تقرير فلسطين  قطاع غزة

الكاتبايمان الحاجالقسمفلسطينالتاريخحزيران/ يونيو 2024

المقدمة

استمرت حرب الإبادة على غزة في حزيران/ يونيو، لتختتم شهرها التاسع مع نهاية حزيران/ يونيو، بحصيلة شهداء تخطت حاجز 37 ألف شهيد وعشرات آلاف المصابين والمفقودين ممن لم تتمكن الإمكانيات الضعيفة من الوصول إليهم، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة. ولا تبدو أي ملامح قريبة لنهاية هذه الحرب الطويلة التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، إذ يكرر عملياته المفاجئة والعنيفة على نفس المناطق بعد محوها من كل شيء ومحاولة سكانها الاحتماء بها مجدداً، فمنطقة الشجاعية بأحيائها شرقي مدينة غزة، بالإضافة لمناطق شرق خانيونس، التي أعلن الاحتلال خلال الشهور السابقة إنهاء عملياته فيها بالفعل، باتت ساحة قتال جديدة بالنسبة له وطالب سكانها بالإخلاء بعد أن باغتهم بالقصف العنيف.

وشهد القطاع خلال حزيران/ يونيو على الصعيد الميداني مجزرة كبرى ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق السكان والنازحين في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، خلال تسلل قوات خاصة في “عملية تحرير رهائن”، وكانت نتيجة تحرير أربعة رهائن استشهاد 274 فلسطينياً ونحو 700 إصابة دفعة واحدة في عملية سريعة تركزت بمنطقة السوق غطاها القصف المدفعي والجوي المكثف وتقدم الدبابات في وضح النهار وسط تخبط الأهالي.

وشهدت الأحياء والمناطق الشرقية لمدينة غزة نزوحاً جماعياً في إثر عملية مفاجئة بدأتها قوات جيش الاحتلال في الشجاعية في الأيام الأخيرة من حزيران/ يونيو، ليستيقظ الأهالي على قصف عنيف وتوغل للدبابات وحصار لكثير من المواطنين، كان لا يزال مستمراً حتى لحظة إعداد التقرير.

هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أصدرا بياناً مشتركاً تعربان فيه عن قلقهما إزاء الاختفاء القسري للمعتقلين الفلسطينيين من غزة لدى الجيش الإسرائيلي، وعدم توفر معلومات حول ظروف استشهادهم ممن وردت تقارير باستشهادهم في السجون الإسرائيلية.

وتشير التقارير إلى عدم معرفة أعداد الأسرى من غزة الذين اختطفتهم قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولا أماكن تواجدهم أو مصيرهم.

أما عن الوضع الصحي، فأعلنت جمعية العودة الصحية والمجتمعية عن تدمير جيش الاحتلال لمقرها في رفح، وهو الخامس منذ بداية العدوان، فيما تمكن عدد من مرضى السرطان الأطفال الخروج من قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع في رفح، الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية، بعد أن دمرت معبر رفح البري الفاصل بين غزة ومصر.

التدمير الواسع والاعتداءات المتلاحقة، دفعت رئيس لجنة الطوارئ التابعة لبلديات شمال غزة إلى الإعلان عن مخيم جباليا وبلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون الواقعة جميعها شمال قطاع غزة “مناطق منكوبة”، عقب انسحاب القوات الإسرائيلية منها في نهاية أيار/ مايو، وسجل تدمير 50 ألف وحدة سكنية ومركز تابع للأونروا خلال عمليات الاحتلال.

على المستوى الاقتصادي، تشير شراكة النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي في تحديثها الثالث بشأن قطاع غزة إلى استمرار ارتفاع خطر حدوث مجاعة في القطاع طالما استمرت الأعمال القتالية وبقيت القيود مفروضة على وصول المساعدات الإنسانية.

ويُحتمل أن نحو 96% من سكان قطاع غزة يواجهون مستوى الأزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي بين 16 حزيران/ يونيو و30 أيلول/ سبتمبر.

وفي ظل مواصلة القيود المفروضة على دخول كميات كافية من إمدادات الوقود، اضطر مقدمو خدمات المياه والصرف الصحي إلى تقنين ملموس في تشغيل آبار المياه الجوفية التابعة للبلديات، بالإضافة لمحطتي تحلية المياه التي كانت لا تزال تعمل، ما أسفر عن تقليصات إضافية في إنتاج المياه.

وأفادت تقارير أممية بتعطل سلسلة الإمدادات الغذائية بشدة في غزة، حيث لحقت أضرار فادحة بالأراضي الزراعية والبيوت البلاستيكية والمباني الزراعية في شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو، بالإضافة للأضرار في جودة المحاصيل.

ثقافياً، لم يتمكن نحو 39 ألف طالب وطالبة من طلبة الثانوية العامة في غزة من تقديم امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي” والتي بدأت في 22 حزيران/ يونيو في محافظات الضفة الغربية والقدس، حسب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ما يعني حرمان جيل كامل في القطاع من اللحاق ببقية أقرانه في باقي المحافظات، بالإضافة للحرمان من الالتحاق بالجامعات فيما بعد.

التقرير السياسي

نحو 37 ألف شهيد منذ تسعة أشهر

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 37877 شهيد و86969 إصابة خلال نحو 9 أشهر، منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023.

والحصيلة التي أعلنت عنها الوزارة في 30 حزيران/ يونيو ذكرت أنه في اليوم 268 للعدوان المستمر على غزة، ارتكب الجيش الإسرائيلي خلال آخر 24 ساعة 3 مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها 43 شهيد للمستشفيات و111 إصابة.

كذلك لفت التقرير الإحصائي اليومي إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

٢٧٤ شهيداً مقابل ٤ رهائن....

في 8 حزيران/ يونيو ارتكبت قوات الجيش الإسرائيلي مجزرة في مخيم النصيرات للاجئين الواقع في المحافظة الوسطى بقطاع غزة، استشهد فيها 274 فلسطيني وإصابة نحو 700 آخرين، دفعة واحدة في شوارع المخيم، خلال ما أسماه الجيش الإسرائيلي “عملية تحرير رهائن”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بعد انتهاء العملية التي نفذها في ساعات الصباح، عن تحريره 4 رهائن من أحد المناطق في مخيم النصيرات، فيما أعلنت المقاومة بعد ذلك عن مقتل بعض الرهائن خلال العملية.

وحسب شهود عيان ومقاطع مصورة إن القوات الخاصة الإسرائيلية التي تسللت إلى المخيم، دخلت متخفية في شاحنة مساعدات وسيارة مدنية، قادمة من أطراف المخيم في الجهة الشمالية الغربية، من الرصيف البحري الأمريكي، فظن بعض السكان أن السيارة تحوي نازحين أو مساعدات.

ومهدت قوات الجيش الإسرائيلي للعملية بقصف مدفعي وجوي كثيف في كافة أرجاء المخيم، فيما انتشرت طائرات الكواد كابتر في أرجاء المخيم وشرعت بإطلاق النار على كل من يتحرك، وسط تقدم للدبابات واندلاع اشتباكات بين القوة الخاصة ومقاومين، ليطال القصف العشوائي العشرات من منازل المواطنين.

وطوقت الدبابات مداخل المخيم الشرقية والغربية، لتفصله عن كل محيطه، فيما حاصرت مستشفى العودة، ما منع سيارات وطواقم الدفاع المدني من إمكانية الوصول لانتشال الإصابات.

وجاءت العملية المفاجئة في ظل اكتظاظ المخيم بالسكان والنازحين الذين قدموا من رفح وخانيونس جراء العملية التي انطلقت في الجنوب، والمناطق الشرقية من مخيمي البريج والمغازي، وسط تقديرات بوجود ما يقرب على 200 ألف شخص داخل المخيم، علماً بأن العملية تركزت في منطقة السوق منتصف المخيم ومركز الاكتظاظ خلال ساعات انتشار الأهالي.

رافق العملية تحرك للدبابات في مناطق توغل بدير البلح وسط القطاع، بالإضافة لتهديد مباشر باستهداف خيام في ساحة مستشفى الأقصى، وقصف عنيف طال محيط المستشفى في تلك اللحظات، وسط تخبط في أرجاء المنطقة الوسطى والمناطق التي تتعرض للعملية والقصف، إذ لم يتمكنوا من استطلاع الأخبار، فكان الجميع يتحرك بعشوائية دون علم بأماكن انتشار الدبابات أو الحدث نفسه.

نزوح جماعي وعملية مفاجئة في الشجاعية

في 27 حزيران/ يونيو هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان المناطق الشرقية لمدينة غزة بقصف مدفعي كثيف وإطلاق نار وملاحقة من طائرات الكواد كابتر للسكان بالإضافة لتوغل الدبابات، جاء ذلك بشكل مفاجئ تبعه إصدار أوامر إخلاء لسكان تلك المناطق التي تشمل 28 مربعاً سكنياً تقارب مساحتها 7,3 كيلو متر مربع، وتتمثل بالشجاعية والتركمان والجديدة والتفاح.

وحسب تقارير الأمم المتحدة، يقدر بأن نحو 60 ألف إلى 80 ألف نزحوا في ذلك اليوم من المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من مدينة غزة، وانتقلوا غرباً.

وأوردت شهادات محلية بأن السكان افترشوا الأرض في الشوارع لعدم تمكنهم من الوصول لأي وجهة آمنة، وسقط البعض في الطرقات خلال الهروب من القصف نتيجة ندرة الغذاء في تلك المناطق.

مصير مجهول لأسرى غزة

أصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني بيان مشترك تعرب فيه عن قلقها إزاء الاختفاء القسري للمعتقلين الفلسطينيين من غزة لدى الجيش الإسرائيلي، وعدم توفر معلومات حول ظروف استشهادهم ممن وردت تقارير باستشهادهم في السجون الإسرائيلية.

في البيان الذي صدر عن المؤسستين في 18 حزيران/ يونيو تشير إلى أنهما لم يتلقيا أي تأكيد لوفاة الدكتور إياد الرنتيسي، رئيس قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان عقب اعتقاله عند حاجز إسرائيلي في غزة في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، حيث أوردت تقارير إسرائيلية أنه توفي بعد ستة أيام من اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية في سجن “شيكما” داخل الأراضي المحتلة سنة 1948.

وحسب التقرير المذكور، يزعم أن الجيش الإسرائيلي يحقق في 36 حالة وفاة في معتقل “سدي تيمان” وحالتي وفاة في معتقل “عناتوت” وحالتين وهم في طريقهم لمركز الاعتقال، وأضاف أن “هذه الأرقام لا تشمل الفلسطينيين من غزة الذين توفوا في السجون التي تديرها مصلحة السجون الإسرائيلية.”

ويعتبر الدكتور الرنتيسي هو الطبيب الثاني من غزة الذي تعلن تقارير عن وفاته في السجون الإسرائيلية، حيث أعلن عن استشهاد الدكتور عدنان البرش رئيس قسم جراحة العظام في مجمع الشفاء الطبي.

وحتى شهر حزيران/ يونيو أشارت البيانات التي قدمتها مصلحة السجون الإسرائيلية إلى منظمة “هموكيد” الإسرائيلية غير الحكومية، إلى أنه يقبع في السجون الإسرائيلية 9112 فلسطيني، من بينهم 3410 معتقلين إداريين، محتجزين دون محاكمة، و899 شخص محتجزين “كمقاتلين غير شرعيين”، ولا تشمل هذه الأعداد الفلسطينيين من غزة الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ولا يزال عددهم مجهول.

إسرائيل تواصل تدمير المراكز الصحية

أعلنت جمعية العودة الصحية والمجتمعية، في يوم 26 حزيران/ يونيو أن الصور الجوية وصور الأقمار الصناعية أظهرت أن قوات الجيش الإسرائيلي قد دمرت مركزها الصحي في رفح، ليكون خامس مرفق من مرافق الجمعية يتم تدميره كلياً منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يجب احترام المستشفيات والموظفين الطبيين وسيارات الإسعاف وحمايتها في جميع الأوقات، مندداً بقتل 500 عامل صحي “على خلفية الهجمات الممنهجة على المستشفيات وغيرها من المنشآت الصحية.”

وحسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، إن الاقتحامات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في المستشفيات، أدت في حالات كثيرة إلى حالات اعتقال جماعي واختفاء قسري بما يشمل الطواقم الطبية.”

وفي 5 حزيران/ يونيو أعلنت الهيئة الطبية الدولية أن تصاعد القتال أجبرها على نقل جميع المعدات والعمليات من مستشفاها الميداني الذي تبلغ سعته 160 سرير في محافظة رفح جنوب القطاع إلى مستشفاها الميداني الثاني في دير البلح، مما أتاح لها مواصلة تقديم الخدمات الطبية الحيوية “لضمان سلامة وأمن المرضى والموظفين.”

ومع خروج مستشفيات النجار والكويتي والإماراتي عن الخدمة وإغلاق المنشأة التابعة للهيئة الطبية الدولية الآن، لا يزال مستشفيان ميدانيان فقط يقدمان الخدمات الصحية في محافظة رفح، وهما المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة المواصي والمستشفى الميداني الذي تشغله الإمارات في مدينة رفح، وثمة صعوبة في إمكانية الوصول للمستشفى الأخير بسبب استمرار الأعمال القتالية، حسبما تفيد منظمة الصحة العالمية به.

حاجة ماسة لإجلاء أكثر من 10 آلاف مريض سرطان

أعلنت وزارة الصحة في غزة، في 27 حزيران/ يونيو، أن 21 طفلاً ممن يعانون من مرض السرطان، ومعظمهم مصابون بسرطان الدم، غادروا غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه السلطات الإسرائيلية، باتجاه مصر، وهي المرة الأولى من نوعها في أعقاب سيطرة قوات الجيش الإسرائيلي على معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة بمصر، وتدميره وحرقه، ما يعني انعدام فرص السفر للحالات المرضية والمصابين.

وحسب الوزارة، هناك حاجة ماسة لإجلاء 10200 مريض سرطان في غزة، ويشمل العدد 980 طفل مصاب بمرض السرطان، من بينهم 250 في حالة حرجة. فيما يحتاج أكثر من 1200 شخص إلى غسيل الكلى، حيث يعتمد نحو نص المرضى (593 مريض) على ما لا يتعدى 24 جهاز لغسيل الكلى في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وثمة 17 جهاز غسيل كلى فقط في محافظتي غزة وشمال غزة.

هذا وأكدت الصحة أن أكثر من 70 في المائة من الأدوية الأساسية باتت مفقودة في مستشفيات غزة ومراكز الرعاية الصحية الأولية فيها، ونحو 70 في المائة من البنية التحتية الصحية طالها الدمار، ما يؤثر بشكل غير متناسب على مرضى السرطان والكلى.

إعلان شمال غزة مناطق منكوبة

أعلن رئيس لجنة الطوارئ التابعة لبلديات شمال غزة عن بلدة جباليا ومخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون الواقعة جميعها شمال قطاع غزة “مناطق منكوبة”، عقب انسحاب القوات الإسرائيلية منها في نهاية أيار/ مايو.

في البيان الصادر عن اللجنة في الثاني من حزيران/ يونيو ، ناشدت المجتمع الدولي ووكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة تقديم الإغاثة الفورية ومساعدات المأوى، إلى جانب دعم البلديات في إصلاح آبار المياه وغيرها من البنى التحتية الحيوية التي لحقت الأضرار بها.

وبحسب اللجنة، أسفرت العملية البرية الأخيرة التي استمرت ثلاثة أسابيع في شمال القطاع، عن تدمير 50 ألف وحدة سكنية ومركز إيواء تابع للأونروا، وأكثر من 15 بئر من آبار المياه وغيرها من البنى التحتية، كذلك طال التدمير السوق المركزي في مخيم جباليا والطابق الرابع من مستشفى العودة، ومولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى كمال عدوان.

وانتشلت فرق الدفاع المدني العشرات من الجثامين التي يعود معظمها لنساء وأطفال من مخيم جباليا، وحسب مدير مستشفى كمال عدوان دكتور حسام أو صفية، إن الفرق الطبية انتشلت ما يزيد عن 120 جثماناً من تحت الأنقاض والعمل مستمر على إصلاح الأضرار وإعادة الخدمات في المستشفى على الرغم من الإمكانيات المحدودة.

التقرير الاقتصادي

سكان غزة يعانون أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي

أصدرت شراكة النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي في 25 حزيران/ يونيو تحديثها الثالث بشأن قطاع غزة، والذي يشير إلى استمرار ارتفاع خطر حدوث مجاعة في القطاع طالما استمرت الأعمال القتالية وبقيت القيود مفروضة على وصول المساعدات الإنسانية.

وحسب تحليل التصنيف المتكامل، إن نحو 96% من سكان قطاع غزة يحتمل أن يواجهوا مستوى الأزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى من التنصيف المتكامل) بين 16 حزيران/ يونيو و30 أيلول/سبتمبر، بمن فيهم 33% (745 ألف شخص) من المتوقع أن يواجهوا مستويات حالات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة الرابعة من التصنيف المتكامل) و22% (495 ألف شخص) يتوقع أن يواجهوا مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل).

ويشير التقرير إلى أن الحالة في المحافظات الجنوبية تدهورت في أعقاب الأعمال القتالية المكثفة في رفح وتزايد القيود المفروضة على الوصول منذ مطلع شهر أيار/ مايو، في ظل نزوح أكثر من مليون شخص من رفح إلى مناطق تشهد “تراجعاً كبيراً” في البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتقوضت قدرة الناس على التأقلم والحصول على المساعدات الإنسانية.

وتشير آخر البيانات حول كافة أرجاء القطاع، إلى أن أكثر من نصف السكان لا يتيسر لهم أي طعام يتناولونه في منازلهم على أساس منتظم، وأن ما يزيد عن 20 في المائة منهم يقضون أياماً وليال بكاملها دون تناول أي طعام. واضطر حوالي نصف الأسر إلى مبادلة ملابسهم بالنقود من أجل شراء الطعام، فيما لجأ الثلث إلى التقاط النفايات لبيعها.

تقليص خدمات المياه والصرف الصحي

أدت القيود المتواصلة المفروضة على دخول كميات كافية من إمدادات الوقود إلى اضطرار مقدمي خدمات المياه والصرف الصحي إلى اللجوء لتقنين ملموس في تشغيل آبار المياه الجوفية التابعة للبلديات، بالإضافة لمحطتي تحلية المياه التي كانت لا تزال تعمل، ما أسفر عن تقليصات إضافية في إنتاج المياه.

وبحسب مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في الأمم المتحدة، لم يتم استلام سوى 25900 لتر من الوقود بين يومي 15 و23 حزيران/ يونيو، وذلك بمتوسط يقدر بنحو 3200 لتر من الوقود في اليوم، وهو ما يقل عن 5 في المائة من الاحتياجات اليومية التي تقدر بزهاء 70 ألف لتر من أجل تشغيل خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الحيوية.

ويشير التقرير إلى أنه في الآونة الأخيرة تراجع إنتاج المياه من آبار المياه الجوفية، الذي كان يشكل فيما مضى 80% من إمدادات المياه في غزة، من 35 ألف إلى 15 ألف متر مكعب في اليوم، أو نحو 6% من قدرات إنتاج المياه الجوفية قبل الحرب (ما يقرب 250 ألف متر مكعب في اليوم).

ومع غياب تجديد إمدادات الوقود الكافية على الفور، حذرت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية من أن إنتاج المياه في غزة قد يتوقف في غضون ثلاثة أيام من توقف عملية تنظيف الأغشية الخاصة بمحطات التحلية، وبين يومي 10 و23 حزيران/ يونيو بلغ إنتاج المياه لأغراض الشرب المأمون والاستخدام المنزلي نحو 112 ألف متر مكعب في اليوم، وهو ما يقل عما نسبته 30% من مستوى الإنتاج قبل الحرب، حسب تقرير المجموعة.

وحسب شهادات محلية، فإن الأيام التي تلت التقرير شهدت توقف عمل محطتي التحلية بالفعل، وبدأ الحديث عن استخدام النازحين للمياه المالحة.

تعطل سلسلة الإمدادات الغذائية

أفادت تقارير لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بأن سلسلة الإمدادات الغذائية تعطلت بشدة في غزة، حيث لحقت أضرار فادحة بالأراضي الزراعية والبيوت البلاستيكية والمباني الزراعية في شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو.

وحسب تقدير منظمة الأغذية والزراعة إن الأراضي الزراعية تغطي 41% تقريباً من المساحة الكلية لقطاع غزة (نحو 150 كيلو متر مربع)، وتتألف من المحاصيل الحقلية والخضروات والبساتين وغيرها من الأشجار.

ويشير تقييم أجرته منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج التطبيقات الساتلية العملياتية “اليونوسات” مؤخراً، إلى تراجع ملموس في صحة المحاصيل وكثافتها في شتى أرجاء القطاع بسبب عمليات التجريف وحركة المركبات الثقيلة والقصف الجوي والمدفعي وغيره من العمليات.

وتسلط الاستنتاجات الضوء على الحاجة الماسة إلى تقديم الدعم الطارئ من أجل استئناف الإنتاج المحلي للأغذية الطازجة والأغذية القابلة للتلف.

وحتى شهر أيار/ مايو، تشير التقديرات إلى أن نحو 57% من الأراضي الزراعية في غزة أصابتها الأضرار، بالمقارنة مع أكثر من 40% منها في منتصف شهر شباط/ فبراير 2024.

وبحسب الإحصاءات إن محافظة خانيونس فيها أكبر مساحة من الأراضي الزراعية المتضررة، وزادت مساحة الأراضي الزراعية المتضررة في رفح عن الضعف في شهر أيار/ مايو بالمقارنة مع شباط/ فبراير، إذ ارتفعت من 4,52 إلى 9,22 كيلو متر مربع.

وفي تقييم منظمة الأغذية والزراعة يظهر أن نحو ثلث مساحة البيوت البلاستيكية في قطاع غزة لحقت بها الأضرار حتى يوم 23 نيسان/ إبريل، وشهدت محافظتا غزة وشمال غزة أشد الأضرار وأفدحها، حيث تضرر أكثر من 80% من مساحات البيوت البلاستيكية فيها.

وأفاد تقييم المنظمة بأن مئات المباني الزراعية لحقت الأضرار بها حتى يوم 20 أيار/ مايو، بما فيها 537 حظيرة منزلية و484 مزرعة دجاج لاحم و397 حظيرة أغنام و256 مستودع زراعي، فضلاً عن نحو 46% من الآبار الزراعية في غزة (1049 من أصل 2261 بئر).

التقرير الثقافي

طلاب غزة لم يتقدموا لاختبارات الثانوية العامة

أفادت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بأن نحو 39 ألف طالب وطالبة من طلبة الثانوية العامة في غزة قد حرموا من تقديم امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي” والتي بدأت في 22 حزيران/ يونيو في محافظات الضفة الغربية والقدس.

فيما تقدم 1320 طالب من غزة خارج القطاع من أجل الالتحاق باختبارات الثانوية العامة في 29 دولة عربية، معظمهم متواجدين في مصر (1090 طالب).

وبالمجمل بات نحو 625 ألف طالب وطالبة محرومين من التعليم في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جراء العدوان الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على غزة، وحتى 11 حزيران/يونيو استشهد أكثر من 7000 طالب وطالبة، بالإضافة إلى 378 من الكادر التعليمي في غزة، وفق وزارة التربية والتعليم.