لبنان المنتظر عودة لودريان في مرحلة خطر أمني ومالي

تتسارع التطورات الامنية والعسكرية والمالية والسياسية في لبنان بوتيرة سريعة جداً تضع البلد أمام مخاطر كبيرة إذا لم يتم التوصل إلى حلول سريعة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقد شهد لبنان في المرحلة الاخيرة تطورات عديدة مفتوحة على كل الاحتمالات وأبرزها:

انتهاء ولاية الحاكم

انتهت ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والتي دامت 30 عاماً، وتسلم نوابه الإدارة المالية ضمن شروط معينة، الأمر الذي خفض، لبعض الوقت، المخاوف من تفاقم تدهور الوضعين المالي والنقدي، من دون أن يعني ذلك ضمان استمرار الوضع المالي الحالي المستقر نسبياً، مستقبلاً.

جولة لودريان

زار المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لبنان وقام بجولة استشارات ولقاءات جديدة مع الكتل النبايبة والقادة اللبنانيين بعد أن شارك في لقاء اللجنة الخماسية التي تتابع الوضع اللبناني والتي تضم ممثلين عن فرنسا وقطر ومصر والسعودية والولايات المتحدة في الدوحة، وقد أعلن لودريان خلال زيارته لبنان أنه سيدعو الأطراف اللبنانية إلى ورشات حوارية في أيلول/ سبتمبر المقبل، تحضيراً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

حوار حزب الله والتيار الوطني

عاد الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وسلم رئيس التيار جبران باسيل مطالبه للحزب للموافقة على اسم الرئيس، ومنها إقرار اللامركزية المالية والادارية الموسعة، وقانون الصندوق السيادي الذي سيدير أموال الغاز والنفط، والتي ستدخل الى لبنان إذا تأكد اكتشاف الغاز والنفط. هذا الحوار هو جدي ولا سيما بشأن الانتخابات الرئاسية، وعلى الأغلب أن يؤدي إلى سحب التيار تأييده وصول الوزير السابق جهاد ازعور الى موقع الرئاسة الاولى وهذا سيخلط الاوراق الداخلية.

انفجار أمن عين الحلوة

انفجر الوضع الأمني والعسكري أخيراً في مخيم عين الحلوة (جنوب مدينة صيدا) بين مجموعات إسلامية متطرفة وحركة “فتح” بعد اغتيال مسؤول الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي و4 من مرافقيه، وثمة مخاوف من احتمال انتقال التوتر الى خارج المخيم، زاد من حدة التوتر على اتساع البلد. وقد ربط البعض التوترات بزيارة مسؤول المخابرات الفلسطيني ماجد فرج إلى لبنان والحديث عن مطالب لنزع سلاح المخيمات وإضعاف المجموعات الإسلامية، وربط آخرون الأمر باجتماع القاهرة بشأن الانقسام الفلسطيني.

توتر جنوباً

في غضون ذلك استمرت أجواء التوتر على الحدود الجنوبية في ظل انتشار معلومات عن تهديدات إسرائيلية بالقيام بعمل عسكري يستهدف الخيمة التي نصبها حزب الله في مناطق حدودية، ورد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على التهديدات الإسرائيلية بأن الحزب سيرد على أي عمل عسكري بالقوة ولن يقف مكتوف الأيدي، وعلى الرغم من تسريب معلومات عن عدم موافقة الجيش الإسرائيلي على القيام بعمل عسكري لإزالة الخيمة، فإن الأوضاع على الحدود مستمرة بالتوتر.

مظاهر عنف اجتماعي

اتشرت مظاهر عنف اجتماعي في مختلف المناطق اللبنانية، من اعتداءات جنسية على الأطفال، وقيام بعض الرجال بقتل النساء، ورمي أطفال حديثي الولادة، وأحداث أمنية متفرقة في مختلف المناطق، وكل ذلك يؤكد هشاشة الأوضاع الاجتماعية والأمنية في لبنان.

حرق القرآن في السويد

ثمّة مخاوف جدية من تداعيات حرق نسخ من القران الكريم في السويد والدانمارك، وإمكانية حصول ردود فعل ضد سفارتي البلدين في لبنان، أو حصول ردود فعل في مناطق أخرى بعد تهديدات أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ضد حكومتي البلدين ودعوته للشباب المسلم للانتقام للقران الكريم في حال عدم اتخاذ الحكومات العربية والإسلامية خطوات عملية لوقف هذه الاعتداءات على المقدسات الدينية الإسلامية.

بانتظار لودريان

تلك هي صورة عن الواقع اللبناني السياسي والمالي والامني والعسكري والاجتماعي، والتي تؤكد أن لبنان يعيش مرحلة مخاض خطرة وهو ينتظر عودة المبعوث الفرنسي في أيلول/ سبتمبر المقبل، ونجاح الحوارات الثنائية للوصول الى تفاهم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفي حال لم تحقق هذه الحوارات أي نتيجة وفي حال لم يذهب اللبنانيون إلى ورشات حوارية برعاية إقليمية ودولية للوصول إلى تفاهم جديد، فإن الأوضاع ستشهد المزيد من التوترات في مختلف المجالات، وسيكون من الصعب الاستمرار في السيطرة على الاوضاع الداخلية.

وبانتظار أيلول/ سبتمبر المقبل سيبقى لبنان في مخاض صعب والله وحده الحامي.