خلفية عامّة

منذ سنة 2300 قبل الميلاد، نمت واحدة من أهم حضارات العالم، مستفيدة من الخيرات التي يقدمها نهر النيل الذي يفيض سنوياً تاركاً تربة شديدة الخصوبة، وطبيعة صحراوية من الشرق والغرب، تحول دون سهولة وصول الغزاة.. اليوم اسمها مصر، أكبر دولة عربية وقوة إقليمية تحتفظ بمحوريتها على الرغم من كل التحديات الداخلية والخارجية.
وعلى مر العصور والحكّام، لم تفقد هذه البلد قيمتها، بدءاً بالفراعنة، مروراً بالفرس سنة 341 قبل الميلاد، ثم اليونانيين، فالرومان، والبيزنطيين، وأخيراً العرب الذين أدخلوا الإسلام واللغة العربية في القرن السابع الميلادي. وبينما حُكمت مصر من المماليك، من غير العرب، سنة 1250، والعثمانيين سنة 1517، وبعدهم البريطانيين، ولفترة وجيزة الفرنسيين خلال حملة نابليون (1798 – 1801)، إلا أن لسان مصر عربياً حتى اليوم.
في سنة 1869، امتلكت مصر واحداً من أهم الممرات المائية الدولية بافتتاح قناة السويس التي صممها الفرنسيون، لكن بناها البريطانيون الذين سيطروا عملياً على الحكومة المصرية في سنة 1882 حفاظاً على استثمارهم ، على الرغم من أن ولاء مصر بقي للسلطنة العثمانية حتى هزيمتها في مصر سنة 1914 أمام الجيوش البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى.

الاستقلال وثورة الضباط الأحرار

حازت مصر استقلالاً جزئياً عن بريطانيا في سنة 1922، لكن بقي ولاء حُكامها لبريطانيا، قبل أن تنال استقلالاً ناجزاً سنة 1952، على أن التغيير السياسي الحقيقي بدأ بعد ثورة الضباط الأحرار في 23 تموز / يوليو 1952، وإعلان مصر نظاماً جمهورياً في 18 حزيران / يونيو 1953، وإلغاء النظام الملكي، وكان أول رئيس هو اللواء محمد نجيب، الذي استقال في سنة 1954 ليخلفه جمال عبد الناصر.

جلاء الاستعمار وحرب السويس ونظام اشتراكي

وفي سنة 1956 جلى الجيش البريطاني نهائياً عن الأراضي المصرية، وفي السنة نفسها أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، لتشن كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل حرباً ثلاثية على مصر. حكم عبد الناصر مصر، في إطار نظام قومي اشتراكي، حتى وفاته سنة 1970، ومن أهم إنجازاته بناء السد العالي الذي اكتمل في سنة 1968، بعد 8 سنوات من وضع حجر الأساس وسنة على هزيمة الجيوش العربية أمام الجيش الإسرائيلي في 5 حزيران / يونيو 1967. خلال حكم جمال عبد الناصر، قادت مصر العرب، وكانت من مؤسسي حركة عدم الانحياز، ولبعت دوراً إقليمياً ودولياً مهماً.

وفاة ناصر وتولي السادات الحكم حتى اغتياله

بعد وفاة عبد الناصر، تولى محمد أنور السادات الحكم، وفي سنة 1973، خاضت مصر تحت أمرته، مع سورية بأمرة حافظ الأسد حرب تشرين الأول / أكتوبر. وفي 19 تشرين الثاني / نوفمبر 1977، فاجأ السادات العالم بزيارته القدس وإلقائه كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي. وفي 17 أيلول / سبتمبر 1978، وفي إثر 12 يوماً من المفاوضات السرية في كامب ديفيد، وقّع السادات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحيم بيغن اتفاق سلام بات يُعرف باتفاق كامب ديفيد الذي استعادت مصر بموجبه صحراء سيناء، في مقابل سلام كامل مع إسرائيل. كما حوّل السادات النظام الاقتصادي من اشتراكي إلى رأسمالي، وباشر في خصخصة القطاع العام.

مبارك رئيساً بعد اغتيال السادات

بقي السادات في الحكم حتى 6 تشرين الأول 1981 حين اغتاله مجموعة من الضباط، خلال احتفال بحرب 1973، بقيادة الملازم أول خالد الإسلامبولي الذي أُعدم رمياً بالرصاص في نيسان / أبريل 1982.
بعد اغتيال السادات تولى منصب الرئيس مؤقتاً رئيس مجلس الشعب (البرلمان) صوفي أبو طالب بين 6 و14 تشرين الأول / أوكتوبر 1981، ثم تم اختيار محمد حسني مبارك رئيساً أصيلاً، والذي استكمل خصصخة القطاع العام، وبقي في منصبه حتى اندلاع ثورة كانون الثاني / يناير 2011، وأُجبر على التنحي في 11 شباط / فبراير، بعد احتجاجات عنيفة واعتصام حاشد في ميدان التحرير، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية، وعلى الفساد الذي استشرى في البلد الذي حكمه عملياً مجموعة صغيرة من المتمولين والنافذين الذين هيمنوا على الاقتصاد.

سقوط مبارك وتعثر الإخوان

بعد استقالة مبارك، تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم بين ١٢ شباط / فبراير ٢٠١١ و٢٩ حزيران / يونيو ٢٠١٢، وأشرف على أول انتخابات رئاسية حقيقية في مصر، فاز فيها القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والأكاديمي محمد مرسي الذي بقي في هذا المنصب من 30 حيزران / يونيو 2012 حتى 3 تموز / يوليو 2013، حين أطاحت بها تظاهرات حاشدة، مدعومة من الجيش الذي اصطدم مع جماعة الإخوان المسلمين، وسيطر لاحقاً على القصر الجمهوري، واعتقل مرسي الذي توفي داخل سجنه في 17 حزيران / يونيو 2019.
بعد عزل محمد مُرسي، عُين رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور في 3 تموز / يوليو 2013 رئيساً في مرحلة انتقالية انتهت في 8 حزيران / يونيو 2014.

مصر ما بعد يناير 2011

انتخب عبد الفتاح السيسي رئيساً سادساً لمصر، أول مرة في الانتخابات التي جرت بين 26 و28 أيار / مايو 2014، وتولى السلطة رسمياً في 8 حزيران / يونيو. وأعيد انتخابه لولاية ثانية في انتخابات جرت في 16 و17 و18 آذار مارس 2018.

النظام السياسي

جمهورية رئاسية

رئيس الدولة: عبد الفتاح السيسي
رئيس مجلس الشعب (البرلمان): حنفي جبالي
رئيس الحكومة: مصطفى مدبولي
العاصمة: القاهرة

معلومات جغرافية

شمال أفريقيا، يحدّها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق البحر الأحمر، ومن الجنوب السودان، ومن الغرب ليبيا، ومن الشمال الشرقي قطاع غزة وإسرائيل.

1,001,450

كلم2

المساحة

995,450

كلم2

مساحة اليابسة

6000

كلم2

مساحة المياه

المناخ

صحراوي حار صيفاً، ومعتدل شتاء.

الموارد الطبيعية

النفط؛ الغاز الطبيعي؛ خام الحديد؛ فوسفات؛ منغنيز، حجر كلسي؛ الجبس؛ الطلق؛ الإسبيستوس؛ الرصاص؛ زنك؛ عناصر نادرة.

معلومات اقتصادية

تقع مصر شمال شرق القارة الأفريقية، ويتوسط أراضيها وادي النيل ذو التربة الخصبة، حيث يجري معظم النشاط الاقتصادي.
وعلى الرغم من الإمكانات الكبيرة للاقتصاد المصري، إلا أن الفساد الذي عمّ البلد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، والعشرية الأولى من القرن الحالي، وتحكم قلّة بالثروة، تسبب بانتشار الفقر على نطاق واسع في بلد هو الأكبر سكانياً في المنطقة العربية، وتسبب بثورة كانون الثاني / يناير 2011.
اختار الرئيس جمال عبد الناصر منذ توليه الحكم وحتى وفاته النظام الإشتراكي، وتمكن نظامه من إيجاد قاعدة صناعية ضخمة، مع اهتمام بالزراعة، ولكن المجهود الحربي للنظام أثر على مستوى المعيشة، وبعد تولي أنور السادات السلطة، باشر في خصخصة الاقتصاد، في عملية تواصلت بعد مقتله وتولي حسني مبارك الحكم، لكن تفكيك القطاع العام المنتج، ذهب إلى قلّة من النافذين، الأمر الذي فاقم الوضع المعيشي.
بعد تولي عبد الفتاح السيسي الحكم، تدفقت مساعدات خليجية إلى مصر، لكن في الربع الأخير من سنة 2016 ، تضاءلت المساعدات الخليجية، وحصل نقص شديد في العملة الصعبة، الأمر الذي دفع الحكومة إلى اللجوء لصندوق النقد الدولي طالبة برنامج قرض مدته 3 سنوات بقيمة 12 مليار دولار، مقابل تعويم العملة الوطنية وفرض ضرائب جديدة، ورفع الدعم عن الطاقة، الأمر الذي أحدث نسبة تضخم بلغت 30% في سنة 2017. هذه الإجراءات القاسية جذبت الاستثمار الأجنبي في أذون الخزانة المصرية ذات الفائدة المرتفعة بشكل كبير، فتوفرت العملة الصعبة وازدادت احتياطيات البنك المركزي، لكن لم تستطع الحكومة جذب استثمارات أجنبية ومحلية في التصنيع والقطاعات الأخرى، مع ضعف الجهد المطلوب لتنفيذ مجموعة من الإصلاحات. ويبقى اكتشافات الغاز الطبيعي قبالة سواحل مصر على البحر الأبيض المتوسط هو الأمل الأكبر في تعديل كفة الميزان الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات.

الناتج المحلي الإجمالي

تعادل القوة الشرائية (تقديرات 2022)

1,223,040

مليار دولار

الناتج المحلي الإجمالي للفرد

تعادل القوة الشرائية (تقديرات 2018)

12,000

دولار

القطاعات الاقتصادية

الأقمشة؛ الأغذية المعلبة؛ الصناعة السياحية؛ المنتجات الكيميائية؛ المنتجات الدوائية؛ الهيدروكربونات؛ الإنشاءات؛ الإسمنت؛ المعادن؛ الصناعات الخفيفة والغذائية والصناعات التركيبية.

المنتجات الزراعية

قصب السكر؛ الشمندر السكري؛ القمح؛ الذرة؛ الطماطم؛ الأرز؛ البطاطس؛ البرتقال؛ البصل؛ الحليب.

الصادرات

أغذية وحيوانات حيّة؛ مشروبات وتبغ؛ مواد خام؛ مواد كيماوية؛ مكائن ومعدات نقل.

40,1

مليار دولار

الشركاء

(تقديرات 2019)

الولايات المتحدة (9%)؛ الإمارات العربية المتحدة (6%)؛ إيطاليا(6%)؛ تركيا (6%)؛ المملكة العربية السعودية (6%)؛ الهند(5%).

الواردات

أغذية وحيوانات حيّة؛ مشروبات وتبغ؛ وقود؛ مواد كيماوية؛ مكائن ومعدات نقل.

72,48

مليار دولار

الشركاء

(تقديرات 2019)

الصين (15%)؛ روسيا (7%)؛ الولايات المتحدة (6%)؛ المملكة العربية السعودية (6%)؛ ألمانيا (5%)؛ تركيا (5%).

السكان والمجتمع

107.770

مليون نسمة

تعداد السكان

تقديرات 2022

النمو السكاني

تقديرات 2022

الأصل العرقي

مصريون عرب.

اللغات

: العربية (الرسمية)؛ الإنكليزية والفرنسية (مفهومة من قبل المتعلمين والمثقفين).

الانتماءات الدينية

مسلمون؛ مسيحيون.

سكان الحضر

من إجمالي السكان (تقديرات 2022)
معدل التحضر: 1.9٪ معدل التغير السنوي (تقديرات 2020-25)