في سنة 1920 رسم الفرنسيون حدود لبنان بعد أن ضمت إليه مناطق كانت تابعة لولايات عثمانية وفيها أكثرية مسلمة، فبات الكيان السياسي الوليد عبارة عن تجمعات ذات أصول دينية وطائفية متعددة، كان يُفترض أن تنصهر كي تكوِّن وطناً لمواطنين متعددي الهويات الدينية لكي تجمعهم هوية وطنية هي لبنان، الذي حصل على استقلاله في سنة 1943، لكن من دون أن يصل الانصهار فيه إلى حد تشكيل هوية وطنية عابرة للانتماءات الدينية والطائفية. فالطائفية مثلت عنصراً أساسياً في الحياة السياسية اللبنانية.

كما أنّ مجاورته لسورية، أثرت تاريخياً على سياسات لبنان الخارجية والداخلية، وقد احتل جيشها لبنان من سنة 1976 حتى 2005، حيث انسحب بعد الهبّة الشعبية المطالبة برحيله في إثر اغتيال رئيس الوزراء السنّي رفيق الحريري.
قلب هذا الاغتيال الخارطة السياسية في لبنان، وأثّر في التوازنات في لبنان والمنطقة. فبعد الاغتيال بأسابيع، انسحب الجيش السوري من لبنان ووُضعت نهاية لوصاية النظام السوري الذي كان يدير التوازنات بين الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية، لكنّ كانت قد تأسّست وصاية أخرى قادها "حزب الله" وحلفائه للامساك بمفاصل الدولة أمنياً وسياسياً.
وحزب الله هو حزب سياسي – عسرري لبناني، كبير جداً وله شعبية داخل الطائفة الشيعية، ويمتلك قدرات تسليحية ومهارية تفوق القوات المسلحة الرسمية، فضلاً عن قدرات استخباراتية ومالية.
في سنة 2011، أي بعد 6 سنوات من الانسحاب السوري من لبنان، اندلعت الثورة السورية، وتدخل "حزب الله" عسكرياً لمساندة نظام بشار الأسد، فكانت بداية انفلاش نفوذ الحزب خارج الحدود اللبنانية وصولاً إلى العراق والبحرين والكويت واليمن وغيرها من الدول.
هذا الانفلاش أثر سلباً في العلاقات اللبنانية – العربية، وخصوصاً علاقة لبنان مع دول الخليج العربي (الداعم الرئيسي للبنان)، فتوقفت المساعدات العربية وصُنّف "حزب الله" منظمة إرهابية، ومُنع السياح الخليجيين من زيارة لبنان فتضرّر الاقتصاد اللبناني.