انتخابات الائتلاف السوري تقاسم للمناصب والمايسترو تركي

أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في الائتلاف الوطني السوري المعارض في 12 أيلول/ سبتمبر، انتخاب هادي البحرة رئيساً للائتلاف في دورته الـ 68 التي جرت في مقر الائتلاف في مدينة اسطنبول التركية.

الانتخابات على مقعد رئاسة الائتلاف جرت في ظل انقسامات حادة وصراع سياسي بين مكونات الائتلاف، وسط رغبة تركية بانتخاب هادي البحرة رئيساً، خلافاً لرغبة تيار الإخوان المسلمين، أكبر مكونات الائتلاف.

رغبة تركية وإرادة الدولية

يرى الباحث السياسي وائل علوان في تصريح لـ “موقع التقرير العربي”، أن التقاء الرغبة التركية مع مجموعة واسعة من كتل الائتلاف دفع إلى انتخاب ” البحرة رئيساً للائتلاف الوطني وذلك بعد عقد تسوية مع الكتل الرافضة لانتخابه، وخصوصاً تلك التي تدور في فلك الإخوان المسلمين التي كانت ترغب في انتخاب هيثم رحمة.

ويضيف علوان، أن الاجتماع الذي جرى بين شخصيات من المعارضة السورية مع مسؤولين في وزارة الخارجية التركية، والذي سبق الانتخابات بيومين، أبدى فيه المسؤولون الأتراك رغبتهم في انتخاب البحرة توافقياً، ومن دون أي تصادم بين كتل الائتلاف.

ويشير علوان إلى أن التسوية التي حصلت داخل الائتلاف الوطني والتقت مع الرغبة التركية، مكنت البحرة من حصد مقعد الرئاسة في مقابل الإبقاء على منصب الأمانة العامة بيد الإخوان المسلمين، بتجديد انتخاب رحمة لشغل مقعد الأمانة العامة، مع اجراء تعديل على منصب نائب الرئيس بإضافة مقعد نائب ثالث يشغله امرأة إرضاء لجميع كتل الائتلاف.

تقاسم برضى الإخوان

المحلل السياسي حميد بعاج قال لـ “موقع التقرير العربي”، إن انتخاب البحرة جاء نتيجة إدارته الجيدة من وجهة نظر الروس والأتراك والأميركيين لملف التفاوض مع النظام السوري.

ويشرح بعاج وجهة نظره بالقول إنه بعد مرور 4 سنوات على إطلاق مسار اللجنة الدستورية، وعلى الرغم من عدم تحقيقها أي تقدم خلال جولاتها التسعة التي تم عقدها، إلا أن البحرة وفريقه هم من أشد المتمسكين باستمرار هذا المسار، ويتلاقى ذلك مع رغبة الأطراف الضامنة للحوار، في، المرحلة المقبلة وجود شخصية مثل هادي البحرة على رأس هرم السلطة في المعارضة السورية.

ويشير بعاج، إلى أن ما يُشاع عن أن انتخاب البحرة هو إقصاء للإخوان المسلمين غير صحيح، لأن تيار الإخوان هو من جاء بالبحرة، كون الإخوان يسيطرون، بشكل أو بآخر، على معظم الأصوات في الهيئة الناخبة للائتلاف، وعلى الرغم من خلاف الإخوان مع المجموعةا المعروفة ب، “جي 4” (G4)التي ينتمي أليها البحرة، إلى جانب عبد الرحمن مصطفى وبدر جاموس وأنس العبدة وعبد الأحد اصطيفوا,

نتائج الانتخاب

جاءت نتائج الدورة 68، وفق التالي: حصل هادي البحرة على 65 صوتاً من أصل أصوات 79 عضوا شاركوا بالتصويت، فيما يبلغ عدد أعضاء الائتلاف 80 عضواً.

ونال رحمة، في جولة انتخاب الأمين العام، على 59 صوتاً، كما انتخب كل من عبد المجيد بركات، وديما موسى، وعبد الحكيم بشار، نوابا للرئيس بحصولهم على 62 و61 و66 صوتا على التوالي.

كما جرت انتخابات الهيئة السياسية للائتلاف المكونة من 19 عضواً، وتمكن من الفوز بها كل من محمد بهجت أتاسي، ومنذر سراس، ومحمد علي عيسى، ومحمد فاروق طيفور، وعبد الله كدو، وزهير محمد، وعبد الباسط عبد اللطيف.

وكذلك فاز بعضوية الهيئة كل من: أحمد سيد يوسف، وأحمد بكورة، وسالم المسلط، وأنس العبدة، ومحمد قداح، وجهاد مرعي، ومحمد سليم الخطيب، وعبد الأحد اصطيفوا، وعبد الناصر حسو، وعلي ملحم، وبسمة محمد، ونزيهة أكدنيز.