طموحات أردوغان بعد فوز ترامب
فتح ترحيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفوز ” دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية الأميركية أمام طموحات أردوغان ومن خلفه الإدارة التركية لحسم بعض الملفات ذات الصلة بالعلاقات بين البلدين، والتي فشلت تركيا من إيجاد حلول لها في ظل حكم إدارة الرئيس جو بايدن خلال ولايته الحالية والتي تنتهي مطلع العام المقبل.
طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي: الملف المتعلق بالصناعات العسكرية المشتركة وفك الحظر الأميركي على بيع قطع الغيار والصواريخ المتطورة للطائرات الحربية الأميركية لتركيا، والملف المتعلق بالتنظيمات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية على الحدود الجنوبية لتركيا، وملف إيقاف الحرب الأوكرانية الروسية التي تحاول تركيا لعب دوراً كبيراً في وضع خطة لإنهائها وإرساء السلام بين هذين البلدين.
ملف الصناعات العسكرية
كانت الولايات المتحدة الأميركية في أواخر عهد حكم الرئيس دونالد ترامب قد فرضت عقوبات اقتصادية على تركيا لشراءها منظومة الدفاع الجوي الروسية S400، وتمثلت العقوبات بإخراج تركيا من مشروع الشراكة في صناعة الطائرات الشبحية من نوع F35 وإيقاف تزويدها بقطع الغيار والصواريخ للطائرات الحربية من نوع F16 الجيل الرابع.
وعلى الرغم من أن العقوبات أتت في أواخر عهد الرئيس ترامب، إلا أن إدارة بايدن اللاحقة قد نفذت قرار الحظر وفرض العقوبات، ورفضت التفاوض بشأن عودة تركيا لبرنامج التصنيع العسكري.
ويعد ملف عودة تركيا لبرنامج التصنيع الأميركي الملف الأبرز على طاولة الرئيسين أردوغان وترامب فور تسلمه مفاتيح البيت الأبيض. وعلى الرغم من تصويت الكونغرس الأميركي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بالسماح لتركيا بشراء طائرات حربية أميركية من الجيل الخامس، إلا أن العقوبات مازالت مستمرة على حصولها على قطع الغيار والصواريخ المتطورة لأسطولها من نوع F16 الجيل الرابع، وما تبحث عنه تركيا هو رفع العقوبات على حظر تزويدها قطع الغيار كملف مرافق لملف إعادة اشتراك تركيا في ملف التصنيع العسكري.
التنظيمات الإرهابية
أحيت تصريحات لترامب في ظل ولايته السابقة بشأن نيته سحب القوات الأميركية من سورية، الأمال لدى الإدارة التركية التي ترى في عودته إلى البيت الأبيض إمكانية لتنفيذ نواياه السابقة، والسماح لتركيا بالتدخل والقضاء على التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب التركية، ولا سيما قوات سورية الديمقراطية (قسد)، والتي تعتبرها أنقرة أنها تشكل خطراً على أمنها القومي.
تلك الآمال تفسرها تصريحات أردوغان منذ إعلان فوز إدارة الرئيس ترامب لرئاسة أميركا، أكثر من مرة بشأن مناقشة إنسحاب الجيش الأميركي من سورية مع الرئيس القادم ترامب واستعداد تركيا للعب دوراً مهماً في القضاء على التنظيمات الإرهابية ومكافحة تنظيم داعش فور خروج الجيش الأميركي.
وكان أردوغان قد اتهم بايدن أكثر من مرة خلال السنوات الماضية بدعم تلك التنظيمات الإرهابية المتمثلة بحزب العمال الكردستاني و”قسد” اللذان يشكلان خطراً على أمن واستقرار تركيا بحسب الرئيس التركي.
ويرى الباحث السياسي عبد الكريم اليوسف في تصريح لموقع “التقرير العربي”، أن نية ترامب في خروج قواته من سورية والتصريحات التركية التي تبدي استعدادها للتدخل العسكري شرق سورية والحفاظ على مكافحة التنظيمات المتطرفة، قد تحقق نوعاً من التقارب السياسي بين تركيا والولايات المتحدة، وهو ما تراهن عليه الحكومة التركية بعد وصول ترامب إلى السلطة.
الحرب الروسية الأوكرانية
يعد إيقاف الحرب الأوكرانية أحد أهم وعود ترامب الانتخابية، والذي أكد أنه سيعمل على الحيلولة دون اندلاع الحرب العالمية الثالثة. هذا الوعد يمثل نقيضاً لإستراتيجية الإدارة بايدن التي وضعت هزيمة روسيا هدفاً واضحًا تسعى إلى تحقيقه بكل صرامة.
ويرى الباحث السياسي التركي كمال يلدز، أن رؤية ترامب تتلاقى مع رغبة تركيا التي تعمل عليها منذ اندلاع الصراع، في وقف الحرب وإحلال السلام عبر المفاوضات.
ويضيف يلدز، إلى أن السياسة التركية اتخذت منذ البداية موقفًا متوازناً من الطرفين، إذ احتفظت بعلاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف، وعملت على منع تحول البحر الأسود إلى “شرق أوسط” جديد، على حد تعبير مسؤولين أتراك.
لذا فالمخاوف التركية الإستراتيجية المشروعة من ديمومة الحرب واتساع نطاقها بسبب موقعها الجغرافي لن يبددها إلا وقف صارم لها، وهو ما يمكن أن يحققه ترامب.
طموحات وآمال
الطموحات التركية تبقى مجرد طموحات في تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من وراء وصول ترامب إلى البيت الأبيض يراهن عليها أردوغان، وهو ما يؤكده العديد من الباحثين السياسيين أنها لا تتعدى مجرد آمال في انتظار ترجمتها على الواقع، وهي مرهونة بقدرة باستعداده للتعاون وتغيير سياسة تعامل الإدارة الجديدة مع تركيا.