لبنان وسورية: تحديات سياسية وأمنية واقتصادية

تتداخل التطورات بين لبنان وسورية بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سورية. ويواجه البلدان تحديات عديدة سياسية وأمنية واقتصادية في المرحلة المقبلة، وهناك تشابه كبير وتداخل بين هذه التحديات والتطورات. فما هي أبرز التحديات التي يواجهها البلدان في المرحلة المقبلة؟

تحديات سياسية

في لبنان التحدي الاول هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية وهناك موعد مبدئي في 9 كانون الثاني 2025، وعلى ضوء ذلك سيكون لبنان أمام مرحلة جديدة لإعادة تكوين السلطة وتشكيل حكومة جديدة والذهاب إلى حوار وطني للبحث في جميع الملفات العالقة، وأهمها تطبيق اتفاق الطائف والإستراتيجية الدفاعية وغير ذلك من القضايا المهمة.

وفي سورية هناك تحدي كبير بشأن الحوار الوطني وإعادة تشكيل السلطة. وعلى الرغم من أن رئيس السلطة الانتقالية أحمد الشرع أشار في حديث إعلامي إلى أن ذلك يتطلب بين 3 و4 أعوام، فإن هذا الملف سيكون من أبرز الملفات السورية. وهناك قضايا عديدة تحتاج لمعالجة لحماية الوحدة السورية وقيام حكومة تمثل جميع الاطراف، ومعالجة ما تركه النظام السابق من أثر.

تحديات عسكرية وأمنية

هناك قضايا متشابهة ومتداخلة بين البلدين وهناك تحديات يواجهها كل بلد لوحده ولكن التأثير المتبادل قائم .

فلبنان أمام استحقاق استكمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة خلال مهلة الـ 30 يوماً باقية، واذا لم يطبق الاتفاق سيكون البلد أمام تداعيات خطيرة واحتمال عودة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، وكل ذلك سيؤثر على الوضع الأمني.

كما أن التطورات في سورية سيكون لها تاثير على لبنان في ظل الخوف من عودة تحركات الجماعات الإسلامية المتشددة في البلدين.

وفي سورية، فضلاً عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية وتوسعة الدور الإسرائيلي، فهناك تحديات أمنية عديدة، ومنها كيفية معالجة المشكلة الكردية، وكذلك المخاوف من حصول توترات أمنية في مختلف المناطق السورية لأسباب عديدة.

تحديات الاقتصاد والإعمار

لبنان وسوريا عانا ويعانيان من أزمة اقتصادية كبيرة، وهما بحاجة إلى ورشة إصلاحية ودعم كبير. وكذلك البلدان بحاجة لإعادة الإعمار؛ فلبنان يعاني، بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، دماراً كبيراً، وسوريا عانت على مدار 13 عاماً من دمار كبير. كما توجد مشكلة عودة النازحين السوريين إلى بلدهم وكيفية تأمين الاحتياجات الأساسية لهم .

تحديات أُخرى

وهناك تحديات اخرى سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، يعاني منها البلدان، وخصوصاً في ظل الانقسام السياسي والخلافات العميقة وكيفية الخروج من آثار الحرب على مختلف المستويات.

كل هذه التحديات تجعل البلدان أمام تطورات مهمة خلال العام الجديد والمرحلة المقبلة، وجميع الاحتمالات واردة: فإما الذهاب إلى تسوريات وطنية وحلول للأزمات الكبرى، وإما الذهاب إلى المزيد من الصراعات السياسية والحزبية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والطائفية والأمنية .

وطبعاً هذه التطورات مرتبطة بما سيحصل على صعيد القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واحتمال شن إسرائيل هجوماً عسكرياً كبيراً على إيران، ومع ما سيُطرح خلال استلام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه في البيت الابيض والسياسة التي سيتبعها في المرحلة المقبلة.

فهل سيكون قرار حازم بوقف الحروب، أم ستعود الأزمات والحروب الى المنطقة كلها؟

وكيف سيواجه لبنان وسورية هذه التحديات؟