تداعيات غزة على لبنان والسيناريوهات المتوقعة

لا تزال الحرب على قطاع غزة وتداعياتها الإقليمية، وخصوصاً على الجبهة الجنوبية اللبنانية، محور اهتمام الأوساط الدبلوماسية والسياسية ومراكز الدراسات والأبحاث الغربية والإسرائيلية.

فما هي الاحتمالات المتوقعة للحرب على قطاع غزة في المرحلة المقبلة على ضوء التطورات الميدانية، وبعد نجاح الجيش الاسرائيلي بتحرير 4 أسرى وتنفيذ مجزرة رهيبة في مخيم النصيرات؟ وما هو مصير خطة الرئيس الأميركي جو بايدن للعودة إلى المفاوضات؟ وما هي الانعاكاسات والسيناريوهات المتوقعة على الجبهة الجنوبية اللبنانية.

مفاوضات وتصعيد

على رغم كثيرة المشاريع لوقف اطلاق النار في غزة وآخرها الخطة التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن على أنها خطة إسرائيلية، لا يبدو حتى الآن أن هذه المشاريع ستصل إلى نتيجة إيجابية في ظل رفض المسؤولين الإسرائيليين الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار أو إنهاء الحرب، وفي ظل الخلافات الإسرائيلية بشأن الخطة، وعدم استعمال الإدارة الأميركية الضغوط الجدية لتطبيق خطة بايدن الإسرائيلية، بل على العكس، يتم استعمال هذه الخطة للضغط على حركة حماس وقوى المقاومة للقبول بالشروط الإسرائيلية.

وقد جاء حدث تحرير 4 أسرى اسرائيليين في منطقة النصيرات بعد ارتكاب مجزرة رهيبة راح ضحيتها نحو 1000 من أبناء المخيم، غالبيتهم من النساء والأطفال، ليزيد من غموض المشهد في غزة ، ومن غير الواضح إذا كنا سنذهب الى كان الاتجاه هو نحو وقف إطلاق النار أو المزيد من التصعيد الميداني.

احتمالات التصعيد  إقليمياً

في ظل الغموض الحاصل على جبهة غزة فإن الأوضاع على الجبهة الجنوبية تزداد صعوبة، إذ شهدت الأيام الأخيرة المزيد من التصعيد الميداني من الجانب الإسرائيلي ومن جانب قوى المقاومة، وبرزت تهديدات ومعلومات من عدة مصادر عربية وغربية عن احتمال توسع دائرة الهجمات والذهاب إلى عملية عسكرية واسعة أو إلى حرب شاملة قد تتطور إلى حرب اقليمية في المنطقة.

وطالما ان الحرب في غزة مستمرة فهذا يعني ان التصعيد مستمر على الجبهة الجنوبية وعلى كل جبهات المساندة وسنشهد المزيد من التطورات الخطيرة .

السيناريوهات المتوقعة

1 – احتمال الوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وهذا سيتمدد إلى جبهة جنوب لبنان وفقاً للخطة التي وضعها المبعوث الأميركي الرئاسي آموس هوكستاين وكذلك الخطة الفرنسية الشبيهة بخطة هوكستاين.

2 – قد لا يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى وقفه في جنوب لبنان، بل أن يستغل الجيش الإسرائيلي الهدوء في غزة لشن عملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان، وهذا احتمال ضعيف لكنه غير مستبعد.

3 – عدم الوصول إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبالتالي مشاهدة المزيد من التصعيد على الجبهة الجنوبية، وجبهات المساندة الأخرى، لكن من دون الوصول إلى حرب شاملة  وهذا الاحتمال هو الأقوى  حالياً.

4 – التحول من حرب استنزاف إلى حرب شاملة في قطاع غزة وفي كل المنطقة وهذا الاحتمال غير مستبعد وإن كان أقل إمكانية لأن لا أحد في المنطقة وعلى الصعيد الأقليمي والدولي يريد ذلك، إلا إذا قررت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيمين نتنياهو الذهاب إلى هذا الخيار، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة.

في المحصلة نحن أمام مرحلة دقيقة في الحرب على قطاع غزة بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدئها وجميع الاحتمالات واردة واحتمال توسع الحرب لم يعد مستبعداً بل هو أكثر واقعية اليوم والجميع يستعد لذلك.