هل يندلع الصراع العسكري في شمال شرق سورية مجدداً؟

يرى مراقبون ومحللون سياسيون سوريون، أن التعزيزات العسكرية في شمال سورية وشرقها، والتي تتزامن مع انتهاء المحادثات السياسية بين أطراف النزاع السوري، تحمل في طياتها مؤشرات إلى احتمال اندلاع صراع عسكري جديد في أي لحظة.

ويرى الباحث السياسي منذر الخطيب، أن تلك المؤشرات تترجمها الأحداث الحالية والتصريحات السياسية الأخيرة ومنها:

1 – تصريح قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني عن اكتمال التجهيزات العسكرية واقتراب موعد معركة تحرير حلب على حد وصفه، وما أعقب ذلك من إرسال قوات النظام السوري تعزيزات عسكرية كبيرة إلى غرب حلب لحمايتها من أي هجوم مستقبلا.

2 – اختتام الجولة 20 من اجتماعات أستانا الخاصة بسورية من دون التوصل إلى اتفاق لفتح الطرق الدولية وخاصة طريق “أم 4” (M4) الذي تسيطر عليه المعارضة، وتطالب روسيا وإيران بفتحه حتى لو تطلب الأمر شن معركة عسكرية على غرب محافظة إدلب وجنوبها.

3 – فشل المحادثات السياسية بين مجلس سورية الديمقراطية والنظام السوري بما يخص إدارة مناطق شرق سورية والوصول إلى اتفاق يضمن مصالح الطرفين، الأمر دفع النظام السوري إرسال قوات عسكرية كبيرة تتبع للحرس الجمهوري، تمركزت بالقرب من نقاط التماس مع قوات سورية الديمقراطية واجرت مناورات عسكرية مشتركة مع القوات الروسية والميليشيات التابعة لإيران في المنطقة.

لكن المحلل السياسي عبد الكريم يوسف، يرى أن تلك التعزيزات العسكرية والتصريحات عن اقتراب اندلاع أعمال عسكرية لا تتجاوز عتبة التصريحات السياسية لكسب النقاط، مستبعدا قيام اطراف الصراع بفتح أي عمل عسكري حاليا لعدة اسباب ومنها:

1 – الإرادة الأميركية تفضل تجميد الصراع العسكري في سورية والحفاظ على خارطة السيطرة الحالية، وهذا ما أوضحته تصريحات وزارة الخارجية الأميركية التي حذرت من أن أي عملية عسكرية مستقبلاً بين اطراف الصراع في سورية، سوف تصاعد عمليات العنف.

2 – انشغال روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري بحربها في أوكرانيا، وهو ما دفعها لسحب جزء من قواتها المتواجدة في سورية، وهذا يعني أن الروس لا يفضلون فتح اكثر من جبهة قتال في الوقت ذاته.

3 – التصريحات التي أطلقها قائد تحرير الشام باقتراب موعد معركة حلب لا تتعدى مجرد التصريحات. ويرى اليوسف أن شن عملية عسكرية من قبل قوات المعارضة يحتاج إلى دعم عسكري وسياسي من قبل تركيا الحليف الرئيسي للمعارضة، والتي تسعى حالياً، بحسب تعاطيها سياسيا مع الملف السوري، إلى تثبيت وقف إطلاق النار ورفض التصعيد العسكري.

سيناريوهات الصراع

ويضيف الخطيب أنه وفي حال اندلاع صراع عسكري جديد شمال وشرق سورية سينقسم إلى عدة سيناريوهات ومنها:

1 – شن النظام السوري معركة عسكرية بدعم إيراني روسي ضد قوات سورية الديمقراطية بهدف السيطرة على أبار النفط المتواجدة في مناطق سيطرة “قسد” والوصول إلى الحدود السورية التركية شرق سورية.

2 – شن النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيون معركة عسكرية جنوب وغرب إدلب بهدف السيطرة على الطريق الدولي “أم 4” (M 4) الذي تسيطر عليه المعارضة السورية بهدف فتح الطرق التجارية.

3 – شن هيئة تحرير الشام بدعم تركي معركة عسكرية للسيطرة على مدينة حلب ثاني أكبر مدن سورية والتي تسيطر عليها قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المتمركزة في شمال سورية.