مناف طلاس مجدداً ومن بوابة المعارضة

عقدت حركة “التحرر الوطني” السورية في مدينة عفرين الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية شمال غرب سورية في 29 تموز/ يوليو، اجتماعاً تشاورياً يعد الأول على نطاق واسع.

حركة "التحرر الوطني"

تعد حركة “التحرر الوطني”، حركة سورية تضم ضباط عسكريين منشقين عن النظام السوري ومنخرطين في فصائل المعارضة العسكرية في شمال سورية، فضلاً عن شخصيات عاملة في مؤسسات المجتمع المدني وحقوقيين وشخصيات محسوبة على العشائر العربية السورية.

وترتبط “حركة التحرر الوطني” بشكل مباشر بالعميد المنشق عن النظام السوري مناف طلاس الذي كان يشغل قيادة الحرس الجمهوري في الجيش السوري، والذي كان الصديق المقرب سابقاً من رئيس النظام السوري “بشار الأسد”، وهو نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس.

ويمثل المجلس العسكري الأعلى الذي يقوده مناف طلاس حالياً أحد أهم أركان الحركة، بحسب ما صرح به النقيب أحمد حميدي عضو المجلس العسكري في موقع التقرير العربي.

ويضيف حميدي أن الحركة لا تسعى لتكون بديلاً عن أجسام المعارضة السياسية السورية ولا الفصائل العسكرية المعارضة للنظام السوري، وإنما مظلة وطنية جامعة لكل من يؤمن بأفكار ورؤيا الحركة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري وداخلها بحسب حميدي.

إعلان أولي لا أهداف محددة

ويرى الباحث السياسي السوري “وائل علوان” في تصريح خاص لموقع التقرير العربي، أن الاجتماع التشاوري للحركة لا يتعدى مرحلة الإعلان فقط، ولا يحمل أي أهداف فعلية قد تؤثر على الجمود السياسي الذي يعيشه ملف الحل السياسي السوري.

ويضيف أن عودة مناف طلاس للمشهد السياسي السوري يحتاج إلى تحرك سياسي دولي فعلي لإيجاد حل سياسي للصراع السوري، وهذا الأمر غير مطروح حالياً على أجندات الدول الفاعلة في الملف السوري.

رجل المنتصف

ويرى الباحث والكاتب السياسي السوري بسام أبو عدنان في تصريح خاص لموقع التقرير العربي، أنه ومنذ لحظة اعلان انشقاق مناف طلاس وخروجه إلى فرنسا، فإنه لم يشارك في دعم أي من الأطراف المتصارعة في سورية، وقد عمل خلال السنوات الماضية على الالتزام بالحيادية المطلقة ووقف بالمنتصف من الأحداث في سورية.

ويضيف أن الإعلان عن حركة التحرير الوطني ليست إلا دعاية في مسعى للقول إن مناف طلاس يتمتع بشعبية في الداخل السوري وبين أوساط السوريين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية.

دور لاحق في الحل

ويشير الكاتب والباحث السوري بسام أبو عدنان، إلى أن مناف طلاس يحظى بتأييد أوروبي وفرنسي على وجه الخصوص، وهو ما يعكس قرب عائلة طلاس من الفرنسيين منذ عقود.

ويضيف أن عودة مناف طلاس للمشهد السياسي السوري، لن تكون من الداخل السوري، بل عبر اشراكه من قبل الأوروبيين والفرنسيين كشخصية توافقية للحل السياسي السوري، وهو ما يعد أمراً بعيداً عن التحقيق في الوقت الحالي.