الاستخبارات الأميركية.

ونتج عن التحقيقات إصدار 4 مذكرات توقيف في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية، والتواطؤ في جرائم حرب.

وتطال مذكرات التوقيف الى جانب الأسد، شقيقه ماهر القائد الفعلي للفرقة الرابعة في الجيش السوري، وعميدين آخرين هما غسان عباس، مدير الفرع 450 من مركز الدراسات والبحوث العلمية السورية، وبسام الحسن، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية، ضابط الاتصال بين القصر الرئاسي ومركز البحوث العلمية.

وصدرت مذكرة توقيف بحق الأسد بناء على شكوى جنائية قدمها ضحايا فرنسيون من أصل سوري والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير والأرشيف السوري ومبادرة عدالة المجتمع المفتوح ومنظمة المدافعين عن الحقوق المدنية.

الأسد يلتقي وزير خارجية إيران المكلف

بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري العلاقات الثنائية بين سورية وإيران وآخر التطورات في الأراضي الفلسطينية.

كما بحث الجانبان خلال اللقاء عددا من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك وفقا لبيان نشره مكتب الرئاسة السورية.

وأكّد الأسد أن “المقاومة ضد الاحتلال بكل أشكاله ستبقى مبدأ أساسياً وخياراً إستراتيجياً باعتبارها النهج الصحيح في مواجهة الأعداء، خاصة أن التساهل معهم سيزيد من اعتدائهم ووحشيتهم.”

وأشار إلى أن “إسرائيل تزداد دموية ضد الشعب الفلسطيني كلما اقتربت من الهزيمة أمام صمود المقاومة.”

بدوره أكّد وزير الخارجية الإيراني أن العلاقة بين إيران وسورية ستبقى عميقة وإستراتيجية لأنها تنطلق من مبادئ راسخة ومصالح مشتركة وصادقة، لافتاً إلى سعي إيران الدائم لتطوير العلاقات البينية واستثمارها لخدمة البلدين من جهة ودول المنطقة وشعوبها من جهة أخرى.

وأعرب الأسد خلال اتصال هاتفي بالرئيس الإيراني المكلّف محمد مخبر في وقت سابق عن تضامن سورية التام مع إيران في كل الظروف، وثقته بقدرة دولة وشعب إيران على تجاوز هذا المصاب.

تركيا تعرب عن استعدادها للتطبيع مع النظام السوري

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  إنه لا يوجد أي سبب لعدم إقامة علاقات بين تركيا وسورية، مشيرا إلى أنه لا يستبعد احتمال عقد اجتماع مع نظيره السوري بشار الأسد للمساعدة في استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.

وكانت تركيا قد قطعت علاقاتها مع سورية بعد الثورة السورية في 2011 ودعمت معارضين لنظام الأسد. كما نفذت عدة عمليات عسكرية عبر الحدود ضد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية التي تقول إنهم مرتبطون بحزب العمال الكردستاني ويهددون أمنها القومي، وأنشأت “منطقة آمنة” في شمال سورية تتمركز فيها حاليا قوات تركية.

لكن في ظل حملة إقليمية هدفها تطبيع العلاقات مع دول الخليج، تقول تركيا أيضاً إنها ربما تستعيد العلاقات مع دمشق إذا أُحرز تقدم في مكافحة “الإرهاب”، وفي العودة الآمنة والطوعية لملايين اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا، وفي المسار السياسية.

وقال أردوغان في تصريح عقب صلاة الجمعة في إسطنبول رداً على سؤال أحد الصحفيين بشأن تصريحات الأسد بأن سورية منفتحة على جميع المبادرات التي تهدف إلى تحسين علاقاتها مع تركيا: “لا يوجد سبب لعدم إقامة العلاقات، بمعنى آخر، نحن مستعدون للعمل معا على تطوير هذه العلاقات مع سورية بالطريقة نفسها التي عملنا بها في الماضي.”

وأضاف “لا يمكن أن يكون لدينا أبدا أي نية أو هدف مثل التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا”، مشيرا إلى أن الشعبين التركي والسوري “شقيقان ويعيشان جنبا إلى جنب.”

وأردف قائلا “كما حافظنا على علاقاتنا مع سورية حية للغاية في الماضي، وكما تعلمون، فقد عقدنا لقاءات (في الماضي) مع السيد (بشار) الأسد، وحتى لقاءات عائلية، ويستحيل أن نقول إن ذلك لن يحدث في المستقبل، بل يمكن أن يحدث مرة أخرى.”

هيئة التفاوض السورية تلتقي بيدرسون في جنيف

عقدت هيئة التفاوض السورية اجتماعاً مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، الاثنين 11 حزيران/ يونيو، في مدينة جنيف السويسرية، وناقشت التطورات السياسية معه.

وجرى اللقاء في إطار الاجتماع الموسع لهيئة التفاوض، وتم خلاله التأكيد على ضرورة أن يكون للأمم المتحدة دور فاعل في تحريك الملف السياسي، وإيجاد آليات لتحريك المفاوضات التي يعطلها نظام الأسد.

وخلال اللقاء، أكد رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس أن الهيئة شريكة للأمم المتحدة “لقناعتها بأن الحل السياسي وفق القرار الأممي 2254 هو الحل الوحيد لإنهاء المأساة السورية وتحقيق الأمن والاستقرار المستدا.”

وأشار جاموس إلى “أهمية وضع أفكار عملية لتحريك العملية السياسية”، وشدد على أن أي محاولة لبعض الدول لحل مشاكلها على حساب الشعب السوري أمر مرفوض كلياً، وسيرتد عليها بمشاكل إضافية.

كذلك أكد جاموس وجود رؤية موحدة لهيئة التفاوض وجماعات المجتمع المدني وشرائح واسعة من السوريين، موضحاً أن التنسيق بات أعمق وأوضح مع المجتمعات السورية داخل سورية وفي الشتات، بسبب قناعة الهيئة لأهمية العمل المشترك والتكاملي لتحقيق الحل السياسي المنشود.

وحمل جاموس نظام الأسد، ومعه الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن والدول التي تقف إلى جانبه، مسؤولية تعثر الحل السياسي.

قسد تعلن تأجيل انتخابات الإدارة الذاتية شرق سورية

أعلنت  الإدارة الذاتية التابعة لقوات سورية الديمقراطية (قسد) تأجيل موعد انتخابات البلدية في مناطق سيطرتها والتي كانت مقررة في 11 من حزيران/ يونيو إلى شهر آب/ أغسطس القادم.

وقالت الإدارة الذاتية أن التأجيل يأتي استجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية المشاركة في الانتخابات وذلك لضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية.

وتواصل “قسد” المضي في انتخابات البلدية بمناطق شمال شرق سورية، على الرغم التأكيد على أن الانتخابات تهدف إلى إقامة كيان انفصالي في سورية، ومخالفة للقرارات الأممية.

استمرار الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري في السويداء

واصلن أهالي السويداء مظاهراتهم ضد نظام الأسد، في ساحة الكرامة خلال شهر حزيران/ يونيو، للمطالبة برحيل الأسد وإجراء انتخابات حرة نزيهة، وتحقيق انتقال سياسي يضمن العدالة والديمقراطية لكافة السوريين.

ويطالب المتظاهرون بتطبيق القرار الأممي 2254، وإطلاق سراح المعتقلين، وتحسين الواقع الاقتصادي في البلاد.

وتستمر الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري في السويداء منذ 7 أشهر متواصلة من دون أن تفقد من زخمها الشعبي وسط صمت النظام السوري.

الأردن يحبط محاولة لتهريب المخدرات قادمة من سورية

أعلن الجيش الأردني، الأربعاء 26 حزيران/ يونيو، مقتل مهرب وإصابة آخرين أثناء إحباط عملية تهريب مواد مخدرة قادمة من الأراضي السورية.

وصرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بأن المنطقة العسكرية الشرقية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات أحبطت، وضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية.

وأسفر الاشتباك عن مقتل أحد المهربين، وإصابة آخرين وتراجعهم إلى داخل العمق السوري، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.

وأكّد المصدر أن القوات المسلحة الأردنية تعمل على تسخير جميع القدرات والإمكانيات للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني الأردني.

وكان الأردن أعلن في 5 حزيران/ يونيو، أحباط تهريب ملايين من أقراص الكبتاغون المخدرة، قال إنها كانت في طريقها إلى إحدى دول الجوار، في أكبر عملية لضبط مخدرات منذ أعوام، حسبما كشف بيان لمديرية الأمن العام.

وحسب البيان، ألقت إدارة مكافحة المخدرات القبض على أفراد عصابتين مرتبطتين بشبكات إقليمية لتهريب المخدرات.

وأعلنت المديرية “إحباط عمليتي تهريب نحو 9,5 مليون حبة مخدرة، و143 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدرة، وإطاحة أفراد العصابتين”.

استمرار الغارات الإسرائيلية على سورية

ذكرت وكالة أنباء النظام السوري “سانا” نقلاً عن مصدر عسكري، أن “إسرائيل شنت عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا عدداً من النقاط في المنطقة الجنوبية” في 26 حزيران/ يونيو. وزعم المصدر أن وسائط الدفاع الجوي في جيش النظام تصدت للصواريخ، حيث أدى القصف إلى مقتل شخصين وإصابة عسكري بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.

وقالت مصادر محلية، إن القصف استهدف مقراً يتبع لمنظمة جهاد البناء الإيرانية في السيدة زينب ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى. وأضافت أن المقر المستهدف تستخدمه الميليشيات الإيرانية لتخزين السلاح مؤقتاً وتنظيم اجتماعات عسكرية.

وأكدت مصادر في السويداء، إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف أيضاً موقع رادار تل صحن الذي تتمركز فيه الميليشيات الإيرانية في قرية ملح بريف السويداء الجنوبي. ولم يتم التأكد  من حجم الخسائر التي وقعت من جراء القصف الإسرائيلي على موقع رادار تل صحن بريف السويداء، كما أن النظام السوري لم يشر إلى ذلك القصف.

عشرات القتلى والجرحى جراء عمليات العنف في سورية

شهدت سورية خلال شهر حزيران/ يونيو، تصاعد في عمليات العنف على كامل مساحة الخريطة السورية، حيث سجل مقتل 60 شخصاً وجرح العشرات جراء تلك العمليات.

في شرق سورية سجل مقتل 5 مدنيين في بلدة ذبيان في أثناء حملات دهم وإعتقال قامت بها “قسد”.

وسجل مقتل 9 عناصر من قوات سورية الديمقراطية خلال مواجهات مع قوات العشائر العربية وكمائن لتنظيم داعش الإرهابي.

وقتل 28 عنصراً من قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له في هجمات لتنظيم داعش في البادية السورية خلال المعارك التي تخوضها قوات النظام ضد التنظيم شرق سورية.

أما في مناطق شمال سورية، سجل مقتل 12 مدنياً وجرح العشرات جراء هجمات قوات النظام السوري وحلفائه والقصف المستمر بالقذائف المدفعية الثقيلة وطائرات دراون الانتحارية على قرى وبلدات ريفي إدلب الشرقي والجنوبي وريف حلب الغربي خلال شهر حزيران.

و تم تسجيل إصابات أكثر 30 مدنياً جراء عمليات القصف على قرى البارة والنيرب وأفس وكنصفرة جنوب شرق إدلب وكفرنوران وكفرعمة والأبزمو غرب حلب، فضلاً عن لحاق ممتلكات المدنيين أضرار كبيرة جراء القصف المستمر.

وسجلت مناطق جنوب سورية مقتل 6 أشخاص جراء عمليات اغتيال تطال عناصر في قوات النظام السوري وعناصر المعارضة السابقين في كل من كناكر في ريف دمشق ومحافظة درعا.

التقرير الاقتصادي

إيران تفتتح بنك إسلامي في سورية

أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري عن موافقة الأخير على ترخيص تأسيس مصرف إيراني تحت مسمى “بنك المدينة الإسلامي” برأسمال 50 مليار ليرة وقالت إنه خامس بنك إسلامي في سورية.

وبحسب قرار صادر عن حكومة النظام السوري فإن ملكية البنك تعود بنسبة 58% لشركة “فاراب سروش آفاق قشم” الإيرانية بينما يساهم رئيس مجلس إدارة الشركة بنسبة 1% وسيدة أعمال إيرانية بنسبة 1% أيضاً.

وسيقوم البنك بطرح 40% من أسهمه على الاكتتاب العام وفقا لما نشره موقع مقرب من النظام السوري.

ومع الترخيص لمصرف “مصرف المدينة الإسلامي”، يصبح عدد المصارف الإسلامية المرخصة في مناطق سيطرة النظام 5 وهي “بنك الشام” و”بنك سورية الدولي الإسلامي” و”بنك البركة سورية” و”البنك الوطني الإسلامي”.

وذكر رئيس الغرفة التجارية السورية الإيرانية، فهد درويش، أن “عمل البنك سيسهل الحركة التجارية وينعكس إيجاباً على الميزان التجاري بين البلدين.”

وقال إن “إطلاق البنك الإيراني في دمشق، أصبح قريباً، حيث حصل المؤسسون على الترخيص وقاموا باستئجار أبنية لمكاتبه وبدأوا بتجهيزها وأعلنوا عن طلب الموظفين.”

وكان رئيس الغرفة التجارية السورية الإيرانية ذكر لموقع أخبار مقرب من النظام السوري قبل شهر أن البنك يعمل على إجراءات التأسيس وسينطلق بالعمل قريبة قريباً.

وفي آذار/ مارس، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “مهر”، تصريحات عن نائب رئيس الغرفة المشتركة الإيرانية السورية، علي أصغر زبر دست، قال خلالها إن البنك المركزي الإيراني وافق على إنشاء بنك مشترك مع سورية وأصدر رخصة التأسيس.

الليرة السورية على تدنيها أمام الدولار الأميركي

سجلت الليرة السورية خلال شهر حزيران/ يونيو حالة من الاستقرار، حيث حافظت أسعار صرف الليرة السورية مقابل الدولار، على استقرارها وفق موقع “اقتصاد”.

وتراوح الدولار الأميركي في العاصمة السورية دمشق ما بين 14900 ليرة شراءً، و15000 ليرة مبيعاً، وسجل اليورو ما بين 16120 ليرة شراء، و16220 ليرة مبيعاً.

وفي دمشق أيضا تراوح سعر صرف التركية في دمشق، ما بين 451 ليرة سورية للشراء، و461 ليرة سورية للمبيع، فيما سجل الدولار في حلب ما بين 15000 ليرة شراءً، و15100 ليرة مبيعاً.

وفي المنطقة الشرقية تراوح الدولار في دير الزور، ما بين 15100 ليرة شراء، و15200 ليرة مبيعاً، وبقي الدولار، وفي محافظة الحسكة ما بين 15400 ليرة شراء، و15500 ليرة مبيعاً.

وإلى شمال غربي سورية، تراوح الدولار الأميركي في إدلب ما بين 15200 ليرة شراءً، و15300 ليرة مبيعاً، وتراوح سعر صرف التركية في إدلب، ما بين 460 ليرة سورية للشراء، و470 ليرة سورية للمبيع.

وتراوح سعر صرف التركية مقابل الدولار في إدلب، ما بين 31,59 ليرة تركية للشراء، و32,59 ليرة تركية للمبيع، وبقي السعر الرسمي لصرف “دولار الحوالات”، بـ 13600 ليرة. ويُباع “دولار الحدود” بـ 13736 ليرة.

وارتفع سعر الذهب في السوق المحلية 5 آلاف ليرة سورية للغرام الواحد عيار 21 قيراطاً، وفق النشرة الصادرة عن الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات والأحجار الكريمة في دمشق.

وفي التفاصيل سجل غرام الذهب عيار 21 سعر مبيع 983 ألف ليرة وسعر شراء 982 ألف ليرة، بينما سجل سعر الغرام عيار 18 سعر مبيع 842571 ليرة وسعر شراء 841571 ليرة سورية.

وحددت الجمعية سعر مبيع الأونصة عيار 995 بـ 35 مليوناً و500 ألف ليرة سورية، وسعر مبيع الليرة الذهبية عيار 21 بـ 8 ملايين و150 ألف ليرة، وشددت الجمعية على الحرفيين ضرورة التقيد بالتسعيرة الصادرة عنها، والربط الإلكتروني للضرائب.

التقرير الثقافي

رحيل الكاتب والسيناريست السوري فؤاد حميرة في منفاه

توفي الكاتب والسيناريست والصحافي السوري فؤاد حميرة بأزمة قلبية في العاصمة المصرية القاهرة عن عمر يناهز 59 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من الأعمال الفنية المميزة والأثر العميق في عالم الدراما السورية. وكان قد كتب قبل ساعات قليلة من وفاته على حسابه الشخصي: “دا الموت حلو يا ولاد”، وكأنّه يودع العالم بكلمات تعكس السلام الداخلي الذي شعر به في لحظاته الأخيرة.

وُلد فؤاد حميرة في سورية سنة 1965، ونشأ في بيئة ثقافية وفنية أثرت بشكل كبير على مسيرته المهنية، وقد نشأ في فترة مليئة بالتغيرات والتحولات في المجتمع السوري.

تلقى حميرة تعليمه في سورية، وأبدى اهتماماً مبكراً بالأدب والفنون. درس الأدب العربي والصحافة، مما ساعده على تطوير مهاراته الكتابية والصحفية. كان شغوفاً بالقراءة والكتابة منذ صغره، وهو ما ساهم في تشكيل شخصيته الأدبية والفنية.

بدأ حميرة حياته المهنية كصحافي، حيث عمل في عدة صحف ومجلات سورية وعربية. كانت كتاباته الصحفية تتسم بالجرأة والصراحة، مما جعله صوتاً مميزاً في الساحة الإعلامية. إلى جانب الصحافة، كان له إسهامات كبيرة في الأدب، حيث كتب العديد من القصص القصيرة والمقالات النقدية. عمل مديراً لتحرير جريدة الدستور لمدة عشر سنوات، حيث أسهم بشكل كبير في تطوير الصحافة السورية.

اشتهر فؤاد حميرة بأعماله الدرامية التي عكست الواقع الاجتماعي والسياسي في سوريا. من أبرز أعماله:

– “غزلان في غابة الذئاب”: مسلسل درامي تناول قضايا الفساد والظلم في المجتمع السوري، وحقق نجاحاً كبيراً.

– “كسر العظم”: عمل درامي آخر يعكس الصراعات الداخلية والنزاعات في المجتمع، وقد تعرض هذا العمل للسرقة والتعديل، مما أثار جدلاً واسعاً.

– رجال تحت الطربوش والذي حقق نجاحا كبيراً سنة 2004

ويعتبر حميرة من أبناء الطائفة العلوية، حيث عبّر عن آرائه بصراحة وجرأة. كان له دور بارز في مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية، وكان من الأصوات الداعمة للحرية والديمقراطية في سورية.

في سنة 2015، أسس وترأس تيار “غد سورية” المعارض قبل أن يعلّق نشاطه في منتصف 2021.

وبعد مدة قصيرة من تعليق عمل التيار، تقدم حميرة باستقالته من “الائتلاف السوري المعارض” الذي كان عضواً فيه. لم يتردد في نقد النظام السياسي والمطالبة بالتغيير، مما جعله شخصية مثيرة للجدل في بعض الأحيان.

اعتقل حميرة في سجون النظام السوري في حزران/ يونيو 2013، وأفرج عنه بعد عدة أشهر فقط. وبعد الإفراج عنه، غادر إلى فرنسا. وفي سنة 2015، انتقل إلى تركيا وبقي فيها عدة سنوات، ثم انتقل بعد ذلك إلى مصر حيث وافته المنية.

كان الراحل يعاني من مرض السكري الذي أدت مضاعفاته إلى ظهور مشاكل في القلب والكلى، بحسب ما أفاد مقربوه وأصدقاؤه. وأثرت هذه المضاعفات على حالته الصحية بشكل كبير، وكانت السبب المباشر في وفاته بأزمة قلبية.