فشل مبادرة "خطوة مقابل خطوة" العربية

بعد أكثر من 4 أشهر على عودة النظام السوري للجامعة العربية، وإطلاق المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، وما تخللها من زيارات لوزراء خارجية الدول العربية إلى دمشق واجتماع عمان الوزاري الخاص بوضع خطة للحل السياسي في سورية، لم يحقق مسار  “خطوة مقابل خطوة” أي تقدم ملحوظ على خارطة التطبيع العربي مع دمشق.

ويشير مراقبون سياسيون في تحليلهم هذا، إلى تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد في المقابلة التي أجراها مع قناة “سكاي نيوز عربية” في العاصمة السورية دمشق في آب/ أغسطس الماضي التي قال فيها إنه غير معني بالتعامل بإيجابية مع أي مبادرة عربية لحل القضية السورية.

مؤشرات الفشل

يرى الكاتب والباحث السياسي عبد الكريم اليوسف في تصريح لموقع “التقرير العربي” أن مؤشرات فشل المبادرة العربية “خطوة مقابل خطوة” تتلخص في 5 نقاط رئيسة هي:

1 – فتور العلاقات العربية مع النظام، وعدم إحراز أي تقدم يذكر، من ذلك امتناع معظم الدول العربية من إعادة فتح سفاراتها في دمشق، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي تشكل مركز الثقل العربي في أي مبادرة عربية للتطبيع مع النظام السوري.

2 – تزايد عمليات تهريب المخدرات القادمة من سورية إلى الدول العربية، وعدم تمكن النظام السوري من مكافحة تلك العمليات، بسبب عدم قدرته على بسط نفوذه في مناطق سيطرته، التي تحكمها فعلياً ميليشيات ترتبط بإيران والفرقة الرابعة التابعة لشقيق الرئيس ماهر الأسد، والتي تشرف على عمليات تصنيع المواد المخدرة وتهريبها إلى خارج سورية.

3 – تمسُّك الدول العربية بالقرار الدولي 2254 الصادر عن مجلس الأمن ضمن المبادرة المطروحة، وامتناع النظام السوري عن مناقشة الانتقال السياسي في سورية ضمن أي مبادرة أو حل سياسي يرمي لإنهاء الأزمة السورية.

4 – عجزُ النظام السوري عن تحجيم الدور الإيراني وإخراج الميليشيات المرتبطة بها خارج سورية، وهذه من أبرز المطالبات العربية لإعادة التطبيع مع النظام وبناء جسور الثقة بينهم.

5 – استغلال النظام السوري قضية اللاجئين السوريين في البلاد العربية كورقة ضغط سياسي على العرب، عبر ربطها بملفات إعادة الإعمار والدعم العربي مالياً وسياسياً للنظام خارج القرارات الدولية.

النظام غير قادر أو لا يريد

وفق اليوسف فإن النظام السوري نعى فعلياً المبادرة العربية، من خلال عدم قدرته على تنفيذ المطالب العربية المتعلقة بعودة العلاقات الدبلوماسية بشكل تام.

كما أن عودة النظام لتوقيع عقود اقتصادية واتفاقيات جديدة طويلة الأمد مع إيران بعد 3 أشهر من انطلاق المبادرة العربية، أكد فشل جميع الجهود العربية الرامية لعودة سورية إلى الحضن العربي مجدداً في ظل تحكّم إيران بقرارات النظام السياسية.

ويرى اليوسف أن النظام السوري على يقين تام بأن أي مبادرة سياسية كانت عربية أو دولية تهدف إلى الحل السياسي ضمن الأطر الدولية، تعني رحيله عن السلطة في سورية، وتعرّض رموزه لمحاكمات دولية، لذلك يحاول النظام كسب الوقت عبر المماطلة في إيجاد أي حل سياسي للأزمة السورية مستعينا بالدعم الروسي في المحافل الدولية، والتأثير الإيراني في محيطه الإقليمي والعربي.